البوابة نيوز:
2025-03-16@15:17:22 GMT

غزة وفضاءات اللهب

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

نزيف الدم العربي لا يتوقف على امتداد فلسطين، لكنه نزيف بطعم الحياة، نزيف يكتب في أناة شهادة ميلاد جديدة وموثقة للحق، وعدالة القضية، تجود فلسطين في هذه الدقائق الحرجة من تاريخ النضال الشريف، في سخاء بزهرة شبابها الغض، المؤمن بقدسية الأرض، والممتلئة عروقه بالغيرة على الدين والعرض، هناك في بيت المقدس وأكنافه المباركة، تدور رحى ملحمة الصمود والفداء، تكتب بأرواحها سطرًا جديدًا لبانوراما الخلود.

 هناك ترتقي الأنفس الذكية في سكينة وخشوع، قرابين ما أطيبها، تسابق بعضها بعضا في مواكب من نور، وفي غزة الصمود حيث اختلط الحديد بالدم، ودخان البارود بأنفاس الزهر، وعرائس الطفولة بمواكب الجنائز، حيث لا يمكن لعقل أن يتصور أو يعي حجم ما يحدث من انتهاكات إجرامية صريحة، تمارس بحق أهلنا العزل، الذين احصروا في ديارهم، وارغموا على تجرع كؤوس الموت غصبا، يتلقون بصدور عارية إلا من الإيمان، هجمات عدو غادر، تفنن في سلبهم الحياة في عربدة.

في سماء غزة الملتهبة بأحقاد الصهاينة، تحوم رسل الموت في جرأة، تطارد فرائسها من الأبرياء، لا تفرق بين رجل وامرأة، أو بين صغير وكبير، فكل من على الأرض جعلته هدفا مستباحا، في غزة تلفظ الحياة أنفاسها الأخيرة، وسط  دقات طبول الحرب وازدياد وتيرتها، تدق في كل لحظة يصم ضجيجها الآذان،  هناك تنجلي شمس النهار عن مئات الجثث والأشلاء لأناس ليس لهم من حظوظ الدنيا غير الخوف والجوع وحصار حتى الموت.

إن ما يقلق ويزيد من قتامة المشهد، ما عزمت عليه قوات الاحتلال من اجتياح لقطاع غزة، غير مكتفية بما احدثته من تدمير للبنى التحتية شل مرافق الحياة، حيث راحت تحشد لهذا آلات القتل من كل نوع، مشفوعة بتأييد ومباركة ومناصرة لحلفاء الداخل والخارج، وهذا في حد ذاته إنذار جديد للوحة من لوحات الإبادة الجماعية، التي لا تكترث بالمواثيق الدولية، ولا ترضخ للأعراف الإنسانية، التي تؤكد ليل نهار بوجود مأساة في كل شبر من القطاع، وتفاقم أزمات معيشية حادة، ونقص في المؤن الغذائية، والاحتياجات الطبية، وانعدام للوقود، حتى المستشفيات لم تسلم هي الأخرى من الاعتداء، بعدما دكتها الطائرات فوق رؤوس الجرحى والقتلى.

في أحياء غزة المحاصرة تبدو الإنسانية في ثياب حداد، ضعيفة هزيلة، حاسرة تستجدي عطف القريب وإحسان الغريب، تعرض أشلاءها أمام أعين المارة، عسى تصادف في قلوبهم أثرا لشفقة، إن التحرك لفتح ممرات آمنة للإجلاء، أو للحدود والمعابر، لتمرير المساعدات وحده لا يكفي، ما لم يوزايه ضمانات دولية، بوقف الزحف المحتمل لماكينة الحرب المهيأة للانقضاض، والتى تناوش في صلف أطراف ضحيتها، إن مصائر الآلاف من الأبرياء معلقة بقرارات حكماء العالم، وضمائر أصحاب القرار من المنظمات الأممية، أن تتحرك لوقف شلال الدماء، والدعوة على التهدئة، وضبط النفس، وتلجيم تحركات قيادات العدوان الغاشم.

ولعل بادرة أمل تلوح في الأفق المترع بالضباب، فيما أقدمت عليه القيادات العربية والدولية الداعية للتهدئة، حتى وإن جاءت بطيئة، لكنها تلوح بورقة الحشد والتأييد لحقن الدماء، ومن ورائها مطالب الشارع العربي والإسلامي، يغلي بمشاعره الجياشة، والرافضة لهذا العدوان، المنددة بالصمت الدولي في التغاضي عن مجازر الكيان المحتل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: نزيف الدم العربي فلسطين

إقرأ أيضاً:

“نزيف التراب”.. دراما فلسطينية توثق البطولة وتكشف المعاناة

#سواليف

برز #المسلسل الدرامي #الفلسطيني ” #نزيف_التراب ” في العامين الأخيرين، ليحجز مكانه في قائمة المسلسلات الرمضانية الأكثر متابعة. جسّد العمل #معاناة #الفلسطينيين تحت #الاحتلال، وسلط الضوء على نشاط #المقاومة، ما جعله يحظى باهتمام واسع.

وأكد مخرج المسلسل بشار النجار أن فكرة إنتاج الجزء الثاني من “نزيف التراب” انبثقت بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول، والأثر العميق الذي تركه لدى الجمهور. أوضح النجار أن المسلسل يستند إلى أحداث وقصص واقعية تجسّد المعاناة اليومية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني.

وكشف النجار، في حديثه لـ”قدس برس”، أن العمل الدرامي يسعى إلى تقديم الرواية الفلسطينية الوطنية بأسلوب درامي مؤثر، مع استعراض أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، سواء من قبل جيش الاحتلال أو المستوطنين الذين يهاجمون القرى المحاذية للمستوطنات.

مقالات ذات صلة “نبي الكوارث” يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خلال أسبوع (صور) 2025/03/14

واستكمل المسلسل أحداثه من المشهد الأخير للجزء الأول، الذي انتهى بعملية خطف الضابط الإسرائيلي مردخاي، حيث دارت أغلب أحداث الجزء الثاني حول كيفية الاحتفاظ به كورقة مساومة قوية بيد المقاومة لإبرام صفقة تبادل أسرى.

وحرص صُنّاع العمل على إبراز مخيم اللجوء كأحد الثوابت في القضية الفلسطينية، مع تسليط الضوء على ظاهرة المطاردين وممارسات الاحتلال في الضغط على عائلاتهم. قدّم المسلسل شخصية بلال، المقاوم المطارد، واستعرض أساليب الاحتلال في التضييق على أسرته، بدءًا من الاعتداء على والدته من قبل أحد العملاء، وصولًا إلى اعتقال شقيقته للضغط عليه لتسليم نفسه.

وواجه طاقم العمل تحديات كبيرة خلال التصوير، كان أبرزها صعوبة الوصول إلى مواقع التصوير بسبب الحواجز العسكرية والاقتحامات المتكررة. واضطر الفريق إلى تغيير بعض مواقع التصوير، خاصة في جنين، بعد تعذّر التصوير في المواقع الأصلية المخطط لها.

وأكد كاتب السيناريو أسامة ملحس أن الدراما الفلسطينية لا يمكن فصلها عن الواقع السياسي، مشددًا على ضرورة أن تستمد أعمالها من القيم الوطنية والمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون.

وأوضح ملحس أن أحداث المسلسل جاءت متماشية مع الواقع، مشيرًا إلى أن فكرة خطف الضابط مردخاي وتنفيذ صفقة التبادل استندت إلى افتراض مسبق بإمكانية حدوث صفقة تبادل بين المقاومة والاحتلال، وهو ما يجري تداوله حاليًا في المشهد السياسي.

وركّز المسلسل على قضية الأسرى في سجون الاحتلال، وخاصة الأسيرات الفلسطينيات، عبر تسليط الضوء على ما يتعرضن له من ممارسات قمعية وانتهاكات جسيمة.

وأبرز المسلسل البُعد العربي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، عبر شخصية “أم عسكر” الأردنية، التي جسّدت الدور القومي للمرأة في دعم المقاومة الفلسطينية.

وحقق الجزء الأول من “نزيف التراب” نجاحًا واسعًا، حيث تجاوزت مشاهداته 60 مليون مشاهدة على منصة “يوتيوب”، ما دفع فريق العمل إلى إنتاج الجزء الثاني، الذي يُعرض حاليًا.

وأثارت شعبية المسلسل ردود فعل غاضبة في الإعلام الإسرائيلي، حيث هاجمته “القناة 14” الإسرائيلية، ووصفت مقالات إسرائيلية المسلسل بأنه “معادٍ للسامية ويمجد الإرهاب”، في محاولة لتشويهه والتأثير على انتشاره.

مقالات مشابهة

  • الدفع بـ 4 سيارات إطفاء لمحاصرة حريق مصنع ملابس العبور
  • العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة
  • النيران تلتهم مخزن خردة في العمرانية.. وإصابة شخصين في الحريق
  • بايرن ميونيخ.. «نزيف جديد»!
  • من براميل الموت إلى زهور الحياة .. مروحية تلقي الورد والمناشير في ذكرى الثورة السورية الـ14 .. فيديو
  • “نزيف التراب”.. دراما فلسطينية توثق البطولة وتكشف المعاناة
  • النصر يستهدف إيقاف نزيف النقاط أمام الخلود بالدوري السعودي
  • والى متى هذا القتل وهذه الدماء ؟
  • ألسنة اللهب في سماء وسط البلد.. النيران ترتفع بمبنى المعامل المركزية
  • "جاله نزيف بالمخ".. مزارع يعتدي على شقيقه بـ"شومة" بسبب الميراث بالفيوم