أبوظبي – الوطن:

اختتمت النسخة الافتتاحية من جائزة أبوظبي الكبرى للسوبر كروس للدراجات النارية فعالياتها محققة نجاحًا هائلًا، بعد أن أقيمت منافسات جولة أبوظبي من البطولة العالمية في المنطقة لأول مرة على جزيرة ياس في الاتحاد أرينا، حيث تحولت ساحتها المركزية إلى مسار ترابي أشعل أجواء المنافسة.

وشهدت منافسات بطولة العالم للسوبر كروس في أبوظبي مشاركة 40 دراجًا من أفضل متسابقي السوبر كروس العالميين، خاضوا السباقات للفوز بفرصة التتويج بالنسخة الأولى من جائزة أبوظبي الكبرى للسوبر كروس، ليحقق المتسابق جوي سافاتجي المركز الأول في فئة WSX  450 سم3″، والمتسابق ماكس أنيستي المركز الأول في فئة SX2 “250 سم3”

وعلق جوي سافاتجي، الفائز بسباق فئة WSX ومتصدر ترتيب البطولة: “التسابق على مسار جديد أمر رائع دائماً، وفاقت التجربة اليوم كل توقعاتي، استطاع فريق العمل في أبوظبي تحويل هذه الصالة المغلقة إلى مسار فريد للسباقات الترابية.

كانت انطلاقتي في الجولتين الأولتين اليوم جيدة جدًا، وقدمت لي الأفضلية في السباق الثالث، كانت المنافسة قوية جدًا اليوم وأنا سعيد للغاية بتحقيق هذا الفوز”.

كما قال ماكس أنيستي، الفائز في سباق SX2: “استمتعنا بالمنافسات التي أقيمت اليوم هنا في أبوظبي، وأنا سعيد للغاية بتحقيق هذا الفوز، وخاصة باعتباره أول سباق لبطولة العالم للسوبر كروس يقام في أبوظبي. كانت الأجواء رائعة للغاية في الاتحاد أرينا بفضل الجمهور. ذهلنا بالحضور والشعبية التي تتمتع بها الرياضة هنا ونتطلع لنموها بشكل أكبر”.

وتوافد عشاق رياضة المحركات والسباقات المشوقة إلى الاتحاد أرينا في جزيرة ياس للاستمتاع بأجواء الحماس واستعراضات الدراجات النارية الأكروباتية التي تحبس الأنفاس، بالإضافة إلى استعراض مبهر للألعاب النارية.

كما شهدت فعاليات الحدث العالمي مشاركة نخبة من المواهب الناشئة في رياضة الدراجات النارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شارك 20 متسابقًا شابًا من مختلف أنحاء دولة الإمارات، تتراوح أعمارهم ما بين 7 و13 عام، في سباقات مخصصة لفئتهم، واستعرضوا مواهبهم وقدراتهم أمام جمهور البطولة العالمي والفرق المشاركة، وخاض 10 سائقين من الناشئين القادمين من مختلف أرجاء دولة الإمارات في فئة 85 سم3، بينما شارك العشرة الآخرون في فئة 65 سم3.

ويرسخ النجاح الهائل الذي حققته جائزة أبوظبي الكبرى للسوبر كروس مكانة أبوظبي الريادية باعتباراتها وجهة مميزة لكبرى الفعاليات الرياضة العالمية، كما يؤكد على الاهتمام والإقبال المتزايد لرياضات السباقات في المنطقة.

وبهذه المناسبة، تحدث سيف راشد النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة إثارة معلقًا على نجاح الحدث: “استهدفنا استضافة سباقات السوبر كروس الشهيرة بعروضها الممتعة ومنافساتها الحماسية وتقديمها في أبوظبي، وفاق الأداء المشوق والتفاعل الهائل من الجمهور توقعاتنا. كما سعدنا بتوفير منصة للدراجين الناشئين في الدولة لاستعراض مواهبهم وقدراتهم وسط نخبة متسابقي الدراجات النارية العالميين”.

وأضاف: “تأتي استضافة الحدث تأكيدًا على التزامنا بالابتكار والتجديد وإثراء روزنامة أبوظبي بالفعاليات الرياضية والأنشطة الترفيهية المتنوعة التي تلبي مختلف الأذواق والاهتمامات، وتمثل إضافة بطولة العالم للسوبر كروس للدراجات النارية إلى محفظة فعاليتنا تجسيدًا لهذا الالتزام بالتميز ووضع معايير رائدة في تنظيم واستضافة الأحداث الكبرى”.

وشهدت الاتحاد أرينا تحولًا فريدًا من نوعه وإنجازًا لوجستيًا غير مسبوق لتطوير المسار استعدادًا لهذا الحدث العالمي، واستغرقت عملية تطوير المسار أربعة أيام، تولت خلالها كوادر العمل نقل 16 آلية لنقل الأتربة وتسويتها، وتم نقل 7000 طن من الأتربة تم اختيارها والحصول عليها من داخل الدولة، حيث تم اختيارها بعد التأكد من استيفائها جميع المتطلبات المرتبطة بتقديم المنافسات الشيقة وجميع شروط الأمان والسلامة.

ويتكون مسار سباقات السوبر كروس من عدة أقسام وأنواع مختلفة من القفزات الهوائية، من ضمنها القفزة الثلاثية، وهي الأكثر أهمية على المسار وتتيح للدراجين تحسين أوقاتهم أو قد يكون لها أثر معاكس، ويتكون هذا القسم من ثلاث قفزات متتالية تغطي مسافتها أكثر من 21 مترًا. فيما يضم القسم الخارجي قسمي مرحلتين مع زوايا تعد بفرص مذهلة للتجاوز، ولكنها تشكل أيضاً مخاطر عالية عند التعرض للأخطاء.

وبدوره علق آدم بايلي، الرئيس التنفيذي لشركة إس إكس جلوبال: “يشكل نجاح النسخة الافتتاحية من سباق جائزة أبوظبي الكبرى للسوبر كروس خطوة هامة في مسيرة البطولة، ويؤكد التزامنا في إس إكس جلوبال بتقديم أعلى مستويات المنافسة والترفيه الرياضي لجمهورنا العالمي، سعدنا بالتفاعل الإيجابي الذي تلقيناه من الجمهور في أبوظبي الذي أشعل أجواء الحماس في أرجاء الاتحاد أرينا”.

وافتتحت فعاليات الحدث بعرض مذهل للألعاب النارية، أشعل أجواء الحماس في الاتحاد أرينا، تلاه استعراض لرقصة العيالة الإماراتية، لينطلق المتسابقون بعد ذلك على مسار السباق الذي شهد أحداثًا مشوقة ومنافسات عالية الندية للفوز وصعود منصة التتويج. ومع انتهاء المنافسات استمتع الحضور باستعراض حر للدراجات النارية شهد مجموعة من القفزات الأكروباتية والعروض المثيرة للحماس، لتختتم فعاليات اليوم بعرض موسيقي أحياه مغني موسيقى الراب “فريك” قدم فيه مجمعة من أشهر أغانيه بما في ذلك  “دوس” و”مش فتحي”.

ويتجه متسابقو السوبر كروس أواخر الشهر الحالي إلى أستراليا، حيث تقام الجولة الختامية من بطولة العالم للسوبر كروس للدراجات النارية في مدينة ملبورن.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا

لا يُعد العمل الفني إبداعًا حقيقيا ما لم يُضف قيمة فنية جديدة، وهذا ما حققه المخرج الأميركي لي وانيل في فيلمه الجديد "رجل ذئب" (Wolf Man) لعام 2025. ففي هذه النسخة، لم يكن تحوّل البطل إلى ذئب غاية في حد ذاته، كما هو معتاد في أفلام المستذئبين، بل كان تجليًا لأزمة وجودية تتعلق بالماضي والحاضر الذي يعيشه البطل.

تخلى وانيل عن الصورة النمطية للمستذئب ذي الشعر الكثيف والملامح الحيوانية البارزة، وفضّل استخدام جسد البطل ذاته كوسيط بصري للتحول، ليجعل من هذا التحول مجازًا فنيًا يعكس معاناة رجل مثقل بذكريات طفولة قاسية وواقع أسري مضطرب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟list 2 of 24 أفلام عائلية للمشاهدة مع أطفالك في العيدend of list

ويُعد هذا الفيلم إعادة تصور حديثة لفيلم "الرجل الذئب" (The Wolfman)، الذي أخرجه جو جونستون عام 2010 وتدور أحداثه في أوائل القرن التاسع عشر.

لقد تطور مفهوم "الرجل الذئب" في الأدب والسينما على مدى قرون، لكن ظهوره السينمائي منحه طابعًا جماهيريا استند إلى اللعب الهوليودي التقليدي على مخاوف الإنسان البدائية من الوحوش والظلام، وحتى الدماء.

الرجل الذئب في الأدب والسينما

تعود أقدم الإشارات إلى تحول البشر إلى ذئاب إلى القرن الأول الميلادي، وتحديدًا في كتاب التحولات للشاعر الروماني أوفيد، حيث يروي حكاية الملك "ليكاون" الذي حوّله كبير الآلهة زيوس إلى ذئب عقابًا على كفره وجحوده.

إعلان

وفي العصور الوسطى، ظل موضوع المستذئبين حاضرًا كما يظهر في رواية "بتر الأنف" للكاتبة الفرنسية ماري دو فرانس في القرن الثاني عشر، التي تحكي عن رجل نبيل يتحوّل إلى مستذئب بعد أن تخونه زوجته.

شهد القرن التاسع عشر انفجارًا في أدب الرومانسية والخيال والمخلوقات الخارقة، وكان للذئاب فيها حضور لافت. من أبرز تلك الأعمال "زعيم الذئاب" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس، و"فاغنر الذئب الضاري" (1847) للروائي والصحفي البريطاني جورج دبليو إم رينولدز، وكلاهما استخدم شخصية الذئب في سرد يجمع بين الرعب والعاطفة.

أما أول تجسيد سينمائي لمفهوم الرجل المستذئب، فكان في فيلم "ذئب لندن" (Werewolf of London) عام 1935، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع فيلم "الرجل الذئب" (The Wolf Man) عام 1941، والذي وضع الأسس التي سار عليها كثير من صناع أفلام الرعب لاحقًا، مثل فكرة التحول عند اكتمال القمر والتأثر بالفضة، وهي عناصر أصبحت من ثوابت تراث المستذئبين في الثقافة الشعبية.

ويثير اختيار الذئب تحديدًا دون غيره من الحيوانات المفترسة تساؤلًا مهما: لماذا الذئب؟ ربما تكمن الإجابة في التشابه اللافت بين الذئاب والبشر في السلوك الاجتماعي خاصة، إذ تعيش الذئاب في قطعان منظمة، تقوم على الولاء والتسلسل الهرمي، تمامًا كالمجتمعات البشرية. كما أن خروج الذئب للصيد يوازي حياة الإنسان البدائية حين كان يعتمد على الصيد والالتقاط.

وفي العديد من الثقافات، تعد الذئاب مساحة خوف خالصة باعتبارها تهديدات محتملة للإنسان وللماشية، مما دفع الإنسان لتحوّل شكلي تضمّن قوة جبارة وغضبا لا يمكن السيطرة عليه. ولعل الأصل في ذلك التحول قد داعب الخيال السينمائي لأول مرة مع مشهد شخص أصيب بالسعار بعد "عضة كلب"، فتحوّل سلوكه إلى ما يشبه سلوك الذئب.

ذئب شرس وأب طيب

عرض فيلم "الرجل الذئب" 2010 و"الرجل الذئب" 2025 أسطورةَ الذئب الكلاسيكية، لكنهما يختلفان بشكل كبير في البيئة وتركيز الشخصية والعمق الموضوعي.

إعلان

تدور أحداث النسخة الأصلية من فيلم "الرجل الذئب" في إنجلترا عام 1891، وتحكي قصة لورنس تالبوت، الممثل الشهير الذي يعود إلى قريته بلاكمور عقب الوفاة الغامضة لشقيقه، في حبكة تجمع بين الرومانسية والرعب الكلاسيكي.

أما نسخة عام 2025، فتنتقل إلى الريف المعاصر في ولاية أوريغون الأميركية، حيث يرث بليك لوفيل (يؤدي دوره كريستوفر أبوت) منزل طفولته، وينتقل للعيش فيه مع عائلته على أمل بدء حياة جديدة تساعده في تجاوز أزماته الزوجية ومواجهة ذكريات الطفولة المؤلمة التي جمعته بوالده.

في نسخة 2010، يواجه لورنس تالبوت أيضًا ماضيا قاسيا، يشمل وفاة والدته وابتعاده عن والده السير جون تالبوت. ومع عودته إلى مسقط رأسه، يجد نفسه مضطرًا لمواجهة هذه الجراح القديمة، والتي تتعقّد مع تحوله إلى رجل ذئب.

يتعامل بليك في نسخة 2025 مع التوترات العائلية، وخاصة مع زوجته شارلوت (الممثلة جوليا غارنر)، وإرث والده المنفصل عنه جرادي (الممثل سام جايغر)، ويعمل تحوله إلى ذئب كاستعارة للصدمة الموروثة والخوف من أن يصبح مثل والده.

تركز القصة في النسخة القديمة من الرجل الذئب على ما يسببه التحول من رعب لعالمه الخارجي، كما تجسد صراعه مع وحشه الداخلي، وفي النسخة الأحدث، يغوص صناع العمل عميقا في الجوانب النفسية لتحول البطل إلى ذئب، إذ يتابع المشاهد التغيير التدريجي لبليك مع التركيز على رعب الجسد وتآكل إنسانيته، مما يشير إلى قسوة الأزمة النفسية التي يعاني منها وهشاشة حالته.

ويتجلى الخصم الرئيسي في شخصية الأب بنسخة عام 2010، الذي يتبيّن لاحقًا أنه هو نفسه مصدر اللعنة التي حولت ابنه إلى مستذئب، لتبلغ ذروة الصراع في مواجهة دامية بين الأب والابن، محمّلة برمزية عميقة لصراع الأجيال.

أما في النسخة المعاصرة، فينقلب المشهد؛ إذ يتمثل العدو في كائن خارجي يهاجم البطل ويسيطر عليه من الداخل. وعلى مدى نحو ثلث زمن الفيلم، يناضل البطل لحماية أسرته من ذلك الوحش الكامن في داخله، أو من ذاته، حتى وإن كلفه ذلك حياته.

يقف الفيلمان على طرفي رمزين متباينين: في النسخة القديمة، ترمز اللعنة إلى عبء الإرث العائلي والمصير المحتوم، في حين تعكس النسخة الجديدة قلق البطل من التحول إلى نسخة أخرى من والده. وكلا الفيلمين يعيدان إحياء واحدة من أبرز الثيمات التي طغت على الثقافة الغربية في ستينيات القرن الماضي، وهي ثيمة "قتل الأب"، لا بمعناها الحرفي، بل بوصفها تمردًا على الميراث الذكوري التقليدي وسعيًا للتحرر من سلطته الرمزية والثقافية.

إعلان أزمة إيقاع

قدّم المخرج لي وانيل في نسخة 2025 معالجة بصرية مميزة لتحول البطل إلى ذئب، أضافت عمقا فنّيا واضحا، لكنه لم ينجح في الحفاظ على إيقاع متوازن؛ إذ بدأ الفيلم بسرعة لافتة، ثم تباطأ بشكل ملحوظ خلال مشاهد التحول الجسدي المفصلة، مما أضعف تماسك التجربة.

تميز وانيل أيضا في توظيف عناصر البيئة المحيطة، مثل الظلام والغابة الكثيفة، لخلق أجواء رعب فعّالة مدعومة بتصوير ذكي لتفاصيل الوجوه وردود الأفعال. وقدّم كريستوفر أبوت أداءً مفعمًا بالألم الداخلي حتى في لحظات الصمت، في وقت انسجم فيه الحزن الطبيعي في ملامح جوليا غارنر مع النبرة الكئيبة التي طغت على أغلب مشاهد الفيلم.

مقالات مشابهة

  • نصف نهائي كأس الملك| الاتحاد يصطدم بالشباب.. وعينه على ثنائية تاريخية
  • مرموش ينافس هالاند على جائزة لاعب الشهر في مانشستر سيتي
  • فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
  • تنس.. البيلاروسية أرينا سابالينكا تتوج ببطولة ميامي المفتوحة
  • أبرز فعاليات عيد الفطر 2025 في أبوظبي ودبي والشارقة.. احتفالات وألعاب نارية
  • بعد أن تدخل الأمير..سالم الدوسري باقٍ في المملكة أرينا
  • موعد المباراة الافتتاحية لبطولة أمم إفريقيا تحت 17 سنة في المغرب
  • مواقع عروض الألعاب النارية في إمارة أبوظبي خلال عيد الفطر
  • أبوظبي.. تعرف إلى مواقع عروض الألعاب النارية احتفالاً بعيد الفطر
  • كأس أمم أفريقيا تحت 17 عامًا تنطلق غدا.. كل ما تريد معرفته عن البطولة