«لعنة العقد الثامن».. وزوال إسرائيل
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
عشية الاحتفال بمرور 75 عامًا على قيام دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) في أغسطس من العام الماضي، أطلق رئيس وزراء إسرائيل الأسبق «إيهود باراك» تصريحًا نقلته عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» حذَّر فيه من نهاية إسرائيل استنادًا إلى قراءات تلمودية فيما عُرف بـ«لعنة العقد الثامن»، حيث أشار إلى أنه لم يُعمّر لليهود دولة أكثر من 80 عامًا إلا في فترتين، وهما: فترة الملك داود (1011-971 قبل الميلاد) وفترة الحشمونائيم» (السلالة الحشمونية الحاكمة في يهودا والمناطق المحيطة بها بين عامَي 140-37 قبل الميلاد)، وكلتاهما بدأ التفكك يدب في أوصالهما مع بداية العقد الثامن.
والحقيقة أن «باراك» ليس أولَ مَن تنبأ بزوال إسرائيل، بل سبقته جماعة الـ««ماجنا كارتا» من سنوات طويلة، وهي طائفة دينية يهودية تعارض قيام دولة إسرائيل من الأساس، وترى أن قيامها ما هو إلا مقدمة لزوالها، ومن ثم تشتيت اليهود حول العالم كما كانوا على مدار التاريخ.
وإذا مددنا الخط على استقامته، لوجدنا أن «هاجس زوال إسرائيل» حاضر في الأذهان بقوة بين النخب الفكرية الإسرائيلية، إذ كتب الجنرال «شاؤول أرئيلي».. وهو مُختص في الصّراع العربي الإسرائيلي.. مقالًا في صحيفة «هآرتس» أكد فيه أن الحركة الصهيونيّة فشلت في تحقيق حُلم إقامة دولة إسرائيليّة ديمقراطيّة بأغلبيّة يهوديّة، وأن الوقت ليس في صالح إسرائيل، وأن هذه النظريّة سقطت!!
بينما نشر المحلّل «آري شافيط» مقالًا في الصّحيفة نفسها قال فيه بوضوح: «اجتزنا نقطة اللّاعودة، وإسرائيل تَلفُظ أنفاسها الأخيرة، ولا طعم للعيش فيها، والإسرائيليّون يُدركون مُنذ أن جاءوا إلى فلسطين أنهم ضحيّة كذبة اختَرعتها الحركة الصهيونيّة استخدمت خِلالها كُلَّ المَكر في الشخصيّة اليهوديّة عندما ضخَّمتِ المحرقة واستغلّتها لإقناع العالم أن فلسطين أرض بلا شعب، وأن الهيكل المزعوم تحت الأقصى»، وختم بالقول: «حان وقت الرّحيل إلى سان فرانسيسكو أو برلين»!!
ومن جانبه، قال الكاتب اليساري «جدعون ليفي»: «إنّنا نُواجه أصعب شعب في التّاريخ (يقصد الفلسطينيين)، وعمليّة التدمير الذاتي والمرض السرطاني الإسرائيلي بلغا مراحلهما النهائيّة، ولا سبيل للعِلاج بالقباب الحديديّة، ولا بالأسوار، ولا بالقنابل النوويّة».
ومن ناحية أخرى، أصدرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» في عام 2010م تقريرًا تتنبأ فيه بزوال دولة إسرائيل، وأرجعت أسباب السقوط إلى عوامل عديدة، أهمها أزمات الهوية بين الطوائف والمجموعات اليهودية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
«الكونجو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار» إصدار جديد لهيئة الكتاب
استأنفت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، سلسلة افريقيات بهيئة تحريرها الجديدة، برئاسة تحرير الدكتور السيد علي فليفل، ومديرا التحرير الدكتور بدوي رياض عبد السميع، والدكتور مصطفى عبد العال، وصدر أول كتاب بعنوان «الكونجو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار»، للدكتورة إيمان عبد العظيم.
