أثار الفنان الكوميدي المصري، بيومي فؤاد، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتقاد زميله، محمد سلام، الذي اعتذر عن بطولة مسرحية عرضت في السعودية بالتزامن مع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من الأطفال. 

وفي نهاية عرض المسرحية، خلال موسم الرياض، خرج بيومي ليرد على سلام، في كلمة صورها بعض الحاضرين، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وقال بيومي، من حقك تعتذر عن المسرحية ليس من حقك أن تغلط في فنك"، من دون ذكر سلام بالاسم.

وأضاف: "نحن لا نأتي حتى لا نضحك حضراتكم، ما نقدمه هو فن مصري، أنتم تحترموننا ونحن نحترمكم جدا جدا". 

واعتبر أنه "شيء عظيم أن يكون للفنان جمهور في كل الدول، شيء عظيم أن أتصور مع شاب سعودي وامرأة سعودية، أنا فنان مصري ولي الشرف". 

بيومي فؤاد في رده ضد محمد سلام بعد نهاية عرض مسرحية زواج اصطناعي

من حقك أنك تعتذر عن المسرحية بس مش من حقك أنك تغلط في فنك.

شيء عظيم أني اتصور مع شاب سعودي وسيدة سعودية وهي تعلم أن أنا مصري وأشرف بلدي ????????

أنا فنان مصري وليا الشرف، جيت السعودية ???????? وليا الشرف#موسم_الرياض pic.twitter.com/ZC281GE2UL

— Saudi Eventos | افينتوس (@oureventksa) November 5, 2023

وقبل موسم الرياض، كان سلام نشر فيديو، يعتذر فيه عن بطولة المسرحية، وقال إنه لا يتخيل نفسه يرقص ويضحك في عرض مسرحي كوميدي، بينما مئات الأطفال والنساء يتم قتلهم في غزة، مشيرا إلى أنه كان يعتقد أن "موسم الرياض" سيتم إلغاؤه أو تأجيله، مثلما حدث في مهرجاني القاهرة والجونة في مصر. 

وأثارت تصريحات فؤاد، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر هاشتاغات تتعلق بالموضوع الأكثر تداولا على منصة أكس. 

وشنت المخرجة المصرية، كاملة أبو ذكري، هجوما حادا على فؤاد لانتقاده سلام، قائلة: "الأستاذ الفنان الذي كنت واحدة من محبيه.. إذا كنت تعتقد أن أداءك لعمل تمت كتابته وتحضيره وتنفيذه في 3 أيام، ثم تعرضه وترقص وتغني وتضحك وتحصل على آلاف الدولارات، أن هذا فنا، فأنا لا يشرفني أن أكون زميلة لك في هذه المهنة". 

واعتبرت أن "عرض هذه التفاهات لا تشرف الفن المصري.. وعندما تؤدي هذه التفاهات وأطفال جيرانك يذبحون، فلا يتبقى لي حديث غير أن الإحساس والفن نعمة، أنتم آخر من يتحدث عنها".

وانتقدت العلامية مفيدة شيحة فؤاد أيضا قائلة في تصريحات تلفزيونية: "أنا ألوم أستاذنا الفنان بيومي فؤاد، أنا لا ألومك على غضبك من محمد سلام ولكن ألومك كمواطنة مصرية أن تصعد على خشبة المسرح في دولة أخرى وتلوم ممثل مصري آخر أخذ موقفا في بلده بشأن. هذا يقلل منا، ما فعلته هو إهانة لنا جميعا في موضوع يخصنا

وأضافت "لا تظن أن تصفيق الجمهور لك على ما قتله أنك أصبحت البطل المغوار، لم تكن تحتاج إلى أن تكسب نقطة على حساب سلام". 

وكان اعتذار سلام عن عدم المشاركة في موسم الرياض قد قوبل أيضا بالكثير من الجدل، إذ كان السيناريست سيد فؤاد، قد علق على ذلك قائلا عبر حسابه على فيسبوك: "كامل احترامي لموقفك، لكن مهنيًا كان من الممكن أن تعتذر عن العمل مثلما تقوم مع أفلام ومسرحيات ومسلسلات كثيرة، ولا تصنع حرجا للزملاء في نفس المسرحية أو مسرحيات أخرى". 

واعتبر الناقد الفني، طارق الشناوي أنه كان من الأفضل أن يؤدي سلام بطولة المسرحية ويتبرع بأجره لفلسطين"، بحسب ما نقل عنه موقع "صدى البلد". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: موسم الریاض من حقک

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب | زين العابدين فؤاد.. أبجدية الغضب والحنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في زاوية من التاريخ، تتقاطع فيها القصيدة مع السجن، والأغنية مع الحلم، والوطن مع الوجع، وُلد زين العابدين فؤاد. لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان لسانًا للناس، صوتًا للهامش، وضميرًا شعريًا ظلّ يقاوم النسيان والخذلان والظلم، بالكلمات وحدها، كأنها شفرات ضوء تخترق عتمة طويلة اسمها الوطن.

 

ولد زين العابدين فؤاد في أبريل 1942، وما زال – بعد أكثر من ثمانين عامًا – يكتب كما لو أنه يتنفس، أو كما لو أن الشعر هو ما يبقيه حيًا. إننا لا نتحدث هنا عن شاعر "عامية" فقط، بل عن شاعر صنع من البساطة قنابل مضادة للذل، ومن الجملة اليومية نشيدًا عابرًا للسجون. في زمن الخوف، كتب "اتجمعوا العشاق في سجن القلعة"، وفي زمن الصمت، غنّى للعمال، وللفلاحين، وللأطفال، وللشهداء الذين لم تحفل بهم نشرات الأخبار.

 

ما يُميّز تجربة زين العابدين فؤاد أنه لم يسعَ إلى الشعر كفنٍ للنخبة، بل سلك طريقًا معاكسًا. كان يؤمن أن الشعر يجب أن يُقال في الشارع، في المصنع، في المدرسة، لا في صالونات الأدب المعقّدة. لذا جاءت لغته مجبولة بالتراب، بالرغيف، بالحارة. لم يكتب من برجٍ عاجي، بل من بين الناس، ومن أجلهم.

 

في قصيدته، يتقاطع الغضب مع الحنان. يثور على الجلاد، لكنه في الوقت ذاته يمسح بيده على رأس الطفل الجائع، يكتب عن الخيانة، ثم يستدير ليكتب عن أمٍ تفتح نافذة الصباح بحثًا عن ابنها المفقود. هذا التوتر الإنساني، هذا التداخل بين الثورة والعاطفة، هو ما يجعل شعره نابضًا حتى اللحظة.

 

لم يكن زين العابدين فؤاد شاعرًا منفردًا، بل كان جزءًا من جوقة الغضب التي ضمت الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وغيرهم. لكن ما يميزه هو صوته الخاص، صوته الهامس أحيانًا، العاصف حينًا آخر. بينما كان الشيخ إمام يغني "الفلاحين" على لحنٍ لا يُنسى، كانت كلماته تحفر في الذاكرة حفرًا يصعب طمسه.

 

في عيد ميلاده الثالث والثمانين، لا يبدو زين العابدين فؤاد شيخًا. هو ابنٌ دائمٌ للشعر، شابٌ في لغةٍ لا تشيخ، فتية في نبرتها، عنيدة في موضوعها. يحتفل به محبوه لا بوصفه شاعرًا مخضرمًا وحسب، بل بوصفه ذاكرة حيّة، وضميرًا صادقًا، وحكايةً لا تنتهي.

 

لم يحصل زين العابدين على جوائز رسمية ضخمة، ولم يكن نجمًا في قاعات الأضواء، لكنه ظل نجمًا حقيقيًا في قلوب من يعرفون معنى الكلمة، ومعنى الصمود، ومعنى أن تكون شاعرًا لا مهنة لك سوى أن تقول "لا" حينما يقول الجميع "نعم".

 

في هذا الزمن الذي يُعاد فيه تدوير الأكاذيب، ويُحتفى فيه بالسطحيين، يظل زين العابدين فؤاد شاعرًا لا يشبه أحدًا. شاعرًا كتب للناس، عن الناس، وبالناس. وكأن الشعر عنده ليس طقسًا جماليًا فقط، بل موقفًا أخلاقيًا، والتزامًا لا يشيخ.

 

تحية لك يا عم زين… لأنك جعلتنا نؤمن أن القصيدة يمكن أن تكون خريطة وطن، أو راية مقاومة، أو حضنًا مفتوحًا لكل مَن ضيّعته البلاد. زين العابدين فؤاد

مقالات مشابهة

  • تعيين فؤاد بدراوي نائبًا لرئيس حزب الوفد
  • منير فوزي: إبداع مصطفى بيومي يحتاج إلى مشروع توثيقي
  • سامح قاسم يكتب | زين العابدين فؤاد.. أبجدية الغضب والحنان
  • بالصور.. «الدخان وليلى والزائر» يختتمان عروض الدورة الأولى من مهرجان الفضاءات المسرحية
  • أخبار مصر اليوم.. تعزيز التعاون الاقتصادي وحرب غزة تتصدر المباحثات المصرية الكويتية
  • تكريم طه دسوقي وعصام عمر بحفل ختام مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة
  • تكريم عصام عمر وطه دسوقي بختام مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة الخميس
  • تعزيز التعاون الاقتصادي وحرب غزة تتصدر المباحثات المصرية الكويتية بقصر بيان
  • رقص ودبكة برام الله.. وحرب إبادة بغزة فما القصة؟
  • لميس الحديدي: الاقتصاد وحرب غزة على طاولة مباحثات الرئيس السيسي وأمير قطر