حتى الآن.. الهدنة مجرد كلام وغزة تقاتل وتداوي جراحها
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
غزة - عواصم «وكالات»: رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الدعوات المستمرة والمتجددة حول العالم والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة متوعدا ومهددا بمواصلة العدوان الإرهابي على غزة والذي يحصد يوميا عشرات الشهداء ومئات الجرحى ويخلّف دمارا في المنازل والمباني السكنية والمستشفيات على مرأى ومسمع العالم.
وتوعّد نتانياهو في حديثه للأطقم الجوية والقوات البرية في قاعدة رامون الجوية بجنوب إسرائيل باستمرار العدوان وقال إنه لن يتوقف لحين عودة جميع الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة رهائننا».
وعارض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم «التهجير القسري» للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وبحث الجانبان أيضا بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر «ضرورة وقف أعمال العنف التي ينفذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية»، في إشارة إلى عنف المستوطنين.
من جانبه، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام بلينكن بـ«الإبادة الجماعية» في غزة قائلا «لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، من دون اعتبار لقواعد القانون الدولي»، وفق ما أوردت وكالة وفا للأنباء. وربط عباس عودة السلطة لإدارة القطاع بـ «حل سياسي شامل» قائلا إن «قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمّل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة». ميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في غزة وتتواصل المعارك البرية شمال القطاع رغم الدعوات لوقف إطلاق النار. ونشر الجيش الإسرائيلي مشاهد ظهرت فيها قواته تخوض معارك من منزل إلى آخر، بينما تتحرك دبابات وجرافات عسكرية بهدف تشديد الطوق على مدينة غزة.
وتم إلقاء منشورات عسكرية تحث سكان مدينة غزة على الانتقال جنوبا بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر، بعد يوم من تقدير مسؤول أمريكي وجود 350 ألف مدني على الأقل في المدينة وحولها. كما استشهد أربعة فلسطينيين اليوم برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية حيث يتصاعد التوتر منذ بدء الحرب. وفي الدوحة، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم إلى «هدنة إنسانية فورية». وقالت بعد اجتماع مع نظيرها القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل الثاني «إن هدنة إنسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية للغاية ويجب أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار».
وتوجه بلينكن بعد الضفة الغربية إلى قبرص التي تعد أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لقطاع غزة.
وبحث مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إقامة «ممر بحري» اقترحته الجزيرة المتوسطية بهدف تقديم مساعدة إنسانية إلى غزة، بحسب الرئاسة القبرصية. ومن المتوقع أن يتوجه بلينكن لاحقا إلى تركيا.
وارتفع عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9770 شخصا، بينهم 4800 طفل، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها اليوم وزارة الصحة في حكومة حماس.
وزعم الجيش الإسرائيلي ضرب أكثر من 2500 هدف من قبل «القوات البرية والجوية والبحرية» منذ بدء العملية البرية شمال القطاع وقال إن جنوده كثفوا العمليات البرية في شمال القطاع بدعم مدفعي سعيا لتدمير «معقل» حماس في مدينة غزة. في المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام اليوم استهداف عدد من الآليات الإسرائيلية في غزة وقصف تحشدات للجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون، فضلا عن قصف مدن إسرائيلية بالصواريخ. وقتل 30 عسكريا إسرائيليا على الأقل منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 أكتوبر، حسب الجيش.
وفي ظل تزايد المخاوف من اتساع النزاع، يدب الرعب في صفوف جيش العدو وقالت اللفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي أم لثلاثة أطفال «لم أعد أنام»، معربة عن خشيتها من أن يدخل عناصر حزب الله اللبناني «البلدات والمستوطنات في شمال إسرائيل للقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان».
والتوتر مرتفع جدا في شمال إسرائيل حيث تشهد الحدود مع جنوب لبنان، معقل حزب الله، تبادل قصف يوميا.
وأعلن حزب الله اليوم مقتل اثنين من عناصره ما يرفع حصيلة القتلى في لبنان إلى 76 شخصا، بينهم 58 مقاتلا من حزب الله، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.
وصباح اليوم، أصيب أربعة مسعفين في جمعية محلية في قصف إسرائيلي طال سيارتي إسعاف في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وفق ما أفادت الجمعية والوكالة الوطنية للإعلام. وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة البریة فی حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليمن وغزة.. واحدية العدوان الأمريكي!!
المجازر التي ترتكبها أمريكا بحق المدنيين في اليمن، وسعيها لمنع دخول الوقود والمشتقات النفطية للشعب اليمني، فذلك يؤكد أن أمريكا التي تمارس العدوان على اليمن هي ذاتها العدوان على غزة وكأنها تريد أن تنفذ في اليمن ذات ما مورس في غزة..
في جانب آخر فأمريكا تقصف وتمارس ما مارسه العدوان السعودي الإماراتي كواجهة فقط، فيما أمريكا هي من أدار وشارك في ذلك العدوان، ومن واحدية هذه الإدارة تأتي واحدية القصف والممارسات وعلى رأس ذلك حصار بل وتجويع الشعب اليمني وواحدية القصف للمستشفيات والأعيان المدنية، وحتى قصف «المقابر» يقدم واحدية العدوان وبدون أمريكا لم يكن ينفذ عدوان بمسمى «التحالف العربي»، وما كشفه تقسيم العدوان إلى مرحلتين يؤكد أن ما قدم على أنه التحالف العربي لم يكن غير التحالف الأمريكي الصهيوني، ودور ما سمي دور التحالف العربي هو الدور المكمل للعدوان الأمريكي الصهيوني وكما يقدمه العدوان على غزة والقمم العربية وحتى ما تسمى «جامعة عربية» لم تعودا غير شاهد تأكيد وإثبات لما وصلت إليه أنظمة عربية غير قليلة بقيادة النظام السعودي وبعده الإماراتي من انسجام والتحام بالأمركة والصهينة..
دعونا من الإعلام العربي المنافق حين الحاجية للحديث عن فلسطين أو غزة القضية لنقول بوضوح ومصداقية إننا في اليمن نعتز ونفتخر حين يصيبنا ما أصاب غزة وحين نعاني بأي قدر مما يعانيه الشعب الفلسطيني وغزة تحديداً، وذلك هو واجبنا الديني والقومي والأخلاقي تنفيذاً لأوامر الله وإنفاذاً للقرآن الكريم وهو جهاد في سبيل الله ولا نقصد ولا نريد منه غير رضاء الله عنا ولا ننتظر من غيره جزاءً ولاشكورا..
الذين باتت ألوهيتهم لأمريكا وربطاً بها إسرائيل لا يؤمنون بهذا الطرح وإن تطلب الواقع أن يقولوا شيئاً منه أو شيئاً عنه فطالما ظل هؤلاء لا يجرؤون على إعلان ألوهيتهم لأمريكا وإسرائيل سيظلون في حاجة إلى استحضار الزيف والخداع لتقديم مواقف ظاهرية لا صلة لها ولا علاقة بنواياهم وأفعالهم وتفعيلهم، مهمتهم هي جر كل العرب كأنظمة وشعوب إلى حاوية «الأمركة والصهينة»، وذلك يتطلب إبقاء حالة من الخطاب الكلامي والإعلامي عن فلسطين بطريقة «سيفي مع معاوية وقلبي على علي»، وقد يكون قلوب أغلبية العامة والعوام مع فلسطين والمستحيل مثل ذلك في قلوب أنظمة تأمركت وتصهينت وربطت حاضرها ومستقبلها ومسيرها ومصيرها بالأمركة ولم تترك لنفسها إمكانية وبديلاً لأي تغيير أو متغير يحتاج إلى تبديل أو بديل..
تأملوا في النص القرآني في سورة النحل، قول الله تعالى « إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ»، وفي آية أخرى «مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»، فأنظمة الصهينة والأمركة سارت في ذلك كخيار وبكامل انشراح صدورها وهم يصدقون بجنة في الصهينة والأمركة وليس بخالقهم أو جنته أو ناره والعياذ بالله منهم ومن شياطينهم وعلى رأسهم الشيطان الأكبر «أمريكا»..
اليمن ببساطة يستحيل أن يتراجع عن مواقفه تجاه الشعب الفلسطيني وإسناداً لغزة، وبالتالي فاستمرار حرب العدوان الأمريكي الصهيوني بات يرسم ملامح مشهد فيتنام التي ألحقت بأمريكا أذل هزيمة في تاريخها، وليس من مبالغة في ذلك استقراء تاريخ اليمن وإلحاق الهزائم بأقوى الإمبراطوريات الاستعمارية، ومن لم يكن يصدق أن اليمن ستحقق كل ما تحقق من إنجازات يعنيه إعادة النظر في تفكيره وتقييمه وفي قراءاته وتوقعاته خاصة وأن مثل هذا التوقع لم يعد المحال والمستحيل قبل العدوان الأمريكي الصهيوني «المعورب» في مرحلته الأولى والذي عرته وفضحته المرحلة الثانية كأمركة وصهينة ليس أكثر!!.