قال د. أسامة الجبالى، مدير مشروع الطيور الحوامة والمهاجرة بوزارة البيئة، إن مشاهدة الطيور واحد من أهم أشكال السياحة البيئية على مستوى العالم، وهى سياحة مهمة كونها تعتمد على الموارد الطبيعية، دون الإضرار بالبيئة، وأوضح «الجبالى»، خلال حواره مع «الوطن»، أن «شرم الشيخ» واحدة من أهم مناطق عبور الطيور الحوامة على مستوى العالم، وأن مصر تعتبر ثانى أهم مسار للطيور الحوامة على مستوى العالم.

. وإلى نص الحوار:

دعنا نتحدث عن أهمية مصر بالنسبة للطيور المهاجرة.

- الموقع الجغرافى الفريد لمصر كجسر بين ثلاث قارات «أوروبا وآسيا وأفريقيا» هو السبب الرئيسى لتمركز ملايين الطيور المهاجرة بها، ففى كل خريف وربيع تمر ملايين الطيور عبر مصر قادمة من مواطنها الأصلية، خاصة من الدول الإسكندنافية وشرق أوروبا والبلقان وسيبريا ووسط آسيا فى طريقها من وإلى شرق وجنوب أفريقيا.

وهنا وجب القول إن لمصر أهمية كبيرة بالنسبة للطيور المهاجرة لكونها من بين الممرات الحرجة لهجرة الطيور، كما أنها جاذبة للطيور بسبب التنوع فى البيئات البرية والبحرية ووجود الأراضى الرطبة والمناطق الصحراوية والوديان، ما أدى إلى وجود تنوع كبير فى الطيور ووفر لها الغذاء ومناطق الاستراحة.

هل هناك مخاطر تواجه الطيور خلال رحلة هجرتها؟

- أكبر خطر يهدد الطيور هو تدمير بيئاتها الطبيعية، الذى يتمثل فى قطع الأشجار وتجفيف المستنقعات، فلا تستطيع الطيور التكيف مع بيئات أخرى، ولا يبقى لها مأوى فتندثر، وهنا يكون الإنسان هو السبب وراء انقراض أنواع مهمة ونادرة من الطيور، لأنه يقضى عليها عن طريق الصيد، إما باستخدام الشباك وبنادق الصيد، وتموت بعض الطيور عن طريق التسمم بالمبيدات الحشرية أو الاصطدام بأسلاك كهرباء الضغط العالى.

أعددنا معايير غلق مؤقت لمحطات الرياح أثناء عبور الطيور عند الضرورة لمنع اصطدامها بالطواحين

وكيف تحمى وزارة البيئة الطيور المهاجرة بمصر؟

- تقوم وزارة البيئة بوضع الخطط التنفيذية التى من شأنها تقليل حدة المخاطر التى تواجه الطيور المقيمة والمهاجرة، فتقوم الوزارة برفع المخلفات الصلبة التى تتجمع عليها الطيور، والمحافظة على البيئات الطبيعية وإعادة تأهيل ما تم تدميره منها.

وتقوم بالتنسيق مع هيئة الطاقة المتجددة أثناء مراحل تنفيذ محطات مزارع طاقة الرياح بمناطق عبور الطيور لتقليل تأثيرها على الطيور، كما تقوم الوزارة بتنظيم عمليات الصيد ومنع الصيد الجائر وضبط المخالفين، وإطلاق سراح الطيور التى يتم ضبطها، وتقوم الوزارة حالياً بتنفيذ مشروع لحماية الطيور المحلّقة بالتعاون مع المجلس العالمى للطيور وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى.

وماذا عن مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة؟

- أحد المشروعات التابعة لوزارة البيئة، يهدف لدمج وصون الطيور المهاجرة بالقطاعات التنموية بطول ساحل البحر الأحمر والأخدود الأفريقى الأعظم، وتشجيع أنشطة القطاعات التى يمكن أن تستفيد من وجود الطيور المهاجرة.

والمشروع يحاول تطبيق مفهوم الدمج المزدوج الذى يسعى لدمج صون الطيور الحوامة المهاجرة بالسياسات والاستراتيجيات الوطنية الحالية من أجل تطوير وإصلاح هذه القطاعات، ويتم ذلك من خلال توفير الدعم الفنى والخدمى لها لضمان دمج إجراءات صون الطيور المهاجرة بالتخطيط المستقبلى لتلك القطاعات.

لماذا نحتاج تنفيذ هذا المشروع؟

- بسبب نقص الوعى بأهمية الطيور المهاجرة وقلة البيانات الخاصة بها وضعف السياسات والإجراءات التى تعمل على صون الطيور المهاجرة، كل هذا بجانب محدودية التخطيط العمرانى المستدام وعدم وجود إجراءات وطنية لتشجيع السياحة الداعمة لصون الطيور المهاجرة، أما السبب الأبرز فهو ضعف تطبيق القوانين المتعلقة بالصيد والاتجار بتلك الطيور بعد أن يتم صيدها بشكل جائر.

