غزة تدخل شهرها الثانى من حرب الإبادة الجماعية بمجزرة كل ساعة
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
آلاف الجثث على الأرض وتحت الأنقاض.. والمستشفيات تنازع النفس الأخير
لا جديد فى غزة فيما يتعلق بوقف الحرب.. فالمجازر تلو الأخرى.. رائحة الأجساد تفوح بالفسفور الأبيض.. أشلاء هنا وصرخات هناك قصف وانفجار للحياة.. لم تسلم حتى عربات الكارو من القصف فاستشهد الإنسان والحيوان ودمر البنيان.. لا مكان لدفن الضحايا وسط استغاثات ومخاوف من تحول المستشفيات لمقابر جماعية بعد خروج معظمها عن الخدمة، فيما تدخل حرب الإبادة الصهيونية الجماعية على الشعب الفلسطينى شهرها الثانى بـ24 مجزرة خلال الـ24 ساعة الماضية أكبرها مجزرة مخيم المغازى للاجئين.
يأتى ذلك فيما طالب وزير ما يسمى بالتراث الإسرائيلى «عميحاى إلياهو ميمون» فى تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية بضرب القطاع المحاصر بالنووى بإلقاء قنبلة خيار مطروح، معتبراً أن للحرب أثماناً بالنسبة للمحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
وأضاف أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه. وينتمى إلياهو إلى حزب «قوة يهودية»، الذى يتزعمه وزير الأمن الوطنى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير.
وأكد مدير عام المستشفيات فى غزة محمد زقوت، أن الطواقم الطبية عجزت عن فعل أى شيء للعديد من الجرحى، فى القصف الإسرائيلى على مجمع سكنى بمخيم المغازى وسط القطاع، ليل السبت.
وأوضح زقوت أن مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة استقبل خلال الليل أكثر من 100 ضحية فى القصف ما بين شهيد ومصاب معظمهم من النساء والأطفال، والعدد يتزايد، قائلا «إن إنقاذ الجرحى لم يعد ممكناً».
وشدد زقوت على أن سيارات الإسعاف كانت تجد صعوبة بالغة فى التحرك ليلاً والوصول لمكان القصف لنقل الضحايا، وكان الأهالى يحضرون المصابين بجهود ذاتية، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لأنه لا يزال هناك كثيرون تحت الأنقاض.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى أن محيط مستشفى القدس فى غزة تعرض لأشرس هجمة على محيطه، منذ تكثيف الجيش الإسرائيلى استهدافه له قبل أكثر من أسبوع. وأضافت أن محيط مستشفى القدس شهد قصفاً مدفعياً وجوياً عنيفاً من جميع الاتجاهات، الأمر الذى أدى إلى إصابات بين النازحين داخل المستشفى بعضها خطير، فضلاً عن أضرار جسيمة فى قسم العناية المركزة فى المستشفى والدورين الثالث والرابع فيه.
وأدى القصف إلى أضرار جسيمة فى 4 مركبات تابعة للجمعية وخروج 2 منها من الخدمة، بالإضافة إلى أضرار فى خطوط وشبكة المياه فى المستشفى الذى ضاعف من معاناة النازحين والطواقم والمرضى.
وأشارت إلى أن القصف المدفعى العنيف بجوار المستشفى من جميع الجهات، مما أدى إلى إغلاق معظم الطرق المؤدية للمستشفى، وسبب صعوبة بالغة جداً تواجه الطواقم العاملة فى أداء مهامها الإنسانية، وتحديدا حركة مركبات الإسعاف فى الوصول إلى نداءات المستغيثين من السكان.
وناشدت الجمعية المجتمع الدولى التدخل العاجل والفورى لحماية طواقمها العاملة فى مستشفى القدس وحوالى 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأعلنت وزارة الصحة فى غزة عن استشهاد 10 آلاف فلسطينى بينهم 4800 طفل و2550 سيدة، منهم 70% من النساء والأطفال منذ بدء الحرب فى غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال الإسرائيلى يمارس حرب إبادة وتطهيراً عرقياً منذ 30 يوماً على الحرب فى غزة، مشيرا إلى أن «القوات الإسرائيلية ارتكبت 24 مجزرة خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 243 فلسطينياً». وأكد أن المنظومة الصحية فى القطاع أمام ساعات حرجة، ومستشفيات قطاع غزة عاجزة تماماً عن تقديم أى خدمة صحية.
وكشف عن أن الوزارة تلقت 2660 بلاغاً عن مفقودين تحت الأنقاض بينهم 1270 طفلاً. وناشد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة كل الأطراف ضرورة توفير ممر آمن لتدفق المساعدات بما فيها الوقود، مؤكدا أنه لا توجد ممرات آمنة وهى كذبة والقوات الإسرائيلية تستخدمها للانقضاض على أبناء شعبنا.
يأتى ذلك فيما أعلنت المقاومة الفلسطينية خلال كلمة للمتحدث باسمها عن خسائر قوات الاحتلال بالصوت والصورة.
واعترف وزير الاحتلال يوآف جالانت فى مؤتمر صحفى بالمعارك ضارية داخل غزة، ومصرع المئات من قواته، مؤكداً أن قوات بلاده «دخلت مناطق مأهولة»، فى إشارة إلى المواجهات المباشرة وحرب الشوارع.
وأكدت العديد من المصادر الأمنية أن ما ينتظر القوات البرية الإسرائيلية فى غزة لن يكون نزهة، خاصة مع وجود شبكة أنفاق بنتها حماس على مدى سنوات، وتمتد مئات الكيلومترات ويصل عمقها إلى 80 متراً، كانت وصفتها الأسيرة الإسرائيلية يوشيفيد ليفشيتز التى أُفرج عنها الشهر الماضى، بأنها «شبكة عنكبوت».
ووصفها خبير أمنى بأنها أكبر بعشرة أمثال من أنفاق «فيت كونج»، أو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.
كما كشفت مصادر مطلعة فى الغرب والشرق الأوسط عن أن لدى حماس أنواعاً مختلفة من الأنفاق الممتدة أسفل قطاع غزة الساحلى الذى تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً وأسفل حدوده، بما فى ذلك أنفاق للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات.
وقال مسئول أمريكى إن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الخاصة الإسرائيلية ستواجه تحدياً لم يسبق له مثيل، إذ سيتعين عليها خوض قتال مع حماس مع محاولة تجنب قتل الرهائن المحتجزين تحت الأرض.
وقالت المصادر إنه على الرغم من أن إسرائيل أنفقت كثيرا على وسائل كشف الأنفاق، بما فى ذلك حاجز تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار أطلقت عليه اسم «الجدار الحديدى»، لا يزال يُعتقد أن حماس لديها أنفاق تصلها بالعالم الخارجى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الخدمة عربات الكارو فى غزة
إقرأ أيضاً:
محكمة العدل الدولية تنُظر في قضية تورط الإمارات في الحرب ودعمها الإبادة الجماعية في دارفور
(سونا) تنظر محكمة العدل الدولية يوم الخميس العاشر من أبريل في الشكوى المقدمة من السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، بضلوعها في جرائم مليشيا الدعم السريع بالسودان لا سيما جريمة الإبادة تجاه مجموعة المساليت والإنتهاكات المرصودة في وسط السودان ودارفور.
ويمثل بدء النظر في قضية السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، لحظة محورية في الاستجابة الدولية للحرب في السودان، ولحظة مهمة للكشف عن الدور الاماراتي بالمشاركة في الحرب من خلال أدلة وثقتها تقارير دولية صحفية تثبت تورطها، من خلال العثور على اسلحة ووثائق ثبوتية اماراتية فى مواقع بالخرطوم، حيث يعد سلوك الإمارات وتدخلها في الحرب بالسودان إنتهاكا للالتزامات المنصوص عليها بموجب إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها
تورط الامارات :
ويتهم السودان رسميا الإمارات العربية المتحدة بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعم مليشيا الدعم السريع التي ارتكبت فظائع وتسببت في نزوح واسع النطاق.
ويسلط هذا الإجراء القانوني الضوء على مجموعة متزايدة من الأدلة، بما في ذلك تقارير تحقيقية مفصلة وبيانات الأقمار الصناعية، والتي تشير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورا رئيسيا في تأجيج الصراع.
ولا تمثل هذه الإجراءات اختبارًا للمساءلة الدولية فحسب، بل إنها تسلط الضوء أيضًا على التأثيرات والتدخل السالب للامارات المتسبب في تفاقم الأزمة الانسانية في السودان.
وتشير العديد من الادلة التي تم تقديمها الى تورط الامارات في حرب السودان واستمرارها.
تهم الابادة :
وطلب السودان المقدم امام محكمة العدل الدولية يتعلق "بأفعال ارتكبتها" مليشيا الدعم السريع تشمل، الإبادة الجماعية، والقتل، وسرقة الممتلكات، والاغتصاب والتهجير القسري، والتعدي على ممتلكات الغير، وتخريب الممتلكات العامة وانتهاك حقوق الإنسان.
وتقول الحكومة أن كل هذه الأفعال تم ارتكابها من خلال الدعم المباشر المقدم لمليشيا الدعم السريع المتمردة من قبل الإمارات، وان الإمارات اشتركت في جريمة الإبادة الجماعية ضد المساليت من خلال توجيهها وتقديمها دعما ماليا وسياسيا وعسكريا واسع النطاق لميليشيا الدعم السريع المتمردة.
شحنات سرية :
وتشير العديد من الأدلة التي نشرت فى مواقع إعلامية وعلى شبكة الإنترنت إلى تورط الإمارات من خلال اثباتات تناولتها تقارير استقصائية ومقالات تؤكد ضلوع الإمارات في حرب السودان، من خلال تقديم كل العون اللوجستي والميداني للمليشيا تحت غطاء المساعدات الإنسانية، حيث تم رصد حركة شحنات الأسلحة المتخفية في صورة مساعدات قامت الإمارات بنقلها لمليشيا الدعم السريع تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وتشير التقارير إلى أن طائرات شحن إماراتية نقلت أسلحةً إلى مطار أم جرس في تشاد، إذ تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مشاركة الإمارات في تقديم الدعم للمليشيا وجاء ذلك تحت عنوان (الحرب الأهلية في السودان تغذيها شحنات أسلحة سرية من حلفاء أجانب)، ونُشرت في 15 أكتوبر 2024.
واوردت وكالة رويترز فى تقرير نُشر في 12 ديسمبر 2024 بأن مشرعون أمريكيون يجدون أن الإمارات تزود مليشيا الدعم السريع بالأسلحة، وفي ذات السياق نشر موقع مراقب الشرق الأوسط تقريرا عن العثور على أسلحة إماراتية وصلت لمتمردي الدعم السريع.
كما أورد موقع منتدى الدفاع الأفريقي أخبارا تشير الى ان الأدلة على إمداد الإمارات العربية المتحدة لمليشيا الدعم السريع تتزايد.
وثائق إماراتية :
تتضمن الوثائق المقدمة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صورًا لجوازات سفر إماراتية عُثر عليها لدى مليشيا الدعم السريع في السودان. تشير هذه الجوازات إلى وجود صلة مباشرة بين الإمارات العربية المتحدة وأفراد من مليشيا الدعم السريع، مما يُشير إلى تورط إماراتي ميداني.
وتشير أدلة دامغة إلى تورط الإمارات في الحرب الأهلية في السودان، وذلك وفقا لتقرير نشره موقع عين الشرق الأوسط في 25 يوليو 2024، وأشار الموقع الى أن جوازات سفر إماراتية عُثر عليها في السودان تُشير إلى وجود قوات إماراتية على الأرض.
وكذلك يشير تقرير نُشر في 27 أغسطس 2024 لموقع منتدى الدفاع الأفريقي إلى اكتشافات في أم درمان تؤكد دعم الإمارات السري لمليشيا الدعم السريع.
أسلحة إماراتية :
ويؤكد ذلك توفير المعدات العسكرية المتقدمة حيث ظهرت لقطات تُظهر متمردى مليشيا الدعم السريع وهم يمتلكون أسلحة متطورة، مثل صواريخ كورنيت المضادة للدبابات وناقلات جند مدرعة. وتشير تقارير أن بعض هذه المعدات مصدرها الإمارات العربية المتحدة، مما يشير إلى سلسلة توريد أسلحة للمليشيا.
ويُورد المجلس الأطلسي في تقرير له نُشر في 17 ديسمبر 2024 ان السودان عالقٌ في شباك التدخل الخارجي. فلماذا لا يزال الرد الدولي غائبًا؟ في إشارة الى التورط والدور الاماراتي في السودان.