خطة مصرية لتنمية سيناء اقتصاديا.. ما علاقتها بتهجير سكان غزة؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
القاهرة – من مقر الكتيبة 101 العسكرية بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء بمصر، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، عن خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية في شمال سيناء بقيمة نحو 363 مليار جنيه (نحو 12 مليار دولار)، خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأعلن مدبولي، في مؤتمر حكومي عقد الثلاثاء الماضي، عن إنشاء مناطق حرة ولوجستية وتجارية وصناعية في شمال سيناء بتكلفة 3.
وأنفقت مصر 283 مليار جنيه في أكثر من 1000 مشروع لتنمية سيناء خلال السنوات العشر الماضية، حسب تصريحات رئيس الوزراء.
ويرى مراقبون أن المؤتمر الحكومي الجماهيري الذي تحدث فيه مدبولي بنبرة حماسية، أعطى إشارات متضاربة بشأن توقيت انعقاده والإعلان عما جاء فيه، خاصة أنه جاء في خضم ما أثير عن وجود خطط إسرائيلية بدعم أميركي لتهجير سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء، وهو ما كررت السلطات المصرية رفضه مرات عدة، خاصة على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي إشارة إلى تلك الخطط، أضاف مدبولي أنه لتأمين أي بقعة لا بد أن يصاحب ذلك عمليات تنمية، وأن يتم تعميرها بسكان للدفاع عن هذه الأرض كخط دفاع أول ضد أي فكر خبيث يحاول استغلالها، حسب وصفه.
وبشأن دلالة موعد ومكان المؤتمر، أوضح مدبولي أنه جاء للتأكيد على ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي "من أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو على حساب طرف آخر، وهي رسالة ينبغي أن تكون واضحة للجميع" حسب تعبيره.
وأكد مدبولي أن حل القضية الفلسطينية يتمثل في ما أقره العالم أجمع وهو حل الدولتين، معتبرا أنه الحل الشامل الذي "سيضمن السلام في المنطقة، وأي حلول أخرى مهما كانت محاولات فرضها، سيظل معها عدم الأمان وعدم الاستقرار لكل الدول في المنطقة".
كل السيناريوهات مفتوحةبحسب مراقبين وسياسيين، فإن تأكيد رئيس الوزراء والقيادة السياسة في مصر عدم التخلي عن متر واحد من هذه الأرض (سيناء)، لا يتعارض مع فتح الباب أمام سكان غزة للاستفادة من التنمية الاقتصادية والعمرانية المعلنة، وخدمة حركة التجارة بين مصر وجيرانها.
في هذا السياق، يقول الناشط السياسي السيناوي حسام فوزي جبر إن "تزامن المؤتمر الحكومي عن تنمية وتعمير شمال سيناء مع يجري في قطاع غزة، يعيد إلى الأذهان الخطوط العريضة لخطة صفقة القرن التي اعتمدت حلا اقتصاديا بدلا من الحلول السياسية".
وأعرب جبر في حديثه للجزيرة نت، عن اعتقاده أن حديث رئيس الوزراء المصري عن ملامح هذه الخطة الاقتصادية أو المخطط السياسي، بدأ العمل عليه في عام 2014 وإزالة أحياء كاملة في مدينة رفح المصرية، وإنفاق مئات مليارات الجنيهات على مشروعات البنية التحتية في منطقة حدودية قليلة السكان.
ولم يستبعد جبر، الذي كان يرأس لجنة فض المنازعات في شمال سيناء، أن يكون الهدف هو فتح آفاق جديدة لسكان قطاع غزة للعمل في المناطق اللوجستية والتجارية والصناعية الجديدة، بعد تزويدها بمصانع ومنطقة تجارة حرة ومطار جوي دولي وميناء بحري كبير في العريش.
تهجير اقتصاديبدوره، يقول السياسي المصري المعارض أيمن نور، إنه "منذ نكسة عام 1967، يمثل قطاع غزة عبئا كبيرا على الدولة العبرية لاعتبارات أمنية وسكانية، وفكرة التخلص من غزة لم تغب عن الإسرائيليين منذ ذلك الوقت عبر الحكومات المختلفة، بالتالي كل المشروعات التي طرحت في العقود الأخيرة كانت تبحث في هذه الفكرة، لكن التخلص من سكان غزة هو توجه ظهر في مرحلة لاحقة وأجهضته مصر في عهد الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك".
وبشأن تقييمه للموقف المصري الحالي، أوضح نور في حديثه للجزيرة نت، أن الفكرة تبقى خطيرة رغم نفي السلطات المصرية القاطع عزمها قبول تهجير سكان غزة إلى سيناء، مضيفا "لكن يبقى هناك خطر التراجع عن هذا الموقف المعلن بوضوح، الخطر هو الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر".
ويرى نور أن التهجير والتوطين ليس بالضرورة أن يكون في سيناء، وقد يكون تهجيرا اقتصاديا وليس قسريا، مضيفا "ليس بضرورة أن يكون التهجير إلى خيام، هذا مفهوم غير دقيق، لكن التهجير يمكن أن يتم إلى مجتمعات، لو تصورنا أن المستهدف توطين مليون فلسطيني في مصر، يمكن أن يتم توزيعهم على 10 مدن جديدة، ولا أستبعد مشاركة دول عربية في هذا المشروع".
