أخطر تصريح عن الحرب في غزة.. إسرائيل تسعى لضرب القطاع بقنبلة ذرية
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
يعيش قطاع غزة أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق منذ 7 أكتوبر 2023، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد الشهداء والجرحى نتيجة العدوان المتواصل على القطاع والضفة، إلى 9572 شهيدا، وأكثر من 26 ألف جريح، أكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء والمسنين.
وأوضحت أن 9425 شهيدا ارتقوا في قطاع غزة، وأصيب أكثر من 25 ألفا، وفي الضفة ارتفع عدد الشهداء إلى 147، والجرحى إلى أكثر من 2200، وأسقطت إسرائيل أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين.
ومن جانبه علق وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، صباح الأحد، على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وقال "إن أحد الخيارات أمام إسرائيل هي إسقاط قنبلة ذرية على قطاع غزة".
وأضاف الوزير الإسرائيلي عندما سئل عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة بأكملها، فأجاب: "هذا أحد الخيارات"، مضيفا: "لن نقدم مساعدات إنسانية للنا..زيين، لا يوجد شيء اسمه عدم التدخل في غزة".
وأشار إلياهو إلى أكثر من 240 أسيرا إسرائيليا لدى حركة حماس في قطاع غزة، قائلا: "أصلي وآمل بعودتهم، ولكن هناك أيضا أثمان للحرب".
ولم يكن إلياهو أول مسؤول إسرائيلي يدعو إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل في غزة، حيث دعا عضو الكنيست السابق، موشيه فيجلين، على حسابه بمنصة "إكس" إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي.
ودعت عضوة الكنيست، تالي جوتليف، الجيش الإسرائيلي في 11 أكتوبر الماضي، إلى "استخدام السلاح النووي" في غزة، ردا على هجوم حماس.
ودعت جوتليف إلى "الانتقام العنيف"، حيث كتبت: "صاروخ أريحا! صاروخ أريحا! إنذار استراتيجي، قبل التفكير في إدخال القوات، سلاح يوم القيامة! هذا رأيي".
وصاروخ أريحا هو صاروخ عابر للقارات وقادر على حمل رؤوس نووية ويصل مداه إلى أكثر من 6500 كيلومتر.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، التصريحات التي أدلى بها وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بشأن ضرب قطاع غزة بقنبلة ذرية، بـ"العنصر/ية الهمجية".
واعتبرت الخارجية هذه التصريحات إعلانا صريحا وإقرارا واضحا بما تقوم به دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين على امتداد الجغرافيا وتحديدا المذا..بح التي ترتكب يوميا ضد المدنيين في قطاع غزة.
وأوضحت أنها انعكاسا واضحا لحملات التحريض التي ينادي بها أركان الحكم في إسرائيل لتدمير قطاع غزة وتهجير سكانها، وصفعة قوية لجميع الدول التي تناشد أسرائيل الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان وحماية المدنيين.
وأكدت أن دعوات الوزير الفا//شي الياهو، امتداد للمواقف والسياسة الاسرائيلية التي تنكر وجود الفلسطيني على أرضه وترفض الاعتراف بحقوقه وتتهرب من دفع استحقاقات السلام والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وأوضحت الخارجية أن هذه التصريحات تترجم حرب الإبا..دة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة منذ 30 يوما.
وتنصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من هذا التصريح، قائلا الأحد، إن تصريحات الوزير عميحاي إلياهو بإلقاء "قنبلة ذرية على غزة منفصلة عن الواقع".
ووفي وقت سابق زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل وجيشها يتصرفان وفقًا لأعلى معايير القانون الدولي من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، معقبا: "سنواصل القيام بذلك حتى النصر”.
ويشار إلى أنه كان قد قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حصة الفرد الواحد من المتفجرات التي أسقطتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي تتجاوز 10 كيلوجرامات.
وأضاف المرصد، في توثيق أن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين.
وأبرز الأورومتوسطي، في بيان، اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل، بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلوجرامات من المتفجرات.
وتابع أن إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة بعضها يبدأ من 150 كيلوجرامًا إلى ألف كيلوجرام.
ونبه المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 قدرت بنحو 15 ألف طن من المتفجرات.
ومع التطور الذي طرأ على زيادة وفاعلية القنابل مع ثبات كمية المتفجرات قد يجعل الكمية التي أسقطت على غزة ضعفي قنبلة نووية، فضلًا عن أن إسرائيل تعمد لاستخدام خليط يعرف بـ"آر دي إكس" (RDX) الذي يطلق عليه اسم "علم المتفجرات الكامل"، وتعادل قوته 34. 1 قوة "تي إن تي".
ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومترًا.
ودعا المرصد إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حجم المتفجرات وفي الأسلحة المحرمة دوليًا التي استخدمتها إسرائيل ولا تزال ضد المدنيين في قطاع غزة، ومحاسبة المسئولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط ونفذ، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.
كما تم توثيق استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليًا في هجماتها على قطاع غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية والتي هي عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأكسجين بسرعة وتتسبب بحروق بالغة من الدرجتين الثانية والثالثة
في هذا الصدد قال المحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، إنه بخصوص تصريحات وزير التراث الإسرائيلي والتي تقضي بأن هنالك خيار مطروح وهو القاء قنبلة ذرية على غزة، فمن الضروري معرفة أولا الأرضية التي ينتمي إليها هذا الوزير، حيث إنه ينتمي لحزب "عتسوما يهوديت" وهو حزب متطرف يميني يتزعمه بن غفير وهو إرهابي ومتطرف معروف.
ولفت الإيوبي إلى أن هذا يعكس حقيقة العقلية التي تدير المشهد السياسي الإسرائيلي وعقلية وزارة الحرب وحكومة الحرب التي تقود الحرب على غزة الآن، ويضاف لذلك أنه يجب ألا نأخذ هذا التصريح بشكل منفرد، لأن هناك تصريحات أخرى تصب في ذات الزاوية وفي ذات الاتجاه.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صرح في 7 أكتوبر 2023، قائلا: "نحن نواجه حيوانات بشرية"، أي وصف الشعب الفلسطيني بالحيوانات البشرية، فهم يرون الفلسطينيين والعرب أقل منهم، ويضاف لذلك أن هنال تصريحات أيضا خطيرة مثل أريل كارنر وهو عضو في الكنيست قال: "يجب أن يفهم الفلسطينيين أن نكبتهم لا زالت مستمرة وأنها ليس حدثا عابرا وانتهى بل أنهم سيواجهون الفصل الثاني من النكبة".
وأضاف الإيوبي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تصريح وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، بضرب غزة بالقنبلة الذرية أو النووية لم يكن الأول من نوعه، فسبقه في ذلك عضو الكنيست فجلن وهو شخصية سياسية معروفة جدا، وله تأثير لدى صناع القرار، والذي قال في أول أيام الصراع أسقطوا عليهم قنبلة يوم القيامة، مشيراً إلى أن قنبلة يوم القيامة بالنسبة للإسرائيليين هي ذاتها القنبلة الذرية.
ولفت: كما دعت تالي غودليس وهي عضو في الكنيست من اليمين المتطرف الإسرائيلي، إلى ضرورة الضرب بالقنبلة الذرية؛ لزيادة ثقة المواطن الإسرائيلي بفكرة أن دولة إسرائيل قادرة على توفير الأمن له ولحماية فكرة الاستيطان التي قامت عليها الدولة العبرية من اللحظة الأولى، وبالتالي تصريح وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو ليس غريبا لكن خطورته تكمن في توقيته وأنه يأتي في ظل حرب.
وأكمل: هذه التصريحات تعكس العقلية المتطرفة الدمو/ية التي تسيطر على المشهد السياسي الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الإسرائيليين مُصرين على أن يتبعون مبادئ وتعاليم مؤسس التطرف اليهودي والتعاليم الدمو//ية الصهيونية "زئيف جابوتنسكي" وهو الذي أسس لهذا النهج من حيث استسهال قتل الفلسطينيين وإعدامهم عندما أقنعهم بأن قت//ل الفلسطينيين فيه تقربا إلى الله وأنه وجد الفلسطينيين كي يتم قت//لهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة عميحاي إلياهو وزير التراث الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسرائيل وزارة الصحة الفلسطينية وزیر التراث الإسرائیلی قنبلة ذریة على عمیحای إلیاهو من المتفجرات على قطاع غزة فی قطاع غزة أن إسرائیل أکثر من على غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
أستاذ بجامعة القدس لـ"البوابة نيوز": الاحتلال تهرب من تنفيذ بعض بنود الهدنة.. والموقف المصري بشأن تهجير الفلسطينيين "متقدم"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
د.أيمن الرقب:
تصريحات ترامب عملية تضليل كبيرة وعينه على «الضفة الغربية»
الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلوب التجويع بشكل وقح ضد الشعب الفلسطيني
قطاع غزة يعاني أزمة إنسانية خانقة.. وخبراء: ندعو المجتمع الدولى للمساهمة فى رفع الحصار عن غزة
العدوان الإسرائيلي أثر بشكل كبير على الحالة الصحية فى القطاع
بعد نجاح جهود الوساطة المصرية القطرية الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اتفقت الأطراف على صيغة مقبولة لوقف إطلاق النار الذي دام أكثر من ١٥ شهرًا ودمر البنية التحتية لقطاع غزة بالكامل، وهو الاتفاق الذي من شأنه أن يضع حدًا لاستهداف المدنيين العزل من أبناء قطاع غزة.
ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل رئيسية، المرحلة الأولى ومدتها ٤٢ يومًا، وتشمل وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج، أما المرحلة الثانية فتشمل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وتسليم باقي المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عشرات الفلسطينيين، والمرحلة الثالثة تتضمن تخفيف الحصار عن غزة وبدء إعادة إعمار القطاع، وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تناولت تهجير نحو ١.٥ مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، أعادت الجدل حول مسألة التهجير القسري للفلسطينيين، وحل الدولتين، وأثارت ردود أفعال قوية من الأطراف الإقليمية والدولية، وسط اتهامات للإدارة الأمريكية بتجاهل الحلول السلمية والاعتماد على أسلوب "الصفقات"، خاصة أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع اتفاقات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى قطاع غزة، بموجب خطته، التي تقضي بـ"استيلاء" الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني، موضحًا أن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل كثيرًا على حد وصفه، مجددًا خطته لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وترحيل الفلسطينيين منها، قائلًا إنه ملتزم بشراء وامتلاك غزة، والتأكد من أن حماس لن تعود إليها.
“البوابة نيوز” تواصلت مع الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الذي أكد أن الهدنة تمر بظروف صعبة نتيجة محاولات الاحتلال التهرب من التزامه في بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة أنه كان هناك من بين البنود إدخال غرف متنقلة وخيام ووقود وسلع غذائية، ولم يلتزم بالكميات التي تم الاتفاق عليها، وانقلب الاحتلال على الاتفاق المبرم.
وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لجريدة "البوابة نيوز"، أننا رأينا الاحتلال الإسرائيلي يمارس أسلوب التهرب من بنود الاتفاق، معتقدًا اكتمال المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، مرجعًا ذلك لأن الاحتلال بحاجة لاكتمالها، أما عن المرحلة الثانية من الاتفاق، فقال الرقب إن بها عثرات منها تسليم عشرات الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبدات مقابل كل أسير إسرائيلي من فئة الضباط والجنود، متابعًا أنه من الممكن أن يوافق الإسرائيليون لأنهم بحاجة إلى إطلاق سراح مزيد من أسراهم.
ردود فعل غاضبة
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، ردود فعل غاضبة من قبل الشارع المصري، وقد قلل المصريون من أهمية التهديدات بحجب المساعدات الأمريكية إذا رفض استقبال أهالي غزة.
ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة، رفضت فيه أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك "حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال"، فيما شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار غزة بهدف أن يكون هذا القطاع قابلًا للحياة، دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وأكد أن مصر ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة.
واستكمل الرقب حديثه في هذا الشأن، قائلًا "ما نخشاه أن يكون ترامب عينه على الضفة الغربية وليس غزة، وأن ما يصرح به تكون مجرد عملية تضليل كبيرة، وبالتالي قد تكون كل هذا فقط ليس إلا للتحريض"، مؤكدًا أن عملية تهجير الفلسطينيين ليست بهذه السهولة، وأن ترامب لن يجد في المقابل إلا الصمود من الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه واجه رفضا عربيا لهذا المشروع بشكل كامل، مما سيجعله يتراجع عنه مع الوقت.
وذكر الرقب، أن ترامب أصبح شغله الشاغل قطاع غزة منذ أن فاز في الانتخابات الرئاسية في ٢٤ ديسمبر الماضي، وهو يهدد القطاع يوميًا، متابعًا أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا خاصة أن تصريحات ترامب لا توثر على الشعب الفلسطيني ولا حتى على أصغر طفل في غزة، لأنهم يدركون أن كل هذه التهديدات بلا قيمة.
وأكد الرقب، أن الموقف المصري فيما يخص تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، موقف متقدم لأن الوضع الجيوسياسي يفرض حضورا وتأثيرا بشكل كبير على المشهد، مضيفًا أن القاهرة رفضت منذ الأيام الأولى للحرب في غزة عملية التهجير القسري والطوعي، ثم جاءت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي رفض كل أشكال التهجير مع تقديم مقترح بأننا قادرون على بناء غزة وسكانها بها دون تهجيرهم.
الأزمات الإنسانية في غزة
أما عن الأزمات الإنسانية في غزة، فلا يزال القطاع يعاني من أزمة إنسانية خانقة بعد الهدنة الأخيرة، فبالرغم من وقف إطلاق النار، إلا أن الحصار المفروض على القطاع لا يزال قائمًا، مما يمنع دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء بشكل كاف.
ويعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء، حيث تشير التقارير إلى أن العديد من العائلات لا تستطيع توفير وجبات الطعام الأساسية، وقد أدى هذا النقص إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما زاد من معاناة السكان.
إضافة إلى نقص الغذاء، تعاني غزة من تلوث حاد في مصادر المياه، وقد أدى هذا التلوث إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان، وخاصة الأطفال وكبار السن، وتبذل بعض المنظمات الدولية جهودًا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلا أن هذه الجهود لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات السكان.
وتواجه المنظمات الإنسانية كمنظمة "الأونروا" صعوبات في إيصال المساعدات بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة في غزة، كما تعاني العديد من المنظمات الإنسانية من نقص في التمويل اللازم لتوفير المساعدات، واستمرار الحصار المفروض على غزة يعيق دخول المساعدات الإنسانية بشكل كاف.
ويرى خبراء، أن سكان غزة بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء وماء ودواء، داعين المجتمع الدولي أن يضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كاف، لأن الوضع الإنساني المأساوي في غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ حياة السكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
تلوث مياه القطاع
أدّت الإجراءات الإسرائيلية والاعتداءات المتكرّرة على القطاع، إلى ضعف القدرات المائية لقطاع غزّة، كما أنّ عدم وجود مصادر مياه كافية، بسبب سرقة الاحتلال الإسرائيلي واستهلاكه للخزان الجوفي الخاص بغزّة، مما دفع السكان إلى مزيد من الضغط والاستنزاف للخزان الجوفي الساحلي، الذي نتج منه ارتفاع حاد وخطير في ملوحة المياه.
وتتواصل سياسات الاحتلال التي تضر بالمياه في قطاع غزة، فيما يغيب وجود حلول جذرية حيث أدت التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى عدم القدرة على تطوير مصادر مائية جديدة، ما يتطلّب اقتراح بدائل تُساهم في حل الأزمة، وتقديمها إلى صانع القرار في السلطة الفلسطينية أو في الحكومة في قطاع غزّة، لتدارك انهيار القدرة المائية للقطاع.
سياسة التجويع
وأشار الرقب، إلى أنه داخل قطاع غزة كل شيء تلوث من تربة وماء نتيجة ما تتعرض له غزة من عدوان كبير جدًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أن العدوان الإسرائيلي أثر بشكل كبير على الحالة الصحية في قطاع غزة، "ولكن ليس لدى الفلسطينيين في هذا الأمر إلا التحمل والصمود، لأن الخيارات الأخرى صفرية، وهم لن يتركوا غزة مهما كان الثمن".
وتابع بقوله إن الأثمان التي تدفع في غزة كبيرة، وعملية تلوث المياه وتلوث التربة، وانتشار الأوبئة والأمراض، نتيجة كل هذه التشوهات التي تمت في غزة، وبالتالي قد يكون هناك مزيد من انتشار الأوبئة داخل القطاع.
واستكمل الرقب حديثه أن جزءا كبيرا من المياه العزبة والكهرباء يأتي من الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي يتحكم الاحتلال في مصادر العيش الأساسية داخل القطاع، مردفًا أن المعابر الأساسية بين غزة والاحتلال متعددة، ولكن مع مصر معبر واحد، وكان في المعتاد هناك تبادل تجاري عالٍ بين غزة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، معربًا عن خوفه من استمرار الاحتلال في النهج الذي اتبعه منذ بداية الحرب على غزة أو إعادة قطع الكهرباء والماء مرة أخرى على القطاع.
واختتم الرقب حديثه قائلًا، إنه منذ الأيام الأولى للحرب وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، أن لا ماء ولا كهرباء ولا دواء، واستخدم أسلوب التجويع بشكل وقح ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الأسلوب يعبر عن همجية الاحتلال بشكل كبير، وقد يعود مرة أخرى لاستخدام نفس النهج.
منظمات دولية: وضع القطاع كارثي
تتفق جميع المنظمات الدولية على أن الوضع المائي والغذائي في غزة كارثي ويتطلب تدخلًا عاجلًا، وتدعو إلى ضرورة توفير الدعم المالي والفني لتحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وضمان حصول جميع السكان على المياه النظيفة والآمنة.
ومن جانبها حذرت الأونروا "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى"، من أن الوضع المائي في غزة يتدهور بسرعة، حيث يعاني أكثر من ٧٠٪ من السكان من نقص حاد في المياه النظيفة، وأشارت إلى أن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي تعاني من أضرار جسيمة بسبب النزاعات المتكررة، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
وأكدت اليونيسف "منظمة الأمم المتحدة للطفولة"، أن الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي الآمن هو حق أساسي من حقوق الإنسان، لكن هذا الحق محروم منه العديد من الأطفال في غزة، وأشارت إلى أن تلوث المياه يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الأطفال، حيث يتسبب في انتشار الأمراض مثل الإسهال وسوء التغذية.
أما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فأشار إلى أنه سلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه قطاع المياه في غزة، بما في ذلك نقص الاستثمار في البنية التحتية، والقيود المفروضة على استيراد المواد اللازمة لإصلاح وصيانة المرافق، وأزمة الكهرباء التي تؤثر على تشغيل محطات الضخ والمعالجة.
وأعربت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها إزاء تدهور جودة المياه في غزة، حيث أن معظم المياه المتوفرة غير صالحة للشرب بسبب ارتفاع نسبة الملوحة والتلوث، لافتة إلى أن هذا الوضع يزيد من خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه.
وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور باستمرار، وأن أزمة المياه تعد واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه السكان، ودعت إلى ضرورة توفير الموارد اللازمة لتحسين إمدادات المياه والصرف الصحي، أما منظمة "هيومن رايتس ووتش" انتقدت القيود التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على دخول المواد والمعدات اللازمة لإصلاح البنية التحتية للمياه في غزة، واعتبرتها بمثابة عقاب جماعي للسكان المدنيين.
مصر تواصل دخول المساعدات إلى القطاع
وفيما يخص دخول المساعدات الى قطاع غزة، تواصل دخول دفعات جديدة من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، حيث دخلت شاحنات من معبر رفح المصري في طريقها لمعبري العوجة وكرم أبوسالم، محملة بالمواد الغذائية والإغاثية، إلى جانب كميات من الوقود المخصص لتشغيل المرافق الحيوية في قطاع غزة، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي يواجهها السكان.
كما تشمل القافلة خزانات وقود مخصصة للمستشفيات ومحطات توليد الكهرباء، التي تواجه تحديات تشغيلية منذ بداية الأزمة بسبب النقص الحاد في الإمدادات.
يأتي هذا التحرك ضمن جهود مصرية وعربية ودولية لتخفيف معاناة سكان غزة، حيث تستمر مصر في إرسال المساعدات بشكل يومي لضمان توفير الاحتياجات الأساسية للسكان.
وأفادت مصادر ميدانية بأن القافلة الجديدة التي دخلت إلى القطاع تضم شاحنات محملة بمواد غذائية أساسية، بالإضافة إلى إمدادات طبية وإغاثية، لدعم المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني من نقص حاد في الموارد، كما تشمل القافلة خزانات وقود مخصصة للمستشفيات ومحطات توليد الكهرباء، التي تواجه تحديات تشغيلية منذ بداية الأزمة بسبب النقص الحاد في الإمدادات، يأتي هذا التحرك ضمن جهود مصرية وعربية ودولية لتخفيف معاناة سكان غزة، حيث تستمر مصر في إرسال المساعدات بشكل يومي لضمان توفير الاحتياجات الأساسية للسكان.
من جهتها، أكدت حركة حماس، الاستمرار بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد، مشيرة إلى إجراء مباحثات مع الوسطاء لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى خاصة بعد خروق الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت حماس، في بيان سابق لها، أن الاتصالات ركزت على تطبيق بنود الاتفاق خاصة ما يتعلق بتأمين إيواء الشعب الفلسطيني وإدخال البيوت الجاهزة بشكل عاجل، وإدخال الخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود واستمرار تدفق الإغاثة، مشيرة إلى أن المباحثات سادتها روح إيجابية والوسطاء في مصر وقطر أكدوا المتابعة لإزالة العقبات وسد الثغرات.
لا يزال الوضع في غزة معقدًا للغاية، حيث يواجه القطاع تحديات كبيرة على كل المستويات، وهناك حاجة ماسة إلى حل سياسي شامل يضمن إنهاء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ورفع حصار الاحتلال عن قطاع غزة، وإعادة إعمار البنية التحتية، وتحسين الأوضاع الإنسانية.