تصريحات إلياهو وبرنامج إسرائيل النووي المفترض.. جدل له تاريخ
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أعادت تصريحات وزير يميني في الحكومة الإسرائيلية بقيادة، بنيامين نتانياهو، الجدل بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، الذي لا تؤكد أو تنفي إسرائيل وجوده.
وكان وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو قال في تصريحات قوبلت بانتقادات إن "أحد خيارات إسرائيل في الحرب على غزة، هو "إسقاط قنبلة ذرية" على القطاع الفلسطيني.
وردا على سؤال في مقابلة مع راديو "كول بيراما" عما "إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع"، قال وزير التراث: "هذا أحد الاحتمالات"، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الأحد.
وينتمي إلياهو إلى حزب "القوة اليهودية"، الذي ينتمي إليه أيضا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وهو الحزب الذي يؤيد بناء المستوطنات واستعادة السيطرة على أراضي القطاع.
وقوبلت تصريحات الوزير بانتقادات من الداخل والخارج. وقال نتانياهو إن كلامه "منفصل عن الواقع"، وإن "إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين".
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن نتانياهو علق حضور الوزير لاجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.
ومن جانبه، شن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، هجوما حادا على إلياهو، قائلا إن تصريحه "صادم ومجنون وصدر عن وزير غير مسؤول".
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، يوآف غالانت، تصريحاته بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وأنه "من الجيد أن هؤلاء ليسوا الأشخاص المسؤولين عن أمن إسرائيل.
ورأى وزير الدافع الأسبق، بيني غانتس، أن تصريحات إلياهو "زادت من آلام عائلات الرهائن في الداخل".
وتوضح وكالة رويترز أنه لا إلياهو ولا حزبه أعضاء في الحكومة المصغرة المخصصة لإدارة الحرب، وهو ليست لديه معرفة بقدرات إسرائيل النووية، التي لا تعترف بها الدولة العبرية علنا.
وبعدما أثارت انتقادات واسعة، حاول الوزير اليميني تبرير تصريحاته قائلا في حسابه على منصة "أكس": "من الواضح لكل عاقل أن التصريح النووي كان مجازيا"، لكنه أضاف: "من المؤكد أن هناك حاجة إلى رد قوي وغير متناسب على الإرهاب، وهو ما سيوضح للنازيين ومؤيديهم أن الإرهاب لا يستحق العناء".
It is clear to all sensible people that the statement about the atom is metaphorical. However, a strong and disproportionate response to terrorism is definitely required, which will clarify to the Nazis and their supporters that terrorism is not worthwhile. This is the only…
— ????????עמיחי אליהו - Amichay Eliyahu (@Eliyahu_a) November 5, 2023ومن جانبه، اعتبر عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، أن ما صرح به "هو أول اعتراف لأحد كبار المسئولين باسرائيل بامتلاك اسرائيل للسلاح النووي ويطرح إمكانية التهديد به بل يقترح علي الحكومة المتطرفة القائمة استخدامه".
ما صرًح به امس احد وزراء الحكومة الاسرائيلية من الدعوة الي استخدام السلاح النووي لاخضاع غزة وحماس هو أول اعتراف لأحد كبار المسئولين باسرائيل بامتلاك اسرائيل للسلاح النووي ويطرح امكانية التهديد به بل يقترح علي الحكومة المتطرفة القائمة استخدامه.
— Amre Moussa (@amremoussa) November 5, 2023بينما اعتبر الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، التصريح اعترافا "بامتلاكهم (إسرائيل) سلاحا نوويا وهو السر الذي يعرفه الجميع".
تصريحات الوزير الاسرائيلي #الياهو العنصري كاشفة. فهو ليس فقط يعترف بامتلاكهم #سلاح_نووي وهو السر الذي يعرفه الجميع.. لكنه يكرس حقيقة النظرة العنصرية المقيتة للاسرائيليين تجاه #الشعب_الفلسطيني. هذا هو الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال لكل من يدافع عنها في الغرب.@antonioguterres…
— الأمين العام لجامعة الدول العربية (@lassecgen) November 5, 2023ولا تعترف إسرائيل رسيما بامتلاك سلاح نووي، وتتبع سياسة غامضة، فهي لا تعلن ذلك صراحة وترفض تأكيد أو نفي امتلاكها لمثل هذه الاسلحة، وفق مركز الحد من السلاح ومنع الانتشار.
