شولتس: إيواء اللاجئين ودمجهم مهمة تخص الدولة
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن تفاؤله حيال التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الاتحادية والولايات، بخصوص توزيع تكاليف الهجرة القادمة إلى ألمانيا.
وفي تصريحات لصحيفة "مانهايمر مورغن" الألمانية الصادرة، الإثنين، قال شولتس إن لقاء الحكومة الاتحادية والولايات غداً سيدور حول تقديم دعم آخر من برلين للولايات، وأردف: "أنا متفائل بأننا سنتفق أيضاً في المسائل المالية"، مشيراً إلى أن إيواء اللاجئين ودمجهم "مهمة تخص الدولة ككل".
ويجتمع غداً الإثنين، رؤساء حكومات الولايات الألمانية الـ 16 في برلين على أن يتم استئناف هذه المشاورات مع المستشار شولتس في ديوان المستشارية بعد ظهر غد الثلاثاء، وتدور المشاورات حول قضية الهجرة، وخصوصاً توزيع تكاليفها بين الحكومة الاتحادية والولايات بالإضافة إلى تقليل الهجرة غير النظامية إلى ألمانيا.
#شولتس يدعو للتعاون بشأن سياسة الهجرة في #ألمانيا https://t.co/haJflwqCNf
— 24.ae (@20fourMedia) October 11, 2023وقال شولتس: "في الوقت الراهن يأتي إلى ألمانيا عدد كبير جداً من الناس بشكل غير نظامي"، ولفت إلى أن الكثير من هؤلاء لم يحصلوا على تصريح بالبقاء في جمهورية ألمانيا الاتحادية، لأنهم لم يتمكنوا من إثبات أسباب حاجتهم إلى الحماية، وطالب بإعادة هؤلاء إلى أوطانهم.
وأضاف شولتس: "يجب أن نسرع وتيرة الإجراءات بحيث يتم إنهاء كل من إجراءات اللجوء وإجراءات التقاضي من الدرجة الأولى في غضون ستة أشهر.
من المنتظر أن يتم تقديم الطلب (الخاص باللجوء) وعقد جلسة الاستماع في مؤسسات الإيواء الأولي"، وصرح شولتس بأنه من المنتظر تعزيز الرقابة مستقبلاً على عمليات الدخول إلى الأراضي الألمانية.
في الوقت نفسه، أشار شولتس إلى أن ألمانيا في حاجة إلى هجرة الكوادر الفنية المتخصصة، وقال: "نظراً لوجود 13 مليون شخص من جيل طفرة المواليد والذين سيحالون إلى التقاعد قريباً، فإننا سنحتاج بالإضافة إلى شبابنا إلى الكثير من العمالة الإضافية من الخارج بحلول عام 2030 على سبيل المثال، وذلك وفقاً لحسابات خبراء".
ورأى شولتس أن "الهجرة القادمة إلى ألمانيا بشكل منتظم لا يمكن أن تنجح، إلا إذا أعدنا هؤلاء الذين لا يمكنهم البقاء هنا إلى أوطانهم بشكل منتظم بنفس القدر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة شولتس ألمانيا إلى ألمانیا
إقرأ أيضاً:
لماذا يغيب هؤلاء ؟
في ظل تزايد المغالطات التي تثار بين الحين والآخر بداية من التقليل من أهمية المشروعات التنموية والمساعي الصادقة لإحداث نقلات نوعية في التنمية الشاملة، وصولًا إلى النيل من ثقافة المجتمع العماني التي تسمو بالعزة والشموخ والأصالة، عبر الاستهانة بشخصيته ومحاولات إظهاره بالضعف و«السماجة» وغيرها التي لا تعبر عن واقع العماني وثقافته وما يستند إليه من إرث حضاري وتاريخي عميق حافل بالبطولات والتضحيات والمواقف المشرفة.
ومع هذا المشهد الذي بدأ يتزايد، تتعمق الحاجة إلى الحضور المكثف والفاعل للأكاديميين والمفكرين والمثقفين، للتصدي من خلال تحليل الواقع بالمنطق والحجة والأرقام والاستدلالات والشواهد، ليكون المتلقي والمجتمع على قدر من الاطلاع عن كل ما يحيط به وما يقع من أحداث ومشاريع حاضرة، على المستويين المحلي والإقليمي، كما نحن بحاجة إلى نشر دور الإنسان العماني البارز في مختلف الميادين ومنجزاته عبر التاريخ، لشحذ همم الأجيال لمتابعة المسيرة ولجم الأصوات الناشزة التي تحاول أن تزعزع الثقة في نفوسهم.
أين الأكاديميون وأصحاب الفكر والرأي والثقافة والخبرة، أين هم من المشهد؟ سؤال يطرح نفسه في ظل نهضة يناهز عمرها نصف قرن من الزمان، نهضة شيدت فيها المؤسسات التعليمية والأكاديمية والفكرية، لتخرج أجيالا متعلمة متفتحة تتمتع بفكر ناضج وعقل راجح، وكلمة مبنية على فكر وعلم ودراية، لتسهم بفكرها ورأيها وتحليلها وصوتها في التحليل والكتابة والإرشاد والتوضيح، وليكون لها صوت مسموع وكلمة تنطق بالحق والمنطق، بحكمة وفكر علمي وأكاديمي يحلل بالأرقام والمعطيات والوقائع، وليكون صوتهم وكلمتهم مرجعًا يُستنار به، فتسمعه آذان المجتمع، وتدركه العقول، ويستفيد منه الشباب والأجيال الناشئة.
وعندما نتساءل عن غياب هؤلاء، هنا لا ننكر وجود من يبذلون جهودا - مشكورة - في الساحة الإعلامية، ولكن في واقع الأمر نحن نفتقر إلى الكثير من المحللين في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، على الرغم من وجود كوادر أكاديمية تمارس أدوارًا مهمةً في المؤسسات الحكومية والخاصة، سواء التعليمية أو الأكاديمية أو غيرها من المؤسسات، ولكن إلى الآن صوت تلك الكوادر غير كافٍ، ويكاد لا يسمع وكلماتها غائبة عن المشهد المحلي والخارجي، لذلك نحن أمام مرحلة يحق لنا فيها أن نسأل أين الخبراء والأكاديميون والمختصون والمحللون، ولماذا لا نجد لهم صوتا ولا كلمة وسط كل هذا الضجيج الذي يجتاح المجتمع، الذي هو بحاجة إلى صوت ينقل ويحلل المعلومة بتفاصيلها ودقتها وعمقها دون تهويل أو تقليل أو استنقاص.
إن الأحداث العمانية والمشروعات التنموية التي تشهدها هذه الأرض الطيبة، لا تجد من يعطيها حقها في التحليل والتفنيد وتبيين أهميتها الحالية والمستقبلية، والتأكيد على قوة ووحدة النسيج الاجتماعي، وصلابة الإنسان العماني وما يتمتع به من صفات ومعان عربية أصيلة، وأن محاولات النيل منها هي محاولات بائسة لا تقبلها العقول والوقائع.
لذلك فإن الحضور الفاعل للأصوات الأكاديمية والمحللين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ضرورة وواجب وطني لدحض المغالطات وكل ما من شأنه التقليل من مقدرات الوطن وشموخ أبنائه وتلاحمهم.