قالت النائبة راجية الفقي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن أسواق الكربون فرصة كبيرة للمساعدة في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وبالتالي، يمكنها تعزيز تمويل المناخ في جميع البلدان وخاصة البلدان النامية، وتمثل أسواق الكربون قوة كبيرة يمكن أن تساعد في تسريع الانتقال إلى اقتصاد يحقق صافي انبعاثات صفرية.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبدالرازق، لمناقشة تقرير لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة عن التنمية الاقتصادية بين مصادر الطاقة والحد من مشكلات البيئة فيما يتعلق بسوق الكربون وضريبة الكربون فى ضوء الدراسة المقدمة من النائب عمرو عزت عضو تنسيقية شباب الأحزاب.

وتابعت: "هناك نوعان من أسواق الكربون، النوع الأول وهو الإلزامي وهو ما تناولته الدراسة ولكن هناك نوع آخر، وهو ما يسمى سوق الكربون الطوعي، حيث يتم إنشاؤه من خلال بروتوكول كيوتو ويعمل كوسيلة للدول لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الخاصة بها، ويختلف عن سوق الكربون الإلزامي، حيث إنه سوق لیس ملزم قانونا ولا يرتبط بأي تخفيضات في الانبعاثات تفرضها الحكومة أي أنه مدفوع من قبل الشركات والمؤسسات والأفراد الذين يرغبون في اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ وتقليل بصمتهم الكربونية".

وأضافت نائبة التنسيقية، أن سوق الكربون الطوعي يعتبر واحدا من الأساليب المستخدمة لتحقيق التخفيف من تأثيرات تغير المناخ، وعلى الرغم من أنه عمل طوعي وجهد اختياري، إلا أن بعض الدول تطبق لوائح وقوانين لتنظيم عمليات هذا السوق وضمان شفافية ومصداقية التداول والاستخدام الصحيح لشهادات الكربون وتقوم بعض المؤسسات الأخرى التي تحتاج إلى تعويض انبعاثاتها من الكربون بشراء هذه الشهادات وبهذه الطريقة، يتم تعويض الانبعاثات الزائدة من خلال دعم المشاريع التي تساهم في الحد من انبعاثات الكربون أو تزيلها، على سبيل المثال، يمكن للشركة التي تدير مصنعا يطلق كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي شراء أرصدة الكربون لتعويض هذه الانبعاثات، ويتم إنشاء هذه الاعتمادات من خلال تنفيذ مشاريع خفض الانبعاثات مثل تركيب مصادر الطاقة المتجددة أو تنفيذ تدابير كفاءة الطاقة أو زراعة غابة.

وأوضحت النائبة راجية الفقي، أنه من المزايا الأخرى لسوق الكربون الطوعي أنه يوفر التمويل لمشاريع خفض الانبعاثات التي لن تكون مجدية اقتصاديًا لولا توافر دعم ناتج عن بيع شهادات الكربون، ويمكن لمطوري المشاريع تحقيق إيرادات من الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي يمكن إعادة استثمارها في جهود إضافية لخفض الانبعاثات وهذا لا يساعد فقط في تقليل المستوى الإجمالي للانبعاثات، ولكنه يحفز أيضا على تطوير تقنيات منخفضة الكربون ويشجع على نمو قطاع الطاقة المتجددة.

واستطردت: "في إفريقيا، أدرك صناع السياسات أن أسواق الكربون الطوعية تلعب دورا أساسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال جذب تمويل المناخ إلى إفريقيا وخفض انبعاثات الكربون، وإجمالا يمكن القول إن أسواق الكربون سوف تساعد الحكومات والشركات على تعويض انبعاثاتها الكربونية من خلال تمويل المشروعات التي تقلل الانبعاثات، كما يمكن لأرصدة الكربون تعزيز التعاون الدولي بشأن تغير المناخ؛ نظرًا لأن أسواق الكربون سوف تزيد التمويل في الدول الإفريقية، ومن ثم تتمكن تلك الدول من الوصول إلى المساهمات الخاصة بها.

وأكدت أن القيادة السياسية تؤمن بدور مصر المحوري في مكافحة آثار تغير المناخ وتوحيد الجبهة الإفريقية، ورغم أن انبعاثات القارة الإفريقية لا تتعدى 4 - 5% من الانبعاثات العالمية فإنها القارة الأكثر تضررا من تداعيات تغير المناخ حيث تعاني من ندرة المياه والتصحر، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وهو ما يترتب عليه عواقب سلبية على العديد من القطاعات، ومتابعة: على الرغم من فوائد سوق الكربون الطوعي إلا أن هناك بعض الانتقادات منها الافتقار إلى الشفافية والمساءلة في السوق مما قد يؤدي إلى بيع أرصدة الكربون التي لا تمثل تخفيضات حقيقية للانبعاثات، ولمعالجة هذه المشكلة وضعت العديد من مبادرات سوق الكربون الطوعية معايير وعمليات تحقق ضمان إنشاء أرصدة الكربون من خلال مشاريع الحد من الانبعاثات المشروعة، ونقد آخر لسوق الكربون الطوعي هو أنه قد يكون من الصعب على الأفراد والشركات فهم تعقيدات السوق واتخاذ قرارات، مستنيرة بشأن شراء أرصدة الكربون، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى شراء أرصدة الكربون التي لا تعالج تغير المناخ بشكل فعال وقد يكون لها آثار سلبية على المجتمعات المحلية لمعالجة هذه المشكلة من المهم للأفراد والشركات أن يبحثوا بعناية عن أرصدة الكربون التي يشترونها وأن يختاروا المشاريع التي يتم التحقق منها بواسطة مؤسسات خارجية موثوقا بها.

وعقب النائب عمرو عزت، وكيل لجنة الطاقة والبيئة، عضو المجلس عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومقدم الدراسة، قائلا: النائبة راجية الفقي أشارت إلى ملاحظة هامة عن أسواق الكربون الطوعية والإلزامية، ونشير فى الدراسة إلى الأسواق الإلزامية والطوعية، وأننا بصدد المقارنة وطور الاختيار بين ضريبة الكربون وبين تطبيق سوق الكربون، ومدى الحاجة إلى مشروعات قوانين لتطبيق سوق الكربون، سنعمل على دراسة بشأن سوق الكربون الطوعي والإلزامي ونرى ما ستصل إليه الدراسة وما يتلائم مع البيئة المصرية وخطة التنمية المستدامة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين انبعاثات الكربون نائبة التنسيقية سوق الکربون الطوعی أسواق الکربون أرصدة الکربون تغیر المناخ من خلال

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يشهد توزيع حوافز سندات الكربون للمزارعين

شهد اللواءعصام سعد محافظ أسيوط، فعالية توزيع حوافز سندات الكربون للمزارعين تشجيعًا، لجهودهم في استخدام الزراعة العضوية والصديقة للبيئة، وذلك بقاعة الاجتماعات الكبرى بديوان عام المحافظة بالتنسيق مع برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر وبالتعاون مع جامعة هليوبوليس والجمعية المصرية للزراعة الحيوية ومركز البصمة الكربونية cfc.

 

 وفي إطار مشروع مركز المعرفة بشمال أفريقيا والممول، من وزارة الإتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية بألمانيا تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتعزيز خطط التنمية المستدامة الشاملة والمتكاملة بالصعيد وخلق فرص عمل محلية ومستدامة ودعم التنافسية وتنمية الاقتصاد المحلي وتحسين جودة الخدمات المحلية 

 

بحضور النائب إبراهيم نظير عضو مجلس النواب والمهندس محمود صبحي وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، والدكتور صلاح علي مدير مديرية الطب البيطري بأسيوط، ومجيب الرحمن فؤاد مدير مشروعات جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، وحلمي أبو العيش رئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس، وإبراهيم سعد ممثل مبادرة سندات الكربون واقتصاد المحبة بالجمعية المصرية للزراعة العضوية، ومحمد عبدالعال مدير قطاع الصعيد الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، وهاجر أحمد فؤاد منسق مشروع اقتصاد المحبة والزراعة العضوية ويحيى زكريا أبورحمة مدير وحدة التنفيذ المحلية لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بالمحافظة، ونفيسة عبد السلام مدير المشاركة المجتمعية بالمحافظة، ومسئولي مديريتي الزراعة والطب البيطري، وممثلو عدد من الجهات الشريكة، وعدد من المزارعين. 

بدأ اللقاء بالسلام الجمهوري ثم كلمات الترحيب بالحضور، والتي أكد خلالها إبراهيم سعد، ممثل مبادرة سندات الكربون والجمعيات المصرية للتنمية المستدامة، على الدعم الذي لاقاه من اللواء عصام سعد محافظ أسيوط خلال الفترة الماضية وهو ما ظهر جلياً في تذليله للعقبات أمام تنفيذ التدريبات للمزارعين وهو ما سينعكس على قضايا الأمن الغذائي وتغير المناخ، مما يساهم في تخفيف الفقر من خلال الاستثمار في الزراعة المستدامة والحيوية والعضوي.

 ولفت إلى وجود 464 مُزارع لديهم 230 مزرعة بمساحة تصل إلى 1972 فدان في محافظة أسيوط وفقاً للإحصاءات الأخيرة، مشيراً إلى العمل على تعريف وتدريب المزارعين لتعزيز وصول معلومات عن الزراعة الحيوية وطرق ممارستها من خلال التطبيق الحقلي وتفعيل دور الجهات الفاعلة الرئيسية في سلاسل قيمة الزراعة الحيوية بطريقة مثالية من خلال التشبيك والتسويق والمؤتمرات، ثم شهد الحضور فيديو تعريفي لاستعراض جهود ونماذج نجاح للمبادرة وتنفيذها على أرض الواقع لاستخدام الزراعة العضوية والصديقة للبيئة. 

وأكد اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، أن أهمية التعاون والتنسيق بين كافة الجهات والمؤسسات والمديريات والهيئات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في تقديم خدمات أفضل للمواطنين في القطاعات المختلفة خاصة تنمية البيئة من خلال المشروعات الخدمية والبحثية والتعليمية للمساهمة في تحقيق خطة التنمية المستدامة.

 وأشاد بالمبادرات التي يتبناها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ومن بينها تنمية وتطوير التكتلات الاقتصادية، التي تهدف إلى تعميم الممارسات الجيدة لمجابهة التغيرات المناخية وتنمية البيئة وفق رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، لافتًا إلى أهمية الزراعة العضوية والصديقة للبيئة ومردوها الصحي والاقتصادي للحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية والتقليل من آثار التغيرات المناخية، من خلال اتباع ممارسات الزراعة العضوية والحيوية وتصنيع واستخدام الكمبوست والطاقة المتجددة وهو ما يساهم في خدمة قطاع الزراعة والمزارعين.

وفي نهاية اللقاء تم تسليم الدروع التذكارية للواء عصام سعد محافظ أسيوط تقديراً لدعمه ومساندته لجهود مبادرة حوافز سندات الكربون والزراعة العضوية، وأنشطة الجمعية المتنوعة فضلاً عن تسليم دروع لوكيل وزارة الزراعة ومدير مديرية الطب البيطري وشهادات التقدير لعدد من المهندسين والمزارعين ومسئولي برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر والتكتلات الاقتصادية، وعلى عبد المجيد رئيس جمعية بادر، وشهادة المناخ لمسئولي وحدة التنفيذ التكتلات لجهودهم في دعم المزارعين المحليين في تطبيق الزراعة العضوية والحيوية في مصر.

مقالات مشابهة

  • الحكومة الجديدة.. السيرة الذاتية للمهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية
  • وزيرة البيئة بعد أداء اليمين الدستورية: خفض الانبعاثات ومواجهة تغير المناخ أولوية
  • إنجازات وشهادات وزير البترول الجديد كريم بدوي
  • مختص في الطاقة: الغاز يوفر الموثوقية وقلة الانبعاثات الكربونية
  • عرقاب يبحث تعزيز التعاون مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة “مينا”
  • محافظ أسيوط يشهد توزيع حوافز سندات الكربون للمزارعين
  • بعد ارتفاع أسعاره.. منتجو زيت الزيتون يضاعفون جهودهم لمواجهة تأثيرات تغير المناخ
  • عمرو الفقي: مهرجان العلمين خطوة للانطلاق نحو مشروعات ترفيهية دولية كبرى
  • مطالب الأحزاب من الحكومة المرتقبة: تعزيز برامج الحماية.. والاعتماد على كفاءات تدعم التنمية
  • البنك الدولي يوافق على تمويل بقيمة 700 مليون دولار للأردن