الأسبوع:
2025-05-01@10:34:14 GMT

أخلاقيات المقاوِم الفلسطيني

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

أخلاقيات المقاوِم الفلسطيني

فرق كبير بين أخلاق المقاوِم الفلسطيني، وبين وضاعة وانعدام إنسانية قوات الاحتلال الإسرائيلي.. فرق كبير بين مَن يملك الرحمة ويلتزم بأعرافه وقيم دينه السمحة ويطبِّقها، وبين الذين خرجوا عن تعاليم دينهم بدافع الكراهية والوحشية والعنصرية.. فرق بين المقاوِم الفلسطيني الذي يحافظ على الحرث والنسل والدواب، وبين مَن يعتدي ويقتل ويدمر الحجر والبشر والزرع والكائنات بدافع الإفساد في الأرض.

فعلى مدى أكثر من مائة عام منذ توطين اليهود في أرض فلسطين بأيدي الغرب الغادرة، ظلت كل حركات المقاومة الفلسطينية المشروعة ملتزمة بفضائلها وأخلاقها وقيم دينها الحنيف، هذا الدين الذي لم تخلُ شرائعه وسُننه من الالتزام المقدس بحقوق الإنسان، وحقوق الزرع والكائنات وحب الخير، فلم تقتلِ المقاومة الفلسطينية يومًا طفلًا أو امرأةً أو شيخًا، ولم تقطع شجرة، ولم تعتدِ على جار أو أسير، ولم تهدم منازل وتهجِّر سكانها منها. ولم تعتدِ المقاومة الفلسطينية على دور العبادة لمنع المصلين من أداء صلواتهم وشعائرهم الدينية كما يفعل العدو المغتصب لتلك الأرض، تلك الأرض التي رحَّب سكانها الأصليون باليهود الذين جاءوا مع أنبيائهم إلى تلك الأرض الطاهرة منذ أكثر من أربعة آلاف عام حتى عاشوا فيها ضيوفًا مكرَّمين. إلا أن الصهاينة الآن وبما يفعلونه من جرائم في غزة تدل على بشاعة إجرامهم غير المشروع في حق المدنيين العزل وفي حق الإنسانية جمعاء، ومع كل تلك الجرائم الوحشية المتواصلة في حق أبناء غزة، يحاولون -بمساندة قادة أمريكا- أن يلصقوا مروياتهم الكاذبة التي يروِّج لها إعلامُهم بالباطل بأبطال المقاومة في غزة لتشويه سمعتهم، ومحاولة إلصاق الصور المزيفة بهم لجرائم قطع الرؤوس وغيرها من الصور التي كذَّبها الأسرى الإسرائيليون أنفسهم أمام أعين وكاميرات العالم، وذلك بعد أن أكدوا على أن معاملة المقاومة الفلسطينية لهم أثناء فترة الاحتجاز كانت معاملة إنسانية بامتياز، لتثبت رواية الأسرى المحرَّرين بالعالم أن المقاوِم الفلسطيني يتمتع بالقيم الإنسانية والفضائل بالرغم من تعرُّضهم في غزة للقصف والقتل والدمار وحرمان سكان القطاع من أبسط حقوقه الإنسانية. وإن دل ذلك فإنما يدل على القيم الأصيلة والمروءة التي يتمتع بها المقاوِم الفلسطيني الذي يدافع بكل تضحية وكرامة عن أرضه وحقوقه المغتصبة، ومقاتلة مَن ظلمه واغتصب أرضه وتجرَّأ على دينه، لتظل شخصية المقاوِم الفلسطيني في نظر العالم شخصية مدافعة عن السلام واسترداد الأرض بدافع الالتزام بالقيم الأصيلة برغم ما تعرَّض له من وحشية وإجرام يتباهى بهما قادة إسرائيل والغرب. والدليل على الأخلاق الرفيعة التي تتمتع بها المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها هو تعاطف الكثير من شعوب العالم ومؤسساته الأممية التي صوَّتت من خلالها مائة وعشرون دولة لصالح المقاوِم الفلسطيني وقضيته العادلة التي تقرُّ بإقامة دولته الفلسطينية على أرضه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد

عبدالله علي صبري

لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30

مقالات مشابهة

  • كيف علق مغردون عرب على حرائق إسرائيل؟
  • عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
  • قيادي في الجبهة الديمقراطية: نتنياهو يُطيل العدوان لأهداف شخصية والمقاومة لن تُركع
  • “الأعلى للإعلام” يهيب بالصحف الالتزام بكود أخلاقيات نشر أخبار الجرائم خلال تغطية قضايا الأطفال
  • مصادر مصرية: سلاح المقاومة نقطة شائكة في المفاوضات
  • عَميدُ الشُهَداء
  • صمت حزب الله… بين الردع المتراكم والصبر الاستراتيجي
  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية