فرّقت الشرطة التركية بالغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه، اليوم الأحد، مظاهرة داعمة لفلسطين أمام قاعدة "إنجرليك" التي تضمّ أسلحة وقوات أميركية قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنقرة.

ولم تصدر تقارير عن سقوط جرحى أو توقيفات خلال المظاهرة، إذ تدخلت الشرطة إثر محاولة متظاهرين دخول القاعدة العسكرية، كما لم يعلق المسؤولون الأميركيون على الأمر.

ووصلت المظاهرة أمام قاعدة "إنجرليك" في أضنة بعدما انطلقت من إسطنبول الجمعة الماضي، وندد المتظاهرون بالدعم الأميركي لإسرائيل وسط استمرار عدوانها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونظّمت المظاهرة "هيئة الإغاثة الإنسانية" التركية التي قادت عام 2010 "أسطول الحرية" في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضته في عملية قُتل خلالها 10 مدنيين.

وقال رئيس الهيئة الإغاثية التركية بولنت يلدرم إن غضب الأتراك عظيم للغاية ولا يمكن كبحه، لكن أنقرة تبذل قصارى جهدها لوقف إطلاق النار في غزة.

وتملك تركيا قاعدة "إنجرليك" الجوية، ولكن تستخدمها القوات الجوية الأميركية وأحيانًا القوات الجوية الملكية البريطانية، مما يوفّر لهما وصولا إستراتيجيا لأجزاء كبيرة من الشرق الأوسط.

وخرجت مظاهرات كبرى داعمة لفلسطين تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، كما استدعت تركيا سفيرها في إسرائيل للتشاور وقطعت الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرّح اليوم بأن أنقرة تعمل خلف الكواليس في محاولة لوقف إراقة الدماء وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفا أنهم يعملون أكثر بكثير مما تراه العين، على حد قوله.

ومن المرجح ألا يلتقي أردوغان بلينكن، إذ قال إنه سيتابع جولاته المحلية وفق المقرر لها أثناء وجود وزير الخارجية الأميركي في تركيا، لكن من المقرر أن يلتقي بلينكن نظيره التركي هاكان فيدان غدا الاثنين لبحث الحرب على غزة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المسيرة المؤيدة للحرب في تشاتام هاوس

المسيرة المؤيدة للحرب في تشاتام هاوس

* هولي هاستينجز

لقد شهدت لندن، التي تشتهر بتاريخها المفعم بالحياة في مجال السلام، مشهداً غير مألوف هذا الأسبوع: مظاهرة مؤيدة للحرب أمام تشاتام هاوس، إحدى المؤسسات الرئيسية في المدينة للشؤون الدولية.

شهدت العاصمة البريطانية، على مر السنين، عدداً لا يحصى من التجمعات المناهضة للحرب، من مسيرات مليونية لتحالف أوقفوا الحرب ضد غزو العراق إلى المظاهرات الأسبوعية التي تدين العنف المستمر في غزة. ظلت الاحتجاجات العامة في المدينة توحد الناس في معارضة الحرب، وتروج للسلام والحلول الدبلوماسية.

لكن المسيرة التي جرت أمام تشاتام هاوس كسرت هذا القالب، حيث دعت إلى دعم العمل العسكري والتحالف مع الدكتاتورية العسكرية في السودان، في عرض يتناقض بشكل صارخ مع روح لندن المناهضة للحرب منذ فترة طويلة. فقد تجمع مجموعة من المحتجين، بعضهم يرتدي زياً عسكرياً، للتعبير عن دعمهم للقوات المسلحة السودانية. ورددوا شعارات باللغة العربية، بما في ذلك “جيش واحد، شعب واحد”، وهي عبارة ترمز إلى الولاء للقيادة العسكرية السودانية.

حدثت هذه المظاهرة في ظل خلفية قاتمة: الصراع الدموي المستمر في السودان، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وشرّد حوالي 10 ملايين شخص على مدى الأشهر السبعة عشر الماضية.

جاء توقيت المظاهرة المؤيدة للحرب استفزازيًا بشكل كبير، حيث تزامن مع حدث في تشاتام هاوس حضره الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس وزراء السودان السابق والمدافع البارز عن السلام في المنطقة.

جاء الدكتور حمدوك لمناقشة سبل وقف إطلاق النار والاستراتيجيات المحتملة لحل سياسي سلمي للصراع السوداني. الاحتجاج في الخارج كان بمثابة تذكير واضح بالانقسامات العميقة داخل المجتمع السوداني والتحديات التي يواجهها الساعون للسلام.

عكست هذه المظاهرة التعقيدات والديناميكيات المتغيرة داخل الشتات السوداني وأثارت تساؤلات حول دور الدعوة في الصراعات التي تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود.

بالنسبة للندن، فهي تمثل انحرافًا فريدًا ومزعجًا عن تقاليد المدينة العزيزة في بناء السلام.

مع استمرار الصراع السوداني، تؤكد أحداث مثل هذه على الحاجة الملحة إلى إيجاد حل، ليس فقط لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح ولكن للحفاظ على روح الاحتجاج السلمي التي حددت منذ فترة طويلة الأماكن العامة في لندن.

لقد أصبح المشهد في المظاهرة متوتراً مع تزايد وجود الشرطة، حيث كان الضباط يراقبون عن كثب بينما أصبحت الاحتجاجات غير منضبطة وعنيفة.

أثارت المظاهرة المؤيدة للحرب أسئلة ملحة حول الحق في الاحتجاج وحدود مثل هذا التعبير عندما يتقاطع مع الدعوة إلى العنف.

وقف تقليد لندن للنشاط السلمي في تناقض صارخ مع التجمع خارج تشاتام هاوس، مذكراً الجميع أنه في حين تحمي الديمقراطية حرية التعبير، فإنها تدعم أيضًا قيم السلام والأمان.

مع استمرار الصراع السوداني، تسلط حوادث مثل هذه الضوء على الحاجة الملحة إلى حل سلمي- وإعادة تأكيد إرث لندن المناهض للحرب.

* صحفي مستقل

الوسومالحرب الدكتاتورية العسكرية السودان العراق القوات المسلحة تشاتام هاوس عبد الله حمدوك لندن هولي هاستينجز

مقالات مشابهة

  • الشرطة البريطانية تحقق مع أكاديمي يهودي بعد خطاب مؤيد لفلسطين
  • الخارجية الأمريكية: بلينكن أكد لنظيره الإسرائيلي أهمية إدخال مساعدات إنسانية لغزة
  • بها أزيد من مليوني جندي.. كيف تُصوت قوات الجيش الأميركي في انتخابات الرئاسة؟
  • كواليس المبادرة التركية لحل الأزمة بين إثيوبيا والصومال
  • الداخلية التركية تقيل ثلاثة رؤساء بلدية مؤيدين للأكراد
  • الشرطة الهولندية تطارد طفلا يحمل مسدس لعبة خلال احتجاجات داعمة لغزة
  • الاحتلال الإسرائيلي: مروحيات عسكرية تشارك في محاولة اعتراض مسيرة تسللت من لبنان
  • لافروف: الجنود الروس يقتلون بالأسلحة التركية
  • المسيرة المؤيدة للحرب في تشاتام هاوس
  • الشرطة الألمانية تعتقل عديد المتظاهرين خلال مسيرة داعمة لفلسطين