قصة أول عرض مسرحي داخل المتحف اليوناني الروماني بعد افتتاحه (صور)
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
بين أروقة الحضارة في بهو المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، عادت الحياة الفنية مجددًا لهذا المتحف عبر عرض مسرحي من مجموعة من طلاب مدارس الإسكندرية في أول احتفالية فنية يشهدها المتحف تزامنا مع افتتاحه مؤخرا ليمتزج الفن بالتاريخ والحضارة، ويشعر المشاهد كأنه في رحلة إلى الماضي.
فطلاب وطالبات مدرستي سان مارك ومعهد سانت جان أنتيد استطاعوا تقديم العرض المسرحي «اختفاء» عن قصص من العصرين اليوناني والروماني، داخل المتحف اليوناني الروماني ضمن احتفالية أسبوع الثقافة، مجسدين القصص التاريخية بين الجدران والأعمدة الحية.
وتقول ديانا يوسف، مسؤولة المسرح ومعلمة اللغة العربية، إن التجربة مختلفة هذه المرة بعدما جرى تقديم ذلك العرض مسبقا على مسرح كلية سان مارك إلا أن هذه المرة لم يحتاجوا إلى ديكورات للعمل بل أن الجدران الحقيقية في المتحف كانت الديكور الأمثل للعرض أمامها.
تجربة فريدة داخل المتحف اليوناني الرومانيوأضافت يوسف لـ«الوطن»، أنه بعد كل العروض الفنية التي قدمتها في مجال المسرح المدرسي ترى أن هذه التجربة فريدة جدا بالنسبة لها وجعلتها افتخر بالأماكن الأثرية الجميلة في محافظة الإسكندرية وتشعر بقيمتها، مقدمة الشكر لكل الدعم والثقة من إدارة المدرستين سان مارك وسانت جان أنتيد.
رحلة إلى الماضي بالتمثيل داخل المتحف اليوناني الرومانيمن جهته، أكد عماد برهيدي، مسؤول المسرح ومعلم دراسات اجتماعية، أن تقديم عرض تاريخي داخل متحف أثري جعلهم يشعرون وكأنهم جزء من القصة الحقيقية وكأنهم نقلوا إلى الزمن الماضي، مؤكدا أنها كانت تجربة مميزة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المتحف اليوناني المتحف اليوناني الروماني عرض مسرحي
إقرأ أيضاً:
إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقلب المارة تراب الأرض بين أقدامهم في الشارع القديم. محاصرون ضمن الحارة الشعبية، حيث تجاري تعابيرهم رتابة الأيام. يسعى بين أيديهم طفل في السابعة، بملامح المتوسل وخطوات التائه.
اخترقت الحشود وخطوتُ فوق كل بائع افترش الأرض وصولا له. كان انتهاك حقوق الطفل يؤلمني «لقد أنقذت الكثير، لكنهم يتزايدون»، هكذا كنت أردد وكل دائرة حول نفسي تعيدني طفلاً. أفتش عنه، وأغرق في شعور التوسل للملاحظة. صوتي يختنق وسط الزحام وجدال البيع والشراء، لا أحد يراني.
فجأة لمسني من يدي، ثم شدّ كمّي يرجو شراء بضاعته. نزلت إلى مستوى عينيه وبلغته بخطورتها وبقدرتي على المساعدة. فهم أنني أرغب بشرائها فتهلل وجهه. لكنني، بعد إيماءة رفض حازم، عرّفته بنفسي، وقصصت قصتي من طفل مشرّد الى شرطي في مكافحة المخدرات.
تفحص وجهي بعينيه البنية، ثم تحسس ذقني بيده الملوثة. قربته، وبجملة وعود، زرعت الأمان في نفسه. شعرت بالانتماء لرائحة الضياع التي تفوح منه. احتضنته وملئت صدري من قوته وصبره.
كان هادئاً مطيعاً، طلبت عنوانه وأجاب برفع بضاعته مرة أخرى يريد بيعها. شعرت بالسوء من إصراره هذا ونهرته. وضع يده في صدره، ومن جيبٍ جانبي مرقوع، أعطاني قطعة نقود خشبية مصنوعة يدويا، عرفتها لمّا أخرجت مثلها من جيبي.
إنها ذاكرتي! تجترّ كل ما يؤلمني، وتمثله حياَ أمامي. فهمت أن الماضي لا يغادرنا بالنسيان، ويرحل للأبد بالتقبل والتشافي.