بوابة الوفد:
2024-12-26@12:58:53 GMT

التصوف والتنوير

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

هل يتضاد التصوف مع العقل ومن ثَم التنوير؟ سؤال صاحبنى سنوات عديدة وطفتُ به بين الكتب والبلدان بحثًا عن إجابته التى رأيتُ فيها تجاور العقل والتصوف فى بلدان وبيئات متقدمة علميًا؛ لأن التصوف يعالج جوانب الروح بينما التنوير يعيش فى كنف العقل؛ ولذا فما أحوجنا إليهما، وهذا لا ينفى أن يختار من شاء أحدهما ولا ضير.

لقد عشتُ فى أجواء صوفية منذ ميلادى وقد سمعتُ عن الكرامات الصوفية منذ نشأتى الأولى واستهوتنى هذه العجائبية؛ ولذا حصلت على منحة ألكسندر فون هومبولت على مشروع (أدبيات الكرامة الصوفية، دراسة فى الشكل والمضمون)، صدر فى طبعاته بألمانيا والإمارات العربية ومصر. ونقلت هذه الحكايا التى كنت أسمعها عن الأولياء الذين يمشون على الماء ويطيرون فى الهواء إلى عالم الإبداع فرأيت أنها جنس أدبى مستقل ربما يكون نواة الحكى والسرد القصصى والروائى. فالكرامة التى تحكى عن وَلى يعيش فى قرية مجاورة لنا شرق النيل وصاحبه الولى الذى يقطن غرب النيل. وأن الولى الشرقى يشعل حطبًا فى الشتاء ويمسك بيده الجمر فيكوّره كرات ويرميها بيديه إلى الولى الغربى فيتناولها بيديه ويتدفأ بها دون أن تضرهما، والمسافة بين دفتى النهر تصل إلى قرابة الكيلومتر. هذا النص بعجائبيته وغرائبيته لا يقبل التشكيك لدى مُعتنقيه. نص شفوى متناول بين الناس ولا يجرؤ أحد على تكذيب سارده، لكن هذا لم يفصلنى عن العقل فقد درستُ أبا العلاء المعرى فى رسالتى للدكتوراه وانشطر البحث العلمى فى عقلنة المعرى وعرفانية التصوف. مازلت أرى أن العلم والثقافة هما الطريق الوحيد للتقدّم. كل الحضارات التى سادت بقيت بالعلم والتى زالت عندما اضمحلّ علمها. والثقافة المشتقة من ثَقَف أى قوّم فروع الأشجار لتغدو رماحًا لا ميل فيها ولا اعوجاج، هنا يصبح العقل قادرًا على التفكير دون تأثير الغير عليه، وهذا هو التنوير الذى ننادى به لمجتمعاتنا العربية، التنوير الذى يعنى فى أبسط تعريفاته، «إعمال العقل بمعزل عن تأثير الغير».

مختتم الكلام

الماءُ قد ترك السفينةَ عند أول مَرفأٍ ومضَى..

والعُرْب قد تركوا السفينةَ عند أول موجةٍ ومضوْا...

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التنوير

إقرأ أيضاً:

يستهدفون إهانة العقل| حظر استضافة العرافين والمنجمين.. ماذا يحدث؟

يلعب الإعلام المصري دوراً كبيراً في سبيل تشكيل الوعي المجتمعي، وتعزيز الثقافة الوطنية، فضلا عن محاربة الشائعات والمعلومات المضللة، كما يسعى جاهدا لتشجيع المجتمع على تبني التفكير العلمي والموضوعي بدلًا من الاعتماد على التكهنات والخرافات والحد من الأفكار التي قد تؤدي إلى تضليل الجمهور، خاصة الفئات الأكثر تأثرًا.

حظر استضافة العرافين والمنجمين 

وفي إطار حماية المجتمع من انتشار الخرافات والمعلومات المغلوطة، والحفاظ على المصداقية المهنية لوسائل الإعلام،  بعيدًا عن الترويج لما يخالف العلم والمنطق، أصدر الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام توجيهاً لجميع قنوات وإذاعات ومواقع الهيئة بحظر استضافة العرافين والمنجمين .

ودعا رئيس الهيئة إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى ، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والخبراء والأكاديميين والمثقفين.

كما دعا للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين مهما كانت شهرتهم ،والذين يستهدفون إهانة العقل ، وتسفيه المعرفة .. وتأسيس شهرة كاذبة علي توقعات عشوائية لا سند لها. 

وقال إن واجب وسائل الإعلام مواجهة الجهل ، وتعظيم العلم ، وتعزيز المنطق.

من التحديات التي تواجه الاعلام المصري 

في هذا الصدد أشاد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة بأهمية اتخاذ هذا القرار الهام الذي يدعو إلى تجنب الاعتماد على العرافين والمنجمين ، وهذا النوع من الضيوف بشكل عام مشيرا إلى انهم يدعمون فكرة الخرافة والدجل والتنبؤ بالأحداث، وهو ما انتشر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة .

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " ان هذا القرار كان من الضروري اتخاذه لأنه من احد التحديات التي يواجهها الاعلام المصري في الفترة الراهنة ، لافتا إلى ارتباط الناس بشكل كبير بمثل نوعية هذه البرامج وتميل للتفاؤل او التشاؤم لأنها تتبنى هذه الأفكار الغيبية دون الاعتماد على الاجتهاد والعمل، وبالتالي الاعتماد على هذا النوع من الأفكار في حياتهم اليومية ، ومن الضروري خلال الفترة القادمة الاعتماد على استضافة العلماء والخبراء لتحليل المواقف والسياسات. بدلا من استضافة أشخاص يعملون على تدعيم الخرافة والدجل .

تعزيز الوعي لدى الجمهور 

وكان قد تقدم الإعلامي أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على منحه هذه الثقة الغالية بتكليفه رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام، مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهده لتحقيق آمال وتطلعات ورغبات الشعب المصري في مجالات الإعلام، والعمل الدءوب لتقديم رسالة إعلامية جادة وهادفة تتناسب وتتواكب مع حجم الجهود والإنجازات التي تحققها الدولة المصرية في مختلف المجالات، وتعريف المواطن بحجم وعوائد المشروعات الكبيرة والقومية التي ستحقق مستقبل أفضل لمصر وشعبها، وأيضا رسالة تتناسب وحجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية في الداخل والخارج والتصدي للشائعات والأكاذيب المغرضة.

وفور تسلمه مهام عمله اجتمع، المسلماني، اليوم، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة الوطنية للإعلام، حيث أعرب عن بالغ سعادته بالعمل مع شركاء وزملاء المهنة في هذا الصرح الإعلامي العريق، مؤكدا على بذل كافة الجهود لتعزيز دور الإعلام الوطني وأن الوطنية للإعلام تذخر بالكوادر المهنية المتميزة والمخلصة التي تقدم رسالة إعلامية هادفة تنويرية والقادرة على تعزيز الدور الخدمي التنموي للإعلام والعمل على تعظيم القدرة على إشباع رغبات واحتياجات المواطن بداية من الخدمة الإخبارية مرورا بالتثقيف والترفيه وتعزيز وعي المواطن في مواجهة الشائعات والأكاذيب التي تشكك في إنجازات الدولة المصرية، وسنمضى قدما لتطوير أدواتنا لمواكبة متطلبات التطور التكنولوجي الهائل في مجال الإعلام وبناء نوافذ على منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق التأثير المطلوب وخلق قيمه مضافه تعظم من انتشار المحتوى الإعلامي والوصول للجمهور المستهدف بما يعزز تحقيق الأهداف وعوده الدور الهام  للتليفزيون المصري.

وقال المسلماني إن قضية تعزيز الوعي لدى الجمهور هي على رأس أولويات خطة العمل بالهيئة الوطنية للإعلام ومواصلة تعزيز دور الإعلام الوطني في تقديم المساندة الإعلامية لكافة مؤسسات الدولة المصرية في كافة جهودها واجراءاتها لتنفيذ توجهات القيادة السياسية الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستكمال مسيرة التنمية والتحديث والتطوير في مختلف المجالات بما يحقق مستقبل أفضل لمصر وشعبها

وأكد على العمل من خلال استراتيجية بتعاون ومشاركة كافة الزملاء بالهيئة وهدفنا صناعة الأمل والتمسك به لتحقيقه وسنتعامل مع كافة المعطيات لعبور تلك المرحلة والعمل على تنفيذ أفكار ورؤي جديدة من شأنها تذليل كافة العقبات وإيجاد الحلول العاجلة والمناسبة لكافة الملفات الشائكة التي تواجه العمل والعاملين واجتيازها في أسرع وقت وتكثيف الجهود في العديد من الملفات ومنها الزملاء أصحاب المعاشات، وشدد المسلمانى أنه سيعمل جاهدا للحفاظ على مكتسبات العاملين وتحسينها، والعمل مع الزملاء لتعزيز مكانة ودور الإعلام الوطني ومواكبة التطورات المتلاحقة في عالم الإعلام والاتصال مناشدا كافة الزملاء بالوطنية للإعلام التعاون والتكاتف من أجل تحقيق أهداف العمل وجني ثمارها.

وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للإعلام تمتلك بنية أساسية كبيرة سنعمل على تعظيم الاستفادة منها بالإضافة إلى إجراءات وحلول سيتم اتخاذها ومن شأنها تعظيم موارد الهيئة.

مقالات مشابهة

  • يستهدفون إهانة العقل| حظر استضافة العرافين والمنجمين.. ماذا يحدث؟
  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • نظرية جديدة لتفسير آلية اختزان الذكريات في العقل البشري
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • موضوع خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024 مكتوبة: «المخدرات ضياع للإنسان»
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • الحرية الفكرية