الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١١٦)
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
اسمح لى عزيزى القارئ أن أتوقف لبرهة عن استكمال الحلقات وأنتقل بكم اليوم للحديث عن العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية وحركة حماس تلبية لرغبة العديد من القراء الذين تواصلوا معى عبر البريد الالكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى فى معرفة العلاقة الوطيدة وكيف تحولت العلاقة بين جماعة الإخوان وحركة حماس من الشرعية إلى العرفية، من المعروف أن السياسة لعبة مصالح، فاليوم معك وغدا عليك أو ضدك، هذا ما يدور فى أروقة السياسة التى تجعل من المصلحة المحرك الأساس لأى دولة أو حزب أو تنظيم، فمن المعروف أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» جزء من تنظيم الإخوان المسلمين الذى أنشأه حسن البنا فى جمهورية مصر العربية، فى عام ٢٠١٧ أدلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس بتصريحات تبرأ فيها من جماعة الإخوان بقوله «لا توجد علاقة تربط الحركة بجماعة الإخوان المسلمين، سواء بمصر أو خارجها، وحماس حركة تحرر وطنى بمرجعية إسلامية، تأسست للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا توجد لهم أية تدخلات بالشئون الداخلية للدول العربية؛ لأن هدفهم الوحيد تحرير فلسطين»، وكان يعد هذا التصريح للإيهام بفك الارتباط بين الحركة وتنظيم الإخوان الإرهابى، وبالعودة عزيزى القارئ إلى بنود ميثاق الحركة الصادر عام ١٩٨٨، تذكر المادة الثانية منه أن «حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمى، وهى كبرى الحركات الإسلامية فى العصر الحديث»، وبحسب ميثاق تأسيس «حماس» المشار إليه، حددت الحركة مرجعيتها بأنها تتبع المنهج العقائدى لجماعة الإخوان، حيث حددت شعارها بأن «الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت فى سبيل الله أسمى أمانيها»، وهو نفسه شعار جماعة الإخوان، الأمر الذى يثير تساؤلات كثيرة هل فعلا فكت حركة حماس ارتباطها بالإخوان؟.
أجاب عن هذا التساؤل الكاتب والباحث الفلسطينى الدكتور عقل صلاح، فى مقال له بعنوان «تحول العلاقة بين حماس والإخوان من الشرعية إلى العرفية»، يشير إلى أن الأصول التاريخية لحركة حماس تعود إلى جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين، تلك الجماعة التى بدأت تنتشر فى «فلسطين» عام ١٩٣٥ حينما أرسل «حسن البنا» مؤسس الإخوان، شقيقه عبدالرحمن ومحمد الحكيم لنشر الدعوة هناك، ثم أنشأ الإخوان أول فروعهم فى مدينة حيفا عام ١٩٣٦، ثم فى مدينة غزة، وفى عام ١٩٤٣ أسسوا جمعية المكارم فى القدس التى كانت البداية الحقيقية لوجود الإخوان فى فلسطين، ومن ثم انتشرت فروعهم فى جميع أنحاء فلسطين حيث وصل عدد الفروع عام ١٩٤٧ إلى خمسة وعشرين فرعًا، أشار الباحث إلى أن جميع الفروع تخضع لإشراف الحركة الأم فى مصر، وكان أحمد ياسين مؤسس حركة حماس أحد من طالتهم حملة الاعتقالات المصرية عام ١٩٦٥ التى شنتها الدولة على قيادات الجماعة الإرهابية فى مصر وقطاع غزة الذى كان يخضع لحكم «الحاكم العسكري» المصرى، ليلجأ بعدها الإخوان فى مصر وقطاع غزة للعمل «السري»، وبحسب الدكتور «عقل»، شكل بعض أعضاء الإخوان فى قطاع غزة مجموعتين سريتين هما «شباب الثأر» و«كتيبة الحق»، قائلا إنهم رأوا أن تشكيل تنظيم عسكرى بعيد عن الأطر الأيديولوجية لمقاومة الاحتلال سيحيد العداء الناصرى للإخوان ويخرجهم من مأزقهم السياسى، فقدم خليل الوزير، أحد أعضاء كتيبة الحق، مذكرة خطية فى ١٩٥٧ لقيادة الإخوان، إلا أن الإخوان أهملوا المذكرة، غير أن المجموعتين تابعتا العمل وانتهى الأمر بتلك المجموعتين بتكوين النواة الأولى لحركة التحرير الوطنى «فتح» ما بين عامى ١٩٥٨ و١٩٥٩، وفى عام ١٩٦٠ تبنى الإخوان موقفًا معارضًا من قيام حركة فتح متخذين قرارًا رسميًا بعدم تبنى مشروعها لأنه يختلف تمامًا عن مشروع الإخوان. وللحلقات بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جماعة الاخوان وسائل التواصل الاجتماعي المصلحة المكتب السياسي حركة حماس الإخوان المسلمین جماعة الإخوان حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
حركة المجاهدين الفلسطينية تشيد بمواقف السيد عبد الملك الحوثي بمناصرة المظلومين في فلسطين
الثورة نت/..
أشادت حركة المجاهدين الفلسطينية بقرار قائد الثورة السيد، عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمتمثل بـإمهال العدو الصهيوني أربعة أيام قبل استئناف العمليات البحرية الهادفة إلى فرض حصار على موانئ الاحتلال، في حال استمرار حكومته الفاشية في منع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة.
وثمنت الحركة في بيان صادر عنها “القرار اليمني الجديد الذي أعلنه السيد عبد الملك الحوثي إذا استمر الكيان الصهيوني بمنع المساعدات لغزة”.. مشيدة بمواقف السيد عبد الملك الحوثي الأصيلة المناصرة للمظلومين في فلسطين.
وجددت تثمين “موقف اليمن شعبا وقيادة وجيشاً الراسخ والثابت من نصرة شعبنا المظلوم في غزة بالرغم من التآمر والحصار والعدوان”.
وأكدت الحركة “أن هذا الموقف الأصيل هو امتداد للموقف العروبي والديني والإنساني الذي قام به اليمن منذ بدء الحرب الظالمة على شعبنا”.
وقالت “هذا الموقف تأكيد يمني جديد على الإخوة الصادقة والنصرة الحقيقية دون حساب للتكاليف والتبعات”.
ودعت حركة المجاهدين الفلسطينيين “شعوب الأمة الحية وقوى المقاومة لأخذ دورها الحقيقي في نصرة الشعب الفلسطيني”.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أعلن في وقت سابق اليوم الجمعة، عن مهلة مدتها أربعة أيام، قبل استئناف العمليات البحرية ضد العدو الاسرائيلي.
وقال: “نعلن للعالم أجمع أننا سنعطي للوسطاء مهلة 4 أيام، ثم سنستأنف عملياتنا البحرية ضد العدو، إذا لم يُدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.