لا يبدو أن القضاء على حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة هدفا للاحتلال وداعميه فقط، بل قد يكون لبعض الدول العربية والسلطة الفلسطينية أيضا، وهذا الرأي لا يستند إلى تفسير مواقف الدول، وإنما معلومات أدلى بعا عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق.

في الـ 30 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي خرج أبو مرزوق في مقابلة تلفزيونية قائلا، "إن الكثير ممن أتواصل معهم من جهات أجنبية للمساعدة يقولون إنهم يتكلمون مع جهات عربية وبينهم من السلطة الفلسطينية يشجعون على إخراج حماس من المشهد، ولكن لا يستطيعون الحديث عن هذا أمام الجمهور لأنه يرفضه".



بالنظر إلى حديث أبو مرزوق، من زاوية تحليلية يمكن رؤية تطابق بين مواقف بعض الدول العربية تجاه العدوان على غزة، ورغبة الاحتلال بالقضاء على المقاومة.

موسى أبو مرزوق للجزيرة مباشر: أعضاء في السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية يطالبون الغرب سرا بالقضاء على حماس pic.twitter.com/jtaF2wIy26 — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 29, 2023

لم يرق الموقف العربي الرسمي، إلى حجم الحدث، ولا بشاعة العدوان، فقد أخذ بالتدرج من بيانات التهدئة وضبط النفس إلى الاستنكار والإدانة، حتى أن جامعة الدول العربية لم تنجح بعد مرور شهر على المجازر المستمرة بالدعوة لقمة طارئة.

ضعف القرار العربي بدا واضحا بإعلان الاحتلال غلق معبر رفح المصري مع القطاع، وعجز الأنظمة العربية مجتمعة عن إرغام الاحتلال على القبول بدخول المساعدات التي هدد بقصفها إلى قطاع غزة، إلا بعد وساطة من بايدن.



تطابق المواقف مع الاحتلال 
تباينت بيانات الدول العربية من المقاومة في غزة بين ممتنع عن الإدانة، ومستنكر لدفاعها عن الشعب الفلسطيني كما الحال مع الإمارات والبحرين والمغرب.

وبدا أن الموقف العربي من العدوان المستمر هو الأضعف منذ كامب ديفيد وحتى الآن، خصوصا أن العرب منقسمون بين مطبع وساع للتطبيع ورافض له، لكن هناك عدة دول تتفق بعدائها لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية.

مصر
بالعودة إلى تصريحات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي،خلال المؤتمر الصحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، عندما اقترح السيسي، أن يتم "نقل سكان قطاع غزة الفلسطيني، إلى صحراء النقب، حتى تتمكن إسرائيل من تصفية المقاومة في غزة".

وقال السيسي، "قلت هذا الأمر لفخامة المستشار وأقوله في العلن، إذا كانت هناك فكرة للتهجير توجد صحراء النقب، ممكن يتم نقل الفلسطينيين حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة في حماس والجهاد الإسلامي وغيره في القطاع".

وأضاف، "ثم بعد ذلك تبقى ترجعهم إذا شاءت. لكن نقلهم إلى مصر، العملية العسكرية دي ممكن تستمر سنوات وهي عملية فضفاضة، أقول لسه ما خلصناش الإرهاب. لسه ما انتهيناش من المهمة، وتتحمل مصر تبعات هذا الأمر، وتتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل، وتتحمل مصر تبعات ذلك، ويبقى السلام اللي إحنا عملناه كله يتلاشى بين أيدينا".

#السيسي يقترح تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب بدل سيناء، لكي تستطيع إسرائيل القضاء على المقـ ـاومة الفلسطينية بسهولة.

سافل..#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/dIluERKju2 — تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) October 18, 2023

الواضح من حديث السيسي أن الأولوية لبلاده منع تهجير الفلسطينيين "لمصر" وتلك نقطة مقدمة على وقف العدوان أو حتى دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وهذا يجعل المشكلة لا بالتهجير كفكرة عامة، بل بمكان الهجرة.

كما يعتبر أن مهمة الاحتلال بالقضاء على المقاومة أمر اعتيادي وبديهي، وصار أقرب لواقع الحال.



السلطة الفلسطينية
لم يدخر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس جهدا بإدانة عملية طوفان الأقصى، حتى قال إن سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، قبل أن تحذف وكالة الأنباء الفلسطينية هذا الجزء من حديثه مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في 15 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

لم تأخذ السلطة الفلسطينية قرار بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال رغم مجازره المستمرة في غزة والضفة الغربية، كما لم تستجب للدعوات التي طالبت باتخاذ خطوات عملية لوقف جرائم الاحتلال.

وذهبت قوى الأمن التابعة للسلطة أبعد من ذلك، إلى قمع التظاهرات التي خرجت في عدة مدن فلسطينية تندد بالعدوان وتؤيد المقاومة في غزة.

واقتصرت جهود عباس على بيانات تنديد واستنكار، ووصف العدوان على أنه إبادة جماعية ضد سكان القطاع، ولعل ذلك يفسر ما نقلته وكالة رويترز عن رؤية السلطة للقطاع بعد الحرب.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة رويترز، إن الوزير أنتوني بلينكن قال لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السلطة الفلسطينية يجب أن تلعب دورا محوريا فيما سيأتي بعد ذلك في غزة.

وأضاف المسؤول، أن "مستقبل غزة لم يكن محور الاجتماع لكن السلطة الفلسطينية بدت مستعدة للعب دور".

والتقى اليوم الأحد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أول زيارة للوزير الأمريكي لرام الله منذ السابع من الشهر الماضي.



الإمارات
لم تخف الإمارات موقفها المناهض للمقاومة، بدءا من بياناتها التي دانت عملية طوفان الأقصى، وليس انتهاءا بتصريحات المندوبة الدائمة بالأمم المتحدة لدولة الإمارات، لانا نسيبة التي قالت، أن "حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، ولا سكان غزة الذين يعانون أشد المعاناة"، مشددة على ضرورة إطلاق الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة "من دون قيد أو شرط"، بحسب تعبيرها. 

في الـ 24 من الشهر الماضي، هاجمت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، حركة حماس، واصفة هجماتها يوم السابع من الشهر الجاري ضد مواقع لجيش الاحتلال بـ"البربرية والشنيعة"، مشددة على أن الإمارات تدينها بشدة.

وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم إبراهيم الهاشمي : "هجمات حماس بربرية وشنيعة".#وقائع pic.twitter.com/fuYTzFRerp — وقائع (@waqa2e3) October 24, 2023

ويبدو الموقف الذي تتبناه الإمارات ضد المقاومة الفلسطينية في غزة يتطابق بشكل كبير مع الخطاب الإسرائيلي، الذي تناول مرارا هذا الوصف لوصم المقاومة، ضمن محاولات تجريم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

بالتزامن مع توحش العدوان الإسرائيلي على غزة، راجت تقارير عن سعي القيادي الفلسطيني المقرب من الإمارات محمد دحلان لإدارة قطاع غزة في حال نجح الاحتلال بالقضاء على المقاومة.

وقالت مجلة إيكونومست البريطانية، إن القيادي الفلسطيني محمد دحلان يحزم أوراق اعتماده للقيادة في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة. 

وجاء ذلك في تقرير بثته المجلة لمقابلة مع دحلان، رسم فيها سيناريوهات ما بعد الحرب، رافضا فيها الاقتراح القائل بأنه بمجرّد انتهاء الحرب، يمكن إرسال أيّ فرد لإدارة غزة.

واقترح عوضا عن ذلك فترة انتقالية لمدة عامين مع إدارة من تكنوقراط في غزة والضفة الغربية.

وفي حزيران/يونيو 2021، أعرب وزير الخارجية الإماراتي حينها عبد الله بن زايد، عن أسفه بسبب تردد بعض الدول في تصنيف كيانات مثل حماس أو حزب الله أو الإخوان المسلمين بطريقة أوضح.

ورأى أنه من المضحك أن بعض الحكومات تصنف الجناح العسكري فقط لكيان ما، وليس الجناح السياسي، على أنه إرهابي، في حين إن الكيان نفسه يقول إنه ليس هناك فرق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس العدوان على غزة الاحتلال المصري الإمارات مصر حماس الاحتلال الإمارات العدوان على غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الدول العربیة على المقاومة بالقضاء على المقاومة فی أبو مرزوق قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة

يمانيون../
رغمَ شراسةِ العدوانِ الصهيوني واستمرارِ الإبادةِ لليوم الـ 568 من الطوفان، استطاع أبطالُ الجِهادِ والمقاومة، أن يسطِّروا ملاحمَ بطوليةً غيرَ مسبوقةٍ، مؤكّـدين أن إرادتَهم لا يمكن كسرُها مهما كانت التحديات.

وفي الوقت الذي كانت آلةُ الحرب الصهيونية تستعرُ فوقَ سماء غزة وتحاولُ بائسةً أن تفرِضَ معادلاتِها بالحديد والنار، كانت المقاومةُ الفلسطينية، وفي طليعتها كتائبُ القسام؛ تكتُبُ ملحمةً جديدةً من الصمود والإبداع القتالي.

في هذا التقرير، نسلِّطُ الضوءَ على أبرز إنجازات المقاومة في قِطاع غزة؛ عسكريًّا وسياسيًّا ونفسيًّا، خلال الساعات الـ 48 الماضية، مستعرضين ملامحَ هذه الملحمة الخالدة.

صاعقةُ الغول وبأسُ الرجال:

من بيت حانون إلى حي الشجاعية، ومن أنفاق الغموض إلى ساحات الاشتباك المكشوفة، خطّت سواعدُ المجاهدين أروعَ صور الفداء والمواجهة المباشرة، موقعةً في صفوف العدوّ صرعى وجرحى بالعشرات، ومثبتة أن غزة -برغم الجراح والحصار- ما زالت تصنَعُ التاريخَ المقاوِمَ بقلبٍ من نارٍ وعقلٍ من نور.

في مشهدٍ بطولي يعكسُ خِبرةً ميدانيةً متراكمةً، نفَّذَ مجاهدو القسام عمليةً نوعيةً شرق بلدة بيت حانون ضمن كمين “كسر السيف”، حَيثُ جرى قنصُ عددٍ من جنود وضباط العدوّ ببندقية “الغول” القسامية، وهي بندقيةٌ فلسطينية الصُّنع ذات دقة نارية عالية.

وقد أسفرت العملية عن سقوط عدة إصابات مباشرة بين صفوف الاحتلال؛ ما أَدَّى إلى إعادة تموضع قواتِ العدوّ قرب الحدود نتيجةَ فشلهم الذريع في تثبيت وجودهم هناك.

في الأثناء، لم تكن الشجاعية حَيًّا سكنيًّا هادئًا بل تحوَّلت إلى كمينٍ جهنمي للعدو، حَيثُ تمكّن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية خَاصَّة تحصَّنت داخلَ منزل بعدة قذائفَ من طراز “آر بي جي” و”الياسين 105″، ثم انقضُّوا عليهم بالأسلحة الرشاشة، موقعين قتلى وجرحى، من بينهم عناصرُ من وحدات النخبة الصهيونية.

تأخَّرت عمليةُ إخلاء المصابين لساعتين وشهدت خمسَ اشتباكات عنيفة، في مشهدٍ يؤكّـد أن غزة صارت مقبرةً لطموحات الاحتلال.

واليوم، استهدفت كتائبُ القسام دبابة “ميركفا4” بقذيفة “الياسين 105” شرقي “حي التفاح” بمدينة غزة، كما تمكّن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد في عددٍ من جنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح في الموقع ذاته.

https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0_%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A_%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%A8%D8%B9%D8%AF_%D9%82%D8%B5%D9%81%D9%87.mp4
صفعة الأسرى.. المقاومة تُفشِلُ أهداف الحرب

وفي تطورٍ دراماتيكي، أعلنت كتائبُ القسام عن عمليةِ إنقاذ أسرى صهاينة من أحد مواقع المقاومة في غزة بعد أن قصفه الاحتلال؛ ما ضاعف من ارتباكِ القيادةِ العسكرية الصهيونية، وأكّـد فشلَ أهدافها للحرب.

وفي مقطع مصوَّر نشرت القسامُ بعضَ المشاهد مرجِئةً “التفاصيل لاحقًا”، لما أسمته: “عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفقٍ قصفه جيشُ الاحتلال قبلَ عدة أيام”.

عقبَ ذلكَ، أكّـد الوزير وعضو “الكابينت” الصهيوني “زئيف إلكين”، أن حكومتَه “مستعدةٌ لوقف القتال فورًا مقابلَ إطلاق سراح الأسرى، بشرط أن يكونَ بالإمْكَان استئنافُ القتال لاحقًا أَو التوصل إلى اتّفاق تتنحَّى فيه حماس من الحكم ويتم نزعُ سلاحها، لكن حماس غيرُ مستعدة لذلك”.

في الأثناء، أكّـد جنرالان صهيونيان متقاعدان، اليوم الأحد، أن جيشَ الاحتلال ليسَ قادرًا على تنفيذ سياسَة حكومة مجرم الحرب نتنياهو في قطاع غزة، وأن رئيسَ أركانه “إيال زامير”، نصب لنفسه مصيدةً عندما أعلن في بداية ولايته في المنصب أنه سيهزِمُ حماس ويقيمُ حُكمًا عسكريًّا، ويقود إلى استبدال حكم حماس.

وبينما حكومة الاحتلال تزعُمُ أن الضغطَ العسكري سيعيد جنودَها الأسرى، بدا واضحًا أنها تريد التخلُّصَ منهم، والمقاومة هي مَن تحافظ على حياتهم، وتدير الميدان بثقةٍ كبيرة، وتُجهِضُ روايةَ العدوّ أمام أهالي الأسرى الذين خرجوا في مظاهراتٍ غاضبةٍ تطالب بصفقةٍ شاملة لإعادتهم، محمِّلين نتنياهو مسؤوليةَ قتل أبنائهم بالتعنّت والمقامرة السياسية.

الارتباكُ الداخلي الصهيوني: صِراعٌ وخديعة..

لم تقتصرْ خسائرُ الاحتلال على الميدان فحسب، بل انتقلت عدواها إلى داخل الكيان، مطالبات شعبيّة واسعة بإسقاط نتنياهو.

إلى جانبِ ذلك برز الغضبُ بين الضباط الصهاينة الكبار الذين دعوا صراحةً إلى: إما “تدمير غزة أَو الانسحاب منها فورًا”، واتّهامات متبادلة بين الجيش والسياسيين بأنهم يخدعون الجمهورَ بقصص انتصاراتٍ وهمية.

حَـاليًّا الاحتجاجاتُ الصهيونية تعكسُ صراعاتٍ داخليةً عنيفة، غير أنها لا ترفُضُ العدوانَ على غزةَ؛ لأَنَّ القوةَ أصبحت جُزءًا أَسَاسيًّا من الهُوية الصهيونية، إلا أن الاحتجاجاتِ تتركَّزُ ضد نتنياهو وحكومته لا ضد الاحتلال وتاريخه الدموي.

ورغم أن مراكزَ أبحاث صهيونية تحاول بين الفينة والأُخرى، إنزالَ بيانات وتعاميم استطلاعات للرأي العام الداخلي، تشيرُ إلى تراجُعِ الصِّبغة الانتقامية من الفلسطينيين، إلا أن غيابَ مِلف الأسرى الصهاينة من الممكن أن يؤديَ إلى غيابِ أي احتجاج؛ ما يكشف تمسك المجتمع الصهيوني بالعنف كأدَاة للصراع.

وفي الوقت الذي يُقتَلُ فيه جنودٌ صهاينةٌ بلا أهداف واضحة، ينكشَّفُ زيفُ أساطير وادِّعاءات حكومة الكيان، “مترو حماس” و”الضغط العسكري”، وباتت صورةُ “الجيش الذي لا يُقهَر” تتبدَّدُ أمامَ صلابة وعنفوان رجال الجهاد والمقاومة.

الروايةُ الفلسطينية تنتصر.. بين الميدان والسياسة:

وعلى الجانبِ السياسي، غادر وفدُ قيادة حماس القاهرة، أمس السبت، بعدَ مشاوراتٍ مكثّـفةٍ مع المسؤولين المصريين، حاملًا رؤيةَ المقاومة لشروط وقف النار: “وقف العدوان.. صفقة تبادل أسرى مشرِّفة.. فتح المعابر وبَدء إعادة الإعمار”.

وهو ما يعكسُ قوةَ موقع المقاومة التفاوضي مقارنةً بوضع العدوّ المنهَك سياسيًّا وعسكريًّا وشعبيًّا؛ فما يجري في غزة اليوم، هو إعلانٌ صريحٌ بأن معادلاتِ الصراع قد تغيَّرت، ولم يعد كيانُ الاحتلال يفرِضُ شروطَه بالقوة، وغزة لم تعد تُستباح بلا ثمن.

ولأن المقاومة وعدت وأوفت؛ فَــإنَّ المعركةَ القادمةَ ستكونُ أشدَّ وأمضى، والكيانُ اليومَ أوهى من بيت العنكبوت، وصار كُـلُّ جندي صهيوني يعرِفُ أن خطواته فوقَ أرض غزة محفوفةٌ بالموت، وأنَّ خلفَ كُـلّ جدارٍ، وفي كُـلّ زقاقٍ، غولًا فلسطينيًّا قادمًا من رحم الأرض.

عبدالقوي السباعي| المسيرة

مقالات مشابهة

  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • عاجل - المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود الاحتلال شرقي حي التفاح بمدينة غزة
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • الدويري: كمائن غزة ترجمة لتحذيرات الاحتلال من تصعيد ضد قواته
  • كاتب ومحلل فلسطيني: المقاومة الفلسطينية منفتحة على التفاوض لكن وفق شروطها
  • هل وافقت المقاومة على نزع سلاحها ؟ .. قيادي فيها يوضح
  • حماس: غزة دخلت مرحلة المجاعة ونناشد الدول العربية كسر الحصار
  • حماس ترد على السلطة: تصريحاتكم صادمة وسلاح المقاومة خط أحمر