العميد محمد فكري يروي لـ«الشاهد» كواليس العودة بعد نصر أكتوبر 73
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
قال العميد أركان حرب محمد فكري، أحد أبطال سلاح المشاة في حرب أكتوبر: «بعد الاتفاق على فض الاشتباك مع العدو الإسرائيلي في 1974، بدأت الكتائب المتواجدة فوق جبل المر تتجه نحو الغرب، كتيبة خلف كتيبة، وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات طلب من قائد الجيش الثالث أحمد بدوي، بنزول المجندين والضباط الذين شاركوا في الحرب إجازات لمدة 24 ساعة، وذلك بعد 100 يوم متواصل في الحرب».
وأضاف «فكري» خلال لقائه ببرنامج «الشاهد»، الذي يقدمه الإعلامي الدكتور محمد الباز، عبر قناة «إكسترا نيوز»: «أطلقوا علينا في ذلك اليوم «قوات بدر» أثناء الحصار في منطقة الشرق، وبعد فك الحصار أبلغونا أن عناصر منا ستتجه إلى ميدان التحرير لحضور استقبال شعبي بالجماهير وباقات الورود، تكريما لجهودنا في حرب أكتوبر، وذلك تم تنفيذه بعد ذلك».
اسقبال شعبي وفرحة عارمة بعد الحربواستكمل: «أثناء عودتي من الحرب، وخاصة على طريق السويس، رفض سائق التاكسي حينها أن يأخذ مني أي مال، وكان هناك روح غير عادية من قبل المواطنين أثناء استقبالنا، وشعرت حينها أنني فوق الأرض، فالجميع كان يعلم ما قدمناه خلال فترة الحرب».
واختتم: الدرس الذي أريد تقديمه من خلال تجربتي في حرب أكتوبر 73، أننا يجب أن نحب بلدنا بإخلاص شديد، إذ كل شخص في مكانه وعمله لديه الروح التي كانت موجودة في حرب أكتوبر، هذه الدولة ستصبح أفضل مكان في العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر السويس محمد أنور السادات السادات سلاح المشاة الشاهد محمد الباز فی حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
حكايات الحرب و النزوح .. ناجون بأحلام العودة وواقع محفوف بالمعاناة و الضياع
تقترب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني منذ اندلاعها في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة وراءها أكبر كارثة إنسانية في تاريخ البلاد و هناك آلاف المدنيين بين نازحين ولاجئين وآخرون ما زالوا عالقين في مناطق النزاع يعيشون أوضاعا مأساوية تزداد سوءا يوما بعد يوم.
التغيير ــ فتح الرحمن حمودة
وفي ظل هذه الكارثة المستمرة تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي يوميا آلاف القصص المؤلمة للناجين من مناطق العمليات العسكرية و من بين هذه القصص تبرز حكايتا «ح. ع »و «ك. م» وهما امرأتان تمثلان نموذجا لمعاناة لم تجد نصيبها الكافي من التوثيق أو التغطية على وسائل الإعلام .
و تقول «ح. ع » وهي سيدة في الأربعين من عمرها إن حياتها قبل اندلاع الحرب كانت مستقرة حيث كانت تعيش مع أسرتها دون الحاجة إلى العون من أحد وتعمل في التجارة كمصدر رزق رئيسي إلا أن الحرب قلبت حياتها رأسا على عقب وأدخلتها في دوامة من الجوع والحرمان.
وتتابع قائلة :«مررنا بأيام لم يكن فيها طعام أو ماء أو حتى مال و أطفالي كثيرا ما ناموا وبطونهم خاوية كنت أعمل وأكسب أما الآن فلا مورد لي حتى زراعة الأرض أصبحت مستحيلة».
وتشير إلى أنها في أوقات الضيق كانت تلجأ إلى الجيران الذين تلقوا مساعدات من أقاربهم طلبا لصابونة أو حفنة سكر وتصف ليالي الهروب المستمرة مع أسرتها بحثا عن الأمان بعد امتلاء المساجد والشوارع بالنازحين بالقاسية، قائلة بتنا مشردين و لا نعرف إلى أين نذهب ومتى سنعود إلى بيوتنا.
و كانت حياة العديد من هذه الأسر مثل أسرة «ح. ع» أكثر استقرارا نسبيا قبل اندلاع الحرب إذ كانوا يعتمدون في معيشتهم على مصادر رزق يومية رغم التحديات الاقتصادية التي صاحبت فترة ما بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر إلا أن اندلاع الحرب لاحقا جاء ليقضي على ما تبقى من مظاهر الاستقرار مدمرا كل شيء.
أما «ك. م» فتقول إنها فقدت كل شيء بعد أن تعرضت للضرب وأجبرت على مغادرة منزلها، و في مخيم الحصاحيصا لم تتمكن حتى من أخذ حاجياتها الشخصية وأصابها المرض وسط ظروف بالغة القسوة.
وتضيف :لم أعد أملك حتى زجاجة ماء أنام على الأرض بحصيرة واحدة دون غطاء يحمي من البرد فالوصول إلى الماء صعب ولا أملك وسيلة لحمله حتى إذا وجدته و أعتمد على جيراني الذين يشاركونني بفتات من الدقيق.
وتصف «ك. م» يومياتها بقولها عدت إلى منزلي القديم فوجدت القليل مما أملك من ملابس وأدوات مطبخ ملقيه في الخارج و نأكل فقط إن شاركنا أحدهم وإن لم يفعل نصبر هذه هي حياتنا الآن.
وبات كثيرون مثل «ك. م » يتشبثون بأمل العودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية في انتظار اليوم الذي يتمكن فيه أطفالهم من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد أن طالهم التشريد لفترة طويلة بسبب النزاع المستمر الذي لا يزال يتسع ويتفاقم يوما بعد يوم.
وتبقى العديد من القصص الإنسانية لم تحظ بالاهتمام الإعلامي غالبا بسبب الانقطاع المستمر في خدمات الاتصالات والإنترنت كما أن وجود بعض هذه الأسر داخل البلاد يعرضها لمخاطر أمنية محتملة أو يفرض عليها قيودا تجعل من الصعب عليها التعبير عن معاناتها أو مشاركة ما تمر به.
الوسومالعودة النزوح لاجئين مخيمات