ويشتبه في أن منشأة ديمونة للأبحاث النووية، التي تسمى رسميا مركز شيمون بيريز للأبحاث النووية في النقب، هي موطن برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي.
ورفضت إسرائيل توقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، أو السماح بالرقابة الدولية على مفاعل ديمونة، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
وكان رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، قد قال، في أبريل الماضي، إن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، ضمن تعليقات له على خطة الإصلاح القضائي.
وكتب باراك: "خلال الفترة الماضية، أثيرت في المحادثات بين إسرائيليين ومسؤولين دبلوماسيين غربيين، مخاوف كبيرة من احتمال نجاح الانقلاب في إسرائيل، وهو ما فسروه بأنه يعني بدوره إنشاء "ديكتاتورية مسيحانية" في قلب الشرق الأوسط تمتلك أسلحة نووية".
وعلقت صحيفة "إسرائيل هيوم" على هذه التعليقات، وقالت: "في عام 2001 نقل عن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو، في محادثات مغلقة أنه علينا إزالة الغموض وعلى إسرائيل أن تكشف عن قدراتها النووية، وذلك في حال حصول إيران على سلاح نووي".
وأفادت الصحيفة أنه فور هذا التصريح، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، آرئيل شارون، أن كل من يقول مثل هذه الأمور "سيحاكم مثل موردخاي فعنونو"، في إشارة إلى الخبير النووي السابق الذي حكم عليه بالسجن، في 1986، بسبب ما زعم عن كشفه العمليات التي كانت تجري في مفاعل ديمونة الإسرائيلي، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
وعندما طُلب منه تأكيد أن إسرائيل لا تمتلك أي أسلحة نووية، أجاب نتانياهو في مقابلة مع شبكة" سي أن أن" عام 2011: "هذه هي سياستنا ألا نكون أول من أدخل الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس 30 يناير 2025، استشهاد قائدها العام محمد الضيف، بعد مسيرة طويلة، توجها بعمليتي "سيف القدس" (2021) و"طوفان الأقصى" (2023).
ولم توضح القسام، في كلمة مصورة لمتحدثها أبو عبيدة، ظروف استشهاد الضيف الملقب بـ"أبو خالد"، واكتفت بالإشارة إلى أنه ارتقى في ساحات القتال بقطاع غزة ضد إسرائيل "مقبلا غير مدبر".
ونعاه أبو عبيدة قائلا إنه "استشهد هو وثلة من الرجال العظماء أعضاء المجلس العسكري العام للكتائب في خضم معركة طوفان الأقصى حيث مواطن الشرف والبطولة والعطاء".
وأضاف أن هؤلاء القادة "حققوا مرادهم بالشهادة في سبيل الله التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة بالعمل في سبيل الله، ثم في سبيل حريتهم ومقدساتهم وأرضهم".
وشدد على أن "هذا ما يليق بقائدنا محمد الضيف الذي أرهق العدو منذ أكثر من 30 سنة، فكيف بربكم لمحمد الضيف أن يُذكر في التاريخ دون لقب الشهيد ووسام الشهادة في سبيل الله؟".
وعلى مدى سنوات، نفذت إسرائيل محاولات عديدة لاغتيال الضيف، لكنها فشلت في تحقيق هدفها، رغم إصابته في إحدى تلك المحاولات.
آخر محاولة لاغتياله أعلنتها إسرائيل كانت في 13 يوليو/ تموز 2024، حين شنت طائرات حربية غارة استهدفت خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 300 آخرين.
لكن "القسام" نفت آنذاك صحة اغتياله، قائلة: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
** فمن محمد الضيف؟
ولد محمد دياب إبراهيم الضيف عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة عايشت كما آلاف العائلات الفلسطينية آلام اللجوء عام 1948؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي سن مبكرة، عمل الضيف في أكثر من مهنة ليساعد أسرته الفقيرة، فكان يعمل مع والده في محل "للتنجيد".
درس الضيف في كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح، وتشبع خلال دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي.
وبدأ نشاطه العسكري أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث انضم إلى حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل في ذلك العام ليقضي في سجونها سنة ونصفا دون محاكمة بتهمة "العمل في الجهاز العسكري لحماس".
وأوائل تسعينيات القرن الماضي، انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها مدة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك.
في عام 2002، تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.
** مدافع عن القدس والأقصى
وعلى مدار حياته وقيادته في القسام، انشغل الضيف بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في مواجهة اعتداءات إسرائيل.
هذا الأمر جعل اسمه يترد في الهتاف الشهير "إحنا رجال محمد ضيف" الذي بات يردده الفلسطينيون بالمسجد الأقصى في مواجهة الاقتحامات الإسرائيلية له، رغم أنهم لا يهتفون عادة لأي شخصية سياسية سواء كانت فلسطينية أو عربية أو إسلامية.
وبدأ الشبان الفلسطينيون في ترديد هذا الهتاف بمنطقة باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، في بداية شهر رمضان عام 2021 الذي وافق آنذاك 13 أبريل/ نيسان، حينما كانوا يحتجون على إغلاق الشرطة الإسرائيلية المنطقة أمامهم.
وبعد احتجاجات استمرت أكثر من أسبوعين، تخللها إطلاق أكثر من 45 صاروخا من غزة، على تجمعات إسرائيلية محاذية له، تراجعت إسرائيل وأزالت حواجزها من باب العامود.
وآنذاك، حذر الضيف إسرائيل من مغبة الاستمرار في سياساتها في القدس.
ولاحقًا، تكرر اسم الضيف في مظاهرات تم تنظيمها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، احتجاجا على قرارات إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في الحي لصالح مستوطنين.
وعلى إثر ذلك، خصّ الضيف، في بيان صدر في 4 مايو/ أيار 2021، سكان الشيخ جراح بأول إطلالة بعد سنوات من الاختفاء الإعلامي.
إذ قال إنه يحيي "أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة"، مؤكدا أن "قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجري عن كثب”.
ووجه "تحذيرا واضحا وأخيرا للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليا”.
وبعد أكثر من عامين من ذلك التاريخ، عاد الضيف للدفاع عن المسجد الأقصى، عبر عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي يُعتبر من مهندسيها.
إذ كان من أبرز مبررات إقدام "القسام"، على تلك العملية، تمادي إسرائيل في العدوان على القدس والمسجد الأقصى.
وعلى مدى نحو عقدين من الزمن، جاء الضيف على رأس قائمة الأشخاص الذين تريد إسرائيل تصفيتهم، حيث تتهمه بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام.
ويفتخر جل الفلسطينيين بالضيف وبما حققه من أسطورة في التخفي عن أعين إسرائيل عقودا من الزمن، ودوره الكبير في تطوير الأداء العسكري اللافت لكتائب القسام، وخاصة على صعيد الأنفاق والقوة الصاروخية.
ويعزو جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" فشله لسنوات طويلة في تصفية الضيف إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن تفكير، وقدرة على التخفي عن الأنظار، لدرجة أنه سماه "ابن الموت".
** "كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا"
وسابقا، نجا الضيف من عدة محاولات اغتيال منها في أغسطس/ آب 2014، حيث قصفت إسرائيل منزلا شمالي مدينة غزة بخمسة صواريخ، ما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين بينهم زوجة القيادي الضيف (وداد) وابنه علي.
كذلك، حاولت إسرائيل اغتيال الضيف عام 2006، وهو ما تسبب، وفق مصادر إسرائيلية، في خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف.
وحاولت إسرائيل اغتياله للمرة الأولى عام 2001، لكنه نجا، وبعدها بسنة تمت المحاولة الثانية والأشهر، والتي اعترفت إسرائيل فيها بأنه نجا بأعجوبة وذلك عندما أطلقت مروحية صاروخين نحو سيارته في حي الشيخ رضوان بغزة.
وكان آخر المشاهد المسجلة للضيف ظهوره ضمن وثائقي "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، وهو يضع اللمسات الأخيرة لعملية "طوفان الأقصى".
وحينها ردد كلمات لخصت مسيرته وهو يشير إلى خريطة فلسطين، جاء فيها:
كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا
ولِي في هذه الأرض آلافُ البُذُور
ومهما حاوَل الطُّغاةُ قلعَنَا ستُنبِتُ البُذُور
أنا هنا في أرضِي الحبيبة الكثيرة العطاء
ومثلُها عطاؤُنا نواصِلُ الطَّريق لا نوقفُ المَسير