تطوير المحميات الطبيعية تخفيف لآثار «تغير المناخ».. وتسهيل عبور 2 مليون طائر من مصر
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
تعتبر مصر واحداً من أعظم مسارات الهجرة فى العالم للطيور المهاجرة، يمر بها أكثر من 2 مليون طائر سنوياً ينتمون إلى أكثر من 500 نوع، بينها 37 نوعاً من الطيور الحوامة. وحسب الخبراء فإن مصر تُعد أحد المسارات الرئيسية للطيور خلال رحلة هجرتها السنوية، وبها مسار الأخدود الأفريقى العظيم، وتعتبر بيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة التى تعتبر كنزاً طائراً لا بد من الاستفادة منه والعمل على توفير جميع السُّبل التى يمكنها المساهمة فى حمايتها من المعوقات التى تواجهها خلال رحلة هجرتها.
وبفضل توجيهات الرئيس السيسى بتطوير المحميات الطبيعية والحفاظ على التنوّع البيولوجى أدت إلى تحقيق عائدات سنوية ضخمة، حيث بلغ إجمالى الدخل ما يُقدّر بنحو 65 مليون جنيه مصرى وأكثر من 3 ملايين دولار خلال عام 2022، وارتفع عدد زوار المحميات خلال الفترة من 2018 - 2021 ليصل إلى 1.1 مليون زائر بنسبة 524% عن المستهدف.
وذلك لما تم من أعمال تطوير للبنية التحتية بها، وتم تتويج الجهود المصرية فى هذا القطاع بحصول مصر على جائزة اتفاقية الأيوا المعنية بحماية الطيور المهاجرة، واختيار مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة كنموذج لأفضل الممارسات للمشروعات الممولة من مرفق البيئة العالمية لعام 2022، وشاركت الدولة فى مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجى الـ15، الذى عُقد بمدينة مونتريال بكندا فى 2022، مساهمة بذلك فى تحقيق التقدّم نحو وضع إطار عام للتنوع البيولوجى لتقديمه للعالم وللأجيال القادمة.
فى هذا الإطار يتحدّث محمد إلياس خبير تنوع بيولوجى ومراقب طيور بمحطات طاقة الرياح فى جبل الزيت على ساحل البحر الأحمر عن الطيور المهاجرة، ويقول إن ملايين الطيور تهاجر كل عام إلى أفريقيا، بحثاً عن المناخ المعتدل، وفى مصر مسارات مهمة، منها خليج السويس وساحل البحر الأحمر.
كما تتمتّع مصر برياح مستمرة ومزارع طاقة رياح، ومن هنا تفضّل الطيور المهاجرة المرور بها، خاصة الحوامة، لأن الرياح تساعدها على الحركة: «هنا لازم نركز على كيفية الاستفادة من الطيور المهاجرة، وده كان الهدف الأساسى اللى بتعتمد عليه سياحة مشاهدة الطيور، باعتبارها وسيلة جديدة من خلالها نقدر نجذب عدد كبير من السياح».
من بين الطيور التى تأتى إلى مصر فى مواسم الهجرة هى الطيور الحوامة، التى تدور مع تيارات الهواء الصاعدة الساخنة، الأمر الذى يساعدها على الهجرة وقطع مسافات طويلة دون بذل مجهود كبير، وهذه الأنواع تتجنّب عبور الموانع المائية الكبيرة.
وتكتفى بالطيران فوق مسار البحر الأحمر والأخدود الأفريقى العظيم، وتضم هذه المجموعة 37 نوعاً تندرج تحت فصائل الطيور الحوّامة ما بين الصقور والنسور والعُقبان وطيور اللقلق والبجع الأبيض وغيرها: «الحوامة تعتمد فى طريقة طيرانها على تيارات الهواء الساخنة وتتجنّب قطع أى مسافة كبيرة يكون فيها مياه زى البحار والمحيطات، علشان كده خليج السويس له أهمية كبيرة فى نجاح عملية العبور والهجرة، لأن الطيور بتقدر تعبره وتكمل طريق رحلتها إلى أفريقيا».