رفض مصري قاطعومنتصف الشهر الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده ترفض "تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى سيناء، مشيرا إلى أن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر، سيتبعه تهجيرهم -أيضا- من الضفة الغربية إلى الأردن.
وأضاف السيسي أن "ما يحدث في غزة الآن ليس عملا ضد حماس، وإنما محاولة لدفع المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر"، مؤكدا أن تصفية القضية الفلسطينية أمر "في غاية الخطورة"، وتابع مستنكرا "إذا كانت هناك فكرة للتهجير، فلِمَ لا يُنقل الفلسطينيون إلى النقب؟".
وفي وقت سابق، أوصت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملائيل -في وثيقة داخلية- بخطة لتهجير سكان غزة إلى سيناء. وبحسب صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، فإن هذه الوثيقة تتضمن 3 مراحل: إنشاء مدن من خيام في سيناء جنوب غرب القطاع، وإنشاء ممر إنساني لمساعدة السكان، وبناء مدن في منطقة شمال سيناء. كما تدعو إلى إيجاد تعاون مع أكبر عدد ممكن من الدول حتى تتمكن من استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة.
الوثيقة الإسرائيلية سبقتها مذكرة أرسلها الرئيس الأميركي جو بايدن في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى مجلس النواب، باعتماد 106 مليارات دولار للتعامل مع "الآثار الإنسانية العالمية" للحرب في أوكرانيا وقطاع غزة. وتضمنت جزءا خاصا بعنوان "مساعدات الهجرة واللجوء"، طالب فيها بايدن بمبلغ إضافي قيمته 3.495 مليارات دولار، ليظل متاحا حتى لإنفاقه في تلبية الاحتياجات الإنسانية.
وحسب مذكرة بايدن فمن شأن هذه الموارد أن "تدعم المدنيين النازحين والمتضررين من النزاع، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، وأن تلبي الاحتياجات المحتملة لسكان غزة الفارين إلى البلدان المجاورة".
وتركت هذه اللغة الغامضة الباب مفتوحا ليراها البعض استعدادا أميركيا لتوفير الموارد المالية التي تعكس خطط تهجير وتوطين سكان غزة خارج القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة رئیس الوزراء شمال سیناء تهجیر سکان سکان غزة قطاع غزة غزة إلى
إقرأ أيضاً:
محافظ شمال سيناء يستقبل قافلة بيت الزكاة المتوجهة لغزة أمام معبر رفح - صور وفيديو
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
أجرى اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء؛ جولة تفقدية لقافلة «بيت الزكاة والصدقات» أمام معبر رفح البري من الجانب المصري.
وتعد هذه القافلة هي العاشرة من حملة «أغيثوا غزة» التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، تحت شعار «جاهدوا بأموالكم.. وانصروا فلسطين» بالتزامن مع بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023م.
خلال الجولة التفقدية، أشاد محافظ شمال سيناء بالجهود الحثيثة التي يبذلها «بيت الزكاة والصدقات» لإغاثة الملهوفين والمحتاجين في قطاع غزة؛ مؤكدًا أنه ليس غريبًا على «بيت الزكاة والصدقات» تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يعتبر محل تقدير ومحبة واحترام لفضيلته ولمؤسسة الأزهر الشريف.
أشار محافظ شمال سيناء، إلى أن دور الأزهر الشريف لم يتوقف عند شرح صحيح الدين، ولكنه أصبح له دور قومي ومجتمعي من خلال التوعية والمشاركة البناءة لدعم الفئات الأولى بالرعاية.
وأوضح أن إطلاق القوافل التسع السابقة لدعم أهالي غزة والتي انتهت بالقافلة العاشرة بإعتبارها أكبر القوافل التي أطلقها «بيت الزكاة والصدقات» هي خير دليل؛ مشيدًا باحتواء قوافل البيت على كل ما يمكن أن يحتاجه أهلنا في فلسطين من مساعدات إنسانية؛ تضمنت: مواد غذائية، ومعلبات، وأدوية، ومستلزمات أساسية، وملابس للأطفال والنساء وغيرها.
واختتم المحافظ حديثه بتوجيه الشكر لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر و«بيت الزكاة والصدقات».
اقرأ أيضًا:
مراكب الشمس تكشف أسرار الفراعنة.. المتحف المصري الكبير يعرض أبرز اكتشافات القرن العشرين
طقس الـ6 أيام المقبلة.. الأرصاد: رياح وأمطار وشبورة بهذه المناطق
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
اللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء بيت الزكاة والصدقات معبر رفح شيخ الأزهر قطاع غزةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة التهجير خط أحمر.. آلاف المصريين أمام معبر رفح يعلنون رفض تصريحات ترامب أخبار وفود سياسية وشعبية في وقفة تضامنية أمام معبر رفح لرفض تهجير الفلسطينيين- أخبار بث مباشر.. آلاف المصريين في معبر رفح رفضًا لمقترح تهجير الفلسطينيين أخبار وفود شعبية تصل معبر رفح لرفض مخططات تهجير الفلسطينيين - فيديو أخبارإعلان
إعلان
أخبارمحافظ شمال سيناء يستقبل قافلة بيت الزكاة المتوجهة لغزة أمام معبر رفح - صور وفيديو
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بث مباشر.. آلاف المصريين في معبر رفح رفضًا لمقترح تهجير الفلسطينيين 22القاهرة - مصر
22 13 الرطوبة: 42% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك