برنامج إعادة وتأهيل السلاحف مبادرة محلية بأهداف عالمية
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
على ساحل إمارة دبي كانت البداية في العام 2004 انطلق مشروع طموح، يعد الأول من نوعه في المنطقة، هدفه الحفاظ على السلاحف البحرية التي تعد ركيزة حيوية في عملية التوازن البيئي، في بادرة تبرز مدى التزام دبي بدعم الجهود الدولية والوطنية في إعادة تأهيل ودعم الحياة الفطرية.
وجاء المشروع بالتعاون بين مجموعة جميرا، ومكتـــــب دبـــــــــي لحماية الحياة البريـــــــة ومستشفى دبي للصقور والمختبر المركزي للأبـــــــحاث البيطرية في الإمارة.
ففي ترجمة عملية للحرص على دعم مبادرات وزارة التغيـــر المناخي والبيئة لحماية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، أطلق مكتــــب حماية الحياة البرية في دبي مشروع “إعادة وتأهيل السلاحــف البحرية” في محاولةٍ جادة لخلق توازنٍ بيئي من خلال الاهتمام بهذه المخلوقات التي تلعب دوراً أساسياً في البيئة البحرية من خلال إجراء الأبحاث وتتبع حركتها ووضع نظام بيطري متكامل لتأهيلها للعيش مرة أخرى في موائلها الطبيعية.
وفي فندق “برج العرب”، أحد أفخم فنادق العالم بإطلالته الفريدة على صفحة مياه الخليج العربي، تقود باربرا لانج، مديرة الأكواريوم برنامج إعادة تأهيل السلاحف البحرية بخبرتها الواسعة في الإدارة البيئية والاستدامة، وإلى جانبها فريق من العلماء والمختصين في علـــوم الأحياء المائية بالإضافة إلى بيطريين من مستشفى دبي للصقـــــور والمختبر المركزي للأبحاث البيطرية .
وكشفت ” باربرا لانج” أن المرحلة الأولى للعلاج تبدأ في أحواض فندق “برج العرب” حيث تتلقى السلاحف العناية المكثفة قبل انتقالها إلى محمية السلاحف البحرية في فندق جميــــــــرا النسيم حيث يُحتفظ بها ضمن المرحلة الثانية من إعادة تأهليها كي تتأقلم مع الظروف المحيطة وللتأكد من تعافيها الكامل قبل إطلاقها مرة أخرى إلى مياه الخليج.
الإنقاذ من الانقراض
وبالحديث عن السلاحف التي تقيم أعشاشها على سواحل دبي وما هي أهم فصائلها المهددة بالانقراض تؤكد لانج أن جميع الأنواع السبعة الموجودة من السلاحف البحرية هي بالفعل مسجلة على قوائم الكائنات المهددة بالانقراض حالياً، ويُعزى ذلك في الغالب إلى عوامل بشرية عدة مثل الصيد، والتلوث، والتنمية الساحلية والبحرية التي تهدد موائلها الطبيعية للتعشيش ووضع البيض، فضلاً عن التغير المناخي حيث يعتمد جنس السلاحف البحرية على درجة الحرارة في محيط احتضان البيض، إذ يتسبب الارتفاع المستمر لدرجات حرارة الشواطئ نتيجةً للتغير المناخي، في إنتاج المزيد من الإناث، ما يخل بتوازنها الطبيعي بين الذكور والإناث.
ومنذ تأسيس المشروع، نجحت “مجموعة جميرا” في رعاية أعداد كبيرة من السلاحف البحرية المريضة أو المصابة بالتعاون مع مكتب دبي لحماية الحياة البرية؛ ومستشفى دبي للصقور؛ والمختبر المركزي للأبحاث البيطرية.
وتُظهر الإحصائيات أن معدل السلاحف التي تم إنقاذها قد بلغ أكثر من 100 سلحفاة سنوياً؛ حيث تم حتى الآن إعادة أكثر من 2100 سلحفاة إلى مياه الخليج العربي.
وتعد سلاحف اللجأة صقرية المنقار والسلاحف الخضراء من أبرز فصائل السلاحف التي يحرص “مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف” على رعايتها ضمن مرافقه، في حين يعنى المركز أيضاً بالسلاحف ضخمة الرأس وسلاحف اللجأة ردلي الزيتونية.
مسؤولية بيئية
الأثر البيئي للسلاحف البحرية كبير ومهم، فعلى سبيل المثال تلعب سلاحف اللجأة صقرية المنقار دوراً محورياً في صحة وتكاثر الشعاب المرجانية، ما يبرز أهمية مواصلة جهود إعادة تأهيلها وحمايتها، خاصةً في ضوء التهديدات المتزايدة لأعشاشها والتناقص السريع في أعدادها.
ولا تنقطع صلة البرنامج مع السلاحف المُعاد تأهيلها بمجرد إطلاقها، بل يتم تتبعها بأجهزة إرسال عبر الأقمار الصناعية والتي أظهرت قدرتها على قطع مسافات طويلة في المناطق المحمية بما في ذلك دول الجوار بالأخص محمية رأس الحد في سلطنة عمان وعدد آخر فضَّل زيارة سواحل العاصمة أبوظبي.
ووفق مديرة المشروع باربرا لانج، فإن إحدى السلاحف التي تمت إعادة إطلاقها بعد تأهيلها، وأطلق عليها الفريق اسم “دبا”، تمكنت من قطع مسافة 8600 كيلومتر متجهةً إلى تايــــــلاند في رحلة استغرقت تسعة أشهر لتكون أول سلحفاة بحرية يتم تسجيل مسار هجرتها من منطقة الشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيــــــا، فضلاً عن تتبع سلاحف أخرى حطت رحالها في دول الخليج المجاورة وسواحل الهند وباكستان .
ووجهت لانج الدعوة لأفراد المجتمع ممن يرغبون في المشاركة ومعرفة المزيد حول هذا المشروع، إلى الانضمام لفريق إعادة تأهيل السلاحف، الذي يستعد إلى إطلاق 14 سلحفاة معافاة في مياه الخليج يوم الأربعاء 8 نوفمبر الجاري في تمام الساعة 7 صباحاً من الشاطئ الخاص بفندق جميرا النسيم، فيما يمكن لضيوف “فنادق ومنتجعات جميرا” معرفة المزيد حول السلاحف البحرية وسبل الحفاظ عليها، والاطلاع على رحلة تعافيها، في البحيرة المخصصة لذلك في “جميرا النسيم”.
رقم مجاني
ويخصص البرنامج الرقم المجاني 800TURTLE (800 887853) لتشجيع الجمهور للاتصال والإبلاغ عن السلاحف البحرية المريضة أو المصابة في أي مكان في دولة الإمارات من أجل إنقاذها.
رحلة تعافي السلاحف البحرية وإطلاقها إلى بيئتها الأصلية عملية تتكون من عدة مراحل تبدأ بتوفير الرعاية البيطرية فيما يتم خلال تلك الرحلة تعزيز المعرفة بسلوكها وخطوط سيرها ومناطق غذائها لعبر رقائق رقمية لمراقبة الحياة البرية عن بُعد تمكن عبر الأقمار الاصطناعية من تحديد مواقعها بشكل دقيق ودرجة الحرارة المحيطة بها، والعديد من البيانات لقياس مدى نجاح بروتوكولات إعادة التأهيل ودمج السلاحف في بيئتها الأصلية.
وأكدت مديرة المشروع أن الفريق على اتصال دائم و تعاون مع الشركاء لإنجاح الأهداف كما يتبادل الفريق الخبرات والمعلومات مع مراكز الأكواريوم الأخرى في جميع أنحاء دولة الإمارات.
وفي سياق التعاون مع باقي إمارات الدولة، وقّع المشروع في العام 2021 مذكرة تفاهم مع هيئة الفجيرة للبيئة ومركز الفجيرة للبحوث برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة لإعادة تأهيل السلاحف البحرية وإجراء البحوث واستعادة موائلها الطبيعية.
وتُعد السلاحف البحرية رمزاً للتنوع البيولوجي وهي تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على صحة النظم البيئية البحرية في العالم. ومع ذلك، فهي تتعرض – إلى جانب أكثر من 800 نوع مائي وساحلي آخر – للتهديد جراء التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات، والتلوث البحري الذي يدمر موائلها الطبيعية؛ حيث تعتبر النفايات البلاستيكية، على سبيل المثال، قضية خطيرة في ظل إحصاءات صادمة تظهر أن 19 إلى 23 مليون طن من البلاستيك – أي ما يعادل وزن برج إيفل نحو 2200 مرة – تجد طريقها إلى المحيطات وغيرها من المسطحات المائية كل عام.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المركز العلمي يطلق 9 سلاحف بحرية خضراء مهددة بالانقراض في جزيرة قاروه
أطلق المركز العلمي أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تسع سلاحف بحرية خضراء مهددة بالانقراض بعد إعادة تأهيلها ضمن المشروع الوطني لتتبع السلاحف البحرية في الكويت بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة وجامعة الكويت.
وقال المدير العام للمركز مساعد الياسين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود الوطنية الممتدة منذ أكثر من 20 عاما لدراسة وحماية السلاحف البحرية المهددة بالانقراض ودعما لمذكرة التفاهم التي وقعتها الكويت في يونيو الماضي بشأن حفظ وإدارة السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا (IOSEA).
وأضاف الياسين أن هذا المشروع يعكس التزام الجهات المتعاونة بالحفاظ على البيئة البحرية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة خصوصا الهدف (14) المعني بالحفاظ على الحياة البحرية موضحا أن التعاون المشترك يهدف إلى جمع البيانات العلمية اللازمة لحماية السلاحف البحرية ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية الحفاظ على موائلها الطبيعية.
وذكر أن المشروع الوطني الخاص بتتبع مسار هجرة السلاحف البحرية تستخدم فيه أجهزة متطورة وتجمع بيانات حول أعشاش السلاحف وأماكن وضع بيوضها علاوة على وضع خطط لتحويل هذه المناطق إلى محميات طبيعية وحماية الموائل من الأنشطة البشرية الضارة.
وأكد الياسين أن المركز العلمي يعمل على تطوير مبادرات تساهم في حماية التنوع البيئي في الكويت بالتعاون مع جميع الجهات المحلية والدولية المعنية.
من جانبه قال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة الدكتور عبدالله الزيدان لـ(كونا) ان إطلاق هذه السلاحف يأتي ضمن التزامات الكويت بالاتفاقيات الدولية للمحافظة على التنوع البيئي منها مذكرة التفاهم الخاصة بالسلاحف البحرية التي دخلت حيز التنفيذ هذا العام.
وأضاف الزيدان أن هذه الاتفاقيات تتيح للكويت تعزيز تعاونها مع المنظمات الإقليمية والدولية وتدعم وضع خطط شاملة لحماية الحياة البحرية في مناطق هجرتها مؤكدا أهمية العمل المشترك بين الجهات الرسمية والأهلية والتطوعية وضرورة تضافر الجهود لضمان استدامة الكائنات المهددة بالانقراض والحفاظ على البيئة البحرية.
وذكر أن هناك 5 إلى 6 أنواع من السلاحف البحرية حاليا وفق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في القائمة الحمراء أي مهددة بالانقراض لأسباب عدة أهمها الشباك السائبة وتخريب أعشاشها وفقدان الموائل الطبيعية الخاصة بها واصطدامها بالقوارب وارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية.
وبين أن هناك نوعين من السلاحف موجودة في الكويت هي (السلحفاة الخضراء) و(ذات منقار الصقر) وأماكنها في الجزر الجنوبية حيث تتوفر لها موائل طبيعية لحمايتها كما أن الشعاب المرجانية توفر لها الغذاء اللازم مشيرا إلى أن جزيرة (قاروه) من أهم الجزر الرئيسية التي تشكل موائل للسلاحف البحرية.
المصدر كونا الوسومالسلاحف المركز العلمي