يمسك بطرف الحديث د. سيد صبرى، خبير المناخ، ويقول إن تغيّر المناخ ربما يعيق الطيور عن الهجرة، وهنا لا بد من العمل على إيجاد بدائل أخرى يمكن من خلالها تقليل تأثير هذه التغيّرات المناخية على الطيور فى رحلتها، مضيفاً: «تغيّر المناخ يؤدى إلى تغيّر الظروف فى المكان اللى كانت بتيجى فيه من ناحية الحرارة، وده ممكن يغير مسارات وتوقيات الهجرة، وممكن يعمل خلل فى أزمنته، لأن لو سرعة الرياح اتغيرت، فهنا هتفشل الطيور فى الهجرة، لأنها تأتى سباحة مع التيارات الهوائية».
ويرى خبير المناخ أن الطيور المهاجرة ثروة قومية يجب الاستفادة منها سياحياً من خلال تحديد أماكن معينة ونقاط ثابتة لمشاهدتها أثناء المرور، وهو الأمر الذى سيجذب مئات السائحين المهتمين بها: «التنظيم هيجذب ناس كتير للنوع ده من السياحة»، وتعتمد سياحة مشاهدة الطيور على الذهاب فى مجموعات إلى مناطق تركز الطيور، وهنا الهدف يكون رصدها للتأمل، لا لصيدها، وهذا النوع من الرحلات ينشط خلال فترات هجرة الطيور، وذلك لأن مصر محطة مهمة فى طريق الطيور المهاجرة، التى تأتى من أوروبا فى رحلة شاقة إلى أفريقيا.
وحسب مصطفى عماد، خبير التنوع البيولوجى، فإن هناك اختلافاً كبيراً فى أنواع الطيور التى تأتى إلى مصر، وفقاً لاختلاف الفصول، وغالباً ما يكون فصل الخريف أكثر الفصول كثافة، وذلك لأن الطيور تعود مرة أخرى فى موسم الربيع إلى موطنها الأصلى: «فى فصل الشتاء بعض أنواع الطيور المهاجرة تفضّل البقاء فى مصر، وعلشان نشوف تجمّعات الطيور المهاجرة، فلازم نروح نقاط محدّدة موجودة بين السد العالى وخزان أسوان والوضع بيكون مختلف فى الربيع، علشان بيكون فيه تجمّع للطيور فى الغردقة والسويس».
من الشروط التى يجب توفرها فى رحلات مشاهدة الطيور المهاجرة، وفقاً لـ«عماد» أن يكون لدى المراقبين وعى بيئى كامل، حيث يجب الابتعاد عن كل السلوكيات التى يمكن أن تضر بالبيئة، وضرورة التركيز على تطبيق إجراءات صارمة لضمان سلامة البيئة وعدم التعرّض للطيور خلال الرحلة أو صيدها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطيور المهاجرة تطوير المحميات الطبيعية التغي رات المناخية الطیور المهاجرة ر المناخ
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تشارك في احتفالية إطلاق الخطة التنفيذية القومية للصحة الواحدة
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في احتفالية إطلاق الخطة التنفيذية القومية للصحة الواحدة ٢٠٢٤ - ٢٠٢٧، والإطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع التغيرات المناخية ٢٠٢٤ - ٢٠٣٠، تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة، وبمشاركة عدد من نواب ومساعدى الوزراء وقيادات الوزارات المعنية، وممثلى المنظمات العالمية ومنها منطمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وذلك في إطار تعزيز سبل وآليات دعم تفعيل مفهوم الصحة الواحدة الذي خرج خلال رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27.
وتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد عن مفهوم صحة واحدة من منظور تحقيق صحة الكوكب الذي نحيا عليه، سواء بخفض أحمال التلوث وصون الموارد الطبيعية واستغلالها الاستغلال الأمثل لتفي بالاحتياجات المستقبلية في ظل التنمية المستدامة، بالتوازي مع مواجهة المشاكل الكوكبية مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي، ففي عام ٢٠١٨ وخلال رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 تم العمل على ربط ملف التنوع البيولوجي بالصحة من خلال فكرة النظم البيئية الصحية healthy ecosystem في محوري الوقاية والعلاج.
