قراءة أمريكية لسيناريو الحرب وتحذير من سوء حسابات عراقية
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
شفق نيوز / رأى تقرير أمريكي، أن بين يدي إيران القدرة على تحديد المدى الذي قد تتسع إليه الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس، أو لا تتسع، سواء وفق حسابات محددة أو وفق سوء حسابات للموقف، بما في ذلك من جانب الساحة العراقية.
وذكر موقع "فوكس" الأمريكي، المتخصص بالتحليلات السياسية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "لبنان ليس المكان الوحيد المحتمل لتوسيع جبهة الحرب، وامتداد الصراع، إذ أن الميليشيات المدعومة من إيران تهاجم القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وشنت 27 هجوما على هذه القواعد منذ 17 اكتوبر/تشرين الاول الماضي".
ونقل التقرير عن الباحث في معهد الشرق الأوسط الأمريكي، جون الترمان، قوله إن "الإيرانيين سعداء بتفعيل جماعاتهم بالوكالة والسماح لاشخاص اخرين بالقتال والموت، وبصراحة فإن العديد من المجموعات الوكيلة سعيدة بالقتال والموت".
ونقل أيضاً عن الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" للابحاث علي فايز، قوله إن "علاقة ايران بالجماعات متنوعة الشكل، فهناك حزب الله، التي ترتبط مع إيران بعلاقات تشبه الحليفين في حلف الناتو"، مشيراً إلى أن حزب الله لا يحظى سوى بايران كدولة داعمة، في حين أن حركة حماس والجماعات المسلحة في العراق وسوريا، لديها علاقات مع دول أخرى".
خيارات الرد
ولفت التقرير إلى أن كل هذه الجماعات توفر لإيران خيارات حول أين وكيف تريد توجيه رسائل الى خصومها، وتحديدا الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما تتمتع إيران في الوقت نفسه بقدرة على الإنكار ونفي مسؤوليتها عن أي هجوم، مضيفا رغم ذلك أن هذا التكتيك لا يخلو من المخاطر، خصوصا في ظل عدم وجود قنوات دبلوماسية مباشرة بين هذه الأطراف المتخاصمة.
وبحسب "الترمان"، فإن "هناك طريقتان يمكن أن يتوسع بها هذا الأمر: إحداهما عن طريق الحساب، والأخرى عن طريق سوء الحساب"، مشيرا الى انه من المحتمل ألا ترغب إيران بمهاجمة اسرائيل او الولايات المتحدة بشكل حاسم ومباشر، لكن أي خطأ او خطوة مبالغ فيها من جانب ايران أو أي من وكلائها، يمكن ان يقود الصراع خارج حدود غزة.
وأوضح الترمان، انه في ظل حالة التأهب القصوى، فان صاروخا ما قد ينحرف عن مساره، وقد يقتل شخصا ما"، مضيفا أنه من المحتمل أن هناك قادة يعملون بشكل مستقل، او يعملون خارج توجيهات ايران او اي مجموعة وكيلة اخرى، ولهذا فانه من الممكن ان يحدث اي شيء، ويتم الدخول في تصعيد وبسرعة كبيرة.
وذكر التقرير انه رغم أن أيا من الجماعات الوكيلة لن تتصرف بلا موافقة ايران، فان حزب الله يسير بخطى ثابتة مع إيران ايديولوجيا وتكتيكيا، مضيفا ان نصر الله وجماعته لا يتصرفون بشكل مستقل، وأن الحزب يبرز كقوة سياسية وعسكرية فعالة في جنوب لبنان وعلى الساحة الوطنية، وأنه منذ حرب العام 2006 مع إسرائيل، عمل الحزب على تطوير تنمية قدراته؛ حيث يعتقد انه يضم 100 الف مقاتل، ولديه ترسانة ضخمة من الصواريخ والمدفعية، بما في ذلك النماذج الايرانية الأطول مدى ذات الحمولات الأكبر، ما يعني أن بمقدور الحزب اطلاق النار بشكل أعمق داخل اسرائيل واستهداف البنية التحتية الحيوية.
ونقل التقرير عن الباحثة في "معهد واشنطن" الأمريكي حنين غدار، قولها انه بمجرد ان تحتاج إيران إلى استخدام حزب الله، فإنها ستفعل ذلك، على الرغم مما يحدث للبنان.
كما نقل عن المبعوث الأمريكي الخاص سابقا للتحالف المناهض لداعش جيمس جيفري، قوله انه برغم ان لدى الحزب قوة برية أكبر من حماس، إلا أنه "سيواجه على الأرجح 100 الف جندي اسرائيلي متحصنين في حالة تأهب كامل، وهذه مهمة انتحارية"، مشيرا الى انه من المرجح ان تكون ايران قد اجرت حسابات مفادها ان ان التهديد المتمثل في زيادة ترسانة حزب الله الصاروخية يكفي لمنع اسرائيل من القيام بعملية كبيرة ضد لبنان.
وبحسب حنين غدار، فإنه برغم التنسيق بين حماس وحزب الله فيما يتعلق بالهجمات على اسرائيل، فان "توقعات حماس بالحصول على الدعم كانت أكثر بكثير"، معربة عن اعتقادها بأن ما حدث هو ان حماس ادركت انه "تم رميها في النار من أجل تحقيق ايران مكاسب سياسية معينة”، مثل احباط عمليات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. وتابعت قائلة ان "مهمة حزب الله تتمثل بحماية هذه المكاسب ومساعدة إيران على استخدام تهديد حزب الله لترجمة هذه المكاسب الى المزيد من الأرباح السياسية والاقتصادية. وقد تم بالفعل خداع حماس".
هجمات الفصائل
وبعدما أشار التقرير الأمريكي، الى الغارات التي شنتها الولايات المتحدة على مواقع للجماعات الوكيلة في العراق وسوريا منذ استئناف الهجمات على المنشآت الأمريكية في 17 اكتوبر/تشرين الأول، لفت إلى أن صواريخ هذه الجماعات الى جانب صواريخ الحوثيين من اليمن، لا تشكل حتى الآن اشارة لتهديد حقيقي بفتح جبهة جديدة، وانما تعكس تعبيرا ايرانيا عن الاستياء من الاعمال العسكرية الاسرائيلية والأميركية أكثر من كونها تهديدا حقيقيا بالتصعيد، اقله حتى الوقت الحالي.
ونقل التقرير عن المحلل فيليب سميث الذي يركز على حزب الله والجماعات الجهادية في العراق قوله: "هناك شبكة أساسية من الجماعات التي تسيطر عليها ايران في العراق تدير هذه الجماعات الامامية" والتي تنفذ هجمات صاروخية على القواعد الامريكية في العراق وسوريا، مشيرا الى ان ان العديد من الجماعات الجهادية الاساسية التابعة لقوات الحرس الثوري الايراني، بتوجيه عدد من جماعات الواجهة في العراق وسوريا.
وأوضح سميث، أن "جماعات الواجهة الاخرى الاصغر حجما ليست بالضرورة متحالفة بشكل وثيق تماما، ما يعني انه يمكن ان تخرج الامور عن المسار عن طريق الخطأ في بعض الاحيان او تتجاهل أوامر ايران".
وذكر التقرير بلقاء زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي مع القيادي في حركة حماس اسامة حمدان مؤخراً، حيث قال المسؤول الفلسطيني أن حماس "تتطلع الى دور مهم يلعبه العراق من اجل القضية الفلسطينية".
لكن التقرير، أشار إلى أن "هذا الاجتماع لا يشير إلى أن هذه الجماعات الامامية ستقوم بأي شيء أكثر من اطلاق الصواريخ على المواقع العسكرية الامريكية، ما لم تقرر إيران أن ذلك يخدم مصلحتها.
أما بالنسبة للحوثيين، رأى التقرير، أنه برغم انهم عبروا عن التضامن مع حماس من خلال إطلاق الصواريخ، فإنه من غير المرجح ايضا ان يفتحوا جبهة اخرى في الحرب لأن لديهم مخاوفهم الخاصة المتعلقة بمحاولة التفاوض على تسوية سياسية لإنهاء الصراع اليمني رسميا، بالاضافة الى قضية الفقر في اليمن والعنف الإرهابي المتزايد من قبل تنظيم القاعدة.
والى جانب ذلك، خلص التقرير الأمريكي، إلى القول إن إيران نفسها تعاني أيضا من مشكلات داخلية كبيرة تجعل من الصعب تصور أنها قد تخاطر بالدخول في صراع مباشر مع الولايات المتحدة واسرائيل، مستبعدا أن يساعد الصراع المفتوح في حل مشكلات الحكومة الإيرانية.
ترجمة وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي إسرائيل تقرير امريكي حرب غزة التوترات الاقليمية الفصائل العراقية الولایات المتحدة فی العراق وسوریا هذه الجماعات حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
لكن الحرب على مصر مختلفة
بقلم : هادي جلو مرعي ..
ينبغي التفكير مليا قبل إطلاق الأحكام، أو الجزم بما سيحصل خلال الفترة المقبلة مع حالة عدم اليقين التي تسيطر على العالم بعد تسارع الأحداث، والتغيير الصادم في سوريا التي رضخت لحكم البعث الإستبدادي لعقود جعلت الشعب السوري المختنق يرى في هيئة تحرير الشام قنينة أوكسجين يمكن أن تعيد له الحياة ليستنشق هواء الحرية مجددا، ومع صمود النظام لأكثر من إثنتي عشرة سنة فقدت سوريا خلالها الكثير من وجودها وتأثيرها، وربما أثرها، لكن من المهم التركيز على مايمكن أن تفعله الدول التي قادت ماسمي بالثورة المضادة للربيع العربي الذي يمكن أن اسميه الربيع القطري الذي دفعت رياحه الدوحة مع رياح قادمة من الشمال، وأعني تركيا ليذهب بإتجاه مصر واليمن وسوريا وليبيا التي هي هدف معلن لتنظيم الإخوان وداعميه والمعولين عليه لإعادة تنظيم الشرق الأوسط البديل لفكرة الوطن العربي كما كان يسمى، وهي دول يبدو أنها بحاجة الى ماهو أبعد من مفهوم الثورة المضادة، وقد يرقى الى مستوى وصفه بالحرب المضادة، ولكن بعد التأمل، وفهم طبيعة الحدث وجسامته، وماهو الفرق بينه، وبين ماسبقه من أحداث أيام الربيع العربي. فالربيع السوري تحول الى إعصار غير مسبوق بسرعة تغيير هائلة إقتلعت نظام الأسد، وكل ماكان يعول عليه من قبل حكومات في الخليج ومصر، وحتى الأردن، وهي دول تحتفظ بكتل إخوانية تمتلك الخبرة والرغبة والفهم العالي للجغرافية السياسية في تلك الدول، ولايبدو إنها إستسلمت للهزيمة التي طبعت وجودها في مصر مثلا، وحتى في سوريا التي تشارك فيها الإخوان طموح التغيير مع فصائل سياسية وعسكرية ومتطرفة للإطاحة بالأسد، وأدت بليبيا الى الضياع والفوضى وتقاسم الجغرافية والمدن، وباليمن ليتحول الى ساحة لتصفية الحسابات مع إن الوطن المسمى بالعربي بأسره هو ساحة لتصفية الحسابات، ولألعاب الكبار إذا شاءوا في أي مكان فيه لأن لامكان يمكن أن يكون عصيا على قرارات الفوضى التي تصدر من واشنطن وتل أبيب، وعواصم غربية مؤثرة تريد لهذا الوجود أن يتغير، ولتلك الدول أن تتحول الى دويلات.
تسرع كثر على قاعدة التمني، وليس وفقا لقاعدة فهم الأحداث وتسلسلها الزمني والمكاني والأهداف والغايات، وصرخوا بصوت صادح: الدور العراق، وهو تصور ممكن، وليس مستحيلا طالما كان للعراق دور في أحداث سوريا وفلسطين المحتلة ولبنان، وتحالفات مع محور ممتد من إيران الى سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة واليمن، وهدد لمرات ومرات مايسمى وفقا للفهم الغربي أمن إسرائيل، ولمشاركة فصائل عراقية وبفاعلية عالية في الهجمات العسكرية على إثر أحداث غزة ولبنان، وبالفعل فيمكن لواشنطن أن تتخذ، ومعها إسرائيل إجراءات عسكرية عنيفة للرد على تلك الهجمات، وإستهداف الفصائل العراقية، وربطوا ذلك بتغيير شامل للنظام السياسي في العراق ليكون التالي بعد سوريا، وهذا ليس دقيقا تماما، فما تريده واشنطن وحلفائها من العراق تحقق بعد العام 2003 من خلال تفكيك الدولة، وإعادة بنائها وفق قواعد تلائم إستراتيجية معدة منذ عقود، ولهذا فمايمكن أن تقوم به واشنطن حتى مع إمكانية القيام بعمل عسكري في العراق هو إعادة ترتيب الأولويات، ودفع قوى سياسية ومسلحة لتكون خارج المشهد، والإحتفاظ بالنظام القائم خاصة مع الحديث عن المطلوب من بغداد القيام به لتجنب صدام محتمل تدفع إليه رغبات تل أبيب، ورعاتها الغربيين.
بعد تدمير الجيش السوري، وتفكيك مؤسسات الدولة، والتخلص من كل مايملكه هذا الجيش من أسلحة ومعدات فإن مصر هي التالية حتما لأنها تمثل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، وحلم قيام الدولة الموعودة من الفرات الى النيل، وللأسف فهذا مشروع يلتقي ومشروع جهات مسلمة دون إتهام بالتواطؤ فقد يكون ذلك بالتزامن، وليس بالتضامن خاصة وإن اتباع تلك الجهات يحملون في أدبياتهم الرفض للوجود الصهيوني في فلسطين، ويتعاطفون مع فرعهم الحمساوي الذي يقاتل في غزة منذ عام كامل، ولكنهم بالتأكيد يحلمون بإقامة نظام إسلامي ممتد من تركيا حتى شمال أفريقيا، وربما البلدان المسلمة في أفريقيا وآسيا، والعالم بأسره لو إستطاعوا الى ذلك سبيلا، وقد يحلمون بإزالة الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ..الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه تحذيرا حاسما للقوات المسلحة المصرية، وللشعب المصري بأسره من تداعيات ماجرى في سوريا مؤكدا إن المهمة إنتهت في دمشق، ويراد لها أن تبدأ في عواصم أخرى، ونبه الى الحرب الإقتصادية التي تشن على مصر منذ فترة، وبهدف إرهاق الشعب، ونشر الفوضى، وضرب الجيش، ووضعه في دائرة الحرج في حال أي صدام داخلي محتمل، وأكد إن مصر هذه المرة سترد على أي مساس بها بالطريقة الملائمة.