البوابة نيوز:
2025-02-21@13:27:40 GMT

قراءة حديثة لكتاب "زيارة جديدة للتاريخ"! "2"

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

فى المقال السابق توقفت  عند تبرير  الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لاختياره الكلمة الأولى فى عنوان كتابه " زيارة جديدة للتاريخ" وهى  كلمة زيارة...

"فى هذا المقال أكمل لك عن سبب  اختياره للكلمة الثانية من عنوان كتابه  وهى كلمة  
"جديدة "حيث شرح الكاتب الكبير   سبب اختياره لها بقوله:

كلمة "جديده 'هنا تحتاج المسأله فيها  إلى توضيح دقيق، فأنا هنا استعمل كلمه بغير مدلولها الحرفي الضيق.

..


بمعنى اننى  لم أعد فعلا إلى زيارة   كل هذه الشخصيات التي أكتب عنها -فذلك لم يعد ممكنا- حتى ماديا بالنسبه لبعضهم...فهناك بينهم من فارق دنيانا ولم يعد فى إمكان أحد منا أن يعود ليزورهم من جديد إلا في عالم الفكر -وهذا ما افعله- وصحيح أن بعضهم ما زال معنا ولكني لم أعد إلى زياره أي منهم مرة أخرى
لغرض كتابة هذه الصفحات...

هي إذن عودة بالفكر وليس عودة بالجسد...

أي أنني أعود إلى أوراقي وإلى  انطباعاتي- ثم اترك نفسي أفكر وأتامل...

أفكر وأتأمل بفعل المضارع أي فى ما هو قائم الآن، وبفعل المستقبل أي فيما هو محتمل غدًا،وليس فقط بفعل الماضي أي ما جرى وكان!

وبالطبع فأنا لا أنسب إلى غائب  ما لم يقله مستغلا واقع غيابه...

وبالطبع- أيضا _فأنا لا أنسب لأحد ما لم يسمح لي حاضرا بأن  أنسبه اليه وان كان قد قاله لعلمى...فغياب احدهم او حتى حضوره مع مرور الأيام لا يعفيني من التزامى أمامه بحفظ ما أفضى به إليّ ثقة وامانة...

لا افعل شئيا من هذا أو قريبا  منه بالطبع،وبالقطع فمثل ذلك خارج عن أصول القول وحدوده وحقوق المجالس وحرمتها...

واذن  ما الذي أنوي فعله بالضبط في هذه "الزياره الجديده للتاريخ"...؟

لعله يكون ملائما أن اتحدث أولا عما لا أنوي ان أفعله...أننى لا أنوى أن أعود للماضي بممارسه اجتراره: مضغه مرة أخرى وتكراره ثانيا...

ثم أننى لا أنوي  أن أجعله حديث ذكريات مما يروي  الآباء للأبناء- أو للأحفاد- يحكون لهم حكايات الماضي وقصص أبطاله بصوت يختلج فيه الدفء والحنين إلى أيام مضت ورجال ذهبوا ودنيا غير الدنيا وأيام تباعدت عن أيام...

لا افعل ذلك وليس في نيتي، فالماضي لا يعنيني على الأقل في فصول هذا الكتاب، وإنما الحاضر والمستقبل هما هاجسي وشاغلي قبل وبعد أي اعتبار...

والسؤال الذي يثور هنا هو اذن:

-كيف أزور الماضي وآخذ معي اليه الحاضر المستقبل؟

 واجابه السؤال هي أن الجسد لا يستطيع ولا يقدر، انما الفكر هو الذي يستطيع ويقدر...

الفكر ومعه التأمل...

ومع الاثنين يقين بأن التجربة الانسانية لا تنقطع،كما أن حركه التاريخ لا تتقدم من  فراغ ولا تترك وراءها ثغرات يطل منها هباء او خواء...

بمعنى أدق فهناك كثير رأيته وسمعته في الماضي ولم أستطع أن أَقْدِرَ - في حينه- معانيه الحقيقية او مراميه البعيدة...

ثم ان هناك كثيرا رأيته وسمعته وكان متاحا للنشر ولكني لم أنشره لأن ضغوط الحوادث وتطوراتها- في حينه- نقلت مواضع الاهتمام وغيرت مواقع التركيز...

وكذلك فان هناك كثيرا مما رأيته وسمعته اكتسب قيمة مستجدة عندما تعرض لاختبارات الحاضر -مما يجعله صالحا لقياس المستقبل...

ثم ان كثيرا مما رأيته وسمعته حوى دروسا وعبرا تستحق منا أن نراجعها ونستخلص منها ما يحتمل ان يكون غذاء لنا وزادا في ظروف قد تكون مشابهة ولا أقول متماثلة...

وصحيح أن التاريخ لا يكرر نفسه لاختلاف ظروف الناس والأمم والاحوال- ولكن أليس صحيحا أيضا أن هناك قوانينا للتاريخ...وأن هذه القوانين تعمل أحكامها اذا تجمعت عناصر وعوامل تستدعى مثل هذه الأحكام؟!

إن كارل ماركس كان على حق حين صاغ مقولته الشهيرة: "إن التاريخ لا يعيد نفسه- واذا فعل- فانه في المرة الأولى مأساة عظيمة وفي المرة الثانية ملهاة مضحكة "

- لكنه من الحق أيضا أن نفرق بين عوده الماضي-

وهي مستحيله- وبين سريان قوانين التاريخ- وهي محققة...!

بقت الكلمه الاخيره في عنوان الكتاب وهي كلمة "التاريخ"

الاسبوع القادم  بِإِذْنِ الله أكمل  مَقْدَمَهُ الكاتب الكبير  محمد حسنين هيكل لكتابه "زيارة جديدة للتاريخ"..."

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل

إقرأ أيضاً:

مسيرة العمل الشعبي الفلسطيني في القارة الأوروبية.. قراءة في كتاب

الكتاب: العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا: الانجازات، التحديات، الآفاق: مركز العودة الفلسطيني ومؤتمر فلسطيني أوروبا نموذجاً
المؤلفان: ماجد الزير وماهر حجازي
دار النشر: مركز العودة الفلسطيني ـ لندن
سنة النشر: 2024


صدر حديثًا عن مركز العودة الفلسطيني في لندن كتاب بعنوان "العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا: الإنجازات، التحديات، والآفاق"، من تأليف ماجد الزير وماهر حجازي. يستعرض الكتاب مسيرة العمل الشعبي الفلسطيني في القارة الأوروبية على مدى ثلاثة عقود، مع التركيز على تجربتي مركز العودة الفلسطيني ومؤتمر فلسطينيي أوروبا كنموذجين رئيسيين.

يتناول الكتاب، المكون من خمسة فصول، عدة محاور رئيسية:

ـ مركز العودة الفلسطيني: نشأته، أهدافه، ودوره الاستراتيجي في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حق العودة.

ـ مؤتمر فلسطينيي أوروبا: دوره في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية وتثبيت حق العودة.

ـ إنجازات العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا: على الأصعدة الوطنية، العربية، الإسلامية، والدولية.

ـ التحديات: العقبات السياسية، الاجتماعية، والقانونية التي تواجه العمل الشعبي الفلسطيني.

ـ الآفاق والدور المأمول: خطط العمل المستقبلية والتوصيات لتطوير النشاط الفلسطيني.

لا شك أن للعمل الشعبي الفلسطيني دوره البارز في مناصرة ومساندة القضية الفلسطينية في العالم. فالعمل الشعبي الفلسطيني بشكل عام يحافظ على الرواية الفلسطينية ويفند الرواية الصهيونية، كما ويؤكد على الثوابت والحقوق الفلسطينية وخصوصا حق تقرير المصير والعودة والاستقلال والتحرر من الاستعمار.

كما أن للعمل الشعبي الفلسطيني دوره المركزي في زيادة التضامن الشعبي الأوروبي مع القضية الفلسطينية وخصوصا بعد عملية طوفان الاقصى وحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة. يأتي الكتاب الذي سوف نناقشه في سياق توثيق تجربة العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا في الثلاث العقود الماضية. وخصوصا بالتركيز على تجربتي مركز العودة الفلسطيني في لندن ومؤتمر فلسطيني أوروبا.

عنوان الدفاع عن حق العودة وتثبيت مفهوم العودة لدى فلسطينيي الخارج شكل حافزا لعدد من الشخصيات العربية والفلسطينية لتحويل الفكرة إلى مشروع يؤسس للدفاع المؤسساتي عن حق عودة الفلسطينيين.الكتاب مُقسم على خمس فصول: في الفصل الأول من الكتاب والمعنون بـ "مركز العودة الفلسطيني في لندن" يبين لنا الكتاب السياق الذي تم تأسيس مركز العودة به، حيث توقيع اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي وهي مرحلة فارقة وخطيرة في تاريخ الشعب الفلسطيني، فقد رأى غالبية الفلسطينيين في الخارج أن هذه الاتفاقية تهديد صريح لحقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قسرا في عام 1948.

عنوان الدفاع عن حق العودة وتثبيت مفهوم العودة لدى فلسطينيي الخارج شكل حافزا لعدد من الشخصيات العربية والفلسطينية لتحويل الفكرة إلى مشروع يؤسس للدفاع المؤسساتي عن حق عودة الفلسطينيين. في هذا السياق ولد مركز العودة في عام 1996 وذلك أيضا للتأصيل لفكرة العودة والحراك الميداني والشعبي لرفع لواء التمسك بالحقوق الفلسطينية.

بطبيعة الحال، مركز العودة حقق إنجازات كبيرة بالنشاطات الأكاديمية والبحثية والإعلامية والسياسية ما جعل المركز بطبيعة الحال على قائمة استهداف اللوبي الصهيوني في بريطانيا والغرب. 

الفصل الثاني والمعنون بـ "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" ولد في سياق وثيقة جينيف والحديث عنها في ربيع عام 2003، وهي اتفاقية تم التوقيع عليها في قلب أوروبا. مركز العودة بدأ بالحشد ضد هذه الاتفاقية كونها تشكل خطرا على نضال الشعب الفلسطيني وخيانة لتضحياته ومساسا بحق العودة. توج المركز هذه الجهود بعقد المؤتمر الأول بنفس العام، حيث عقد مؤتمر فلسطيني أوروبا الاول في بريطانيا.

مؤتمر فلسطينيي أوروبا يُعقد سنويا، ومن بين المدن التي عقد بها المؤتمر، برلين (ألمانيا) فيينا (النمسا) مالمو (السويد) روتردام (هولندا) كوبنهاغن (الدنمارك) ميلانو (إيطاليا) بروكسيل (بلجيكا) باريس (فرنسا) وغيرها من المدن الأوروبية. بعض هذه المؤتمرات كان المشاركون فيها أكثر من 22 ألف شخص. مؤتمر فلسطينيي أوروبا يُمثل حالة جامعة بامتياز لكل الفلسطينيين، حيث أن هذا المؤتمر تجاوز الأحزاب السياسية الفلسطينية وأصبح يمثل حالة تأكيد أن الفلسطيني يريد أن يعود لوطنه فلسطين وأنه حتى لو كان من الجيل الثالث أو الرابع فإن موضوع العودة لم ولن يُنسى وبالتالي للمؤتمر دور أساسي في المحافظة على الحقوق والثوابت الفلسطينية وخصوصا حق العودة.

الفصل الثالث المعنون بـ "إنجازات العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا" يسرد ويوثق إنجازات العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا خلال الثلاث العقود الماضية. وهي إنجازات كبيرة وعلى أصعدة مختلفة على الصعيد الفلسطيني والعربي والأوروبي والإسلامي أيضا. فعلى سبيل المثال كان للعمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا دور بارز في مواجهة الدعاية الصهيونية، ومواجهتها بل وكسب قضايا قضائية في هذا الصدد.

أما الفصل الرابع "تحديات العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا" فيوثق ويبين بالتفصيل التحديات التي يواجها العمل الشعبي الفلسطيني وهي كما يقسمها الكتاب، تحديات على المستوى الوطني، والعربي، والإسلامي، والدولي. إضافة إلى التحديات على مستوى مجابهة الاحتلال الإسرائيلي. لعل من أهم هذه التحديات هو اللوبي الصهيوني والحملات الشرسة التي يستهدف بها أي عمل فلسطينيي مُنظم وجامع في أوروبا.

