نصرالله يضبط المعركة ومعادلاته تعيد الجنوب لمرحلة 1978؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": السياق الذي تجري فيه المعارك جنوباً حدد عناوينها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وبتأكيده أن ما جرى في القطاع منذ عملية طوفان الأقصى هو معركة فلسطينية، لا يبدو أن جبهة لبنان مرشَّحة الآن للانفجار الشامل وفقاً لحسابات باتت معروفة، وليست مرتبطة بما يمكن أن يتحمّله بلد مثل لبنان في حرب تدميرية، بل بالعلاقة مع غزة وعدم السماح بكسر حركة حماس أو تهجير الشعب الفلسطيني.
يتبيّن من كلام نصرالله أن المعركة في غزة طويلة ومفتوحة وفق التطورات. لكن هذه المعركة تختلف على جبهة لبنان عن حرب تموز 2006، وليس كما شبّهها بها الأمين العام لـ"حزب الله" من أن الإسرائيليين لم يتعلموا من تجاربهم في مواجهة قوى المقاومة. فما حدث في غزة وضع إسرائيل في مأزق وجودي، ودفع الأميركيين إلى إدارة المعركة لإنقاذها، ولذا فإن حربها ضد حماس تستهدف الفلسطينيين على أرضهم لإخراج إسرائيل من أزمتها وتأمين شروط انتصارها. وإن كانت إسرائيل لم تحقق هدفها بكسر حماس في الحرب العسكرية، فقد يزيد من جنونها، ويدفع الأمور حتى لإشعال الجبهة مع لبنان، خصوصاً إذا رأى بنيامين نتنياهو أن هذا الأمر يشكل مخرجاً لمأزقه في محاولة لضرب "حزب الله" على الحدود.
المخاوف تبقى من إطالة أمد الحرب، ومنح إسرائيل كل الفرص لضرب حماس وإخراج الفلسطينيين من غزة، فعلى الرغم من خروج أصوات دولية تدين المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، فإن ذلك لم يؤدّ حتى إلى هدنة إنسانية، وهو أمر سينعكس على لبنان سلباً خصوصاً إذا تبيّن أن المعادلات الإيرانية ومن ضمنها "حزب الله" لم تمنع الاستفراد بغزة وهو ما سيبقي جبهة لبنان مفتوحة مع تصعيد محور الممانعة لعملياته في سوريا والعراق واليمن، من دون أن يؤدّي ذلك إلى حرب شاملة، بل فتح بازار التسويات على الحسابات والمصالح. وبالعكس، إذا تمكنت "حماس" من الصمود مع مساندة جبهة الجنوب اللبناني، فإن الإيرانيين سيسعون لاستثماره إلى أبعد الحدود. وفي الحالتين يُفهم إلى حد بعيد الانضباط في خطاب نصرالله لقواعد الحرب والتفاوض.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جبهة لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الحاج: على البرلمان القيام بورشة تشريعية لمواكبة الحكومة
رأى النائب رازي الحاج ان "المطلوب من الحكومة ان تضع مبادئ ومنهجية العمل لأن الحكم استمرارية"، مشيرا الى ان "معاجلة الملفات تبدأ بالتوصيف الصحيح لطريقة المعالجة وهذا ما على الحكومة فعله"، مؤكدا ان "على البرلمان القيام بورشة تشريعية لمواكبة الحكومة في وضع أسس العمل".
وأمل عبر "صوت كل لبنان" ان "يتمّ وضع آلية شفافة للتعينات من أجل وصول أصحاب الكفاءات"، موضحا ان "هذه الحكومة ستؤسس لمسار اصلاحي وهي تملك ثقة نيابية كبيرة بـ95 صوتا ودعما دوليا سيبدأ عندما يظهر التزام لبنان بالإصلاحات المطلوبة لجهة ضبط التهريب واسترداد قرار السلم والحرب وضبط السلاح بيد الدولة وهذه كلها تصب في صالح لبنان أولا".
ودعا "رئيس الحكومة الى الاستفادة من هذه المرحلة وان يضرب على الطاولة والإقلاع بورشة الإصلاح الحقيقية وقيام الدولة الفعلية لجميع المواطنين، رأى ان زيارته امس الى الجنوب حملت تطمينات لأهالي المنطقة. لافتا الى ان "لبنان اليوم أمام رقابة دولية وعلى حزب الله ان يسلّم كامل ترسانته العسكرية الى الجيش اللبناني". وقال: "نحن نريد الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجنوب لكن البقاء في التلال الخمس يحمل رسالة عسكرية من اسرائيل بأن على الدولة اللبنانية والجيش تسلّم زمام الأمور الأمنية وإعطاء حزب الله مهلة محددة لتسليم سلاحه وإلا سيبقى الوضع على حاله".
وأكد ان "البرلمان سيمارس دوره الرقابي على الحكومة وسيسألها عن الخطة التنفيذية لانتشار الجيش في الجنوب، مشيرا الى ان بنود الاتفاق الذي وقع مع اسرائيل واضح بأن لا اعادة اعمار ولا مؤتمرات دعم ولا اي تحصين للبنان ليصبح دولة فعلية قبل حسم موضوع السلاح الشرعي، وبالتالي فإن الدولة اللبنانية ستكون أمام مساءلة في هذا المجال اذا لم يُطبّق هذا الاتفاق بكامل بنوده".