واضافت وزيرة البيئة ان تجربة جائحة فيروس كورونا وانتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان والعمل على ايجاد علاج لها، استلزم تغيير طريقة تفكير البيئين على مستوى العالم إلى اتخاذ اجراءات استباقية لمواجهة المرض بالحفاظ على الموارد والحد من التلوث.
واسترشدت وزيرة البيئة بالتعامل مع نباتات الفونا والفلورا والتي تعد من أنواع من النباتات التي تستغل في العلاجات وتدخل في صناعة الدواء، حيث وضعت وزارة البيئة برامج وطنية بناء على الاتفاقيات الدولية للحفاظ عليها، وايضًا تغيير طريقة التعامل مع النباتات الطبية في سانت كاترين، والتي كان يستغلها المجتمع المحلي منذ ١٠ سنوات كوقود للأفران، وتم تحويل النظرة لها كمصدر رزق بتوفير سوق لها، لتوفير نموذجا للتوافق بين الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية. هذا إلى جانب العمل على مصادر الجينات التي تعتمد عليها المحاصيل الزراعية، وتزداد أهميتها مع تحدي تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
كما اشارت سيادتها لملف تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة كمسبب لانتشار الأمراض المعدية، والنظر على الأسباب الجذرية لها، وتأثير ارتفاع الحرارة على أساس الحياة، ومنها التسبب في التصحر الذي يؤثر على الأمن الغذائي، كما تؤثر الحرارة على حموضة المحيطات وبالتالي تؤثر على الكائنات البحرية بها.
واكدت الدكتورة ياسمين فؤاد ان مصر من اوائل الدول التي أطلقت مدخل الصحة الواحدة في ٢٠٢٣ ورغم ان المفهوم جاءت بدايته مبكرا في مصر منذ ٢٠٠٨، ظهر دوليا في ٢٠٢٢ بعد مشكلات جائحة كورونا، لذا تعمل الحكومة حاليا على خفض أحمال التلوث بمشاركة مجتمعية، ففي مجال الحد من تلوث الهواء استطعنا خفض ٥٠٪ من احد أنواع الجسيمات العالقة، وايضًا اشراك لقطاع الخاص مع جهود الدولة في مبادرة "صحتنا من صحة كوكبنا" والتي تتمثل في مسابقات جوائزها دراجات كوسيلة صديقة للبيئة.
ولفتت وزيرة البيئة ايضا إلى جهود الحفاظ على الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات سواء في داخل أو خارج المحميات الطبيعية، وإطلاق مبادرة التغذية وتغير المناخ ICAN خلال استضافة مصر مؤتمر المناخ COP27، وايضًا دور مصر كلاعب قوي في تحقيق التكامل بين ملفات البيئة العالمية ومناحي التنمية في المنطقة العربية والأفريقية
من خلال التأكيد على اهمية التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا كأساس في تحقيق الحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات البيئية.
وشددت وزيرة البيئة على استكمال لاطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع تغير المناخ، خاصة من خلال إعداد مصر للخطة الوطنية للتكيف مع تغير المناخ في كافة القطاعات، ودمج البحث العلمي بوضع نموذج تقييم مخاطر تغير المناخ في القطاعات المختلفة ومنها الصحة، واعداد الخريطة التفاعلية لآثار تغير المناخ حتى عام ٢١٠٠ بنماذج رياضية معتمدة، من اجل ضمان اجيال قادمة أصحاء قادرين على فهم التحديات المختلفة
وكانت جمهورية مصر العربية قد أطلقت رسميًا «الإطار الاستراتيجي القومي للصحة الواحدة 2023 –2027» كخارطة طريق مشتركة للصحة الواحدة بين وزارت (الصحة والسكان، والزراعة واستصلاح الأراضي، والبيئة)، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مصر، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في مصر.