قراءة حديثة لكتاب "زيارة جديدة للتاريخ"! "2"
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
فى المقال السابق توقفت عند تبرير الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لاختياره الكلمة الأولى فى عنوان كتابه " زيارة جديدة للتاريخ" وهى كلمة زيارة...
"فى هذا المقال أكمل لك عن سبب اختياره للكلمة الثانية من عنوان كتابه وهى كلمة
"جديدة "حيث شرح الكاتب الكبير سبب اختياره لها بقوله:
كلمة "جديده 'هنا تحتاج المسأله فيها إلى توضيح دقيق، فأنا هنا استعمل كلمه بغير مدلولها الحرفي الضيق.
بمعنى اننى لم أعد فعلا إلى زيارة كل هذه الشخصيات التي أكتب عنها -فذلك لم يعد ممكنا- حتى ماديا بالنسبه لبعضهم...فهناك بينهم من فارق دنيانا ولم يعد فى إمكان أحد منا أن يعود ليزورهم من جديد إلا في عالم الفكر -وهذا ما افعله- وصحيح أن بعضهم ما زال معنا ولكني لم أعد إلى زياره أي منهم مرة أخرى
لغرض كتابة هذه الصفحات...
هي إذن عودة بالفكر وليس عودة بالجسد...
أي أنني أعود إلى أوراقي وإلى انطباعاتي- ثم اترك نفسي أفكر وأتامل...
أفكر وأتأمل بفعل المضارع أي فى ما هو قائم الآن، وبفعل المستقبل أي فيما هو محتمل غدًا،وليس فقط بفعل الماضي أي ما جرى وكان!
وبالطبع فأنا لا أنسب إلى غائب ما لم يقله مستغلا واقع غيابه...
وبالطبع- أيضا _فأنا لا أنسب لأحد ما لم يسمح لي حاضرا بأن أنسبه اليه وان كان قد قاله لعلمى...فغياب احدهم او حتى حضوره مع مرور الأيام لا يعفيني من التزامى أمامه بحفظ ما أفضى به إليّ ثقة وامانة...
لا افعل شئيا من هذا أو قريبا منه بالطبع،وبالقطع فمثل ذلك خارج عن أصول القول وحدوده وحقوق المجالس وحرمتها...
واذن ما الذي أنوي فعله بالضبط في هذه "الزياره الجديده للتاريخ"...؟
لعله يكون ملائما أن اتحدث أولا عما لا أنوي ان أفعله...أننى لا أنوى أن أعود للماضي بممارسه اجتراره: مضغه مرة أخرى وتكراره ثانيا...
ثم أننى لا أنوي أن أجعله حديث ذكريات مما يروي الآباء للأبناء- أو للأحفاد- يحكون لهم حكايات الماضي وقصص أبطاله بصوت يختلج فيه الدفء والحنين إلى أيام مضت ورجال ذهبوا ودنيا غير الدنيا وأيام تباعدت عن أيام...
لا افعل ذلك وليس في نيتي، فالماضي لا يعنيني على الأقل في فصول هذا الكتاب، وإنما الحاضر والمستقبل هما هاجسي وشاغلي قبل وبعد أي اعتبار...
والسؤال الذي يثور هنا هو اذن:
-كيف أزور الماضي وآخذ معي اليه الحاضر المستقبل؟
واجابه السؤال هي أن الجسد لا يستطيع ولا يقدر، انما الفكر هو الذي يستطيع ويقدر...
الفكر ومعه التأمل...
ومع الاثنين يقين بأن التجربة الانسانية لا تنقطع،كما أن حركه التاريخ لا تتقدم من فراغ ولا تترك وراءها ثغرات يطل منها هباء او خواء...
بمعنى أدق فهناك كثير رأيته وسمعته في الماضي ولم أستطع أن أَقْدِرَ - في حينه- معانيه الحقيقية او مراميه البعيدة...
ثم ان هناك كثيرا رأيته وسمعته وكان متاحا للنشر ولكني لم أنشره لأن ضغوط الحوادث وتطوراتها- في حينه- نقلت مواضع الاهتمام وغيرت مواقع التركيز...
وكذلك فان هناك كثيرا مما رأيته وسمعته اكتسب قيمة مستجدة عندما تعرض لاختبارات الحاضر -مما يجعله صالحا لقياس المستقبل...
ثم ان كثيرا مما رأيته وسمعته حوى دروسا وعبرا تستحق منا أن نراجعها ونستخلص منها ما يحتمل ان يكون غذاء لنا وزادا في ظروف قد تكون مشابهة ولا أقول متماثلة...
وصحيح أن التاريخ لا يكرر نفسه لاختلاف ظروف الناس والأمم والاحوال- ولكن أليس صحيحا أيضا أن هناك قوانينا للتاريخ...وأن هذه القوانين تعمل أحكامها اذا تجمعت عناصر وعوامل تستدعى مثل هذه الأحكام؟!
إن كارل ماركس كان على حق حين صاغ مقولته الشهيرة: "إن التاريخ لا يعيد نفسه- واذا فعل- فانه في المرة الأولى مأساة عظيمة وفي المرة الثانية ملهاة مضحكة "
- لكنه من الحق أيضا أن نفرق بين عوده الماضي-
وهي مستحيله- وبين سريان قوانين التاريخ- وهي محققة...!
بقت الكلمه الاخيره في عنوان الكتاب وهي كلمة "التاريخ"
الاسبوع القادم بِإِذْنِ الله أكمل مَقْدَمَهُ الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لكتابه "زيارة جديدة للتاريخ"..."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية حديثة تكشف عن عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة عن فهم الأسباب الوراثية المرتبطة بمشاكل الخصوبة لدى الأزواج، حيث يعاني أكثر من 15% من جميع الأزواج من مشاكل العقم في حياتهم مما يؤدي نقص المعرفة بهذه الأسباب إطالة فترات العلاج وفقا لما نشرته مجلة ميديكال إكسبريس.
وأظهرت الدراسة التى أجرها فريق من علماء جامعة هلسنكي عن كشف الأسس الجينية للعقم عند النساء باستخدام قاعدة بيانات فينجين، في محاولة لفهم أعمق للأسباب الوراثية التي تقف وراء هذه المشاكل ومن خلال مقارنة بيانات أكثر من 22 ألف امرأة تلقين علاجات العقم مع نحو 200 ألف امرأة أنجبن أطفالا حدد الفريق خمس مناطق وراثية مرتبطة بخطر العقم لدى النساء.
بالإضافة إلى أن أعمق الارتباط كان مع طفرة جينية في جين يسمى TBPL2 وهذه الطفرة أكثر شيوعا في فنلندا بنحو 40 مرة مقارنة مع بقية دول العالم، حيث يحمل نحو واحد من كل 100 فنلندي هذا العيب الجيني، كما تبين أن العيب في جين TBPL2 يسبب العقم فقط لدى النساء اللائي ورثن الشكل غير الوظيفي للجين من كلا الوالدين ولا يؤثر العيب الجيني على خصوبة الذكور.
وتقول ساني روتسالاينين من معهد الطب الجزيئي في فنلندا (FIMM) بجامعة هلسنكي: أن الدراسة أظهرت نتائجنا أن الارتباط بين طفرة TBPL2 ومتوسط عدد الأطفال لدى النساء واضح للغاية ويمكننا أن نقدر أن هناك نحو 400-500 امرأة في فنلندا لديهن نسختان من هذا العيب الجيني.
كما حددت أيضا متغيرات جينية أخرى مرتبطة بالعقم لدى النساء وقد تم ربط هذه المناطق الجينية سابقا إما بالعقم أو بالحالات التي تسببه، مثل بطانة الرحم ومتلازمة تكيس المبايض، وكان تأثيرها على خطر العقم أقل من تأثير جين TBPL2 المعيب.
ومن المعروف أن جين TBPL2 يعمل كمنظم للجينات الأخرى في المبايض ويبدو أن غياب المنتج الجيني السليم يمنع النضوج الطبيعي للبويضات.
وتقول إليزابيث وايدن رئيسة مجموعة معهد الطب الجزيئي في فنلندا :نهدف في المرحلة التالية إلى تحديد ما إذا كانت هناك سمة معينة لدى النساء اللائي ورثن نسختين من العيب الجيني يمكن أن تساعد في التعرف عليهن أثناء زيارة الطبيب.
وقد يكون الاختبار الجيني التشخيصي أحد الطرق للاستفادة من نتائجنا، ولكننا نحتاج أولا إلى مزيد من المعلومات حول التشخيص والعلاجات الأكثر فعالية. وهناك حاجة إلى المزيد من البحث الطبي لفهم العوامل الوراثية المرتبطة بالعقم بشكل أفضل ومساعدة الأزواج المتأثرين به بشكل أفضل.