البوابة نيوز:
2025-04-02@22:58:58 GMT

قراءة حديثة لكتاب "زيارة جديدة للتاريخ"! "2"

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

فى المقال السابق توقفت  عند تبرير  الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لاختياره الكلمة الأولى فى عنوان كتابه " زيارة جديدة للتاريخ" وهى  كلمة زيارة...

"فى هذا المقال أكمل لك عن سبب  اختياره للكلمة الثانية من عنوان كتابه  وهى كلمة  
"جديدة "حيث شرح الكاتب الكبير   سبب اختياره لها بقوله:

كلمة "جديده 'هنا تحتاج المسأله فيها  إلى توضيح دقيق، فأنا هنا استعمل كلمه بغير مدلولها الحرفي الضيق.

..


بمعنى اننى  لم أعد فعلا إلى زيارة   كل هذه الشخصيات التي أكتب عنها -فذلك لم يعد ممكنا- حتى ماديا بالنسبه لبعضهم...فهناك بينهم من فارق دنيانا ولم يعد فى إمكان أحد منا أن يعود ليزورهم من جديد إلا في عالم الفكر -وهذا ما افعله- وصحيح أن بعضهم ما زال معنا ولكني لم أعد إلى زياره أي منهم مرة أخرى
لغرض كتابة هذه الصفحات...

هي إذن عودة بالفكر وليس عودة بالجسد...

أي أنني أعود إلى أوراقي وإلى  انطباعاتي- ثم اترك نفسي أفكر وأتامل...

أفكر وأتأمل بفعل المضارع أي فى ما هو قائم الآن، وبفعل المستقبل أي فيما هو محتمل غدًا،وليس فقط بفعل الماضي أي ما جرى وكان!

وبالطبع فأنا لا أنسب إلى غائب  ما لم يقله مستغلا واقع غيابه...

وبالطبع- أيضا _فأنا لا أنسب لأحد ما لم يسمح لي حاضرا بأن  أنسبه اليه وان كان قد قاله لعلمى...فغياب احدهم او حتى حضوره مع مرور الأيام لا يعفيني من التزامى أمامه بحفظ ما أفضى به إليّ ثقة وامانة...

لا افعل شئيا من هذا أو قريبا  منه بالطبع،وبالقطع فمثل ذلك خارج عن أصول القول وحدوده وحقوق المجالس وحرمتها...

واذن  ما الذي أنوي فعله بالضبط في هذه "الزياره الجديده للتاريخ"...؟

لعله يكون ملائما أن اتحدث أولا عما لا أنوي ان أفعله...أننى لا أنوى أن أعود للماضي بممارسه اجتراره: مضغه مرة أخرى وتكراره ثانيا...

ثم أننى لا أنوي  أن أجعله حديث ذكريات مما يروي  الآباء للأبناء- أو للأحفاد- يحكون لهم حكايات الماضي وقصص أبطاله بصوت يختلج فيه الدفء والحنين إلى أيام مضت ورجال ذهبوا ودنيا غير الدنيا وأيام تباعدت عن أيام...

لا افعل ذلك وليس في نيتي، فالماضي لا يعنيني على الأقل في فصول هذا الكتاب، وإنما الحاضر والمستقبل هما هاجسي وشاغلي قبل وبعد أي اعتبار...

والسؤال الذي يثور هنا هو اذن:

-كيف أزور الماضي وآخذ معي اليه الحاضر المستقبل؟

 واجابه السؤال هي أن الجسد لا يستطيع ولا يقدر، انما الفكر هو الذي يستطيع ويقدر...

الفكر ومعه التأمل...

ومع الاثنين يقين بأن التجربة الانسانية لا تنقطع،كما أن حركه التاريخ لا تتقدم من  فراغ ولا تترك وراءها ثغرات يطل منها هباء او خواء...

بمعنى أدق فهناك كثير رأيته وسمعته في الماضي ولم أستطع أن أَقْدِرَ - في حينه- معانيه الحقيقية او مراميه البعيدة...

ثم ان هناك كثيرا رأيته وسمعته وكان متاحا للنشر ولكني لم أنشره لأن ضغوط الحوادث وتطوراتها- في حينه- نقلت مواضع الاهتمام وغيرت مواقع التركيز...

وكذلك فان هناك كثيرا مما رأيته وسمعته اكتسب قيمة مستجدة عندما تعرض لاختبارات الحاضر -مما يجعله صالحا لقياس المستقبل...

ثم ان كثيرا مما رأيته وسمعته حوى دروسا وعبرا تستحق منا أن نراجعها ونستخلص منها ما يحتمل ان يكون غذاء لنا وزادا في ظروف قد تكون مشابهة ولا أقول متماثلة...

وصحيح أن التاريخ لا يكرر نفسه لاختلاف ظروف الناس والأمم والاحوال- ولكن أليس صحيحا أيضا أن هناك قوانينا للتاريخ...وأن هذه القوانين تعمل أحكامها اذا تجمعت عناصر وعوامل تستدعى مثل هذه الأحكام؟!

إن كارل ماركس كان على حق حين صاغ مقولته الشهيرة: "إن التاريخ لا يعيد نفسه- واذا فعل- فانه في المرة الأولى مأساة عظيمة وفي المرة الثانية ملهاة مضحكة "

- لكنه من الحق أيضا أن نفرق بين عوده الماضي-

وهي مستحيله- وبين سريان قوانين التاريخ- وهي محققة...!

بقت الكلمه الاخيره في عنوان الكتاب وهي كلمة "التاريخ"

الاسبوع القادم  بِإِذْنِ الله أكمل  مَقْدَمَهُ الكاتب الكبير  محمد حسنين هيكل لكتابه "زيارة جديدة للتاريخ"..."

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل

إقرأ أيضاً:

الإمام الكفيف بالأزهر: قبل الصلاة بكون في منتهى الرهبة وتزول فور قراءة القرآن

قال الشيخ محمد أحمد حسن، الكفيف الذي يؤم المصلين في الجامع الأزهر، (أنا قبل دخول القبلة للصلاة إماما، ببقى في منتهي الرهبة، لكن الرهبة تتلاشى تماما لما ابتدي أقرأ القرآن في الصلاة).

لم أدخل الجامع الأزهر في حياتي

وتابع محمد أحمد حسن: (لم أدخل الجامع الأزهر في حياتي إلا حينما وقفت إماما للمصلين في شهر رمضان).

وكان الطالب محمد أحمد حسن، الطالب بمعهد «أبو قير الثانوي الأزهري» بالإسكندرية، أصبح حديث العالم، بعدما وتقدَّم إمامًا للمصلين في صلاة التراويح بالجامع الأزهر، قارئا برواية قنبل عن ابن كثير المكي، في تاسع ليالي شهر رمضان المبارك، وخلفه آلاف المصلين من مختلف ربوع مصر، وحضور بارز للطلاب الوافدين من مختلف قارات العالم، وضيوف مصر الزائرين والمقيمين.

الطالب الأزهري محمد أحمد حسن، هو أحد أصحاب البصيرة الذين تجاوزوا العوائق وبرعوا في حفظ القرآن الكريم، حيث يتلقى تعليمه في معاهد الأزهر الشريف بالإسكندرية، ويتلقى تدريبه في إدارة شؤون القرآن بالأزهر، التي تعنى بإعداد وتحفيز حفظة القرآن الكريم وفقًا للقراءات المتواترة، وقد تميز منذ صغره بحفظه المتقن وأدائه المميز، مما أهّله للمشاركة في العديد من المسابقات القرآنية.

مسابقة شيخ الأزهر

وفي عام 2023م، تُوجت جهوده بالفوز بالمركز الأول في مسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم، وهي إحدى أهم وأقدم المسابقات التي ينظمها الأزهر الشريف سنويًا للتنافس بين طلاب الأزهر المتميزين من حفظة كتاب الله، وكانت تلك اللحظة بمثابة شهادة على مثابرته، وتأكيدًا على اجتهاده وتميزه في الحفظ والتلاوة، رغم التحديات، ليصبح نموذجًا للإرادة والاجتهاد في طلب العلم.

ولم يكن فوز محمد أحمد حسن بالمركز الأول في مسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم لعام 2023 سوى بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات، إذ واصل تألقه في العام التالي ليحقق إنجازًا جديدًا بحصوله على المركز الأول في فئة أصحاب الهمم بمسابقة «تحدي القراءة العربي» لعام 2024م، متفوقًا على أكثر من 39 ألف مشارك من مختلف الدول العربية، بما يعكس إصراره على التفوق، ليس فقط في حفظ القرآن الكريم وإتقانه، بل أيضًا في ميدان المعرفة والقراءة، ليصبح نموذجًا مشرفًا للإرادة والعزيمة.

ويعد اختياره لإمامة صلاة التراويح في الجامع الأزهر مواصلة لهذه المسيرة، وخطوة بارزة فيها، إذ يمثل تكريمًا لحفظة القرآن الكريم ودور الأزهر في إبراز المتميزين منهم ودعمهم وتمكينهم.

وقد لقيت تلاوته في صلاة التراويح تفاعلًا واسعًا من المصلين، الذين تأثروا بأدائه المتقن وخشوعه في القراءة، ما أضفى أجواء روحانية على الصلاة.

ويصف محمد تجربته عقب الصلاة، قائلا: «الآن تحقق الحلم، الآن يحق لي الفخر بهذا الشرف الذي لا يدانيه شرف وتكريم، فهو شرف حفظ أجل كتاب وتلاوته، وشرف الصلاة إمامًا في الجامع الأزهر، أعرق مؤسسة علمية في التاريخ، قلعة العلم ومشعل الهدى ونبراس الدعوة الإسلامية حول العالم، لذا اشكر من كل قلبي فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وكل من كان سببًا في هذا التكريم».

مقالات مشابهة

  • قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ودينية متصاعدة
  • نادي أبوظبي للرياضات البحرية يستضيف 5 بطولات رياضية بحرية حديثة وتراثية في إبريل
  • دراسة حديثة: 55 % من الموظفين المصريين تعرضوا لمزاح إلكتروني
  • الإمام الكفيف بالأزهر: قبل الصلاة بكون في منتهى الرهبة وتزول فور قراءة القرآن
  • قراءة عداد الغاز عبر موقع بتروتريد لشهر أبريل 2025.. رابط وخطوات التسجيل
  • «أبوظبي للرياضات البحرية» ينظم 5 بطولات حديثة وتراثية
  • الرسم الجنائى شهادات وبرامج حديثة.. كيف يُبنى وجه الجاني؟
  • أمانة الباحة تنفذ أكثر من 11 ألف زيارة تفتيشية صحية خلال شهر مارس الماضي
  • المداخل الثلاثة للتكامل المعرفي.. قراءة نقدية في المنهج والتطبيق
  • محاولة جديدة لإيداع جنوب اليمن في ثلاجة الماضي