الكتاب يسعى إلى تفسير تأثير الموارد الطبيعية في استمرار الصراع في شرق جمهورية الكونجو الديمُقراطية، وفي إطار تفسير هذه الإشكالية، تنطلق الدراسة التي يضمها الكتاب من فرض رئيسي مفاده وجود علاقة طردية بين ثراء الكونجو الديمُقراطية بالمعادن والموارد الطبيعية (الكوبالت والكولتان) واستمرار الصراع في شرق البلاد.
كما تبرز العديد من التساؤلات الفرعية ومنها: كيف تركت الخبرة الاستعمارية تأثيراتها في جمهورية الكونجو الديمُقراطية، هل يمثل التكالب الإقليمي والدولي على موارد الكونجو الديمُقراطية أحد أسباب الحرب أم أنه جاء نتيجة للحرب؟ وما القُوى السياسية والمجتمعية المؤثرة في الكونجو؟ ما المظاهر المتعددة لضعف الدولة في الكونجو لهذا الحد؟ وكيف يمكن تفسير هذا الضعف؟ وللإجابة على التساؤلات السالف ذكرها، تتبنى الدراسة تعددية منهجية تقوم في الإطار العام على كل من الاقتراب البنائي ونظريات اقتصادات الحرب والمصالح.
الاقتراب البنائي: يرتكز الاقتراب البنائي في دراسة الدولة في أفريقيا عامة وفي الكونجو الديمُقراطية بصفة خاصة على مثلث صراعي يتكون من: التنافس على سلطة الدولة، الصراع على توزيع الموارد، التفاوت الاجتماعي والتنوع القائم على الهوية، وبالنظر إلى جمهورية الكونجو الديمُقراطية يلاحظ طبيعة التنافس على سلطة الدولة وعلى حجم الفوائد التي تجنيها القُوى السياسية والمجتمعية والرأسمالية العالمية، واستنادًا إلى الاقتراب البنائي، تتمتع جمهورية الكونجو الديمُقراطية بثراء في الموارد الطبيعية.
وتدرك النظم السياسية بها والرأسمالية العالمية والقُوى السياسية والمجتمعية الأخرى أن الإمساك بالسلطة والاحتفاظ بها يشكل الميدان الرئيسي لتراكم الثروة، ولذلك؛ يكون التنافس للسيطرة على سلطة الدولة، لا سِيَّما السيطرة على المدن الاستراتيجية، مثل: جوما، وكينشاسا وكيفو، ومن يسيطر على كينشاسا، يظل في السلطة بضمان من قِبل الأمم المتحدة نفسها. ومن يسيطر على باقي المدن الأخرى يضمن لنفسه مكانًا على قائمة التفاوض والاستراتيجيات المتعددة.
ونظريات اقتصادات الحرب والمصالح لديفيد كين Economics of War Theories: ينظر أصحاب هذا الاقتراب للحرب والصراعات الأهلية على أنها تمثل استجابة للأحوال الاقتصادية المتغيرة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية والتدهور الذي حدث في الثمانينيات والتسعينيات.
ومن هنا، يمكن القول إن الحرب لا تعكس عملًا غير رشيد، ومن ثَمَّ، يقدم الاقتراب تفسيرًا للديناميات قصيرة الأجل للحرب، بما في ذلك صعوبات حل الصراع، ويجيب على مسائل مثل ظاهرة لوردات الحرب، وعملية تجنيد من لا عمل له، والتواطؤ الذي يحدث بين الجيوش النظامية والميليشيات والصراع على المناطق الغنية بالمعادن.
ولفهم العنف في الحروب الأهلية ينبغي تفسير الاقتصاديًّات التي تدعمها وتشكل جزءًا منها، حيث يمكن للعنف أن يأتي بمصالح أو فرص اقتصادية لبعض الجماعات سواء في قمة المجتمع أو في قاعدته؛ حيث أصبحت الحرب استمرارًا للاقتصاد بطرق أخرى.