ماذا عن الأنشطة التى قام بها المشروع لحماية الطيور المهاجرة؟

- قام مشروع صون وحماية الطيور الحوامة المهاجرة، بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة وهيئة الطاقة المتجددة من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين الجهتين، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع حوادث اصطدام الطيور بمحطات طاقة الرياح أثناء عبورها بتلك المحطات، وفى مجال السياحة، يتم تدريب المرشدين على سياحة مشاهدة الطيور.

«أهداف المشروع»

برنامج صون الطيور الحوامة، والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة والمجلس العالمى لحماية الطيور، ودول عديدة تشارك فى هذا المشروع، لأنه يعمل على حماية الطيور المهاجرة بشكل أساسى مع تعظيم الاستفادة منها فى دعم أنشطة السياحة المختلفة، والمشروع ينقسم إلى مرحلتين، الأولى تشارك بها دول الأردن ومصر ولبنان، والثانية يضاف إلى دول المرحلة الأولى «جيبوتى، سوريا، السعودية، فلسطين، اليمن، السودان، إثيوبيا، وإريتريا»، وهناك عدة أهداف يسعى مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة لتحقيقها، أبزرها رفع الوعى البيئى داخل القطاعات التنموية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محطات الرياح عبور الطيور الطيور المهاجرة الطيور الحوامة الطیور الحوامة المهاجرة

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تكشف أسرار نجاح تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مستدامة

ترأست الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، الحلقة النقاشية شرم الشيخ خضراء تحت عنوان "تسريع العمل المناخي المحلي والتحول الحضري الأخضر من أجل مدن شاملة، مستدامة، ومرنة”، والتي تنظمها وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته ال١٢ والذي تستضيفه الحكومة المصرية في القاهرة.

 وقد أدار الحلقة النقاشية المهندس محمد عليوه مدير مشروع جرين شرم وشارك فيها أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الدكتور محمد بيومي، مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، والسيد برنارد بارث، المسؤول الإقليمي لشؤون تغير المناخ لآسيا والمحيط الهادي، موئل الأمم المتحدة.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ان تنفيذ مشروع شرم الشيخ الخضراء كان رحلة مليئة بالتحديات لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وإدارة الموارد الطبيعية، مستعرضة العوامل التي تم على اساسها اختيار مدينة شرم الشيخ لتنفيذ هذا المشروع الرائد بها، ومنها تميزها من حيث نوعية المجتمع بها والذي يعي أهمية الموارد الطبيعية، فهي مدينة تشتهر بتنوع مواردها الطبيعية والتنوع البيولوجي، وايضاً تركّز الوظائف فيها في مجال السياحة والمجالات المتعلقة بها، مما يسهل التركيز في العمل على قطاع واحد.

وأوضحت د. ياسمين فؤاد ان دوّر الوزارة في البداية تركز  على بناء الثقة بين مختلف أصحاب المصلحة، وبدأت باتخاذ الإجراءات الممهدة ومنها تغيير طريقة إدارة المحميات الطبيعية، وفرض رسوم على الأنشطة البحرية للحد من التعديات على البيئة البحرية ومراجعة تراخيص ممارسة الأنشطة البحرية ، وخلق منتج السياحة البيئية الذي يكون من خلاله كل شريك على وعي بقيمة الموارد الطبيعية واهمية دوره في صونها، مثل مشاركة القطاع الخاص في الإبلاغ عن أي تعدي على البيئة البحرية، كما تم تنفيذ الإجراءات الديناميكية وإعداد الأدلة الإرشادية للسياحة البيئية ومساعدة مراكز الغوص وإشراك مختلف أصحاب المصلحة ومواجهة التعديات على البيئة والتي تهدد مصادر سبل العيش.

واشارت وزيرة البيئة إلى ان الفترة القادمة سيتم التركيز علي إعداد السياسات التي تساعد على توسيع التجربة،  ودمج مزيد من أصحاب المصلحة خاصة القطاع الخاص غير العامل بالسياحة،  على سبيل المثال مشروعات توليد الطاقة المتجددة. إلى جانب، مساعدة المجتمعات المحلية مشيرة لتجربة إشراك المجتمع المحلي في تطوير قرية الغرقانة في محمية نبق. كما سيتم التركيز على سياسات الحوكمة والتمويل وتحديد الأدوار المسئوليات، وتمويل مزيد من الحزم التي تضمن استدامة طويلة الأجل متضمنة البعد الاجتماعي الاقتصادي للمدينة.

وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى ان حشد التمويل من شركاء التنمية لتنفيذ مثل هذه المشروعات يعد تحديا، خاصة مع عدم الخروج بقرارات طموحة لتمويل أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي في مؤتمر اتفاقية التنوع البيولوجي الذي عقد مؤخراً بكالي COP16، لتجد دولة مثل مصر نفسها تحارب منفردة للحصول على تمويل من شركاء التنمية لدعم تنفيذ مشروع شرم الشيخ الخضراء، في مدينة غنية بالموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي والشعاب المرجانية التي تعد آخر حوائط الصد أمام آثار تغير المناخ على الأرض طبقا للتقارير الدولية،  ورغم مشاركة برنامج الأمم المتحدة الانمائي ب ٧ مليون دولار للمشروع، الا ان تكلفة تنفيذ إجراءات تخضير المدينة على الأرض قبل مؤتمر المناخ COP27 وصلت ١٥ مليار جنيه بواقع تنفيذ ٣٩ مشروع في ١٠ اشهر .

وقد تضمنت الجلسة عرضًا تقديميًا من المهندس محمد عليوه حول مشروع شرم خضراء وما تحقق فيه من إنجازات ساهمت في تحويل المدينة إلى نموذج حقيقي وواقعي ناجح للمدن المستدامة، يمكن تكراره والاستفادة منه على المستوى المحلي والإقليمي حيث  يعكس المشروع أهمية بناء القدرات المحلية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستفادة من الدعم الدولي للتغلب على الحواجز التقنية والمالية والتشغيلية أمام التنمية الحضرية المستدامة.

كما استعرض عليوه المحاور الرئيسية لمشروع شرم الشيخ خضراء ومن أهمها التحول إلى الطاقة المتجددة من خلال تركيب أنظمة كهروضوئية لا مركزية في الفنادق والمباني العامة والبنية التحتية، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وكذلك تقديم الحوافز التي شجعت على اعتماد حلول الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى الإدارة المتكاملة للنفايات ووضع استراتيجية شاملة لإدارة النفايات تركز على إعادة التدوير، وتحويل المخلفات إلى طاقة، وتقليل الاعتماد على مدافن المخلفات، مع إقامة شراكات مع شركات إدارة المخلفات لتحسين جمع ومعالجة المخلفات. وايضاً تنظيم حملات توعوية لتعزيز فصل وإعادة تدوير المخلفات، وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على النظام البيئي، بما في ذلك الشعاب المرجانية، من خلال تنظيم الأنشطة البحرية وتعزيز الممارسات السياحية المستدامة.

كما شملت محاور عمل مشروع شرم الشيخ الخضراء الاعتماد على النقل المستدام والحفاظ على المياه، مع العمل على زيادة الوعي العام والمشاركة المجتمعية من خلال إطلاق حملات توعية عامة لتثقيف السكان والسياح والشركات حول فوائد الاستدامة وكيفية المساهمة فيها، ودعم المبادرات لإشراك الشباب والمؤسسات التعليمية في مشاريع الاستدامة لبناء ثقافة المسؤولية البيئية.

وألقت الجلسة الضوء على دور وزارة البيئة في دعم الاستدامة الحضرية للمدن وتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء كنموذج، من خلال تعزيز استخدام البنية التحتية الخضراء، والحلول القائمة على الطبيعة، ورفع القدرة على التكيف مع المناخ، لتعكس نموذجًا مستدامًا يمكن تكراره على مستوى العالم.

جدير بالذكر أن مشروع “شرم الشيخ الخضراء” يمثل نموذجًا رائدًا للتعاون بين وزارة البيئة المصرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومرفق البيئة العالمية، وأصحاب المصلحة، لتحويل مدينة شرم الشيخ إلى واحدة من أولى الوجهات السياحية الخضراء في مصر والمنطقة. وقد زادت وتيرة تحول شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ (COP 27).

57fa6324-5a65-432a-bf99-f3749e34b020 095ad2d6-2369-43da-9f1a-27799b6a3204

مقالات مشابهة

  • وزارة السياحة تطلق منصة "بنك المشاريع" على خلفية تحفيز الاستثمار
  • محمد عثمان من بورصة لندن WTM: السوق الانجليزى يمثل ٤٠٪؜ من السياحة الثقافية ويحتاج لدعم كبير
  • مدير تعليم القليوبية: تذليل العقبات التى تواجه العملية التعليمية فى المدارس
  • وزيرة البيئة تكشف أسرار نجاح تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مستدامة
  • وزيرة البيئة: 15 مليار جنيه تكلفة تجهيز شرم الشيخ قبل مؤتمر المناخ
  • وزيرة البيئة: رحلة مشروع شرم الشيخ الخضراء كانت مليئة بالتحديات
  • مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الرياض يزور مكتب الوزارة في محافظة الغاط”
  • بريطانيا.. تفشي الإصابات بأنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن
  • بالتزامن مع مناقشات النواب.. مشروع قانون العمل الجديد يحدد ضوابط التوظيف
  • مدير عام قوات الشرطة يلتقى بنظيريه الجنوب سودانى والرواندى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للإنتربول بمدينة غلاسكو