العادات المتشابهة في فصل الشتاء
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
يعود الشتاء حاملًا معه المطر، وسكون النفس، والأكواب الدافئة، وبصورة شخصية ،أحب هذا الفصل كثيرًا، بل أني أتعمّد التقصير ببعض جوانب الحياة والراحة للإستمتاع به، خصوصًا وأني أفضّل منظر السماء فكيف بهذا الفصل الممطر، بمنظر السحاب المتراكم، و تدرج ألوان الغروب الفاتنة، ولذلك حين يريد أحدهم البحث عني ،يجدني أمام النافذة أو أمام الأبواب أتأمّل منظرها.
وبعودة الشتاء ،هناك العديد من العادات التي يشترك بممارستها معظم الناس إن لم يكن جميعهم، التي تجعل منه فصلًا مميزًا بالحب دون غيره.
فأولًا المزاج الرائق والسعيد:
ففي فصل الشتاء يرتبط المزاج السعيد بهذا الوقت من العام، فتجد كل من تحادثه أو يكون هناك تعامل معه بتهذيب وأخلاق تحبها فيه، حتى لو كان أصل التعامل في جانب الأعمال والجدّية إلا أن “الروقان” يغلب كل ذلك، ولهذا نجد أن إنجازها مثاليًا وخصوصًا في أوقات الدراسة أو ساعات العمل.
ثانيًا الخروج من المنزل:
لكل منطقة طريقتها في الإستمتاع بالشتاء، فالساحلية وجهتها البحر ،أمّا مناطق الرمال والجبال ،فإن أهلها يفضّلون “الكشتات” فتجدهم في النهار مستمتعين بالضوء و في الليل فإنهم سمّار على وقع دندنة الشتاء والأغنيات.
ثالثا المأكولات والمشروبات الدافئة:
يُنصف الشتاء الفصل في المركز الأول في إبداع صنع المأكولات والمشروبات الدافئة، مهما كان خريطة أصلها أو أساسها، فإن فيه تظهرمهارة صنعها، مابين الكرك والسحلب والقهوة وأنواع الشاي، بالإضافة للأكلات التراثية التي تتصدر سفرة الطعام أو أوقات اجتماع العائلة،ضاربين بزيادة الوزن عرض الحائط، وهذا هو أساس الشعور بحلاوة بالشتاء.
رابعًا الألعاب والقراءة:
لكل شخص عادته المحبّبة في الشتاء، من التحلّق حول لعبة ما مابين ضحك وغضب ، وما بين الإكتفاء بقراءة الروايات، هذه العادة التي تعيد التوازن للعقل بعد يوم متعب، ورغم ممارستها في بقية الفصول، إلا أن لهذا الفصل نكهته الخاصة.
خامسًا تقبُّل التعب:
رغم أن فصل الشتاء يأتي بالزكام أو أمراض الجهاز التنفسي، إلا أننا نتقبّل ذلك بحب، ليس رغبة بالمرض بل لأننا في أوقات الراحة نتفكرفي أنفسنا وحياتنا، ونتأمل ما نرجو الوصول إليه، فالراحة في السرير رغم سوء الحالة الصحية إلا أننا من خلالها يمكننا أن نتغير بصورة أحسن.
ثم سادسًا وسابعًا وعاشرًا، كلما زاد عدد العادات ، زاد حب الشتاء، لكن ما أن تبدأ القطرة الأولى لنزول المطر، تنتشر عادة الفرح كعدوى محبّبة للقلب، فتجد الغرباء أصبحوا أصدقاء باللعب تحته، وتجد بعضهم رافعين أكفهم بالدعاء لله، فما إن ينزل المطر ، حتّى تكتسي الأرض بالحب، تلك القطرات بداية لقدوم أيام وليال ممطرة بالسعادة، بفعل كل ما كان مؤجلًا فيما مضى، بالتعافي من كل ما كان معكِّرًا لقلوبنا،فالمطر ما إن يطرق النوافذ ،حتّى تتبهج أرواحنا، فنشعر بأننا لم نمرّ ذات يوم بالتعب أو ضغوطات الحياة.
وحده المطر ما يغسل أرواحنا بدلًاعن الأرض.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة في أوقات الكراهة؟.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم قضاء الفرائض الفائتة في أوقات الكراهة التي نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة فيها.
وقالت دار الإفتاء، عبر موقعها، إن قضاء الصلوات الفوائت من الفرائض يجوز شرعًا في جميع الأوقات بما في ذلك أوقات الكراهة التي نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة فيها، وذلك من غير كراهة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
وأوضحت الإفتاء، أن المقصودُ بأوقاتِ الكراهة، أي: الأوقاتُ التي يُكرَه فيها الصلاة، وهي خمسة أوقات -على خلافٍ بين الفقهاء في عَدِّها-: ما بَعَدَ صلاة الصبح حتى تَطْلُع الشمس، وعند طُلُوعِها حتى تَتَكامل وترتفع قَدْر رُمْحٍ، وإذا استوت الشمس حتى تَزول، وبعد صلاة العصر حتى تغْرُب الشمس، وعند الغروب حتى يتكامل غروبها. ينظر: "الاختيار" لابن مودود الموصلي (1/ 40، ط. مطبعة الحلبي)، و"شرح الخرشي على المختصر" (1/ 224، ط. دار الفكر)، و"روضة الطالبين" للنووي (2/ 85، ط. دار المكتب الإسلامي)، و"المغني" لابن قدامة (2/ 80، ط. مكتبة القاهرة).
ما حكم من اكتشف نجاسة على ثوبه بعد انتهاء الصلاة؟.. الإفتاء توضح
ما حكم الصلاة بالحذاء؟.. الإفتاء: يجوز بشرط
هل أنكر المالكية صيام الست من شوال؟.. الإفتاء توضح حقيقة خلاف العلماء
هل يجوز صيام الست من شوال في أيام متفرقة؟.. الإفتاء تحدد الأقرب للسُنة
وتابعت الدار أن الفقهاءُ اختلفوا في حكمِ قضاء الصلاة الفائتة في هذه الأوقات على قولين: فذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ ذلك يجوز من غير كراهةٍ.
وقال العلامة الشيخ الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (1/ 263-264، ط. دار الفكر): [قضاءُ الفَوَائت.. (وَجَبَ) فورًا (قضاء) صلاةٍ (فائتةٍ) على نحو ما فاتَتْهُ من سَفَرِيَّةٍ وحَضَرِيَّةٍ وسريَّةٍ وجهريةٍ.. (مُطلقًا) ولو وَقتَ طلوع شمسٍ وغروبها وخطبة جمعةٍ سفرًا وحضرًا صحةً ومرضًا] اهـ.
وقال العلامة الدسوقي مُحشِّيًا على قوله: (مطلقًا): [(قوله مطلقًا) مرتبطٌ في المعنى بقوله: قضاءً، وبقوله: فائتةٍ؛ فهو حالٌ من أحدهما ومحذوفٌ مِثْلُهُ من الآخَر، والمعنى: حالةَ كون القضاء مطلقًا؛ أي: في جميع الأوقات ولو وقتَ طلوع الشمس، ووقت غروبها، ووقت خطبة الجمعة، وزَمَنَ السفر والحضر والصحة والمرض، وحالة كون الفائتة فاتَت مُطلقًا؛ أي: عمدًا أو سهوًا تحقيقًا أو ظنًّا أو شَكًّا لا وهمًا] اهـ.
