«المصرية للطبيعة».. بوابة لحماية الطيور وتوفير مسارات آمنة لها
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
سنوات عديدة قضاها خالد النوبى، المدير التنفيذى للجمعية المصرية لحماية الطبيعة، فى التعرف على سلوكيات الطيور والطرق التى يمكن من خلالها الاستفادة من وجودها فى مصر دون الإضرار بها، بهدف تنشيط سياحة مشاهدة الطيور خلال رحلات الهجرة التى تقوم بها تلك الكائنات فى رحلة عبور بين القارات.
وهو الأمر الذى يشكل مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومى، لكون تجمعات الطيور تُعتبر من أكبر عوامل جذب السياح فى العالم، وهو الأمر الذى يجعل بعض الدول تنفق ملايين الدولارات لحماية الطيور والاستفادة من وجودها على أراضيها، كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية التى تنفق أكثر من 500 مليون دولار كل عام لدعم مجال سياحة الطيور المهاجرة يتم ضخها فى هذا القطاع المهم لتطويره والاستفادة منه دون الإضرار بالطيور من خلال العمل على تشجيع السائحين على مشاهدة الطيور المهاجرة دون ملاحقتها أو صيدها.
منذ تأسيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة عام 2005 على يد مجموعة من علماء مصر فى حماية البيئة والحياة البرية كانت مهمتها الأساسية حماية تراث مصر الطبيعى عن طريق 3 محاور رئيسية، الأول هو التعلم، ويتم تنفيذ هذا المحور من خلال دراسة كافة أنواع الطيور التى تأتى إلى مصر وتقدير أعدادها بهدف مقارنة تلك الأعداد بأعداد السنوات الماضية لتقييم الأمر.
وفى هذا المحور يتم تحديد الأخطار التى تواجه الطيور خلال رحلة هجرتها ما قد يعيق وصولها إلى مصر، وهو الأمر الذى تعمل الجمعية على معالجته، أما المحور الثانى فيتعلق بالتوعية بخطر الصيد الجائر الذى قد يحرم مصر من ثروة مهمة: «لو استمر الصيد الجائر بالشكل ده مش هييجى لينا طيور بعد كده، لازم نحافظ على ثروتنا الطبيعية، وده دورنا اللى بيتم من خلال الدوريات والأبحاث اللى بنروج لها كل فترة لضمان وصول الفكرة لأكبر عدد من المواطنين فى محاولة لتغيير نظرتهم للطيور واللى بيعتبروا إنها مجرد مصادر للحوم فقط، وده بيخليهم يصطادوا أعداد مهولة منها، وخاصة السمان والبط المائى».
المحور الثالث من محاور عمل الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، بحسب «النوبى»، هو طلب الحماية الذى يتم من خلاله الترويج لضرورة تقنين أنشطة الصيد والعمل على حماية الطبيعة وتفعيل القوانين التى تعاقب كل من يتعدى على الطيور خلال رحلة هجرتها، مع العمل على تنظيم عملية الصيد لبعض أنواع الطيور، حتى لا يتحول الأمر إلى إبادة جماعية لتلك الأنواع: «نستعد لموسم هجرة الطيور على مدار العام، لكن موسم الخريف يُعتبر موسماً حساساً لما يشهده من عمليات صيد للطيور بأعداد كبيرة بالمقارنة بموسم الربيع، علشان كده بنتعاون مع قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة علشان نقدر نوفر مسار آمن للطيور المهاجرة، ومن هنا بتطلّع الوزارة نشرة بالأنواع والأعداد المسموح بصيدها، والأخرى غير المصرّح بصيدها، والأدوات المستخدمة والمحظورة، وكذلك التوقيت».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطيور المهاجرة المحمية الطبيعية حمایة الطبیعة من خلال
إقرأ أيضاً:
سالم الخياري: أميل إلى رسم الطبيعة ومفردات التراث العماني
تأثر بطبيعة ولاية الحمراء الساحرة وبلدته ذات الخيل وما تتمتع به من العراقة والقدم، فقد جمعت بين مختلف مكونات التراث، وتمثل ذلك في برجها وحارتها ومناظرها الطبيعية. إنه الفنان التشكيلي سالم بن علي بن خلفان الخياري معلم ومشرف متقاعد لمادة اللغة الانجليزية. وخلال لقائنا به حدثنا عن بدايته فقال: كان لدي الاهتمام منذ المراحل الأولى في المدرسة، لكن البداية الفعلية كانت عندما كنت في الصف العاشر، إذ بدأت في استكشاف استخدام خامات لأول مرة كالألوان الزيتية.
وبكل تأكيد الأسرة كان لها دور مهم من خلال التشجيع وتوفير الأدوات اللازمة لممارسة هذه الهواية، أما المدرسة فكان لها دور من خلال حصص التربية الفنية التي قدمت لي التشجيع.
