الاحتيال الإلكتروني.. تجارة بأحلام الضحايا
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
سعيد أحمد (أبوظبي)
تستهدف عمليات النصب والابتزاز الإلكتروني جميع أفراد المجتمع كباراً وصغاراً من مختلف الجنسيات، وقد تنجح في بعض الأحيان، لأنها توهم الأشخاص بأنها عمليات حقيقية، تتضمن عروضاً ترويجية أو اتصالاً هاتفياً من أشخاص مجهولين ينتحلون صفة موظفين في إحدى الجهات ويحتاجون إلى معلومات شخصية لكي يتمكنوا من إكمال المعاملة المزيفة للمستهدف.
ومع التطور السريع في التكنولوجيا الحديثة، استغل ضعفاء النفوس تطوير أساليب وأدوات «الهكر» عمليات الاحتيال، وتنويع أساليبهم الكاذبة، محاولين تصيد أكبر عدد من المستهدفين والضحايا، خاصة الحالمين بالثراء السريع، وخاصة الأطفال، من خلال الألعاب الإلكترونية، حيث يدخلون عليهم كأصدقاء، ويرسلون لهم ملفات وروابط مشبوهة، وعند الضغط عليها، يقومون بسرقة وثائقهم الشخصية، وتبدأ بعد ذلك عملية الابتزاز والتخويف، من أجل الحصول على مبالغ.
وكثفت القيادة العامة لشرطة الشارقة حملات التوعية للوقاية من الاحتيال الإلكتروني، بعد أن لاحظت ارتفاعاً في بلاغات الاحتيال الإلكتروني خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث وصلت إلى 351 بلاغاً مقارنة بـ 177 بلاغاً في نفس الفترة من عام 2022، مؤكدة أن معظم البلاغات تمثلت في الاحتيال الهاتفي والألعاب الإلكترونية.
وحذرت الجهات الأمنية والمصرفية جميع أفراد المجتمع، بعدم التعامل مع الروابط أو المواقع الإلكترونية المشبوهة، والتأكد من هوية المتصل، وإبلاغ الجهات الأمنية على الفور في حال تعرضوا لعملية الاحتيال.
كن واعياً
وقال العميد عمر أبو الزود، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة: شهدنا خلال السنوات الماضية ارتفاعاً في الجرائم الإلكترونية، وخصوصاً بلاغات الابتزاز الإلكتروني والاحتيال الهاتفي، وكذلك زادت بلاغات المرتبطة بالألعاب الإلكترونية، وهي الشريحة التي يتم استهدافها باعتبارها أطفالاً ويمكن تصيدهم بسهولة، لافتاً إلى أنه يجب علينا القيام بحملات توعية مكثفة من أجل حماية أفراد المجتمع من مخاطر الجرائم الإلكترونية، والوقاية خير من العلاج.
وأشار إلى أنه بمجرد الضغط على الرابط المشبوه، قد تخسر جميع مدخراتك المالية ووثائقك الشخصية، وتتعرض لابتزاز إلكتروني من قبل ضعفاء النفوس، لافتاً إلى أنه تم إطلاق حملة التوعية للعام الثاني على التوالي، من خلال منصة «كن واعياً» تحتوي على 6 محطات، تعرض أساليب الجريمة الإلكترونية، وتجعل الزائر للمنصة يتخيل كأنه ضحية للاحتيال الإلكتروني، كما أنها تتضمن كيفية الوقاية من هذه الأساليب الإجرامية من خلال الاتصال بالجهات الأمنية.
وأضاف العميد عمر أبو الزود: «إن هذه الجريمة عابرة للحدود، وتحتاج منا تكثيف الجهود للوقاية منها وحماية الأفراد»، لافتاً إلى أنه يجب على مستخدمي الأجهزة الذكية والإلكترونية، عدم الضغط على الروابط المشبوهة أو التعامل مع الأشخاص المجهولين في وسائل التواصل الاجتماعي، وإبلاغ الجهات الأمنية في حال تعرضوا لعملية نصب أو احتيال أو ابتزاز إلكتروني، حتى تتمكن الجهات من إرجاع حساباتهم الشخصية واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المجرمين.
