الأسبوع:
2025-01-05@07:38:08 GMT

أخلاقيات المقاوِم الفلسطيني

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

أخلاقيات المقاوِم الفلسطيني

فرق كبير بين أخلاق المقاوِم الفلسطيني، وبين وضاعة وانعدام إنسانية قوات الاحتلال الإسرائيلي.. فرق كبير بين مَن يملك الرحمة ويلتزم بأعرافه وقيم دينه السمحة ويطبِّقها، وبين الذين خرجوا عن تعاليم دينهم بدافع الكراهية والوحشية والعنصرية.. فرق بين المقاوِم الفلسطيني الذي يحافظ على الحرث والنسل والدواب، وبين مَن يعتدي ويقتل ويدمر الحجر والبشر والزرع والكائنات بدافع الإفساد في الأرض.

فعلى مدى أكثر من مائة عام منذ توطين اليهود في أرض فلسطين بأيدي الغرب الغادرة، ظلت كل حركات المقاومة الفلسطينية المشروعة ملتزمة بفضائلها وأخلاقها وقيم دينها الحنيف، هذا الدين الذي لم تخلُ شرائعه وسُننه من الالتزام المقدس بحقوق الإنسان، وحقوق الزرع والكائنات وحب الخير، فلم تقتلِ المقاومة الفلسطينية يومًا طفلًا أو امرأةً أو شيخًا، ولم تقطع شجرة، ولم تعتدِ على جار أو أسير، ولم تهدم منازل وتهجِّر سكانها منها. ولم تعتدِ المقاومة الفلسطينية على دور العبادة لمنع المصلين من أداء صلواتهم وشعائرهم الدينية كما يفعل العدو المغتصب لتلك الأرض، تلك الأرض التي رحَّب سكانها الأصليون باليهود الذين جاءوا مع أنبيائهم إلى تلك الأرض الطاهرة منذ أكثر من أربعة آلاف عام حتى عاشوا فيها ضيوفًا مكرَّمين. إلا أن الصهاينة الآن وبما يفعلونه من جرائم في غزة تدل على بشاعة إجرامهم غير المشروع في حق المدنيين العزل وفي حق الإنسانية جمعاء، ومع كل تلك الجرائم الوحشية المتواصلة في حق أبناء غزة، يحاولون -بمساندة قادة أمريكا- أن يلصقوا مروياتهم الكاذبة التي يروِّج لها إعلامُهم بالباطل بأبطال المقاومة في غزة لتشويه سمعتهم، ومحاولة إلصاق الصور المزيفة بهم لجرائم قطع الرؤوس وغيرها من الصور التي كذَّبها الأسرى الإسرائيليون أنفسهم أمام أعين وكاميرات العالم، وذلك بعد أن أكدوا على أن معاملة المقاومة الفلسطينية لهم أثناء فترة الاحتجاز كانت معاملة إنسانية بامتياز، لتثبت رواية الأسرى المحرَّرين بالعالم أن المقاوِم الفلسطيني يتمتع بالقيم الإنسانية والفضائل بالرغم من تعرُّضهم في غزة للقصف والقتل والدمار وحرمان سكان القطاع من أبسط حقوقه الإنسانية. وإن دل ذلك فإنما يدل على القيم الأصيلة والمروءة التي يتمتع بها المقاوِم الفلسطيني الذي يدافع بكل تضحية وكرامة عن أرضه وحقوقه المغتصبة، ومقاتلة مَن ظلمه واغتصب أرضه وتجرَّأ على دينه، لتظل شخصية المقاوِم الفلسطيني في نظر العالم شخصية مدافعة عن السلام واسترداد الأرض بدافع الالتزام بالقيم الأصيلة برغم ما تعرَّض له من وحشية وإجرام يتباهى بهما قادة إسرائيل والغرب. والدليل على الأخلاق الرفيعة التي تتمتع بها المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها هو تعاطف الكثير من شعوب العالم ومؤسساته الأممية التي صوَّتت من خلالها مائة وعشرون دولة لصالح المقاوِم الفلسطيني وقضيته العادلة التي تقرُّ بإقامة دولته الفلسطينية على أرضه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

تعرف على أبرز محطات صدام السلطة الفلسطينية مع فصائل المقاومة منذ أوسلو

اتسمت العلاقة بين السلطة الفلسطينية وباقي الفصائل الفلسطينية، والتي ينضوي بعضها تحت مظلة منظمة التحرير، بالتصادم واللجوء للقمع منذ اليوم الأول لتأسيسها، ولم يكن الهجوم على المقاومين في مخيم جنين، الحلقة الأولى في هذا المسلسل الذي بدأ عام 1994.

واتخذت السلطة التي تهيمن عليها حركة فتح، منذ إنشائها وفقا لاتفاقية أوسلو، نهجا تصادميا مع الفصائل الرافضة  للاتفاق، باعتباره مناقضا للمشروع الوطني الفلسطيني، الرامي إلى التخلص من الاحتلال وطرده من الأراضي الفلسطينية، وتحقيق الحرية للفلسطينيين وإعادة اللاجئين.



وفرض اتفاق أوسلو على الفلسطينيين، وتضمن بنودا، تفرط بالكثير من الحقوق الفلسطينية، والتي ورد فيها قرارات دولية، وهو ما جعل من وظيفة السلطة تخفيف الأعباء عن الاحتلال، كما تقول الفصائل وليس تحقيق السيادة للفلسطينيين.

ونستعرض في التقرير التالي جانبا من أبرز مراحل صدام السلطة مع الفصائل الفلسطينية المقاومة:

الصدام مع حركة حماس:

بدأ صدام السلطة الفلسطينية مع حركة حماس بصورة مبكرة، باعتبارها حركة مقاومة مسلحة، والتي أعلنت منذ اليوم الأولى رفضها لاتفاقية أوسلو.

شهد عام 1994 هجمة من قبل السلطة الفلسطينية على نشطاء حركة حماس، على خلفية العمليات الاستشهادية التي ضربت أهدافا للاحتلال، خاصة بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

كما قامت السلطة بحملات اعتقالات واسعة في الضفة وغزة وتحقيقات لكشف خلايا كتائب القسام، والتي اتهمت السلطة بتصفية بعضهم ومن أبرزهم محي الدين الشريف.

وكان أبرز الصدامات ما عرف بمجزرة مسجد فلسطين، حين نظمت حركة حماس، تظاهرة عام 1994، في مسجد فلسطين بمدينة غزة، احتجاجا على ملاحقة السلطة لحركة الجهاد الإسلامي، ما أدى إلى إطلاق النار على المتظاهرين من قبل السلطة وقتل 12 شخصا.

وبرزت تهديدات قائد الشرطة التابعة للسلطة غازي الجبالي، باجتثاث حركة حماس والجهاد الإسلامي، من قطاع غزة، وقال إنهم سلاحقون في مساجدهم ومراكزهم وفي الجامعة الإسلامية إحدى أشهر المؤسسات التعليمية على مستوى فلسطين.

ووصل التوتر إلى ذروته عام 1996، حين قررت السلطة فرض الإقامة الجبرية، على مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، واعتقال قيادات كبيرة مثل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وهو أثار موجة غضب ضدها ووقعت مواجهات استخدمت فيها السلطة الرصاص ضد المحتجين.



وفي عام 2006، ذهبت السلطة إلى أسوأ صدام مع حركة حماس، حين رفضت التسليم بنتائج انتخابات المجلس التشريعي، وتشكيل الحركة حكومة برئاسة الشهيد إسماعيل هنية، وتمكينها من ممارسة السلطة على المؤسسات.

واتخذت وزارة الداخلية التي كانت ترأسها حماس، قرارا بتشكيل قوة شرطية خاصة لفرض القانون، وهو دفع الحرس الرئاسي ومسلحين يتبعون أجهزة للسلطة تسيطر عليها حركة فتح، للتحرك المسلح، والذي انتهى بما عرف بالحسم العسكري عام 2007، وسيطرة الحركة على القطاع بالكامل.

الصدام مع حركة الجهاد الإسلامي:

على غرار حركة حماس، اتهمت علاقة السلطة مع حركة الجهاد الإسلامي، بالتصادمية، منذ اليوم الأول، باعتبارها حركة مقاومة مسلحة، وبدأت الملاحقات لأعضائها لكشف خلاياهم.

استمرت عمليات الملاحقة والاعتقالات بحق عناصر الجهادي الإسلامي، في الضفة وغزة، منذ عام 1994 -2000، تاريخ اندلاع الانتفاضة الثانية، والتي شكلت انعطافة ونقطة تحول لدى رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، والذي غض الطرف عن العمل المسلح في تلك الفترة.

لكن الملاحقة ما لبثت أن عادت، منذ تسلم رئيس السلطة محمود عباس منصبه، وكان على الدوام يدين العمليات التي تنفذها حركة الجهاد، ووصل إلى حد أن وصف إحدى العمليات الاستشهادية بـ"الحقيرة" متوعدا بملاحقة من يقف وراءها.

ومؤخرا شرعت السلطة الفلسطينية في هجوم مسلح، أودى بحياة 6 فلسطينيين، لقمع كتيبة جنين من مدينة ومخيم جنين ومقاومين آخرين، بعد تصاعد مقاومتهم لقوات الاحتلال، واستهدافها بالعبوات الناسفة والكمائن.

الصدام مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:

شهدت العلاقة بين الجبهة الشعبية والسلطة توترات منذ اليوم الأول لنشوئها، بسبب رفضها لاتفاقية أوسلو، التي أنتجت السلطة رغم أن الجبهة عضو في منظمة التحرير التي وقعت الاتفاق.

تعرضت الجبهة لحملات اعتقالات من قبل السلطة الفلسطينية، منذ 1994-2000، ورغم انخراطها في العمل المقاوم ضد الاحتلال، في الانتفاضة الثانية، إلا أن السلطة قامت باعتقالات بحق كوادرها.

أقدمت السلطة الفلسطينية على اعتقال منفذي عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001، وتحت الضغوط الدولية، جرى الحكم عليهم بالسجن واحتجازهم في سجن أريحا، قبل أن يقتحم الاحتلال السجن عام 2006، ويقدم على اعتقالهم، واعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات الذي كانت السلطة تعتقله معهم.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال في يعبد ومواجهات في نابلس ورام الله
  • تصعيد العدوان الصهيوني في قطاع غزة.. المقاومة الفلسطينية تصد وتثبت حضورها
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف موقع قيادة وسيطرة للعدو في جحر الديك بالصواريخ
  • غلاف غزة ينهار تحت صواريخ المقاومة الفلسطينية
  • هذا ما فعلته حركات المقاومة في العالم
  • من عقيدة “دايتون” إلى خطة “فنزول”.. “السلطة الفلسطينية” أداة بيد العدو الصهيوني
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف مروحية “أباتشي” صهيونية بصاروخ وسط غزة
  • المقاومة بالسرد الجميل.. تجربة القصة الفلسطينية القصيرة من محمود شقير إلى زياد خداش
  • وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو
  • تعرف على أبرز محطات صدام السلطة الفلسطينية مع فصائل المقاومة منذ أوسلو