وقال الإمام النوويّ في "الروضة" (1/ 192-193، ط. المكتب الإسلامي) بعد ذِكْرِه أوقات النهي: [النهيُ والكراهة في هذه الأوقات إنما هو في صلاة ليس لها سَبَبٌ، فأمَّا ما لها سببٌ فلا كراهة، والمراد بقولهم: صلاةٌ لها سبب، أي: سبب مُتَقدِّمٌ على هذه الأوقات، أو مُقَارِنٌ لها، والتي لا سببَ لها هي التي ليس لها سببٌ مُتقدمٌ ولا مُقارِنٌ، وقد يُفَسَّرُ قولهم: لا سبب لها، بأنَّ الشارع لم يَخُصَّهَا بوضعٍ وشَرْعِيَّةٍ، بل هي التي يأتي بها الإنسان ابتداءً، فمن ذَواتِ الأسبابِ الفائتةُ، فإنه يجوز في هذه الأوقات قضاء الفرائض والسنن والنوافل التي اتخذَها الإنسان وِرْدًا له، وتجوز صلاة الجنازة وسجود التلاوة وسجود الشكر وركعتا الطواف وصلاة الكسوف، ولو تَطَهَّرَ في هذه الأوقات صلى ركعتين، ولا تُكره صلاة الاستسقاء فيها على الأصح] اهـ.
وقال العلّامة ابن قدامة في "المغني" (2/ 80، ط. مكتبة القاهرة): [(وَيَقْضِي الفوائتَ من الصلوات الفرضِ)، وجُمْلتُه: أنه يجوز قضاءُ الفرائض الفائتة في جميع أوقات النهي وغيرها] اهـ.
ويرى الحنفية أَنَّ قضاءَ الصلوات الفوائت لا يجوز في أوقات الكراهة؛ قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (1/ 246، ط. دار الكتب العلمية): [وأما شرائطُ جواز القضاء فجميعُ ما ذكرنا أنه شرطُ جواز الأداء فهو شرطُ جواز القضاء إلا الوقتَ؛ فإنه ليس للقضاء وقتٌ معينٌ، بل جميعُ الأوقات وقتٌ له إلا ثلاثةً، وقتَ طُلوعِ الشمس ووقتَ الزَّوَال ووقتَ الغروب؛ فإنه لا يجوز القضاء في هذه الأوقات؛ لما مَرَّ أنَّ من شأْنِ القضاء أن يكون مثلَ الفائت، والصلاة في هذه الأوقات تَقعُ ناقصةً، والواجب في ذِمَّتِهِ كاملٌ، فلا يَنُوبُ الناقص عنه، وهذا عندنا] اهـ.
وأشارت دار الإفتاء، إلى أن الذي نفتي به هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أَنَّ صلاة الفوائت في جميع أوقات الكراهة جائزٌ بلا كراهة؛ لما جاء من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا»، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]. رواه مسلم.
واستشهدت الدار بأن وجهُ الدلالة من الحديث: أنَّ العموم الوارد فيه يدل على جواز القضاء في أيّ وقت حتى أوقات الكراهة، وهو ما سَلَكَهُ ابن دقيق العيد في جمعه بين هذا الحديث وأحاديث النهي عن الصلاة في بعض الأوقات؛ فقال في "شرح الإلمام" (4/ 504، ط. دار النوادر): [ولجميع ما يدلُّ على الكراهة في الأوقات المذكورة معارِضٌ آخر، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةٍ أَوْ نسَيَها، فَلْيُصَلّها إِذَا ذَكَرَها»، وبه يَستدِلُّ من يُجيز قضاءَ الفوائت في الأوقات المكروهة، لكن بين الحديثين عمومٌ من وجه، وخصوصٌ من وجه، لا عمومًا مطلقًا، وخصوصًا مطلقًا، فيُحتاج إلى الترجيح لوقوع التعادل، فإنَّ أحدَ الخصمين إذا قال: أَخُصُّ الفوائت عن النهي عن الصلاة في هذه الأوقات بقوله عليه السلام: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةٍ أَوْ نسَيَها»؛ لأنه عامٌّ في الصلوات، وهذا خاص بالفوائت منها، قال خصمه: أَخُصُّ هذه الأوقات من قوله عليه السلام عن قوله عليه السلام: «مَن نَامَ عَنْ صَلاةٍ أَوْ نسِيَها»؛ فإنَّه عامٌّ في الأوقات، فيتعادلان، وقد رَجَح العمل بحديث النوم عن الصلاة بأَنَّ حديث الأوقات وقع التخصيصُ فيه اتفاقًا بعصر اليوم، ولم يقع الاتفاقُ على تخصيص هذا، والأول أولى] اهـ.