أساليب مبتكرة
بدوره، أكد الدكتور عبيد صالح المختن، المدير التنفيذي لمؤسسة افتار للاستشارات تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، أن الجهات الأمنية والمعنية تتبع أساليب توعية تقليدية تعتمد على منشورات وإقامة معارض وحملات توعية، لافتاً إلى أن المجتمع يحتاج إلى أساليب مبتكرة وحديثة، تتصدى للمحتالين، الذين تطورت أساليبهم وتغيرت أدواتهم بشكل كبير.
وأضاف: «إنه من خلال مراجعة قضايا الاحتيال الإلكتروني، نجد أن بعض الذين تعرضوا للاحتيال هم من الفئة المتعلمة، التي أخذت جرعات كافية من التوعية، وليس كما يعتقد البعض بأنهم من فئة غير متعلمة»، لافتاً إلى أن المحتالين يقومون بعمل دراسة شاملة للأفراد لمعرفة جنسياتهم وأعمارهم وتفكيرهم، ويحاولون تغيير أساليبهم بحيث يكون لكل فئة أسلوب معين يختلف عن الفئة الأخرى، لأن الأساليب القديمة أصبحت مكشوفة.
وأشار إلى أنه نظراً لحاجتنا الضرورية لاستخدام الأجهزة الذكية والتقنيات الحديثة، فلابد أن تستمر حملات التوعية، مؤكداً أن الوعي هو الأساس على جميع الأصعدة، وخاصة الأطفال باعتبارهم جزءاً من المنظومة الإلكترونية، بالإضافة إلى كبار السن وربات البيوت، جميعهم يستخدمون هذه الأجهزة بشكل يومي ولديهم حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه يجب على البنوك، عند صرف بطاقة السحب الآلي، أن تقوم بإعطاء صاحب الحساب، المعلومات والإرشادات الصحيحة لتفادي تعرضه للسرقة الإلكترونية، وكذلك الشركاء المعنيين، يجب عليهم تكثيف توعية المجتمع، وتوفير منظومة تعليمية لجميع الأشخاص، تمكنهم من حماية حساباتهم وبطاقاتهم الائتمانية من السرقة عبر الشبكة الإلكترونية.
وقال الدكتور عبيد: إن الاحتيال الإلكتروني هو مهارات عاطفية واجتماعية يستخدمها المحتالون على أفراد المجتمع، ويطلق عليها «فن اختراق العقول» أو «الهندسة الاجتماعية»، وتعمل على الابتزاز العاطفي، تحت ضغوط نفسية على الشخص.
احتيالية منظمة
وقال المواطن «ي. م» إنه تعرض لعملية احتيال وسرقة مبلغ يقدر بأكثر من 8 آلاف درهم من بطاقته الائتمانية، من أحد المتاجر الإلكترونية المشهورة خارج الدولة، التي يتعامل معها منذ سنوات، حيث قام شخص مجهول باستخدام اسمه وحسابه في التطبيق وشراء منتجات مختلفة، وحاول أن يوقف عملية الشراء ولكن لم يستطع.
وأشار إلى أن المجرم استغل وجود رقم البطاقة الائتمانية الخاصة به، محفوظاً في حسابه بالمتجر الإلكتروني، مشيراً إلى أنه كان يشاهد عمليات الشراء تتم أمامه، وطلب في لحظتها إيقاف الشراء، التي تمت على دفعات، إلا أن القائمين على المتجر رفضوا، معللين ذلك بأن صاحب الحساب هو من يقوم بالشراء، ولا يوجد به شبهة، ولا يستطيعون إيقافه.
وأضاف «ي. م» أن العملية تمت بطريقة احتيالية منظمة، وأبلغ المصرف بأن البطاقة سرقت، ويجب إيقافها، كما قام بإبلاغ الجهات المختصة والتواصل مع المتجر، ولكنه لم يتم إرجاع ماله، داعياً جميع أفراد المجتمع إلى عدم حفظ رقم البطاقة الائتمانية في التطبيقات أو المواقع الإلكترونية، حتى لا يتعرضوا للسرقة.
رابط مشبوه
وتقول المواطنة «م. م» إنها تعرضت لعملية احتيال، عندما ضغطت على رابط إلكتروني، ظنت أنه من جهة رسمية، لأنها كانت تنتظر طرداً بالبريد، ووصلت لها رسالة نصية من البنك بخصم مبلغ 500 درهم من حسابها، وعلى الفور تداركت الموقف، وقامت بإبلاغ البنك بإيقاف البطاقة، قبل أن تتم العملية الثانية، والتي تقدر بـ 5 آلاف درهم.
