الجزيرة:
2025-03-01@02:41:39 GMT

لا خيارات لسكان غزة.. الهروب من الموت وإليه

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

لا خيارات لسكان غزة.. الهروب من الموت وإليه

غزة – "وين نروح.. الرب واحد والعمر واحد"، لم تتردد آمنة مروان وهي تقول تلك الكلمات لتبرير تمسكها بمنزلها في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ورفضها وأسرتها النزوح، تحت ضغط ما وصفته بإرهاب وتهديد الاحتلال الإسرائيلي لسكان شمال القطاع بالإخلاء والتوجه إلى نصفه الجنوبي.

وفي ما كانت الخشية على حياتهم دافعا لآلاف سكان مدينة غزة، ومدن بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا وغيرها من مناطق شمال القطاع، للنزوح نحو الجنوب، فإن آخرين لا يمكن حصرهم بدقة، كان قرارهم التشبث بمنازلهم، صمودا أو لعدم وجود مكان محدد ولائق يلجؤون إليه.

تقول آمنة (46 عاما) للجزيرة نت "ليس لنا أقارب أو معارف وأصدقاء في جنوب القطاع، ولا أقبل لنفسي ولأسرتي حياة الذل في مراكز الإيواء، حيث لا خصوصية للنساء، ولا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة، وفوق كل ذلك لاحقت الصواريخ النازحين داخل هذه المراكز".

وتشير آمنة بحديثها إلى تكرار استهداف النازحين من قبل الاحتلال بعمليات قصف جوي ومدفعي، نالت منهم على مداخل المستشفيات، وفي مراكز إيواء داخل مدارس تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أو في محيطها، وتسببت في سقوط شهداء وجرحى.


الموت بكرامة

بالنسبة لآمنة وأسرتها، فإن "الموت بكرامة في منزلهم أفضل ألف مرة من الموت في مراكز الإيواء، أو على الطرقات"، خلال محاولة النزوح، مثلما حدث خلال الساعات الماضية مع نازحين على شارع الرشيد الساحلي، وقد مزقتهم نيران الاحتلال إلى أشلاء متناثرة.

وفي حين تغلق دبابات وآليات إسرائيلية وسط شارع صلاح الدين المؤدي إلى مدينة غزة من الناحية الجنوبية، فإنها تسيطر بقوة النيران على شارع الرشيد، وهما الشارعان الرئيسيان اللذان يربطان شمال القطاع بجنوبه، والحركة عليهما مجازفة محفوفة بخطر الموت.

وشهد مخيم جباليا، حيث تقطن آمنة وأسرتها، مجازر مروعة هي الأعنف والأشد دموية، حيث دمرت غارات جوية إسرائيلية، في ليلة واحدة قبل بضعة أيام، مربعات سكنية بأكملها، تضم عشرات المنازل التي دمرت فوق رؤوس ساكنيها، وأسفرت -بحسب أرقام رسمية لوزارة الصحة- عن أكثر من ألف شهيد وجريح.

وتدحض مجازر مخيم جباليا، وغيرها من جرائم القتل في مدينة غزة وشمالها، مزاعم وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر -الثلاثاء الماضي- بأن "عدد الضحايا المدنيين في غزة بدأ في الانخفاض بعد مغادرة 90% من المدنيين شمال القطاع".

ولا تخفي آمنة حالة الخوف الشديدة التي تتملكها وأفراد أسرتها في البناية نفسها، وتضم 50 فردا جلهم من الأطفال والنساء. وعن أكثر اللحظات رعبا، تقول إن تدمير منزل عمة زوجها المجاور لهم، جراء غارة جوية لم ينج منها سوى العمة وزوجها، واستشهد 21 آخرين، "شعرت مع هذه الغارة أن الموت يحوم فوق رؤوسنا".

وتعاني هذه الأسرة الكبيرة، كما غيرها من الأسر والعائلات التي تمسكت بالبقاء في منازلها في شمال القطاع، في توفير ضروريات الحياة اليومية من الطعام والمياه، في حين تتحول المنازل ليلا إلى ما يشبه القبور المظلمة جراء الانقطاع التام للكهرباء منذ اندلاع الحرب، وتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة لنفاد الوقود.

وتقول آمنة "نعيش واقعا مأساويا من دون كهرباء، كما نفد غاز الطهي، ولا يتوفر لدينا يوميا سوى القليل من الطعام والمياه، نأكل وجبة طعام واحدة يوميا لا تحتاج لطهي بالغاز، ونحصل على كمية قليلة من المياه من بئر خاصة يمتلكها أحد الجيران".


هروب من الموت وإليه

مع اشتداد حدة الغارات الجوية، والجرائم المتلاحقة التي زادت وتيرتها مع إعلان إسرائيل عن دخول حربها على غزة المرحلة الثانية والعمليات البرية، تقطعت السبل بـ"أم مريم" وأسرتها، وهم من حملة الجنسية البلجيكية، التي ظلت لآخر لحظة ترفض إخلاء منزلها في حي النصر بمدينة غزة.

وتقول "أم مريم" للجزيرة نت -والخوف جعلها تتمسك برفض ذكر اسمها كاملا- "أشعر أن روحي تخرج مني ببطء، لم أعد قادرة على تحمل المزيد من مشاهد القتل والتدمير، الموت يقترب مني ومن أسرتي وأطفالي، وقررنا المغادرة، ولكن كيف؟، لا نعلم، وقد فصل الاحتلال الشمال عن الجنوب".

ولا تستطيع أم مريم وأمثالها من مزدوجي الجنسية الوصول حاليا وبأمان من مدينة غزة وشمالها إلى جنوب القطاع، حيث معبر رفح البري مع مصر، المنفذ الوحيد لهم على العالم الخارجي.

وتمكن مئات من الأجانب ومزدوجي الجنسية من مغادرة غزة عبر معبر رفح، بموجب اتفاق ثلاثي بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، وهؤلاء هم ممن نزحوا مبكرا من منازلهم.


مزاعم وأكاذيب

في هذا السياق، يشكك رئيس "المكتب الإعلامي الحكومي" في غزة سلامة معروف، في الأرقام الصادرة عن دولة الاحتلال بشأن أعداد النازحين من منازلهم في شمال القطاع نحو جنوبه، ويقول إن "الأرقام متغيرة لحظة بلحظة، وفي حين ينزح بعضهم نحو مدن الجنوب هربا من جرائم الاحتلال، فإن هناك من يجازف للعودة".

ويضيف للجزيرة نت، أن جرائم الاحتلال في مدينة غزة وشمالها تسفر عن ارتقاء المئات من الشهداء والجرحى، ممن تستهدفهم الغارات الجوية داخل منازلهم، وكذلك في الشوارع وعلى مداخل المستشفيات وفي محيطها، وداخل مراكز الإيواء.

وبحسب معروف، فإن 110 مركز إيواء في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع تضم أكثر من 400 ألف نازح، فضلا عن نحو 60 ألف نازح في مستشفى الشفاء، وأكثر من 12 ألف نازح في مستشفى القدس التابعة في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، وآلاف النازحين في المستشفى الأندونيسي في شمال القطاع.

كما أن المنازل التي تدمر على رؤوس ساكنيها في أحياء مدينة غزة، ومخيمات اللاجئين في المدينة ومناطق شمال القطاع، تدلل على كذب مزاعم الاحتلال، بل تؤكد أن هدفه هو ارتكاب المجازر ورفع فاتورة الدم والدمار، لإرهاب الناس وإجبارهم ودفعهم لإخلاء منازلهم والنزوح جنوبا، وفقا لتأكيد معروف.

في الوقت نفسه، يصف معروف الاحتلال بالغباء لتزامن إرهابه لسكان الشمال، مع استهدفه بالقصف الجوي والمدفعي لشارع الرشيد، الوحيد الذي يمكن للراغبين بالنزوح سلوكه للوصول إلى جنوب القطاع، الأمر الذي أوقع شهداء وجرحى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شمال القطاع مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها

يمانيون../ في غمرة غطرسته يواصل الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم التاسع والثلاثين على التوالي مخلفا 27 شهيداً وعشرات الإصابات، ودمار واسع في البنية التحتية والممتلكات.

ووفق وسائل إعلام فلسطينية، أصيب يوم أمس الخميس طبيب وسيدة برصاص الاحتلال في جنين، حيث أصيب الطبيب بالرصاص الحي في القدم في منطقة حي الزهراء، كما أصيبت سيدة بالرصاص الحي في مخيم جنين خلال محاولتها الوصول إلى منزلها ونقل أغراض خاصة منه.

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص بشكل مباشر تجاه طاقم الإسعاف الذي حاول الوصول للسيدة المصابة ونقلها.

وواصل الاحتلال تحركاته بالدبابات في أطراف مخيم جنين وفي عدة أحياء منه، كما أغلق عدة طرق في حي الهدف، واعتقل الاحتلال مواطنا على دوار الجلبوني في مدينة جنين.

كما دمرت قوات الاحتلال خط المياه الرئيسي في بئر السعادة في جنين، وذلك بعد إعادة طواقم بلدية ومحافظة جنين تأهيله ما أدى لقطع المياه عن عدة أحياء في المدينة.

وبحسب التقديرات فإن خسائر مدينة جنين اليومية تصل إلى 20 مليون شيقل بسبب استمرار العدوان وإغلاق الحواجز المحيطة بالمدنية ومنع الأهالي من أراضي الـ48 من الوصول إلى المدينة.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” أعلنت أن الضفة الغربية تعاني من تبعات الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن الاحتلال قتل 50 مواطناً في 5 أسابيع.

ويستمر الاحتلال في حرق منازل داخل مخيم جنين وجرف طرق وتوسيع طرق أخرى، كما يستمر جنود الاحتلال في منع وملاحقة المواطنين الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم لأخذ مستلزماتهم الضرورية كالملابس والأغطية خاصة في ظل الظروف الجوية الباردة واقتراب شهر رمضان المبارك.

ويمنع الاحتلال الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار، والخراب داخله وتغطية ممارسات الاحتلال بحق المواطنين فيه.

كما يحاول الاحتلال تغير جغرافية المخيم من خلال فتح طرق جديدة داخله وإغلاق طرق أخرى، في وقت يواصل فيه الاحتلال عمليات حفر داخل المخيم تصل إلى عمق 3 أمتار.

ويواصل الاحتلال الاستيلاء على عدد من منازل المواطنين وتحويلها لثكنات عسكرية، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، كما يستمر انقطاع المياه عن عدد من أحياء المدينة بسبب تجريف الاحتلال للطرقات وشبكات المياه، وصعوبة عمل الطواقم لإعادة تصليحها مع تواجد الاحتلال المستمر.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها
  • شهادات مروعة لأطفال من غزة في السجون.. تعذيب حتى الموت
  • عميد أسرى غزة ضياء الآغا: عدتُ من الموت إلى الحياة
  • خارطة طريق إنعاش التشغيل التي جعلت "البام" منزعجا من حليفه الحكومي... ومن وزيره في القطاع أيضا
  • خالد طلعت: سموحة في مجموعة الهروب من الهبوط
  • الصحة اللبنانية: شهيد وجريح في حصيلة غير نهائية لغارتين إسرائيليتين على مدينة الهرمل
  • ما خيارات حكام دمشق الجدد في الرد على العدوان الإسرائيلي المتصاعد؟
  • ستة أطفال حديثي الولادة في غزة يتجمدون حتى الموت
  • خيارات العرب في قمة القاهرة
  • خيارات العرب في قمة مارس