النائبة راجية الفقي: تطبيق أسواق الكربون يساعد على تعزيز تمويل المناخ
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
قالت النائبة راجية الفقي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن أسواق الكربون فرصة كبيرة للمساعدة في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وبالتالي، يمكنها تعزيز تمويل المناخ في جميع البلدان وخاصة البلدان النامية، وتمثل أسواق الكربون قوة كبيرة يمكن أن تساعد في تسريع الانتقال إلى اقتصاد يحقق صافي انبعاثات صفرية.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبدالرازق، لمناقشة تقرير لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة عن التنمية الاقتصادية بين مصادر الطاقة والحد من مشكلات البيئة فيما يتعلق بسوق الكربون وضريبة الكربون فى ضوء الدراسة المقدمة من النائب عمرو عزت عضو تنسيقية شباب الأحزاب.
وتابعت: "هناك نوعان من أسواق الكربون، النوع الأول وهو الإلزامي وهو ما تناولته الدراسة ولكن هناك نوع آخر، وهو ما يسمى سوق الكربون الطوعي، حيث يتم إنشاؤه من خلال بروتوكول كيوتو ويعمل كوسيلة للدول لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الخاصة بها، ويختلف عن سوق الكربون الإلزامي، حيث إنه سوق لیس ملزم قانونا ولا يرتبط بأي تخفيضات في الانبعاثات تفرضها الحكومة أي أنه مدفوع من قبل الشركات والمؤسسات والأفراد الذين يرغبون في اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ وتقليل بصمتهم الكربونية".
وأضافت نائبة التنسيقية، أن سوق الكربون الطوعي يعتبر واحدا من الأساليب المستخدمة لتحقيق التخفيف من تأثيرات تغير المناخ، وعلى الرغم من أنه عمل طوعي وجهد اختياري، إلا أن بعض الدول تطبق لوائح وقوانين لتنظيم عمليات هذا السوق وضمان شفافية ومصداقية التداول والاستخدام الصحيح لشهادات الكربون وتقوم بعض المؤسسات الأخرى التي تحتاج إلى تعويض انبعاثاتها من الكربون بشراء هذه الشهادات وبهذه الطريقة، يتم تعويض الانبعاثات الزائدة من خلال دعم المشاريع التي تساهم في الحد من انبعاثات الكربون أو تزيلها، على سبيل المثال، يمكن للشركة التي تدير مصنعا يطلق كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي شراء أرصدة الكربون لتعويض هذه الانبعاثات، ويتم إنشاء هذه الاعتمادات من خلال تنفيذ مشاريع خفض الانبعاثات مثل تركيب مصادر الطاقة المتجددة أو تنفيذ تدابير كفاءة الطاقة أو زراعة غابة.
وأوضحت النائبة راجية الفقي، أنه من المزايا الأخرى لسوق الكربون الطوعي أنه يوفر التمويل لمشاريع خفض الانبعاثات التي لن تكون مجدية اقتصاديًا لولا توافر دعم ناتج عن بيع شهادات الكربون، ويمكن لمطوري المشاريع تحقيق إيرادات من الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي يمكن إعادة استثمارها في جهود إضافية لخفض الانبعاثات وهذا لا يساعد فقط في تقليل المستوى الإجمالي للانبعاثات، ولكنه يحفز أيضا على تطوير تقنيات منخفضة الكربون ويشجع على نمو قطاع الطاقة المتجددة.
واستطردت: "في إفريقيا، أدرك صناع السياسات أن أسواق الكربون الطوعية تلعب دورا أساسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال جذب تمويل المناخ إلى إفريقيا وخفض انبعاثات الكربون، وإجمالا يمكن القول إن أسواق الكربون سوف تساعد الحكومات والشركات على تعويض انبعاثاتها الكربونية من خلال تمويل المشروعات التي تقلل الانبعاثات، كما يمكن لأرصدة الكربون تعزيز التعاون الدولي بشأن تغير المناخ؛ نظرًا لأن أسواق الكربون سوف تزيد التمويل في الدول الإفريقية، ومن ثم تتمكن تلك الدول من الوصول إلى المساهمات الخاصة بها.
وأكدت أن القيادة السياسية تؤمن بدور مصر المحوري في مكافحة آثار تغير المناخ وتوحيد الجبهة الإفريقية، ورغم أن انبعاثات القارة الإفريقية لا تتعدى 4 - 5% من الانبعاثات العالمية فإنها القارة الأكثر تضررا من تداعيات تغير المناخ حيث تعاني من ندرة المياه والتصحر، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وهو ما يترتب عليه عواقب سلبية على العديد من القطاعات، ومتابعة: على الرغم من فوائد سوق الكربون الطوعي إلا أن هناك بعض الانتقادات منها الافتقار إلى الشفافية والمساءلة في السوق مما قد يؤدي إلى بيع أرصدة الكربون التي لا تمثل تخفيضات حقيقية للانبعاثات، ولمعالجة هذه المشكلة وضعت العديد من مبادرات سوق الكربون الطوعية معايير وعمليات تحقق ضمان إنشاء أرصدة الكربون من خلال مشاريع الحد من الانبعاثات المشروعة، ونقد آخر لسوق الكربون الطوعي هو أنه قد يكون من الصعب على الأفراد والشركات فهم تعقيدات السوق واتخاذ قرارات، مستنيرة بشأن شراء أرصدة الكربون، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى شراء أرصدة الكربون التي لا تعالج تغير المناخ بشكل فعال وقد يكون لها آثار سلبية على المجتمعات المحلية لمعالجة هذه المشكلة من المهم للأفراد والشركات أن يبحثوا بعناية عن أرصدة الكربون التي يشترونها وأن يختاروا المشاريع التي يتم التحقق منها بواسطة مؤسسات خارجية موثوقا بها.
وعقب النائب عمرو عزت، وكيل لجنة الطاقة والبيئة، عضو المجلس عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومقدم الدراسة، قائلا: النائبة راجية الفقي أشارت إلى ملاحظة هامة عن أسواق الكربون الطوعية والإلزامية، ونشير فى الدراسة إلى الأسواق الإلزامية والطوعية، وأننا بصدد المقارنة وطور الاختيار بين ضريبة الكربون وبين تطبيق سوق الكربون، ومدى الحاجة إلى مشروعات قوانين لتطبيق سوق الكربون، سنعمل على دراسة بشأن سوق الكربون الطوعي والإلزامي ونرى ما ستصل إليه الدراسة وما يتلائم مع البيئة المصرية وخطة التنمية المستدامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين انبعاثات الكربون نائبة التنسيقية سوق الکربون الطوعی أسواق الکربون أرصدة الکربون تغیر المناخ من خلال
إقرأ أيضاً:
علماء يتوصلون لطريقة أقل تكلفة وأكثر ذكاء لخفض ثاني أكسيد الكربون
قدّم علماء في كلية الهندسة الكيميائية والبيولوجية الجزيئية (ChBE) التابعة لمعهد جورجيا للتكنولوجيا، طريقة جديدة، تهدف إلى خفض مستويات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) في الغلاف الجوي، وهي استراتيجية رئيسية لمواجهة تغيّر المناخ، بحسب تقرير في موقع سايتك ديلي.
وأبرز الموقع أنّه: "على الرغم من ظهور تقنيات مختلفة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة (DAC) في السنوات الأخيرة، إلا أن استخدامها على نطاق واسع كان محدودا بسبب ارتفاع تكاليفها ومتطلبات الطاقة".
وفي دراسة نُشرت مؤخرا في مجلة Energy & Environmental Science، كشف فريق معهد جورجيا للتكنولوجيا عن طريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة وكفاءة في استخدام الطاقة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون باستخدام هواء بارد جدا ومواد ماصة مسامية متوفرة بكثرة، ما يفتح الباب أمام تطبيق أوسع لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة في المستقبل.
تسخير الطاقة المتاحة بالفعل
يتضمن هذا النهج، الذي طُوّر بالتعاون مع باحثين من مختبر أوك ريدج الوطني في تينيسي وجامعة جيونبوك الوطنية وجامعة تشونام الوطنية في كوريا الجنوبية، دمج تقنية تحويل الكربون المباشر إلى غاز مع عملية إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال (LNG).
ووفقا للدراسة فإنّ: "هذه الخطوة الصناعية، التي تُحوّل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز للاستخدام، تُولّد درجات حرارة منخفضة للغاية يُمكن إعادة توظيفها لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون بكفاءة".
وأردفت: "يُبرّد الغاز الطبيعي المسال، وهو غاز طبيعي يُحوّل إلى سائل للشحن، ويجب إعادة تسخينه إلى حالة غازية قبل الاستخدام. غالبا ما تستخدم عملية التسخين هذه مياه البحر كمصدر للحرارة، ما يُهدر بشكل أساسي طاقة درجات الحرارة المنخفضة الكامنة في الغاز الطبيعي المسال".
وتابعت: "بدلا من ذلك، وباستخدام الطاقة الباردة من الغاز الطبيعي المسال لتبريد الهواء، ابتكر باحثو معهد جورجيا للتكنولوجيا بيئة مثالية لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون باستخدام مواد تُعرف باسم "الماصات الفيزيائية"، وهي مواد صلبة مسامية تمتص الغازات".
"تستخدم معظم أنظمة DAC المستخدمة حاليا موادا أمينية تربط ثاني أكسيد الكربون كيميائيا من الهواء، إلا أنها توفر مساحة مسام محدودة نسبيا لالتقاطه، وتتحلل بمرور الوقت، وتتطلب طاقة كبيرة للعمل بكفاءة. أما الماصات الفيزيائية، فتتميز بعمر افتراضي أطول وامتصاص أسرع لثاني أكسيد الكربون، ولكنها غالبا ما تواجه صعوبة في الظروف الدافئة والرطبة" وفقا للمصدر نفسه.
أيضا، أظهرت الدراسة البحثية أنه عند تبريد الهواء إلى درجات حرارة قريبة من درجات التبريد العميق لالتقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء، يتكثف بخار الماء تقريبا بالكامل من الهواء. وهذا يُمكّن الماصات الفيزيائية من تحقيق أداء أعلى في التقاط ثاني أكسيد الكربون دون الحاجة إلى خطوات باهظة الثمن لإزالة الماء.
وفي السياق ذاته، قال البروفيسور رايان ليفلي من الفريق العلمي المشرف على الدراسة: "هذه خطوة للأمام مثيرة للاهتمام. نحن نُظهر أنه يُمكن التقاط الكربون بتكاليف منخفضة باستخدام البنية التحتية القائمة والمواد الآمنة ومنخفضة التكلفة".
التكلفة وتوفير الطاقة
تشير النمذجة الاقتصادية التي أجراها فريق ليفلي، إلى أنّ: "دمج هذا النهج القائم على الغاز الطبيعي المسال في تقنية الالتقاط المباشر للكربون (DAC) يمكن أن يخفض تكلفة التقاط طن متري واحد من ثاني أكسيد الكربون إلى 70 دولارا أمريكيا، أي ما يعادل ثلث تكلفة طرق الالتقاط المباشر للكربون الحالية، والتي غالبا ما تتجاوز 200 دولار أمريكي للطن".
ومن خلال عمليات المحاكاة والتجارب، حدّد الفريق مادتي زيوليت 13X وCALF-20 كمواد ماصة فيزيائية رائدة في عملية التقطير المباشر للكربون (DAC). يُعد زيوليت 13X مادة مجففة غير مكلفة ومتينة تُستخدم في معالجة المياه، بينما يُعد CALF-20 إطارا معدنيا عضويا (MOF) معروفا بثباته وأدائه في التقاط ثاني أكسيد الكربون من غازات المداخن، ولكن ليس من الهواء.
إلى ذلك، أظهرت هذه المواد امتصاصا قويا لثاني أكسيد الكربون عند درجة حرارة -78 درجة مئوية (وهي درجة حرارة تمثيلية لنظام الالتقاط المباشر للكربون باستخدام الغاز المسال (LNG-DAC))، مع قدرات أعلى بثلاث مرات تقريبا من تلك الموجودة في المواد الأمينية التي تعمل في الظروف المحيطة. كما أطلقوا ثاني أكسيد الكربون المُلتقط والمُنقى بمدخلات طاقة منخفضة، مما يجعله جذابا للاستخدام العملي.
وبحسب المؤلف الرئيسي سيو يول كيم، باحث ما بعد الدكتوراه في مختبر ليفلي، فإنّه: "إلى جانب سعاتهما العالية لثاني أكسيد الكربون، تتميز كلا المادتين الماصتين الفيزيائيتين بخصائص أساسية مثل انخفاض محتوى الانتزاز الحراري، وكفاءة التكلفة، وقابلية التوسع، والاستقرار طويل الأمد، وكلها ضرورية للتطبيقات العملية".
الاستفادة من البنية التحتية الحالية
تتناول الدراسة أيضا أحد الشواغل الرئيسية المتعلقة بتقنية التقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة (DAC): الموقع. غالبا ما تكون الأنظمة التقليدية الأنسب للبيئات الجافة والباردة. ولكن من خلال الاستفادة من البنية التحتية الحالية للغاز الطبيعي المُسال، يمكن نشر تقنية التقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة (DAC) شبه المُبرّد في المناطق الساحلية المعتدلة وحتى الرطبة، مما يوسع بشكل كبير النطاق الجغرافي لإزالة الكربون.
وأضاف ليفلي: "تُعد أنظمة إعادة تحويل الغاز الطبيعي المُسال إلى غاز حاليا مصدرا غير مُستغل للطاقة الباردة، حيث تعمل محطاتها على نطاق واسع في المناطق الساحلية حول العالم". من خلال تسخير ولو جزء بسيط من طاقتها الباردة، يُمكننا التقاط أكثر من 100 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول عام 2050".
وأورد: "في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها الحكومات والقطاعات الصناعية لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية، تُقدم حلول مثل تقنية DAC شبه المبرد المقترن بالغاز الطبيعي المسال مسارا واعدا للمضي قدما. تشمل الخطوات التالية للفريق مواصلة تحسين المواد وتصميمات الأنظمة لضمان الأداء والمتانة على نطاقات أوسع".
وأوضح ليفلي: "هذا مثال مثير للاهتمام على كيف يُمكن لإعادة النظر في تدفقات الطاقة في بنيتنا التحتية الحالية أن تؤدي إلى تخفيضات منخفضة التكلفة في البصمة الكربونية".
وأظهرت الدراسة أيضا إمكانية استخدام مجموعة موسعة من المواد في تقنية DAC. وبينما لا يُمكن استخدام سوى مجموعة فرعية صغيرة من المواد في درجات الحرارة المحيطة، فإن العدد القابل للتطبيق ينمو بشكل كبير في درجات الحرارة شبه المبردة.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، ماثيو ريلف، إنّ: "العديد من المواد الماصة الفيزيائية التي استُبعدت سابقا من تقنية DAC تُصبح قابلة للتطبيق فجأة عند انخفاض درجة الحرارة. يفتح هذا المجال أمام تصميم جديد كليا لمواد احتجاز الكربون".