استكمالًا للمقال السابق بخصوص الأحداث الدامية في فلسطين، مازلت أعتقد أن الفن هو سلاح مصر القوي ضد تلك الأحداث الدامية، قوانا الناعمة التي ينبغي أن تنتفض لدعم الأشقاء وقت الأزمة، على سبيل المثال، لماذا لم يقدم مهرجان القاهرة السينمائي دورةً استثنائيةً تحمل اسم فلسطين، وتتضمن عروضًا عن الكرامة الوطنية والصمود وبطولات المقاومة؟! لماذا لا تقام الحفلات الغنائية بأغانٍ وطنية تشعل الحماس وتشحذ العزائم؟! ماذا يمنع أن تنظم الجهات المعنية سلسلةً من الحفلات داخل مصر وخارجها ويُخصَّص جزءٌ من دخلها لدعم غزة؟!
ألم يكن عبد الحليم حافظ صوتًا معبرًا عما يمر به الوطن من هزائم وانتصارات، وصارت أغنياته -احنا الشعب، كفاح شعب، بالأحضان، صورة، عدَّى النهار، أحلف بسماها وبترابها، وعاش اللي قال، وغيرها- رمزًا للكفاح الوطني؟!
فلنتذكر معًا ما فعلتِ (الست) أم كلثوم بعد 1967، هل استسلمت للحزن وتوقفت عن الغناء؟! كلَّا، لقد قدمت موهبتها واستغلت مكانتها الفنية في إحياء مزيد من الحفلات من أجل تسليح الجيش المصري ودعم المجهود الحربي.
هل تذكرون غزو القوات العراقية للأراضي الكويتية عام 1990، واحتفال الليلة المحمدية الذي تحوَّل إلى أوبريت للدفاع عن الكويت وأهلها؟ هل يمكن لمَن عاصر تلك الأحداث أن ينسى رائعة الأبنودي وجمال سلامة مع صوت عبد الله الرويشد وهو يبكي صارخًا (بيتي وبيقول بيته)، وتصاحبه لقطات مقربة للجمهور الباكي بلوعة وحُرقة؟! لقد باتتِ الأغنية أيقونةً معبرةً عن أزمة شعب فقد الأمان في لحظة طغيان.
إنه الفن يا سادة، قوة مصر الناعمة التي لا تستكين للشدائد ولا تستسلم للأزمات. أقيموا الحفلات واجعلوا الأغاني الوطنية تنطلق إلى عنان السماء، ليسمع العالم كله أصواتنا، وينتبه إلى حقوقنا، ويقتنع بعدالة قضيتنا.
الفن لا يعلن الحداد، وإنما ينبغي أن يعلن التحدي، حمى الله مصر والوطن العربي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
البرد وكورونا شبه بعض.. كيف تحمي نفسك من المتحور الجديد
مع حلول الشتاء، تتزايد المخاوف من فيروس كورونا ومتحوراته، حيث ظهر مؤخرًا متحور جديد يُعرف باسم "XEC" أثار اهتمام العلماء وقلق المواطنين وبينما تتشابه أعراضه مع نزلات البرد الموسمية، تشير تقارير إلى أن هذا المتحور قد يكون أكثر قدرة على الانتشار، خاصة في الأجواء الباردة.
ووفقا لما جاء في موقع سكاى نيوز فإن الفنانة المصرية تيسير فهمي أعلنت إصابتها بالمتحور الجديد، واصفة هذا الفيروس بأنه "شرس"، ومؤكدة أن أعراضه تختلف عن أعراض نزلات البرد التقليدية. وبحسب الخبراء، فإن "XEC" هو أحد متحورات أوميكرون، ويتسم بطفرات تساعده على الانتشار، لكنه ليس مختلفًا جذريًا عن السلالات السابقة.
سجلت دول عدة، مثل سلوفينيا والمملكة المتحدة، زيادة في الحالات خلال الأشهر الماضية ففي بريطانيا وحدها، أُبلغ عن 122 وفاة مرتبطة بكوفيد خلال أسبوع واحد من نوفمبر، وسط تصاعد طفيف في دخول المستشفيات ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى الظروف الجوية الباردة التي تدفع الناس للبقاء في أماكن مغلقة، مما يسهل انتقال الفيروسات.
أعراض كورونا
تشمل الأعراض الحمى، الإرهاق، آلام الجسم، السعال، والتهاب الحلق، مما يجعل التمييز بينه وبين نزلات البرد صعبًا. لكن اللقاحات المتوفرة ما زالت قادرة على تقليل الحالات الشديدة، وفقًا لرئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح في مصر، أمجد الحداد.
ينصح الخبراء باتباع تدابير بسيطة للوقاية من متحور كورونا الجديد، مثل:
ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.
الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
غسل اليدين بانتظام.
الراحة عند الشعور بالأعراض لتجنب نقل العدوى.
كما حذر الحداد من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد أو كوفيد، مؤكدًا أن هذه الفيروسات لا تستجيب لهذه الأدوية، وأن العلاج الأمثل يعتمد على الراحة والأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول.