صدى البلد:
2024-07-04@02:13:10 GMT

هل يوجد شخص نحس على من حوله؟.. فيه 10 مصائب فاحذره

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

هل يوجد شخص نحس أو بالمعنى الدارج “ وش نحس” ؟، لاشك أنه من الأمور المهمة، التي ينبغي الوقوف عندها لأنه من الاعتقادات الشائعة بين الكثير من الناس، حيث إن إجابة استفهام هل يوجد شخص وش نحس ؟ بالإيجاب، وهو ما يجعل النحس تهمة توجه كثيرًا وعادة لأي شخص حل بمكان فوقعت به المصائب حتى إن لم يكن له يد بها ، أو أغلقت الأبواب في وجهه في المسعى الذي يريده ، كما يعتقد البعض، ومن هنا ولتبرئة أولئك المتهمين بالشؤم والحظ السئ ينبغي الوقوف على حقيقة هل يوجد شخص نحس على من حوله؟.

كيف أرقي أولادي من العين والحسد؟.. احفظهم بـ10 خطوات ولن يمسهم سوء لماذا حذر الرسول من أكل الباذنجان ليلا؟.. 7 حقائق لا يعرفها كثيرون لماذا نهى رسول الله عن أكل البيض المسلوق ليلا؟.. انتبه لـ5 حقائق هل أذكار المساء تساعد على النوم؟.. 20 حقيقة لمن يعاني من الأرق هل يوجد شخص نحس

ورد عن هل يوجد شخص وش نحس ؟ أن هذا يعد من التشاؤم والتطير،  فقال ابن حجر: ولا يجوز أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشر مما ليس منه ولا له فيه مدخل وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر فتنفر النفس منه... انتهى منه بتصرف، فلا يجوز لأحد أن يتشاءم بغيره .

 وقد قص الله علينا في سورة يس أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون قالوا: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) {يس:18}، قال الطبري يعنون: إنا تشاءمنا بكم فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم.. يقول تعالى: قالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم. أي أعمالكم وأرزاقكم وحظكم من الخير والشر معكم ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم وسبق لكم من الله.

وقال ابن حجر: قال الحليمي: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال، فلا يجوز للمرء أن يسيء الظن بالله تعالى ويتشاءم بالآخرين ، كما لا يجوز له أن يحكم على مستقبل غيره بالنجاح أو الخسارة لأن ذلك من علم الغيب لا يعلمه إلا الله، وقد قال في محكم كتابه: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) الآية 34 من سورة لقمان ، فعليه أن يتقي الله تعالى ويتوب إليه مما وقع فيه ويكف لسانه عن المسلمين وعن الإساءة إليهم وسوء الظن بهم.

حكم وصف الغير وش نحس

لعل لفظة " وجه نحس" هي اتهام  عادة ما يرافق الشخص الذي إن حل بمكان وقعت به المصائب حتى إن لم يكن له يد بها ، أو الذي تغلق الأبواب دائمًا في وجهه في المسعى الذي يريده ، كما يعتقد البعض ، وقول شخص عن آخر أنه يجلب النحس ، أو أن قدومه نحس وما نحوها من العبارات التي تنسب إلى المرء ما يقع من الشر ، يدخل في باب التشاؤم والتطير المنهي عنهما في الإسلام، لما فيهما من سوء الظن بالله تعالى ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر )، ووجه إساءة الظن بالله عز وجل عند المتشائم والمتطير اعتقاده أن ما حدث له إنما هو بسبب هذا الشخص دون إضافة تدبير الأمر إلى الله جل وعلا يعتبر سوء ظن بالله سبحانه وتعالى وهذا لا يجوز .

وورد أنه لا يجوز نسبة الشر أو النحس كما يقول الناس إلى الأشخاص ، كما أن من يفعل ذلك يقع في الإثم إذا كان يعتقد ما يقوله، وقد بين القرآن الكريم عدم نسبة الشر إلى الآخرين في قوله تعالى بسورة يس : ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ  (18)  قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19 ) ، فقد نسب الكافرون الشر إلى الرسل بقولهم لهم إنا تشاءمنا منكم ، فرد عليهم الرسل إن شؤمكم معكم بمعنى حظكم من الخير والشر معكم ولازم في أعناقكم وليس من شؤمنا .

وقد حث الإسلام على الفأل الصالح ، فقال -صلى الله عليه وسلم- : ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح ، الكلمة الحسنة)، فقد كان يعجب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الفأل الصالح لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤال حسن ظن بالله تعالى والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال .

وخلاصة الأمر أنه لا يجوز أن ينسب شخص إلى آخر ما يقع من الشر مما ليس منه ، ولا فيه مدخل ، وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر ، فتنفر النفس منه، ومن ينسب الشر إلى شخص آخر فإنه آثم ، ولا يصح ذلك منه، لأنه بفعله هذا يشوه صورة هذا الشخص ، ويجعل الناس يبتعدون عنه ، وقد يؤدي ذلك إلى حالة نفسية صعبة تلازمه ، وهو ضرر لا يجوز إلحاقه بالآخرين.

هل يوجد نحس

ورد أنه لا يوجد في الإسلام نحس وحظ سيء، بل هذا من خرافات وعادات الجاهلية، ويسمى شرعا التشاؤم والتطير، وقد ورد النهي عنه والتحذير من اعتقاده، لأنه من عقائد أهل الشرك وأعداء الرسل.

وقد قص الله علينا في سورة يس أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون:﴿ قالوا إِنّا تَطَيَّرنا بِكُم لَئِن لَم تَنتَهوا لَنَرجُمَنَّكُم وَلَيَمَسَّنَّكُم مِنّا عَذابٌ أَليمٌ * قالوا طائِرُكُم مَعَكُم أَئِن ذُكِّرتُم بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ﴾ ومعنى الآية: إنا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم، قالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم، أي أعمالكم وأرزاقكم وحظكم من الخير والشر معكم، ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا، إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم وسبق من قدر الله لكم.

ولذا قال أهل العلم: لا يجوز شرعا أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشر مما ليس منه، ولا له فيه مدخل، وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر، فتنفر النفس منه، وهذا هو التشاؤم المنهي عنه.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، ويكره التشاؤم، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحس الظن بالله تعالى على كل حال، وعليه فلا يجوز لك أن تتشاءم من ابن عمك، وتجعله سببا في بطلان كل عمل تريد تحقيقه، بل ابحث عن السبب الحقيقي لتخلف العمل، وقد يكون الله أراد لك خيرا بذلك؛ لأن الله يعلم وأنت لا تعلم.

كيفية التخلص من النحس

جاء أنه لدفع العين والحسد عن نفسك عليك بالتحصن بالأذكار، وخاصة أذكار الصباح والمساء، والثقة بالله، وكمال التوكل عليه، فإنه من اعتصم الله فلا يضره شيء، وعليك بالابتعاد عن الخواطر والافكار السلبية والتخوف من الآخرين و نظراتهم إليك، حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتك، ويجعلها تعيش في حالة شك واضطراب.

ومن ذلك عليك ببناء الثقة بنفسك وتدريبها على النجاح، ومصاحبة الناجحين، والابتعاد عن الفاشلين والمحبطين، وعدم الاستماع لكلامهم أو الاستسلام لتثبيطهم لك، بل اجعل من كلامهم دافعا لك لمزيد من الجد والاجتهاد، وحدث نفسك بالنجاح، وفكر فيه كثيرا، وخذ بأسبابه، ومنها الدعاء وحسن الظن بالله سبحانه، و-إن شاء الله- تحقق أمنياتك المباحة، وتكون من الناجحين.

هل النحس مذكور في القرآن

أفاد الدكتور مبروك عطية، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، بأن النحس مذكور فى القرآن، مستشهدًا بقوله نعالى:"كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ " فقد ذكرت مرتين فى سورة الأنفال، وقد قال الزمخشري -رحمه الله-: لما طغى آل فرعون أنتقم الله منهم ولو لم يطغوا لأجل حسابهم إلى يوم القيامة، وينبغي توخى الحذر فمن يقول لك ذُكر فى القرآن فاسأل كيف ذُكر .

وجاءت كلمة نَحْسٍ﴿ الآية ١٩ من سورة القمر﴾ شؤم، يَوْم نحْس﴿١٩ القمر﴾ شؤْم عليهم، ونحس قوله تعالى: ﴿يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس﴾ [الرحمن/35] فالنحاس: اللهيب بلا دخان، وذلك تشبيه في اللون بالنحاس، والنحس: ضد السعد، قال الله تعالى: ﴿في يوم نحس مستمر﴾ [القمر/19]، ﴿فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات﴾ [فصلت/16] وقرئ (نحسات) (وهي قراءة شاذة) بالفتح. قيل: مشؤومات (وهذا قول الضحاك، حكاه عنه أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن 3/33، وكذا قال به قتادة ومجاهد. انظر: الدر المنثور 7/317)، وقيل: شديدات البرد (وهذا القول حكاه النقاش. انظر: تفسير القرطبي 15/348). وأصل النحس أن يحمر الأفق فيصير كالنحاس. أي: لهب بلا دخان، فصار ذلك مثلا للشؤم.

 وفي تفسير الجلالين، لقوله تعالى : ﴿إنا أرسلنا عليهم ريحا صرْصرا﴾ أي شديدة الصوت ، ﴿في يوم نحس﴾ شؤم، ﴿مستمر﴾ دائم الشؤم أو قويه وكان يوم الأربعاء آخر الشهر، وفي تفسير الميسر إنَّا أرسلنا عليهم ريحًا شديدة البرد، في يوم شؤم مستمر عليهم بالعذاب والهلاك، تقتلع الناس من مواضعهم على الأرض فترمي بهم على رؤوسهم، فتدق أعناقهم، ويفصل رؤوسهم عن أجسادهم، فتتركهم كالنخل المنقلع من أصله.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الله تعالى لا یجوز ذلک من

إقرأ أيضاً:

القيم المنظمة للاصطفاء والانتخاب للولايات العامة: منظومة القيم والبناء المفاهيمي والدليل السلوكي

أهداف المقال

1- توجيه ميول الحركات السياسية والاصلاحية إلى الالتزام بالقيم القرآنية في ممارسة العملية الانتخابية.

2- التعريف بمنظومة القيم القرآنية المنظمة لعملية الاصطفاء والاختيار وإجراءاتها السلوكية الإجرائية العملية، حتى تتحول إلى أخلاق وثقافة ونمط حياة، قابلة للتطبيق والتعلم والتخلق والتربية والقياس.

3- توفير دليل مرجعي موحد للمفاهيم والإجراءات للأداء الانتخابي.

عناصر المقال:

أولا: مقدمة مفاهيمية

ثانيا: منظومة القيم وواجبتها العملية

أولا: مقدمة مفاهيمية

1- جودة ووحدة الفهم أساس بناء الارادة والوحدة والاحتشاد نحو بوصلة الإصلاح والبناء، مما يتطلب وجود دليل مفاهيمي مرجعي يحدد ويبين:

أ- مفاهيم عملية الانتخاب.

ب- القيم المنظمة للانتخابات.

ت- اللائحة والنظام الإجرائي القانوني المدير للانتخابات.

2- ماهية وأهمية وخطورة عملية الانتخابات

عملية الانتخاب تعني اصطفاء لقيادة الدعوة، ولكن ليس من الله تعالى كما كان يفعل مع الأنبياء، فهو اصطفاء يقوم به الأعضاء الدعاة أمانة ونيابة عن الله تعالى لاصطفاء واختيار عدد من الأفراد لتولى مناصب هامة في المؤسسة، وتحمل مسئولية صناعة توجهات وأهداف وقرارات الدعوة وقيادة وإدارة مواردها وقدراتها، ولمدة خمس سنوات متتالية، بما تحمله من تطلعات وأهداف يجب أن يتم تحقيقها، وتضحيات وأعمار ودماء تقدم لتحقيقها. وذلك بناء على معايير اختيار شرعية، تتعلق بالكفاءة العلمية والمهارية والخبراتية والصلاح الشخصي للقيام بهذه المهمة، مما يتطلب معرفة الناخب بالوظيفة ومهامها وتحديات وطبيعة المرحلة والمواصفات اللازمة للشخص الأنسب للقيام بهذه المهمة، وعدم معرفة أي من هذه المقومات يجعل من الاختيار عشوائيا.



3- الانتخاب أو الاصطفاء في القرآن الكريم:

1- "إنَّ اللَّهَ اصطفيٰ آدَمَ وَنُوحا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (ال عمران: ٣٣).

2- "وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصطفيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين" (البقرة: 130).

3- "قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصطفاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَة فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة: 247).

4- "قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصطفيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ" (الأعراف: 144).

5- "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" (الحج: 75).

6- "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصطفيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" (فاطر: 32).

7- "وَأَنَا اخترْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى" (طه: 13).

أهم الدلالات في الآيات الكريمة

1- الاصطفاء لحمل أمانة الدعوة منهج وقانون إلهي واجب على المؤمنين حَمَلة الرسالة إلى يوم القيامة.

2- الاصطفاء الإلهي حتى من الأنبياء لاعتبارات الرسالة، فلكل منهم مرحلة ومهمة (أنبياء ورسل- خمسة أولى العزم- واحد فقط إمام وخاتم للأنبياء).

3- منهج الاصطفاء يقوم على معايير دقيقة بحسب مهام المنصب ومعطيات وتحديات المرحلة في كل زمان ومكان إلى يوم القيامة، فهناك مرحلة تحتاج قيادة تنفيذية، ومرحلة أخرى تحتاج قيادة تنظيمية، ومرحلة ثالثة تحتاج قيادة فكرية، ومرحلة رابعة تحتاج قيادة جامعة فكرية وتنظيمية وتنفيذية، ومرحلة تحتاج قيادة سياسية، وأخرى قيادة عسكرية، وأخرى قيادة اقتصادية، وهكذا بحسب طبيعة كل مرحلة.

4- الله تعالى يصطفي من الناس، أي يصطفي منهم عبادا يهديهم ويمنحهم العلم والحكمة والمهارات والقدرات، ويترك للمؤمنين حَمَلة رسالته حريتهم في العمل والاجتهاد البشرى في التخطيط والاختيار والتنفيذ.. الخ.

3- تحذير وبيان الله تعالى في القرآن الكريم حول أمانة الاصطفاء والانتخاب البشرى لمهام دعوته:

1- "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" (الأحزاب: 70).

2- "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم" (الأنفال: 27).

3- "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاما وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَّعْرُوفا" (النساء: 5).

أهم الدلالات في الآيات الكريمة

1- اشترط الله تعالى القول السديد لصلاح الأعمال والانتصار في الدنيا، وغفران الذنوب في الآخرة. والقول السديد هو الاختيار الصائب المُؤسَس على مبادئ ومعايير وبراهين وأدلة. والمعنى المفهوم من منطوق الآية هو أن القول غير السديد هو الاختيار العشوائي غير المبرهن بأدلة وأسباب، أو العاطفي الذي تقدم فيه العواطف والاعتبارات الشخصية على المصلحة العامة للدعوة وللوطن والأمة، ومآله الفشل والهزيمة.

2- التحذير الإلهي بأن الأموال والأولاد فتنة كبيرة تهدد محافظة والتزام المؤمن بالوفاء بأمانات الدعوة والرسالة، وفي مقدمتها تفضيل اصطفاء واختيار أفراد لمناصب ومهام دعوية.

3- سمى الله تعالى بذاته العلية عدم الوفاء بواجبات وحقوق الاختيار الصحيح خيانة لثلاث:

أ- خيانة لله تعالى لأنه قدم وفضل الاعتبارات الخاصة على الله تعالى.

ب- خيانة للرسول لأنه خان الدعوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم واصطفي للقيادة وهناك من هو خير منه.

ج- خيانة للأمانات لأنه خان الدعوة بمجالات عملها المتنوعة ونصب عليها غير المتخصص المناسب لها.

4- السفيه هو الخفيف العلم قليل الحكمة المهنية المتخصصة غير كامل الأهلية للمنصب، علما بأن لكل منصب استحقاقات علمية ومهارية وخبراتية وشخصية. الله تعالى حذر ونهي عن ولاية غير المتخصص علميا، فاقد الحكمة المهنية المتخصصة في إدارة الأموال، فما بالنا بإدارة عشرن مورد للدعوة في مقدمتهم العلماء والقوة البشرية.



منظومة القيم الحاكمة والمنظمة لعملية اصطفاء وانتخاب واختيار البشر للبشر

القيم القرآنية: هي الفضائل الربانية التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين، وفرضها وأوجبها عليهم لتربيتهم وتحسين ستة أشياء أساسية تمثل الدور الوظيفي للقيم في حياة المؤمنين.



الدور الوظيفي للقيم القرآنية في بناء الفرد، وأبعاده الاستراتيجية في القوة البشرية للجماعة والأمة الإسلامية:

تمنح الإنسان ستة قدرات أساسية لبناء المؤمن القادرة على عمارة الكون وخلافة الله تعالى في الأرض:

1- تنمية العقل وتّفكير المسلم وتعزيز قدرته على الرقي لأولى الألباب واستنباط الحكمة.

2- تنمية معارف المسلم وتعزيز قدرته على اكتساب العلم وإنتاج المعرفة.

3- تحسّن سّلوك المسلم وتعزيز قدرة على التخلق لمراتب الإيمان والتقوى والإحسان.

4- تعزيز ذاتية التّعلم والتربية الذاتية من خلال فهم مرجعية ومعيارية القيم في تنظيم تفكيره ومعاملاته.. الخ، وتقويم نفسه ذاتيا.

5- بناء الكاريزما الشخصية الإيمانية خطوة خطوة حتى تتميز وتتمايز كاريزما شخصيّته القرآنية.

6- تعزيز قوّة الحضور والتأثير بقبول وإعجاب واحترام من الجميع بتمايزه الرباني، وكسب دوائر علاقات طبيعية مميزة وقوة التأثير فيها.

الأخلاق: القيم التي أحسن المسلم تنفيذ واجباتها العملية السلوكية بشكل صحيح في كل الظروف ومع كل الناس، وأصبحت معلما أساسيا لشخصيته وشهد له الناس بها.

ثقافة المؤسسة والجماعة والمجتمع (صبغة الله): القيم التي تجسدت واقعا سلوكيا غالبا وحاكما لتفكير وسلوك ومعاملات المجتمع، وأصبحت نمطا تلقائيا طبيعيا متكررا وغالبا لحياته.

منظومة القيم الربانية لإدارة الانتخابات البشرية وضبط أمانة الاختيار والتنصيب للقيادة المشرفة على تنظيم وإدارة العملية الانتخابية، والمرشحين، والناخبين:

أولا: القيمة

1- أن يحترم الجميع الانتخابات وقدسيتها وأهميتها في واقع ومستقبل الدعوة وتاريخ الإسلام في الأرض.

2- أن تحترم القيادة الحالية كافة حقوق المرشحين والناخبين في تقديم كافة التقارير والمعلومات اللازمة لهم قبل الانتخابات بوقت مناسب (6 شهور)، حتى يتمكنوا من دراستها ومناقشتهم عند الحاجة وأدناها خمسة حقوق:

أ- تقرير أداء وإنجاز عن فترة ولايتهم، وماذا تم وما لم يتم، والأسباب، وتوصياتهم لنجاح المرحلة التالية.

ب- اللائحة الأساسية المنظمة لعمل الدعوة.

ج- نظام الإجراءات الانتخابية والمناصب التي سيتم الانتخاب عليها.

د- أية معلومات وبيانات عن طبيعة المرحلة وتحديات ومشاكل العمل.

هـ- المهام الوظيفية لكل منصب يتم الانتخاب عليه، والاستحقاقات الأساسية اللازمة لكل منصب.

3- أن يحترم المرشح حق الناخبين في التعرف على مؤهلاته العلمية والمهارية ومدى فهمه واستيعابه للمهام وبرنامجه الانتخابي، والجديد الذي يمكنه تقديمه.

4- أن يحترم الجميع مصلحة الدعوة وتقديم فوق كل اعتبار ومصلحة (مصلحة الدعوة فوق الجميع).

5- أن يحترم ويلتزم الجميع بحرية وإرادة الناخبين ونتائج الانتخابات.

ثانيا: المسئولية

1- أن يتفهم ويستشعر الجميع (مشرفين ومرشحين وناخبين) أهمية الانتخابات في اختيار قيادة جديدة تتحمل مسئولية الدعوة للسنوات الخمس القادمة من عمر الدعوة والإسلام.

2- أن يتحمل كل عضو مسئوليته في التعرف على المعطيات الخمسة للوصول إلى الاختيار السديد الذي أمر به الله تعالى.

أ- دراسة وفهم اللائحة العامة المنظمة لعمل الدعوة.

ب- دراسة وفهم النظام الإجرائي للعملية الانتخابية، والسؤال والمناقشة عند الحاجة.

ج- الحصول على نسخة من تقرير أداء الفترة السابقة ودراسته وفهمه جيدا، والتعرف على أسباب الإنجاز وعدم الإنجاز، وتحليل وفهم وتقييم أداء القيادة الحالية، وبناء تصور عام عن القيادة اللازمة للمرحلة المقبلة.

د- أية معلومات وبيانات عن طبيعة المرحلة وتحديات ومشاكل العمل.

هـ- المهام الوظيفية لكل منصب يتم الانتخاب عليه، والاستحقاقات الأساسية اللازمة لكل منصب.

3- أن يحترم المرشح حق الناخبين في التعرف على مؤهلاته وقدراته ورؤيته وبرنامجه الانتخابي ويبادر بتقديم نفسه للناخبين، ويجيب على أسئلتهم بصدق وموضوعية.

4- أن يبادر الناخبون إلى التعرف على مهام المناصب الانتخابية والاستحقاقات والشروط اللازمة في القائمين عليها، والتي تمثل المعايير الشرعية للمفاضلة وأسباب الاصطفاء والاختيار.

5- أن يبادر الناخبون إلى التعرف على المرشحين ومناقشتهم والتعرف على إمكانياتهم واستعداداتهم لتحمل المسئولية والوفاء بمهام المناصب التي سيتم الانتخاب عليها.

6- أن تقوم لجنة الاشراف على الانتخابات بسد أبواب التأثير على تفكير وميول الناخبين، وردع ومعاقبة من يحاول التأثير على توجهات الناخبين وشفافية ونزاهة الانتخابات.

7- أن تعد لجنة الانتخابات بالتنسيق مع القيادة الحالية كشوف بالناخبين في كل وحدة، ويتسلم المرشحون نسخ منها حتى يتمكنوا من التواصل مع كل الناخبين.

ثالثا: حرية الإرادة

1- أن يتم تشكيل لجنة تكنوقراط محايدة من خارج القيادة الحالية (ترسل أسماؤهم إلى جميع الوحدات قبل الانتخابات بثلاثة أشهر لاعتمادها، ويتم تغيير من يتم رفضه من قبل الأفراد)، تمتلك حرية إرادة كاملة في إدارة وتنظيم واعتماد نتائج الانتخابات.

2- أن يمتلك الأفراد حريتهم في حق الترشح وإعداد رؤيتهم الخاصة، وبرامجهم الانتخابية ونشرها على الوحدات لتعريف الناخبين بأنفسهم وإمكانتهم وبرنامجهم الانتخابية (قبل الانتخابات بمدة كافة لا تقل عن شهر، ويستمر ذلك حتى ساعة الانتخاب).

3- أن يمتلك المرشحون بيانات الناخبين وفرصة التواصل معهم وشرح برامجهم الانتخابية ومناقشتهم فيها.

4- أن يمتلك كل ناخب حريته الكاملة في اختيار من يشاء بسرية تامة.

5- أن يمتلك الناخبون والمرشحين حق متابعة سير العملية الانتخابية والفرز حتى إعلان النتيجة.

رابعا: قيمة الوعي

1- أن يكون جميع الأفراد على وعي بطبيعة المرحلة التي تمر بها الدعوة، وأدناها وثيقة المهمات الخمس عشرة.

2- أن يكون الجميع على وعي شامل وعميق بما تم خلال الفترة الأخيرة من شباط/ فبراير 2023 وحتى موعد الانتخابات، من خلال تقرير الأداء والإنجاز والتوصيات الذي تقدمه القيادة السابقة، للتعرف على مستوى أداء القيادة السابقة وظروف وتحديات العمل وتوصياتها للمرحلة المقبلة، لتعزيز التواصل بين المراحل القيادية.

3- أن تقوم لجنة الانتخابات بتقديم رسالة توعوية لجميع المرشحين والناخبين بأكثر طرق التفكير والاختيار الخاطئة الشائعة، وتذكيرهم بالمعايير المهنية والشرعية للاختيار السديد.

خامسا: قيمة تكافؤ الفرص

1- أن تلتزم القيادة الحالية بتوفير المعلومات التي يستفسر عنها المرشحين والناخبين لتعزيز الوعي والأداء الانتخابي.

2- أن يتم التصويت في صناديق شفافة، وفرز وتجميع البطاقات والتجميع علنيا على سبورة واضحة للجميع.

3- أن يلتزم الجميع النزاهة وعدم التقصير في الواجبات الانتخابية، وعدم تجاوز النظام المقرر.

سادسا: قيمة المؤسسية

1- أن يستند الجميع إلى المرجعية العليا للائحة المنظمة لعمل المؤسسة.

2- أن تستند كافة العمليات الانتخابية في كل الوحدات والمستويات وفق النظام الانتخابي الذي تتم كتابته وتوزيعه وشرحه ومناقشته مع كل الأفراد.

3- يتم الاستناد إلى التدوين والمستندات المكتوبة والموقعة من المعنيين، ولا يؤخذ رسميا بالكلام الشفوي.

مقالات مشابهة

  • كيفية تحصين النفس من الفتن؟.. «الإفتاء» تحدد 10 أمور مهمة
  • «الإفتاء» تضع «روشتة» لتحصين النفس من الفتن ومكائد الشيطان.. السر في ذكر الله
  • عبد الرحيم علي يعزي الزميل عبد الرحمن البشاري في وفاة عمه
  • داعية مصري: لا يجوز الاعتراض على قطع الكهرباء ويجب الدعاء للسيسي (شاهد)
  • القيم المنظمة للاصطفاء والانتخاب للولايات العامة: منظومة القيم والبناء المفاهيمي والدليل السلوكي
  • تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 2-7-2024 في محافظة البحيرة
  • أيها المسلمون تذكروا واذكروا أنكم ستقفون بين يدي الله
  • القدس إرثنا الديني والتاريخي
  • تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 1-7-2024  في محافظة البحيرة
  • هل يجوز أداء سنة صلاة الفجر بعد الفرض؟.. اعرف الحكم