أصل الحكاية (3) صدور الوعد المشئوم ونتائجه!!
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
في المقال السابق اقترح "هرتزل" لمّ شتات اليهود كما أرسل "بلفور" خطابا إلى "روتشيلد" بموافقة الحكومة البريطانية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، فقد أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق، وعليه اندفع الصهاينة نحو تحقيق أحلامهم.
وفي ١٤ يناير ١٩١٨ أرسل "وايزمان" زعيم الصهيونية إلى القاضي "براديس" الصهيوني ومستشار الرئيس الأمريكي "ويلسون" يقول: "إن فلسطين اليهودية التي ستصنعها بريطانيا بمساعدة أمريكا لارتباط مصالحهما ستشكل ضربة قاتلة للسيطرة الإسلامية التركية الروسية.
وفي ١٩ ديسمبر١٩١٧ عقب صدور الوعد الَمشئوم احتل البريطانيون القدس بقيادة الجنرال "اللنبي" وتم احتلال باقي فلسطين في اوائل ١٩١٨ (بحُجَةِ تخليصها من الحكم التركي).
في ١٩٢٠ أرسلت بريطانيا "هربرت صمويل" مندوبا ساميا على فلسطين فشرع في تنفيذ مخططه الصهيوني وخصص مساحة من ساحلها (يافا وحيفا) لليهود مما تسبب في غضب وقلق الفلسطينيين فأصدر "أمين الحسيني" مفتي فلسطين فتوى بتحريم بيع الأراضي لليهود.وطلب دعما من المسلمين يشتري من فقراء فلسطين أراضيهم ليسددوا الضرائب للمندوب السامي ثم يعيدها إليهم. والغريب أن بعضهم كان يبيع الأرض مرة أخرى لليهود.ولقلق الفلسطينيين وغضبهم قامت الثورة العربية ١٩٣٦ بزعامة "الحسيني"، ولكنها لم تتمكن من مواجهة العصابات الصهيونية التي صنعتها بريطانيا مثل: "الأرجون" عصابة دربها ضباط انجليز في صحراء النقب، " الهاجاناه" تم تدريبهم في اسكتلندا، "شترين" و"بيتار" تم تدريبهما على صناعة المتفجرات وتفجير المساجد، "بلماخ" عصابة تعتبر النواة الأولى لجيش الاحتلال اليهودي والتي أفرزت "شارون" و"ديان" و"رابين".
والواقع أن الصهيونية ليست مسألة إيواء المضطهدين أو هجرة اللاجئين بدليل رفض المؤتمرات الصهيونية الاقتراحات التى عرضت مناطق غير فلسطين لاستيطان اليهود مثل "أوغندة" عام ١٩٠٤ و" أنجولا" عام ١٩١٢و"مدغشقر" و"روديسيا" عام ١٩٣٦ فهم يتشبثون بفلسطين باعتبارها حقهم التاريخي (كما يزعمون).
ومن الغريب أن حكام شبه الجزيرة العربية لم يكن لديهم ما يمنع من إقامة اليهود في فلسطين، ففي ١٤ أكتوبر ١٩١٩ كتب الأمير"فيصل بن الشريف حسين (الذي صار ملكاً على العراق) في جريدة "جويش كرونيكل" (لسان الصهيونية) يقول: "نحن نسعى لإنشاء إمبراطورية عربية تتألف على الأقل من العراق وسوريا وفلسطين فأناشد اليهود- وهم ساميِّون قبل العرب- طالباً معونتهم لنا فى إنشاء المملكة العربية حتى إذا كَثُرَ عدد اليهود في فلسطين يتيسَّر لنا جعلها ولايةً يهودية من ولايات هذه المملكة العربية".
ولكن الأحوال تطوَّرت بعد أن نقضت بريطانيا وعودها للعرب بتحريرهم من العثمانيين الأتراك ونَيْل استقلالهم.
(نتابع لاحقا)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی فلسطین
إقرأ أيضاً: