من المهم الإشارة هنا إلى أن كلمة أو خطاب السيد نصر الله جاء بالتزامن مع اشتعال الجبهة اللبنانية بشكل غير مسبوق. ما يعني أن الإعلان المباشر عن حرب مفتوحة مع العدو، بالصورة التي يريدها هؤلاء، سيفقد إلى ذكاء إدارة الحرب.

ومع ذلك، حملت عبارات حسن نصر الله، ما يعبر يؤكد التأييد المطلق لما قامت وتقوم به المقاومة، والاستعداد المطلق للإسناد.

على سبيل المثال، أكد خطاب نصر الله على إعداد العدة لأساطيل أمريكا في المتوسط، كما أكد على أن الأساطيل الأمريكية في المتوسط لن "تخيفنا"، ولفت إلى أن هناك استعدادا كاملا للذهب نحو أي خيار في أي وقت من الأوقات، وبشكل عام، قال إن كل الخيارات على الجبهة اللبنانية مفتوحة. ويمكن تلخيص خطاب السيد حسن بجملة واحدة هي أن تجنب الحرب الإقليمية مرهون بوقف الحرب على غزة.

نلاحظ أن الخطاب تحدث عن معركة غزة بشكل مختلف، حيث اعتبر انتصارها مصلحة وطنية أردنية ومصرية وسورية ولبنانية، مؤكدا أن معركة غزة حاسمة وتاريخية، مشيدا في الوقت ذاته بتوسيع دائرة المواجهة مع العدو، واعتبره قرارا حكيما، وأكثر من ذلك، أكد نصر الله أن التطورات على الجبهة اللبنانية مرتبطة بما يجري في غزة، وهي رسالة واضحة للعدو مفادها أن استمرار قصف غزة وتوسيع دائرة العمليات البرية، سيقابل بتصعيد أشد. لافتا إلى أن أي هجوم إسرائيلي على لبنان سيشكل حماقة غير مسبوقة.

هذه الرسائل فهمها العدو جيدا، ولذا جاء الرد سريعا من رئيس وزراء الاحتلال، نتنياهو، ومن الأمريكيين. جاء سريعا ومتشنجا أيضا، على سبيل المثال، أطلق نتنياهو تهديدات شديدة اللهجة بعدم التدخل في الحرب الدائرة ضد قطاع غزة، قائلا إن "الخطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله". وقال نتنياهو: "فيما يتعلق بالشمال، أكرر وأقول لعدونا: لا تختبرنا. الخطأ سيكلفك غاليا. الخطأ سيكلفك ثمنًا لا يمكنك حتى تخيله".

بالنسبة إلى الأمريكيين، حذر مسئول في البيت الأبيض، من أن أي تدخل في حرب غزة من شأنه أن يحول الصراع الحالي إلى حرب أكثر دموية من الحرب بين إسرائيل و لبنان في عام 2006.

وأكد أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى توسيع رقعة التصعيد الذي فرضته حماس على إسرائيل. كما شدد على أن واشنطن لا ترغب في أن يتسع هذا الصراع ليشمل لبنان، قائلا إن من الصعب تخيل الدمار الذي سيلحق به. وفي هذا تهديد أمريكي واضح لحزب الله وتحذير من عواقب التدخل، على اعتبار أن خطاب نصر الله كان واضحا فيما يتعلق باستمرار الحرب على غزة، وأنه سيكون سببا لتوسيع دائرة الحرب إقليميا.

 

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السيد حسن نصر الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يلتقي مبعوث ترامب لشئون الأسرى

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، عن لقاء جمعه بمبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الأسرى آدم بويلر.

وأوضح مكتب نتنياهو، أن اللقاء ضمن زيارة خاصة قام بها بويلر إلى إسرائيل، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية.

وفي نفس السياق، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه يحاول بكل قوة المساعدة في استعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية وإنه يعمل على وقف الحرب في غزة، وفق ما ذكرت صحف عبرية.

وأردف ترامب: "نحاول وقف الحرب الرهيبة التي تدور في أوكرانيا مع روسيا وما يحدث هناك أسوأ بكثير مما يروى من كلا الجانبين".

وقال ترامب في مؤتمر صحفي: "هناك نور يضيء العالم. نحن نحاول المساعدة بقوة في استعادة الرهائن، كما تعلمون".

وأضاف أنه إذا لم يعد الرهائن إلى منازلهم بحلول يوم تنصيبه في العشرين من يناير:"فإن الجحيم سوف ينشب"، مكررا تحذيرا أطلقه في وقت سابق من هذا الشهر.

أكد ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال إن المحادثة كانت جيدة لكنه لم يدخل في التفاصيل.

مقالات مشابهة

  • خطاب السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.. خارطة طريق للأمة
  • نتنياهو يلتقي مبعوث ترامب لشئون الأسرى
  • كيف تفاعل الناشطون والسياسيون مع خطاب السيد القائد؟
  • باحثون يعرّجون على الخطاب التاريخي للسيد القائد: رسم مسارًا واضحًا للمواجهة في المرحلة الأكثر حساسية
  • اتهامات صهيونية للمجرم نتنياهو باستغلال حرب الإبادة لأغراض شخصية
  • إسرائيل ترى في خطاب نعيم قاسم اعترافاً بأزمة غير مسبوقة
  • “معادلة الاستباحة” السيد القائد يحذر ويرسم مسار المواجهة
  • جميل السيد: الحرب في سوريا انتهت
  • رسائل غير عاديّة من حزب الله.. محلل إسرائيلي يكشفها
  • الحاج حسن: لم نهزم على الرغم من ان العدو لم يكن وحده في هذه الحرب