الأسبوع:
2025-03-12@05:07:09 GMT

المقاطعة.. وماذا بعد؟

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

المقاطعة.. وماذا بعد؟

استحوذت حملات المقاطعة للمنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني على اهتمامات الرأي العام المصري والعربي منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الشهر الماضي، وهو الأمر الذي اعتبره خبراء السياسة والاقتصاد بمثابة غضب شعبي ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وسكان قطاع غزة، ورسالةَ ضغط على الدول الداعمة لإسرائيل.

وبالفعل وبعد مرور ما يقرب من شهر على اندلاع طوفان المقاطعة للمنتجات الأجنبية المحسوبة على الدول الغربية الداعمة لإسرائيل- تشير الأرقام لخسائر بملايين الدولارات للشركات التي طالتها حملة المقاطعة نتيجة انتشار منشورات ورسائل على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي تتضمن قوائم المنتجات المستهدفة بالمقاطعة، وهو الأمر الذي دفع تلك الشركات لعمل عروض وتخفيضات كبيرة على منتجاتها لتصريف المخزون خشية انتهاء صلاحيته خاصة المنتجات الغذائية، حيث ذكرت بعض المواقع أن بعض تجار التجزئة يرفضون استلام طلبيات جديدة للمنتجات المُقاطَعة نظرًا لبطء تصريفها نتيجة الحملة، وهو ما دفع الشركات المصنِّعة لتقديم إغراءات لتجار التجزئة بإرجاء التحصيل مقابل استلام البضاعة الجديدة. كما أنه وفي سياق موازٍ لحملات المقاطعة، هناك حملات ترويجية مجانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للبدائل المحلية المصرية والعربية للمنتجات الأجنبية، مما ساعد في تحقيق مبيعات خيالية لتلك المنتجات البديلة المحلية، ومضاعفة إنتاجها لتلبية الطلب الهائل عليها، كما هو الحال على سبيل المثال بمنتجات «سبيرو سابتس» و«اويسيس» و«سينا كولا» كمشروبات غازية بديلة وغيرها من المنتجات، والتي تشير بعض التقديرات إلى ارتفاع مبيعاتها لثلاثة أضعاف في غضون أيام قليلة. والحقيقة أن حملات المقاطعة أدت لبث الروح من جديد في العديد من العلامات التجارية المحلية والتي كانت موجودة بالسوق على استحياء وفقط لمجرد الوجود وكادت تندثر، ولكن أتتِ الرياح بما تشتهي السفن. وكان من نتائج حملات المقاطعة ظهور هذه العلامات على الساحة من جديد، وباتت تتصدر كلمات البحث من جانب الجمهور بحثًا عنها في ظل تصاعد وتيرة دعوات المقاطعة. وهو مما أدى لظهور مبادرات من جانب بيوت الخبرة والمكاتب الاستشارية المتخصصة في التسويق والدعاية والإعلان لتقديم استشارات مجانية لإعادة تصميم العلامات التجارية المحلية خاصة القديمة لدعمها ولتقديمها مرة أخرى بالسوق بصورة أكثر احترافية. ومن جانب آخر وفي ظل التحدي الرهيب الذي يواجهه أصحاب الوكالات الأجنبية -نتيجة حملة المقاطعة- هناك مقترحات بأنه على أصحاب تلك الوكالات الأجنبية (أصحاب الفرانشايز) ضرورة التفكير أولًا في إلغاء تلك الوكالات، ثم استبدال اسم محلي بالاسم الأجنبي للحفاظ على الأصول والاستثمارات والاستمرار بالسوق. وأخيرًا وفي إطار تصاعد حملات المقاطعة يظل السؤال: هل نحن سنستمر في مقاطعة المنتجات الأجنبية؟ أم أنها مجرد حالة فوران وستختفي تدريجيًّا؟ وهل المنتجات البديلة المحلية قادرة على تلبية الطلب واحتياجات السوق من حيث التوافر والجودة والسعر؟ وهل حقًّا المقاطعة فرصة لدعم الصناعات الوطنية؟ وهل هناك تحرك رسمي لإدارة الآثار المترتبة على حملات المقاطعة على الاقتصاد وتحويلها إلى فرص؟ وكيف ستتم إدارة ملف العمالة لدى الشركات الأجنبية التي ربما يتم الاستغناء عنها نتيجة المقاطعة؟.. وسؤالي الأخير والأهم، وهو موجَّه إلى الشركات والمصانع المصرية والمحلية التي حققت أرباحًا ومبيعات غير عادية نتيجة المقاطعة للمنتجات الأجنبية: هل ستخصص تلك الشركات جزءًا من إنتاجها وأرباحها لسكان قطاع غزة؟!!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حملات المقاطعة

إقرأ أيضاً:

شوارع بغداد تغرق.. سنوات من الوعود لا حساب ولا نتيجة تُذكر - عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

في ظل موجة انتقادات واسعة من قبل المواطنين والإعلام، أعلن مجلس محافظة بغداد عن بدء تقييم شامل لأداء المسؤولين المحليين، وخاصة أولئك العاملين في قطاع البلدية، وذلك بعد الأزمة الكبيرة التي خلّفتها موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت العاصمة العراقية الأسبوع الماضي.

هذه الأزمة أدت إلى غرق أجزاء كبيرة من شوارع بغداد، مما كشف عن إخفاقات كبيرة في إدارة البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قضية الفساد المزمن الذي يعاني منه القطاع.  


تفاصيل الأزمة: الأمطار تكشف هشاشة البنية التحتية 

شهدت بغداد خلال الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة وغير متوقعة، تسببت في فيضانات مفاجئة في العديد من المناطق الحيوية بالعاصمة. ومن بين المناطق الأكثر تضررًا كانت المناطق والتقاطعات الرئيسية في الكرخ والرصافة، حيث تحولت الشوارع إلى أنهار صغيرة، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور بشكل كامل. كما تأثرت مناطق سكنية عديدة بغمر المياه، مما تسبب في أضرار مادية للمنازل والممتلكات.  

وقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حجم الكارثة، حيث ظهرت السيارات وهي تغوص في المياه، والمواطنون وهم يحاولون عبور الشوارع الغارقة. كما تعرضت بعض المناطق إلى انقطاع في التيار الكهربائي وخدمات المياه، مما زاد من معاناة السكان.  


تصريحات المسؤولين: مجلس بغداد يعلن عن تقييم شامل 

في رد فعل سريع على هذه الأزمة، صرّح نجم عبد، عضو مجلس محافظة بغداد، لـ"بغداد اليوم" بأن "موجة الأمطار الأخيرة كشفت عن وجود خلل كبير في أداء الجهات البلدية المسؤولة عن إدارة البنية التحتية للعاصمة". وأضاف عبد أن "غرق أغلب شوارع بغداد يُعد دليلاً واضحًا على الإخفاق في تنفيذ المهام الموكلة إلى هذه الجهات، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة".  

وأوضح عبد أن مجلس محافظة بغداد بدأ عملية تقييم شاملة لأداء المسؤولين المحليين، وخاصة أولئك العاملين في قطاع البلدية، بهدف تحديد أوجه القصور واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. كما دعا رئيس الوزراء إلى التدخل واتخاذ القرارات اللازمة التي تدخل ضمن صلاحياته، خاصة فيما يتعلق بأمانة بغداد ومسؤوليتها عن إدارة الأزمة.  


ردود الفعل الشعبية: غضب عارم على وسائل التواصل الاجتماعي

تصاعدت الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن غضبهم من تكرار مثل هذه الأزمات دون وجود حلول جذرية. وانتشرت هاشتاغات مثل #بغداد_تغرق و#بلدية_بغداد_تتقاعس، حيث طالب المواطنون بمحاسبة المسؤولين عن التقصير في أداء مهامهم.  

كما أشار العديد من النشطاء إلى أن هذه الأزمة ليست جديدة، بل تتكرر كل عام مع موسم الأمطار، مما يدل على عدم وجود استراتيجية واضحة لمعالجة مشاكل البنية التحتية في العاصمة. وطالبوا بضرورة تحسين شبكات الصرف الصحي وتنظيف الشوارع بشكل دوري لتجنب تكرار هذه الكوارث.  


خلفية الأزمة: الفساد والإهمال المزمن

تُعد مشكلة غرق الشوارع في بغداد أثناء مواسم الأمطار من المشكلات المتكررة التي تواجهها المدينة منذ سنوات. ويعزو الخبراء هذه المشكلة إلى عدة عوامل، منها:  

1. سوء تصميم شبكات الصرف الصحي: تعاني بغداد من شبكات صرف صحي قديمة وغير قادرة على استيعاب كميات المياه الكبيرة التي تتساقط خلال مواسم الأمطار الغزيرة.  

2. تراكم النفايات: يؤدي تراكم النفايات في الشوارع إلى سدّ فتحات الصرف الصحي، مما يمنع تصريف المياه بشكل صحيح.  

3. عدم وجود صيانة دورية: تفتقر البنية التحتية في بغداد إلى الصيانة الدورية، مما يجعلها غير قادرة على مواجهة التحديات الجوية المفاجئة.  

4. الفساد المالي والإداري: يشير مراقبون إلى أن الفساد المستشري في قطاع البلدية والجهات المسؤولة عن البنية التحتية هو أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الأزمات المتكررة. حيث يتم تحويل الأموال المخصصة لصيانة وتطوير البنية التحتية إلى مشاريع وهمية أو يتم إهدارها بشكل غير قانوني.  


السياسيون يتهمون بعضهم: اتهامات متبادلة دون محاسبة

في ظل هذه الأزمة، برزت ظاهرة اتهامات متبادلة بين السياسيين دون وجود إجراءات حقيقية لمحاسبة المتورطين. فقد وجه بعض أعضاء البرلمان اتهامات لمسؤولين في أمانة بغداد بتقاعسهم عن أداء مهامهم، بينما ردّ آخرون بالقول إن المشكلة تكمن في نقص التمويل والإمكانيات.  

وقال عضو مجلس النواب علي الربيعي في تصريح صحفي: "الفساد هو السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة، ولكن للأسف لا نرى أي إجراءات جادة لمحاسبة الفاسدين". وأضاف أن "السياسيين يتهمون بعضهم البعض، ولكن في النهاية لا يتم إدانة أحد، مما يجعل المواطن هو الضحية الوحيدة".  


مستقبل الإجراءات: خطط عاجلة ومراجعة شاملة

من المتوقع أن يعلن مجلس محافظة بغداد عن نتائج التقييم في الأيام القليلة المقبلة، مع احتمال اتخاذ إجراءات تأديبية ضد المسؤولين الذين ثبت تقصيرهم في أداء مهامهم. كما يُتوقع أن تقدم الحكومة المحلية خطة عاجلة لتحسين البنية التحتية، تشمل:  

- تحديث شبكات الصرف الصحي: من خلال إنشاء شبكات جديدة قادرة على استيعاب كميات المياه الكبيرة.  

- تنظيف الشوارع بشكل دوري: لتجنب تراكم النفايات التي تسدّ فتحات الصرف.  

- تعزيز الاستعدادات لمواسم الأمطار: من خلال توفير مضخات مياه إضافية وفرق عمل جاهزة للتدخل السريع في حالات الطوارئ.  

- محاربة الفساد: من خلال تشكيل لجان تحقيق مستقلة لمراجعة العقود والمشاريع المالية المتعلقة بقطاع البلدية.  


أزمة تكشف عن تحديات أكبر

تُسلط هذه الأزمة الضوء مرة أخرى على التحديات الكبيرة التي تواجهها بغداد في مجال إدارة البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية. وعلى الرغم من أن موجة الأمطار كانت السبب المباشر في غرق الشوارع، إلا أن الجذور الحقيقية للأزمة تكمن في الإهمال المزمن لصيانة البنية التحتية وعدم وجود استراتيجية واضحة لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية.  

يُنتظر أن تكون هذه الأزمة نقطة تحول في إدارة العاصمة، حيث يتعين على المسؤولين اتخاذ إجراءات جذرية لتحسين الخدمات وتجنب تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل. وفي الوقت نفسه، يبقى المواطنون في انتظار رؤية نتائج ملموسة على الأرض، بعيدًا عن التصريحات والوعود التي اعتادوا سماعها كل عام.


مقالات مشابهة

  • القضارف تعلن نتيجة الشهادة المتوسطة بنسبة نجاح 69.3%
  • بعد دعوات المقاطعة والهجوم.. مؤلف "معاوية" يتحدى المشاهدين
  • "المشغل الوطني للسفر" يتعاون مع "Expedia Group" لتعزيز التوزيع الرقمي للمنتجات السياحية العمانية
  • خلافات تشل البرلمان العراقي في رمضان.. المقاطعة مستمرة
  • هل أصبح أحمد الفيشاوي جدًا.. وماذا يربطه بالرئيس السوري أحمد الشرع؟
  • شوارع بغداد تغرق.. سنوات من الوعود لا حساب ولا نتيجة تُذكر
  • شوارع بغداد تغرق.. سنوات من الوعود لا حساب ولا نتيجة تُذكر - عاجل
  • أونتاريو تفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على صادرات الطاقة الأمريكية لمواجهة رسوم ترامب الجمركية
  • نتيجة زواج الأقارب
  • شقق الإسكان الاجتماعي.. موعد الإعلان عن نتيجة سكن لكل المصريين 5