يمكن للمعلمة الأمريكية التي أطلق عليها تلميذها البالغ من العمر 6 سنوات النار في فيرجينيا المضي قدمًا في دعوى قضائية بقيمة 40 مليون دولار ضد النظام المدرسي بسبب مزاعم الإهمال من قبل مديري المدرسة، حسبما حكم القاضي الأمريكي يوم الجمعة لماضية، والقرار المفاجئ الذي اتخذه قاضي محكمة دائرة نيوبورت نيوز ماثيو هوفمان يعني أن آبي زويرنر يمكن أن تحصل على أكثر من مجرد تعويض العمال عن الإصابات الخطيرة الناجمة عن إطلاق النار في الفصل الدراسي في يناير الماضي.

 

وقد حاول محامو مدارس نيوبورت نيوز العامة منع الدعوى، بحجة أن زويرنر كانت مؤهلة فقط للحصول على تعويضات العمال، حيث يوفر ما يصل إلى ما يقرب من 10 سنوات من الأجر والرعاية الطبية مدى الحياة للإصابات، ولكن رد محامو زويرنر بأن تعويضات العمال لا تنطبق لأن معلمة الصف الأول لن تتوقع إطلاق النار عليها أبدًا: "لم يكن ذلك خطرًا فعليًا على وظيفتها"، ولكن القاضي هوفمان انحاز إلى جانب زويرنر، وخلص إلى أن إصاباتها "لم تنشأ عن عملها" وبالتالي "لا تندرج ضمن الأحكام الحصرية لتغطية تعويضات العمال"، وكتب القاضي: "إن خطر إطلاق النار على يد طالب ليس أمرًا غريبًا أو فريدًا بالنسبة لوظيفة معلم الصف الأول".

 

تلك بداية القصة 

 

وبحسب ما نشرته صحيفة npr الأمريكية، فإنن بداية القضية كانت عندما رفعت معلمة في الصف الأول في فيرجينيا، أصيبت بالرصاص على يد تلميذها البالغ من العمر 6 سنوات، دعوى قضائية في إبريل الماضي للمطالبة بتعويض قدره 40 مليون دولار من مسؤولي المدرسة، متهمة إياهم بالإهمال الجسيم بزعم تجاهل تحذيرات متعددة على يوم إطلاق النار، كان الصبي يحمل مسدسًا وكان في "مزاج عنيف"، وآبي زويرنر، وهي معلمة تبلغ من العمر 25 عامًا في مدرسة ريتشنيك الابتدائية في نيوبورت نيوز بولاية فرجينيا، أصيبت برصاصة في يدها وصدرها في 6 يناير بينما كانت تجلس على طاولة القراءة في فصلها الدراسي، وقد أمضت ما يقرب من أسبوعين في المستشفى وأجرت أربع عمليات جراحية منذ إطلاق النار.

 

وهز إطلاق النار مجتمع بناء السفن العسكرية وأرسل موجات من الصدمة في جميع أنحاء البلاد، حيث تساءل الكثيرون كيف يمكن لطفل صغير جدًا أن يحصل على مسدس ويطلق النار على معلمته، وحينها تم تحدد الدعوى ضد مجلس إدارة مدرسة نيوبورت نيوز والعديد من مسؤولي المنطقة التعليمية، بما في ذلك المشرف السابق جورج باركر الثالث، كمتهمين.

 

 

التحذير كان النقطة الفاصيلة في المحاكمة 

 

 

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة npr الأمريكية، فقد دخلت زويرنر المستشفى لمدة أسبوعين تقريبًا وخضعت لعدة عمليات جراحية بعد أن أصابت رصاصة يدها وصدرها، وتزعم زويرنر أن المسؤولين تجاهلوا تحذيرات متعددة بأن الصبي كان يحمل مسدسًا في ذلك اليوم ورفضوا بشكل روتيني المخاوف المستمرة بشأن سلوكه المثير للقلق.