ويضيف: لا يمكنني القول إنني تخصصت في مجال فني معين، فأنا هاوٍ للفنون التشكيلية، وطورت مهاراتي ذاتيا من خلال الممارسة والاطلاع والمحاولة والخطأ والاطلاع على أعمال الآخرين. أما الدافع فهو الرغبة الداخلية والحب الفطري للمجال الفني. موضحا أن أفضل الأعمال الفنية التي كنت دائما أجد في نفسي ميلاً لها هي صنع المجسمات باستخدام خامات البيئة، وكانت لدي محاولات في هذا المجال، لكن في الفترة الأخيرة بدأت أهتم أكثر بصنع المجسمات. وتحدث الخياري عن طريقته في الرسم والتشكيل موضحا أن الأسلوب يعتمد على فكرة وطبيعة العمل قيد التنفيذ، فبعد أن تولد الفكرة، أحاول أن أتخيل العمل وطريقة التنفيذ سواء كان ذلك لوحة فنية أم مجسما أو غير ذلك. بعد ذلك أبحث عن المواد اللازمة لتنفيذ العمل، ثم يكون التنفيذ على مراحل، وفي بعض الأحيان لا أكون راضيا عن النتيجة، فإما أن أبدأ من جديد أو أترك العمل وأعود له بعد فترة قد تطول أو تقصر. أما اختاري لخلفيات العمل والألوان والمعالجات الفنية التي استعملها، فيعتمد على طبيعة العمل نفسه، ولكل شخص أسلوبه الخاص وهو ما يميز أعماله عن أعمال غيره. وأظن أن استخدام الأسلوب الخاص يكون تلقائيا بحكم أنه يصبح مع الزمن جزءًا من الشخصية الفنية للفنان.
وعن اختاري ما بين الأعمال المسطحة والأعمال المجسمة، فإني لا أفضل شيئا على شيء، بل يعتمد ذلك على فكرة العمل ونظرة صاحب العمل، وأنا شخصيا أحب البساطة في الأعمال.
وأشار الخياري إلى استعماله التقانة والذكاء الاصطناعي في تنفيذ الأعمال قائلا: لم يسبق لي فعل ذلك، لكن التقانة والذكاء الاصطناعي أصبحا جزءا من حياتنا المعاصرة وربما أجد نفسي أستعملها في يوم من الأيام. وأنا حريص لنقل مهاراتي للجمهور عندما تتاح لي الفرصة أو عندما يطلب مني ذلك. ولي جمهوري من المقربين لي من أفراد العائلة والأصدقاء، وفي ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي تتوسع الدائرة شيئا فشيئا.
ووجه الخياري رسالته قائلا: هناك بكل تأكيد رسائل ضمنية تنقل من خلال الفن التشكيلي بمختلف أنواعه، فمن خلال إبراز دلالات عناصر العمل الفني تنتقل تلك الرسائل بشكل تلقائي وعفوي، كما أن المتلقي يفهمها من خلال قناعاته وثقافته وحسه الفني الذي يختلف من شخص إلى شخص.
وأكد الخياري كانت بدايتي في المشاركة في المعارض منذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وكنت أشارك في المعارض التي كان يقيمها نادي الحمراء، وفي عام 1995 تقريبا شاركت في معرض تشكيلي مشترك مع اثنين من الزملاء وكان أول معرض من نوعه يقام في ولاية الحمراء في ذلك الوقت. كما أقمت أول معرض شخصي لي في عام 2023 ضم - بالإضافة إلى اللوحات الفنية والمجسمات - أعمال أخرى باستخدام الخشب. وآخر معرض شاركت به كان (معرض الحمراء للفنون) وكان في شهر سبتمبر الماضي.
وتعرفت على المدارس الفنية المختلفة كالواقعية والانطباعية والتكعيبية والتجريدية وغيرها وفنانيها من خلال أحد المساقات التي درستها في الكلية ومن مطالعاتي، لكن لا أستطيع القول إنني تبنيت إحداها أو أنني تأثرت بها، إلا أنه لا بد أن أكون قد استفدت منها بشكل أو بآخر. على أية حال فأنا أميل إلى رسم الطبيعة ومفردات التراث العماني كالمباني والأدوات الأثرية وما شابهها، وبطبيعة الحال أحتاج إلى أن أكون واقعيا نوعا ما.
واختتم الخياري حديثه: طموحي أن أستمر في تطوير مهاراتي الفنية من خلال حضور بعض الورش الفنية المتخصصة، وكذلك زيارة المعارض والمشاركة في معارض متى ما أمكن ذلك. وأطمح في أن أجد طريقة لإنتاج أعمال فنية باستخدام خامة الخشب، بحيث تكون أعمالا تجمع بين الفن وكونها مقتنيات مستخدمة في الحياة اليومية.