الأسبوع:
2024-10-05@04:00:31 GMT

رُبَّ ضارة نافعة

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

رُبَّ ضارة نافعة

في خضم أحداث غزة الملتهبة، ووسط هذا التضامن الشعبي الزاخم مع معاناة الأشقاء هناك، ومحاولة دفعهم عنوة إلى ترك أرضهم وأرض أجدادهم، جاءت فكرة المقاطعة لبعض المنتجات ذات الصلة بالدول الغربية الداعمة للعدوان لتكون بمثابة أضعف الإيمان المطلوب ممَّن لا يملكون سوى هذا الرد السلمي المعبِّر عن غضب أهل مصر مما يحدث هناك في أرض فلسطين الطاهرة.

ليست فكرة سيئة على الإطلاق، فسلاح المقاطعة كان دائمًا مؤثرًا في عالم يحكمه الاقتصاد والمادة، ومع كون مصر واحدةً من أكبر الأسواق في منطقتنا لكثافة السكان وضخامة الأموال التي ننفقها على هذه المنتجات. إنه ليس سلاح الضعفاء إذًا، ولكنه سلاح موجع جدًّا لكل أصحاب تلك السلع والخدمات التي تأتي من بلدان الغرب الداعم للإرهاب الصهيوني، فقط إذا استمر الناس في تنفيذه بشكل كافٍ يُشعر هؤلاء بقوة رد الفعل الشعبي الموازي للمواقف الرسمية الثابتة للدولة المصرية برفض التهجير ودعم الأشقاء إنسانيًّا. على جانب آخر لدينا عامل إيجابي في تلك القضية وهو اتجاه أصحاب فكرة المقاطعة إلى البحث عن البدائل المصرية من سلع ومنتجات ومقدمي خدمات لا تقل في الجودة عن المنتج الأجنبي، وإنما يبدو أنها قد غابت طويلًا عن عيون الناس، لضعف الدعاية الخاصة بها مقارنةً بالملايين التي تنفقها الشركات والتوكيلات العالمية في الترويج لمنتجاتها، وإدمان كل ما هو مستورد على حساب منتجات مصرية رائعة في جودتها وأقل في سعرها من مثلها القادم أو المرتبط بشكل أو بآخر بشركات عالمية نعرف توجهها السياسي جيدًا. ليست بدعة وإنما هذا هو الأصل في أن يشجع أبناء الوطن منتجاتهم المحلية حتى يحدث الاكتفاء ويقل الاستيراد أو الاعتماد على الغير في تشكيل الذوق والنمط الاستهلاكي لنا. هذا هو الأصل الذى نسيناه طويلًا حتى جاءت أزمة حرب غزة الأخيرة فنبهتنا إليه، الناس اليوم يبحثون عن بديل محلي جيد ويدعمونه بكل قوة بل ويروِّجون له مجانًا على وسائل التواصل، فلماذا لم نفعل ذلك منذ زمن؟!! لماذا لا تكون تلك الأرباح الناشئة عن عمليات التسوق والبيع هذه من حق أبناء مصر ومنتجيها وهؤلاء العاملين في كل مجالات إنتاج السلع والخدمات بما يعود بالنفع على الاقتصاد القومي وعلى أهل مصر؟!!.. في النهاية لا نقول سوى: شجّعْ منتج بلدك وادعمْ أشقاءَك حتى وإن كانتِ الجودة أقل، فالهدف أعظم وأجلّ.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

صوت الناس.. قصة كفاح من بولاق الدكرور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في أحد أزقة بولاق الدكرور، تجدها كل يوم، ابتسامة تملأ وجهها رغم الشقاء، وإصرار ينعكس في كل خطوة تخطوها، إنها "الشيخة"، سيدة بسيطة لكنها رمز للقوة والكرامة، قررت أن تقف في وجه الحياة بكل ما أوتيت من عزيمة، حتى وهي تعاني من ألم المرض ووحشة الفقد.

بدأت قصة "الشيخة" والتي رفضت ذكر اسمها، منذ سنوات، حين كانت تعيش حياة عائلية مستقرة، مع زوجها وأطفالها الثلاثة. ولكن القدر كان له خطة أخرى، زوجها الذي كان يعمل في مصنع، تعرض لحادث أودى بحياته، ومع هذا الفقد، لم تقتصر المأساة على الجانب العاطفي فقط، بل تلاشت أيضًا كل مصادر الدخل، حاولت المطالبة بتعويض من المصنع، ولكن دون جدوى، ومع تراكم الديون والإيجارات، بدأت تواجه أزمة مالية خانقة.

لم تستسلم "الشيخة"، على الرغم من معاناتها من غضروف في الظهر يمنعها من القيام بأي عمل شاق، قررت أن تأخذ زمام الأمور بيديها، باعت أثاث بيتها المتواضع واشترت بضاعة بسيطة لتبدأ رحلتها كبائعة متجولة في الشارع، ورغم التحديات والمضايقات التي واجهتها يوميًا، لم تضعف عزيمتها، فكانت تقف في الشارع من السادسة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، متسلحة بإيمانها بالله وبصبر لا ينفد.

"الشيخة" لا تقاتل فقط من أجل نفسها، بل من أجل تعليم أبنائها، تقول: "كل ما أتمناه أن أشوف ولادي في مراكز مرموقة، تعبي كله عشانهم."و حلمها الكبير أن توفر لأبنائها فرصة تعليم جيدة، وأن تحقق لهم مستقبلاً مشرقًا بعيدًا عن المعاناة التي مرت بها.

لكن أحلام "الشيخة" لا تقف هنا؛ فهي تتمنى أيضاً الشفاء من آلامها الجسدية، وأن تتمكن من زيارة بيت الله في مكه، ورغم الظروف الصعبة التي تحيط بها، لم تفقد الأمل أو الثقة في نفسها، بل تواصل الكفاح بروح مليئة بالإصرار.

 

مقالات مشابهة

  • «قصور الثقافة»: مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية أكبر من فكرة رقص
  • أبطال «لعل الله يراني»: الفيلم يحارب فكرة الانتحار
  • صوت الناس.. قصة كفاح من بولاق الدكرور
  • بعدا استهدفت إسرائيل لطريق المصنع... هكذا يفرّ الناس من لبنان إلى سوريا
  • أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ
  • حسين خوجلي: الوخز بالكلمات
  • لأول مرة.. بايدن يعلق على فكرة ضرب المواقع النووية الإيرانية
  • لا تكن ظالمًا وممن يكيلون بمكيالين
  • تضامن عالمي مع غزة.. من الجندي الأميركي بوشنيل إلى حراك الجامعات
  • مجزرة الحلفايا !