وقال محامو زويرنر، ديان توسكانو وجيفري بريت وكيفن بنيازان، في بيان: "هذا النصر هو نقطة انطلاق مهمة في طريقنا نحو تحقيق العدالة لآبي"، وقالوا: "نحن حريصون على مواصلة سعينا لتحقيق المساءلة والتعافي العادل والمنصف، ولا يتوقع أي معلم أن يحدق في فوهة البندقية التي يحملها طالب يبلغ من العمر ست سنوات، ولم تعد زويرنر تعمل في النظام المدرسي، ومن المقرر أن يكون موعد المحاكمة المبدئية للدعوى القضائية في يناير 2025.

 

القرار ليس نهائي 

 

من جهتهم أشار محامو مجلس إدارة المدرسة إلى أنهم سيستأنفون قرار الجمعة، وقالوا في بيان إنهم "يتوقعون تمامًا إلغاء محكمة الاستئناف له"، وأكد مجلس إدارة المدرسة أن إصابات زويرنر كانت مرتبطة بشكل مباشر بوظيفتها وبالتالي فهي مغطاة ضمن تعويضات العمال، وقال محامي مجلس إدارة المدرسة آن لاهرين، في بيان: "الخطر الفعلي للتوظيف في هذا السيناريو هو تعرض المعلم للإصابة على يد طالب، وهو أمر شائع للأسف، وهو أمر يتزايد في تواتره في هذا اليوم وهذا العصر".

 

توقع بعض الخبراء القانونيين أن تفشل الدعوى القضائية التي رفعها زويرنر بموجب قانون تعويض العمال الصارم غير المعتاد في فرجينيا، وذلك لأنه يغطي الاعتداءات في مكان العمل وادعاءات الإهمال ضد أصحاب العمل، والدعاوى القضائية التي قد تمضي قدمًا في ولايات أخرى غالبًا ما تتعثر في الكومنولث، ويقول جيه إتش فيركيركي، أستاذ القانون بجامعة فيرجينيا، إن الحكم الصادر يوم الجمعة كان "مفاجئا إلى حد ما" استنادا إلى قرارات سابقة لمحكمة فيرجينيا، فيما قال فيركيركي: "من المؤكد أن سابقة فرجينيا تعطي مجلس إدارة المدرسة سبباً للأمل في إلغاء حكم المحكمة الابتدائية".

 

حوار وطني حول العنف

 

في أوائل يناير، أخرج الطفل البالغ من العمر 6 سنوات مسدس والدته وأطلق النار على زويرنر بينما كانت تجلس على طاولة القراءة أمام فصلها في الصف الأول، وهرعت ببقية طلابها إلى الردهة قبل أن تنهار في مكتب المدرسة، وأدى حادث إطلاق النار إلى إحياء حوار وطني حول العنف المسلح وأدى إلى تعكير صفو مدينة بناء السفن العسكرية هذه الواقعة بالقرب من خليج تشيسابيك.

 

رفع زويرنر دعوى قضائية في أبريل، زاعمًا أن مسؤولي المدرسة تجاهلوا تحذيرات متعددة بأن الصبي يحمل مسدسًا وكان في مزاج عنيف، وقالت الشرطة إن إطلاق النار كان متعمدا، وتدعي زويرنر أن مسؤولي المدرسة كانوا يعرفون أن الصبي "لديه تاريخ من العنف العشوائي" في المدرسة والمنزل، بما في ذلك عندما "خنق" معلمته في رياض الأطفال.

 

هكذا يرى القاضي الحادثة 

 

 

وعن تفاصيل حكمه، كتب القاضي هوفمان في حكمه يوم الجمعة أن إطلاق النار على زويرنر كان "شخصيًا"، وأشار القاضي هوفمان إلى أن الصبي كان يحمل البندقية معه منذ بداية اليوم الدراسي وحتى قبل الفصل مباشرة، وكتب القاضي هوفمان: "لم يقرر إطلاق النار مرة واحدة إلا بعد عودة الطالب إلى الفصل الدراسي (زويرنر)، وضرب (زويرنر)، ولم يهدد في أي وقت أي طالب أو مدرس أو إداري آخر في المدرسة بسلاح ناري".

بينما جادل محامو زويرنر في مذكرة موجزة الشهر الماضي بأن "العنف الذي ارتكبه الصبي كان عشوائيًا واستهدف الجميع، داخل المدرسة وخارجها"، وكتب محاموها دون مزيد من التفاصيل: "أكد أنه كان غاضبا لأن الناس كانوا يضايقون صديقه، وهو دافع لا علاقة له بزويرنر، كان دافعه دافعًا شخصيًا."

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس إدارة المدرسة إطلاق النار الصف الأول النار على من العمر

إقرأ أيضاً:

«رويترز» تكشف تفاصيل حول مقترح وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل

قال مسؤول لبناني كبير لوكالة “رويترز”، إن “لبنان يسعى إلى إدخال تعديلات على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان ومنح كلا الطرفين الحق في الدفاع عن النفس”.

 وحسب “رويترز”، طلب مسؤولون لبنانيون “التعديلات خلال اجتماعات مع الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين في بيروت هذا الأسبوع، حيث يعمل الأخير على إبرام اتفاق خلال الشهرين الأخيرين من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل إنهاء الحرب بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل”.

وبحسب الوكالة، “تشير التعديلات التي يسعى لبنان إلى إدخالها إلى أن “هوكشتاين” لا يزال يتعين عليه بذل جهود من أجل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوضح أنه “في متناول أيدينا” خلال زيارة إلى بيروت يوم الثلاثاء”.

وأفاد المسؤول اللبناني لـ”رويترز” بأن “الطرف اللبناني يشدد على ضرورة الانسحاب فور إعلان وقف إطلاق النار لكي يتسنى للجيش اللبناني أن ينتشر في كل المناطق، ولكي يسمح للنازحين بالعودة فورا (إلى ديارهم)”.

وبين المسؤول أن “موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوما من إعلان الهدنة.

وأوضح المسؤول أن “مسودة الاتفاق الحالية تشير إلى الانسحاب من “حدود لبنانية”، فيما يريد لبنان الإشارة إلى “الحدود اللبنانية” على وجه التحديد لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود بالكامل وليس بصورة جزئية”.

وأشار المسؤول إلى أن “لبنان يسعى أيضا إلى إدخال صياغة في الاقتراح من شأنها أن تحافظ على حق الجانبين “في الدفاع عن النفس”، دون الخوض في التفاصيل”.

وذكر المسؤول اللبناني “أنه لا توجد صياغة في مسودة الاتفاق الأمريكي بشأن مواصلة إسرائيل شن هجمات على “حزب الله”، مؤكدة أن “لبنان يرفض أي انتهاك لسيادته”.

مقالات مشابهة

  • «رويترز» تكشف تفاصيل حول مقترح وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل
  • تفاصيل جديدة حول تعدي معلمة بالضرب على طفلة 3 سنوات بعصا خشبية
  • غزة.. هدنة مؤقتة مقابل ضمانات أمريكية و"كلمة" ترامب
  • محكمة أمريكية تصدر مذكرة أعتقال بحق أحد أغنى رجال الهند بتهمة دفع رشاوى بقيمة 250 مليون دولار
  • مزاعم إسرائيلية حول موافقة حماس على صفقة إنسانية دون وقف كامل للحرب
  • "المجاهدين": مجزرة بيت لاهيا بمباركة أمريكية بعد استخدامها الفيتو ضد وقف إطلاق النار
  • معلمة "التختة" تثير الجدل من جديد بالإسكندرية.. ماذا حدث في واقعة التنمر
  • رئيس الدولة وملك الأردن: تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة ولبنان
  • القاهرة الإخبارية: الاتفاق بين إسرائيل ولبنان يشمل لجنة أمريكية لمراقبة الانتهاكات
  • مقتل امرأة ورضيعها بالرصاص في ولاية أمريكية