وأضافت: أن ضعفاء النفوس، يبتكرون وسائل مختلفة وجديدة في عمليات النصب والاحتيال، ويحاولون استدراج الناس، من أجل سرقة أموالهم، لافتة إلى أن بعض الروابط الإلكترونية توهم من يستقبلها بأنها من جهة رسمية، وعندما تضغط عليها، تكتشف بأنك تعرضت لعملية نصب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاحتيال الإلكتروني التكنولوجيا الابتزاز الإلكتروني شرطة الشارقة الألعاب الإلكترونية الاحتیال الإلکترونی الجهات الأمنیة أفراد المجتمع من خلال إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
CIT تطلق 3 مبادرات لرقمنة المصانع وتوظيف الكوادر التكنولوجية ومنصة الكتالوج الإلكتروني وبناء الاقتصاد الرقمي
أكد المهندس خالد ابراهيم رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - CIT راعي الصناعة الرقمية أن الغرفة ستطلق 3 مبادرات جديدة خلال فاعليات الدورة الثامنة للمؤتمر والمعرض السنوى "وطن رقمي".
جاء ذلك خلال فعليات المؤتمر الصحفي التحضيري لمؤتمر "وطن رقمي 8" والذي سيقام بالتزامن مع "الملتقى والمعرض الدولى الثالث للصناعة"، الذي ينظمه اتحاد الصناعات، تحت شعار "نحو نهضة صناعية رقمية" فى الفترة من 25 – 27 نوفمبر الحالي برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
قال: "تتمثل المبادرة الأولى فى “رقمنة 1000 مصنع” بالشراكة مع اتحاد الصناعات المصرية.
أضاف أن المبادرة تستهدف تسريع عمليات التحول الرقمي لكافة المؤسسات الصناعية من خلال إتاحة حلول تكنولوجيا متكاملة لمساعدتها على مواكبة الثورة الصناعية الرابعة.
أوضح أن المبادرة تسعى إلى الحد من التحديات التى تواجه المؤسسات الصناعية عبر تقديم حلول تكنولوجية متكاملة تضم كافة متطلبات منظومة التحول الرقمي، بداية من أجهزة الهارد وير مررو بحلول السوفت وير بجانب اتاحة خدمات الانترنت بالإضافة الى حلول شبكات الاتصالات، بما يساعد المؤسسات الصناعية على تعظيم الاستفادة من الثورة الرقمية لخفض التكاليف من خلال تمكينها من تبسيط ومراقبة عمليات الإنتاج وتحليلها وزيادة قدراتها التنافسية والتصديرية بما يتراوح بين 5- 10 % سنويا علاوة على التمكن من ضبط وحوكمة منظومتها المالية والنقدية بدقة وشفافية وإدراجها ضمن منظومة الفاتورة الالكترونية بدوى أى عوائق.
أكد أن المبادرة ستشكل قفزة نوعية جديدة فى تنمية الطلب المحلى على التكنولوجيا اذ تتيح للشركات، من أعضاء غرفة التكنولوجيا، تقديم حلولها الابتكارية للمؤسسات الصناعية بهدف زيادة قدراتها الابتكارية لتطوير منتجات وخدمات جديدة بسرعة وفعالية أكبر وبتكلفة مناسبة باستخدام الأدوات التقنية والتصميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD) علاوة علي تقليل الوقت والنفقات المرتبطة بعمليات الإنتاج والكشف المبكر عن المشكلات وحلها.
أشار خالد إبراهيم إلى أن المبادرة الثانية للغرفة تتمثل في ملتقىالتوظيف للكوادر التكنولوجية CIT Talent Connect بالشراكة مع اتحاد الصناعات ومنصة "وظف" والتي تستهدف تسليط الضوء على امتلاكنا لقاعدة متنوعة من الموارد البشرية التى تمتلك المهارات الرقمية اللازمة لدعم عملية التحول الرقمى بكافة المؤسسات الصناعية.
أوضح رئيس الغرفة أن الملتقى يؤكد حرص الغرف على المساهمة فى مسئولية تشغيل الشباب، فى إطار توجهات استراتيجيتها للنهوض بمستويات التشغيل كهدف استراتيجى، وكجزء من برنامج عمل الغرفة لتنفيذ محور تنمية القدرات ، كأحد محاور رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة، بما تسهم فى خفض معدل البطالة ومضاعفة معدلات الإنتاج، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتنمية العنصر البشرى وفى نفس الوقت إتاحة فرص عمل متميزة للكوادر التكنولوجية للالتقاء مع المؤسسات الصناعية المشاركة بالملتقى، مشددا على المصداقية والشفافية في عرض فرص العمل خلال الملتقى.
أكد الدكتور مصطفى صالح نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن "وطن رقمي" يشكل فرصة كبيرة للجمع بين شركات التكنولوجيا المحلية ومؤسسات الأعمال الصناعية من 19 غرفة صناعية، التى يضمها اتحاد الصناعات المصرية إذ تُعتبر شركات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة والمتوسطة أحد أبرز العوامل المحورية في تحقيق التنمية الاقتصادية الحديثة، خاصة في دول مثل مصر التي تسعى بتعزيز نموها الاقتصادي والنهوض بمستوى معيشة مواطنيها، في هذا السياق، كما تلعب شركات التكنولوجيا بالغرفة CIT دورًا حيويًا في تحسين كفاءة الاقتصاد وزيادة فرص العمل، مما يساهم في بناء مستقبل اقتصادي رقمي مستدام ومزدهر.
قال الدكتور حسن رضوان عضو مجلس إدارة غرفة CIT إن المبادرة الثالثة تتمثل فى إطلاق منصة "الكتالوج الإلكتروني" والتى تتيح للمرة الاولى عرض كافة الحلول التكنولوجية التى تقدمها شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية، من أعضاء الغرفة، بما يساعد فى التعريف والترويج محليا وعالميا لهذه الحلول التى تم تطويرها بعقول مصرية وقادرة على المنافسة وتلبية كافة احتياجات مؤسسات الاعمال فى جميع القطاعات الاقتصادية.
اكد أحمد السبكي عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن "التحول الرقمي" يعد أحد أهم المجالات التى استطاعت الكثير من شركات التكنولوجيا المصرية الصغيرة والمتوسطة القيام بدور استراتيجي لتطوير مجموعة متكاملة من الحلول التكنولوجية القادرة على تعزيز النمو الاقتصادي في مصر لاسيما فى مجالات التعليم والصحة والصناعة وهنا سنسلط الضوء خلال" وطن رقمي 8 " علي قدرة شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية، الصغيرة والمتوسطة، على زيادة المزايا التنافسية لمختلف مؤسسات الأعمال من خلال تحسين كفاءة الأعمال، تسريع الابتكار، وإتاحة فرص عمل لكوادرنا البشرية المتخصصة فى احدث المجالات التكنولوجي، وتوفير فرص جديدة للاستثمار، من خلال استخدام الحلول الرقمية، التى تمكن الشركات من تحسين عملياتها وزيادة إنتاجيتها، مما يسهم في خفض التكاليف وتنمية قدراتها التصديرية وفتح أسواق جديدة من خلال تطبيقها لكافة المعايير والمواصفات الدولية التى باتت تتطلبها الاسواق العالمية كما تتيح تكنولوجيا المعلومات للشركات الصغيرة والمتوسطة الوصول إلى أسواق جديدة مما يدعم تنمية القطاع الخاص.
أكد المهندس محمد أبو لبن رئيس قطاع مبيعات الشركات في المصرية للاتصالات We أن مشاركة الشركة فى فعاليات الدورة الثامنة لمعرض ومؤتمر "وطن رقمي" تأتى إطار حرصنا على مواكبة تطلعات عملائها وتلبية احتياجاتهم المتطورة من خلال توفير خدمات تضمن لهم رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية، وتدعهم كذلك في رحلتهم نحو تحقيق التحول الرقمي.
أضاف أن المصرية للاتصالات WE تقدم خلال هذه الفعالية خيارات واسعة من الخدمات المتطورة التي تناسب احتياجات الفئات المختلفة من المؤسسات والهيئات والشركات في مصر، ومن أبرزها حلول وخدمات إنترنت الأشياء IoT، والحلول السحابية لأنظمة تخطيط موارد المؤسسات “ERP”، ومنصة رقمية لخدمات التكنولوجيا المالية “Digital Fintech Platform”، وخدمات البث الرقمي التفاعلي “Interactive Digital IPTV”.