تعتبر مصر واحداً من أعظم مسارات الهجرة فى العالم للطيور المهاجرة، يمر بها أكثر من 2 مليون طائر سنوياً ينتمون إلى أكثر من 500 نوع، بينها 37 نوعاً من الطيور الحوامة. وحسب الخبراء فإن مصر تُعد أحد المسارات الرئيسية للطيور خلال رحلة هجرتها السنوية، وبها مسار الأخدود الأفريقى العظيم، وتعتبر بيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة التى تعتبر كنزاً طائراً لا بد من الاستفادة منه والعمل على توفير جميع السُّبل التى يمكنها المساهمة فى حمايتها من المعوقات التى تواجهها خلال رحلة هجرتها.

وبفضل توجيهات الرئيس السيسى بتطوير المحميات الطبيعية والحفاظ على التنوّع البيولوجى أدت إلى تحقيق عائدات سنوية ضخمة، حيث بلغ إجمالى الدخل ما يُقدّر بنحو 65 مليون جنيه مصرى وأكثر من 3 ملايين دولار خلال عام 2022، وارتفع عدد زوار المحميات خلال الفترة من 2018 - 2021 ليصل إلى 1.1 مليون زائر بنسبة 524% عن المستهدف.

وذلك لما تم من أعمال تطوير للبنية التحتية بها، وتم تتويج الجهود المصرية فى هذا القطاع بحصول مصر على جائزة اتفاقية الأيوا المعنية بحماية الطيور المهاجرة، واختيار مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة كنموذج لأفضل الممارسات للمشروعات الممولة من مرفق البيئة العالمية لعام 2022، وشاركت الدولة فى مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجى الـ15، الذى عُقد بمدينة مونتريال بكندا فى 2022، مساهمة بذلك فى تحقيق التقدّم نحو وضع إطار عام للتنوع البيولوجى لتقديمه للعالم وللأجيال القادمة.

فى هذا الإطار يتحدّث محمد إلياس خبير تنوع بيولوجى ومراقب طيور بمحطات طاقة الرياح فى جبل الزيت على ساحل البحر الأحمر عن الطيور المهاجرة، ويقول إن ملايين الطيور تهاجر كل عام إلى أفريقيا، بحثاً عن المناخ المعتدل، وفى مصر مسارات مهمة، منها خليج السويس وساحل البحر الأحمر.

كما تتمتّع مصر برياح مستمرة ومزارع طاقة رياح، ومن هنا تفضّل الطيور المهاجرة المرور بها، خاصة الحوامة، لأن الرياح تساعدها على الحركة: «هنا لازم نركز على كيفية الاستفادة من الطيور المهاجرة، وده كان الهدف الأساسى اللى بتعتمد عليه سياحة مشاهدة الطيور، باعتبارها وسيلة جديدة من خلالها نقدر نجذب عدد كبير من السياح».

من بين الطيور التى تأتى إلى مصر فى مواسم الهجرة هى الطيور الحوامة، التى تدور مع تيارات الهواء الصاعدة الساخنة، الأمر الذى يساعدها على الهجرة وقطع مسافات طويلة دون بذل مجهود كبير، وهذه الأنواع تتجنّب عبور الموانع المائية الكبيرة.

وتكتفى بالطيران فوق مسار البحر الأحمر والأخدود الأفريقى العظيم، وتضم هذه المجموعة 37 نوعاً تندرج تحت فصائل الطيور الحوّامة ما بين الصقور والنسور والعُقبان وطيور اللقلق والبجع الأبيض وغيرها: «الحوامة تعتمد فى طريقة طيرانها على تيارات الهواء الساخنة وتتجنّب قطع أى مسافة كبيرة يكون فيها مياه زى البحار والمحيطات، علشان كده خليج السويس له أهمية كبيرة فى نجاح عملية العبور والهجرة، لأن الطيور بتقدر تعبره وتكمل طريق رحلتها إلى أفريقيا».

يمسك بطرف الحديث د. سيد صبرى، خبير المناخ، ويقول إن تغيّر المناخ ربما يعيق الطيور عن الهجرة، وهنا لا بد من العمل على إيجاد بدائل أخرى يمكن من خلالها تقليل تأثير هذه التغيّرات المناخية على الطيور فى رحلتها، مضيفاً: «تغيّر المناخ يؤدى إلى تغيّر الظروف فى المكان اللى كانت بتيجى فيه من ناحية الحرارة، وده ممكن يغير مسارات وتوقيات الهجرة، وممكن يعمل خلل فى أزمنته، لأن لو سرعة الرياح اتغيرت، فهنا هتفشل الطيور فى الهجرة، لأنها تأتى سباحة مع التيارات الهوائية».

ويرى خبير المناخ أن الطيور المهاجرة ثروة قومية يجب الاستفادة منها سياحياً من خلال تحديد أماكن معينة ونقاط ثابتة لمشاهدتها أثناء المرور، وهو الأمر الذى سيجذب مئات السائحين المهتمين بها: «التنظيم هيجذب ناس كتير للنوع ده من السياحة»، وتعتمد سياحة مشاهدة الطيور على الذهاب فى مجموعات إلى مناطق تركز الطيور، وهنا الهدف يكون رصدها للتأمل، لا لصيدها، وهذا النوع من الرحلات ينشط خلال فترات هجرة الطيور، وذلك لأن مصر محطة مهمة فى طريق الطيور المهاجرة، التى تأتى من أوروبا فى رحلة شاقة إلى أفريقيا.

وحسب مصطفى عماد، خبير التنوع البيولوجى، فإن هناك اختلافاً كبيراً فى أنواع الطيور التى تأتى إلى مصر، وفقاً لاختلاف الفصول، وغالباً ما يكون فصل الخريف أكثر الفصول كثافة، وذلك لأن الطيور تعود مرة أخرى فى موسم الربيع إلى موطنها الأصلى: «فى فصل الشتاء بعض أنواع الطيور المهاجرة تفضّل البقاء فى مصر، وعلشان نشوف تجمّعات الطيور المهاجرة، فلازم نروح نقاط محدّدة موجودة بين السد العالى وخزان أسوان والوضع بيكون مختلف فى الربيع، علشان بيكون فيه تجمّع للطيور فى الغردقة والسويس».

من الشروط التى يجب توفرها فى رحلات مشاهدة الطيور المهاجرة، وفقاً لـ«عماد» أن يكون لدى المراقبين وعى بيئى كامل، حيث يجب الابتعاد عن كل السلوكيات التى يمكن أن تضر بالبيئة، وضرورة التركيز على تطبيق إجراءات صارمة لضمان سلامة البيئة وعدم التعرّض للطيور خلال الرحلة أو صيدها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الطيور المهاجرة تطوير المحميات الطبيعية التغي رات المناخية الطیور المهاجرة ر المناخ

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة القاهرة يلتقي أسرة أول مجلة شبابية تصدر عن وحدة بحوث الهجرة

أجرى الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة حوارا مفتوحا مع طلاب نموذج محاكاة المنظمة الدولية للهجرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ممثلين عن أسرة تحرير مجلة "هچرة" أول مجلة شبابية متخصصة فى قضايا الهجرة تابعة لوحدة بحوث ودراسات الهجرة برعاية ا.د. حنان محمد علي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وا.د. عادلة رجب مدير وحدة بحوث ودراسات الهجرة. 

وفى مستهل اللقاء استعرض الطلاب مع رئيس الجامعة الهدف من إصدار المجلة وخطوات نشأتها وتشكيل هيئة تحريرها، وكيفية اختيار موضوعاتها. 

كذلك استعرض الطلاب محاور موضوع أول عدد للمجلة وكلن عن الهجرة والصحة النفسية، ثم العدد الثاني عن الهجرة والزينوفوبيا. كما تطرق الحوار إلى دور الجامعة والكلية والوحدة في تحفيز الطلاب على المشاركة في الأنشطة العلمية التى انبثقت منها فكرة المجلة، ومشاركة الطلاب بأفكارهم وآرائهم، إضافة إلى ترجمة أحدث الموضوعات المنشورة دوليا فى مجالات اهتمام المجلة. 

رئيس جامعة القاهرة يؤكد أهمية ممارسة الأنشطة الطلابية

وجرى خلال اللقاء حوار مفتوح بين رئيس جامعة القاهرة والطلاب تناول كيفية استقبال الجامعة لطلابها الوافدين وعلاقة الهجرة بالتعليم، وأشار د. محمد سامى عبد الصادق إلى جهود الجامعة في إدماج الوافدين فى المجتمع الجامعى، وما تقدمه الجامعة من دعم لرعايتهم. 

وأكد رئيس جامعة القاهرة أهمية ممارسة الأنشطة الطلابية، وطالب أسرة تحرير المجلة بتوسيع دائرة انتشارها، لما تحتويه من موضوعات مهمة، ودورها التوعوي بقضية الهجرة التى باتت تشغل الرأى العام، وأبدى استعداد إدارة الجامعة نشر المجلة إلكترونيا على المنصة الرقمية للجامعة، لتعم فائدتها، وتقديم كل سبل الدعم لها. 

وأعرب د. محمد سامى عبد الصادق عن تقديره للجهود التى تبذلها إدارة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ووحدة بحوث ودراسات الهجرة بالكلية، مشيدا بأسرة تحرير مجلة "هجرة" وطريقة تناولهم للموضوعات طرحهم للأسئلة. 

وقد أدار الحوار يوسف جرانت يونان الطالب بالفرقة الرابعة علوم سياسية صاحب فكرة المجلة، وشاركته تيريز حسام سعد الطالبة بالفرقة الرابعة بقسم الاقتصاد، ومعها ماجي ريمون كامل مسئولة فريق الميديا ومصممة المجلة، وا.منار محمد السحماوي رئيسة نموذج المحاكاة وخريجة دفعة ٢٠٢٤ كنموذج لتواصل الخريجين مع كليتهم، وا. حنان الجنيدي مساعد إداري وحدة دراسات الهجرة.

مقالات مشابهة

  • ضمن مشاركتهما في كوب 29.. دائرة الطاقة وهيئة البيئة تعلنان تقدُّماً كبيراً في تنفيذ استراتيجية تغير المناخ لإمارة أبوظبي
  • نميرة نجم تبدأ مشروع خارطة طريق للهجرة بأفريقيا مع منظمة الهجرة الدولية
  • اقتراح تخصيص 250 مليار دولار سنوياً للدول النامية لمكافحة تغير المناخ
  • وزيرة البيئة: مصر بادرت باتخاذ خطوات حقيقية في الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي
  • محافظ بني سويف يناقش تطوير منظومة العمل وزيادة الإنتاجية بمشروعات الدواجن المركزية
  • كوب 29.. فرصة لإنقاذ ملايين الأطفال حول العالم من تغير المناخ
  • «كوب 29».. فرصة لإنقاذ ملايين الأطفال حول العالم من تغير المناخ
  • كوب 29.. فرصة لإنقاذ ملايين الأطفال حول العالم من تغير المناخ (فيديو)
  • رئيس جامعة القاهرة يلتقي أسرة أول مجلة شبابية تصدر عن وحدة بحوث الهجرة
  • المغرب يتقدم إلى المركز الثامن في مؤشر أداء تغير المناخ 2025