الفصل الأخير والمعنون بـ "الآفاق والدور المأمول" يرصد الآفاق وكيفية تفعيل العمل الشعبي بالمستقبل خصوصا في القارة الأوروبية. على سبيل المثال لا الحصر يقترح الكتاب أن تُبنى المؤسسات الفلسطينية في أوروبا على شراكة وطنية عابرة اللون الحزبي الواحد، على مبدأ شخصيات ذات بُعد وطني من مشارب سياسية مختلفة تؤمن بالوحدة الوطنية أساسا للعمل الفلسطيني.

يُعتبر هذا الكتاب مرجعًا مهمًا لتوثيق تجربة العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا، ويقدم رؤية استراتيجية لتعزيز هذا العمل في مواجهة التحديات الراهنة. كما يسلط الضوء على أهمية توحيد الجهود الشعبية في الشتات لتحقيق تأثير ملموس في دعم الحقوق الفلسطينية.يمكن القول إن الكتاب بشكل عامل في أماكن مختلفة يحتاج تفاصيل ومعلومات أكثر تحديدا، على سبيل المثال، عند الحديث على أهمية تشكيل مؤسسات فلسطينية معنية بمواجهة اللوبي الإسرائيلي وأدواته في القارة الاوروبية. هذا شي مُتفق عليه لكن السؤال كيف يمكن تطبيق ذلك على أرض الواقع في ظل التعقيدات الأوروبية في هذا الشأن.

كنقد للكتاب، كنت أود أن اقرأ أكثر في هذا الكتاب عن اللوبي الإسرائيلي في أوروبا وكيف يواجهوا بشراسة الفلسطينيين والعمل الفلسطيني على كل الأصعدة. خصوصا أن النشاط اللوبي الإسرائيلي في أوروبا لعله من أهم تحديات العمل الشعبي الفلسطيني، حيث سوف يشكل ذكر تفاصيل هذا اللوبي وكيفية عمله دروسا مهمة لمن يريد ان يطور العمل التضامني الفلسطيني ويكون ناشطا في العمل الشعبي في القارة الأوروبية في المستقبل.

في الختام، يأتي هذا الكتاب كنتاج لتجربة وطنية امتدت في القارة الأوروبية لأكثر من ثلاثين عاما. وهو عبارة عن توثيق لمراحل مُختلفة مر بها العمل الشعبي الفلسطيني بعمل دؤوب لأجل فلسطين وحقوق الفلسطينيين وخصوصا حق العودة.

يشار في النهاية أن الكتاب يعرض تجربة ذاتية نقدية لهذا العمل: الإنجازات، والتحديات وكيفية توسيع العمل الشعبي الفلسطيني بالمستقبل. ولذا، هذا الكتاب مهم في سياق تطوير العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا وكما أنه يحتوي أفكار ومراجعات نقدية مهمة ربما تصلح لمناطق أخرى للعمل الشعبي الفلسطيني في العالم. 

يُعتبر هذا الكتاب مرجعًا مهمًا لتوثيق تجربة العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا، ويقدم رؤية استراتيجية لتعزيز هذا العمل في مواجهة التحديات الراهنة. كما يسلط الضوء على أهمية توحيد الجهود الشعبية في الشتات لتحقيق تأثير ملموس في دعم الحقوق الفلسطينية.

*أستاذ مساعد في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في إسطنبول صباح الدين زعيم.

مقالات مشابهة

  • عمرها ساعتين.. العثور على طفلة حديثة الطفل متوفيه في الشارع بأشمون
  • مسيرة العمل الشعبي الفلسطيني في القارة الأوروبية.. قراءة في كتاب
  • متى أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. بدأ منذ ساعات
  •  إعادة كتابة للتاريخ.. أوروبا مذهولة من ترامب ووقوفه بجانب بوتين
  • برلماني: زيارة السيسي لإسبانيا تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي وتعزز الشراكة الاستراتيجية
  • عابد: زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا خطوة جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين
  • كيف ولماذا طرح الفلسطينيون حل الدولة الواحدة؟ قراءة في كتاب
  • التَّأصيل.. قراءة في المفهوم والأهميّة
  • حيلة مفيدة.. واتساب يتيح قراءة الرسائل دون فتح التطبيق
  • حكم قراءة القرآن بدون وضوء في رمضان.. «الأزهر يوضح»