مع تفاقم حِدة الأزمات الاقتصادية العالمية والصدمات المفاجئة في سلاسل التوريد العالمي بسبب جائحة كورونا والأزمة الچيوسياسية في أوكرانيا، فضلًا عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتأثيرها على الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، والتي ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية، طالب العديد من المؤسسات الدولية بالتوسع في مبادلة الديون من أجل العمل المناخي والتوسع في مشروعات التخفيف والتكيُّف مع التغيرات المناخية ودعم قدرتها على الصمود، وتخفيف حدة تأثير الأزمات الاقتصادية، فضلًا عن أن 20 مليون إفريقى مهددون بالانضمام إلى خط الفقر المدقع في حال تفاقم الأوضاع بالنسبة لـ16 دولة إفريقية مهددة بالدخول في مرحلة ضائقة الديون، حيث يشير تقييم الوضع الاقتصادي الإفريقي إلى وصول نحو 59% من الدول الإفريقية إلى مرحلة الإفلاس أو ضائقة الديون، الأمر الذي يؤكد أهمية التفعيل الناجح والفوري لأدوات التمويل المبتكر كمبادلة الديون الخارجية.

وتُعَد مبادلة الديون آلية لاستخدام مقابل الديون بالعملة المحلية وتخفيف الضغط على الدولار باعتماد مبادلة العملات في جزء الواردات المصرية، وإحدى الآليات المبتكرة لحشد الاستثمارات والتمويلات التنموية للمشروعات المدرجة في البرنامج والتي تتم صياغتها بشكل دقيق لكي يدمج بين جهود المناخ والتنمية، ومن خلال توقيع اتفاقيات يتم بموجبها مبادلة جزء من الديون المستحقة للدول شركاء التنمية، بهدف: تخفيف عبء الديون الخارجية، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تمويل المشروعات ذات الأولوية، ودعم جهود تحقيق الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، وهو عقد الشراكات لتحقيق الأهداف وفقًا للآلية التي يتم من خلالها استخدام مقابل الديون بالعملة المحلية في تمويل مشروعات تنموية متفق عليها بين الطرفين.

وتنفذ جمهورية مصر العربية برنامجَين رائدَين لمبادلة الديون من أجل التنمية، مع دولتَى إيطاليا وألمانيا، وتم البدء في البرنامج الأول مع الجانب الإيطالى عام 2001، ووصلت قيمته الإجمالية إلى نحو 350 مليون دولار لتغطية مجالات هامة تشمل كلًّا من الأمن الغذائي والزراعة والمجتمع المدني ومعالجة مياه الصرف الصحي، فكل المشروعات مصممة ومنفَّذة وفقًا للأچندة التنموية للحكومة المصرية وليست مفروضة عليها من أي جهة خارجية. وقد تم توقيع المرحلة الأولى من البرنامج عام 2001 بقيمة 149.09 مليون دولار، وتم استخدام المقابل المحلي للمبلغ بالكامل في تمويل 54 مشروعًا فى محافظات مصر. وتم توقيع المرحلة الثانية للبرنامج في عام 2007 وبلغت قيمتها 100 مليون دولار لتمويل 32 مشروعًا لمكافحة الفقر وخلق وظائف جديدة بتكاليف منخفضة من خلال نظام إدارة المخلَّفات وإنشاء محطة معالجة الصرف بمدينة الروبيكي. أما المرحلة الثالثة للبرنامج فتم توقيعها بـ100 مليون دولار في تمويل مشروعات الأمن الغذائي والتعليم والزراعة والمجتمع المدني والبيئة والحفاظ على التراث الحضاري. والبرنامج الثاني تم توقيعه مع ألمانيا عام 2011 بقيمة إجمالية 240 مليون يورو، ويركز على قطاعات هامة للتغيُّر المناخي مثل كفاءة استخدام الطاقة إلى جانب جودة التعليم. ووقَّعت مصر والصين في 19 أكتوبر 2023 مذكرة تفاهم لمبادلة الديون مع الصين بأكثر من 15 مليار دولار في إنتاج الوقود الأخضر والتصنيع وإنشاء المرحلتين الثالثة والرابعة من مشروع القطار الكهربائي الخفيف. وتعمل وزارة التعاون الدولي المصري (كونها الجهة المنوطة بتعزيز الجهود المشتركة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين وفقًا للقرار الجمهوري رقم 303 الصادر عام 2004) على تعزيز التوسع في برامج مبادلة الديون من أجل التنمية مع دول أخرى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مبادلة الدیون من أجل ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

بعد الهجوم على ‘إسبريسو لاب’: حزب العدالة والتنمية يحذر أوزغور أوزيل من العواقب السياسية

بعد الهجوم الذي تعرض له “إسبريسو لاب” عقب دعوة زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، لمقاطعة المكان، خرج المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشيليك، بتصريحات قاسية ضد أوزغور أوزيل. ودعا جليك حزب الشعب الجمهوري إلى التحلي بالحكمة، قائلاً: “أوزغور أوزيل يبحث عن وصاية خارجية، لقد فقد السيطرة!”

وقد أثارت دعوة المقاطعة التي أطلقها أوزغور أوزيل الفوضى في البلاد، حيث تعرض عدد من الأشخاص في “إسبريسو لاب” إلى هجوم لفظي وبدني من قبل مجموعة من المتظاهرين بعد تجمعهم في مالتيبي. وقد شهدت الواقعة تطاير الكراسي في الهواء، مما أسفر عن اعتقال أربعة أشخاص. في هذه الأثناء، جاء النداء من حزب العدالة والتنمية للحكمة ووضع حد لهذه الاستفزازات.

وفي تصريح له عبر قناة تلفزيونية، قال تشليك:

“الدمار الذي أحدثه هو سياسة، وأدعو إلى الحكمة”
وأضاف تشيليك: “التاريخ السياسي التركي شهد العديد من النقاشات الحادة والانقسامات الكبيرة، لكن ما فعله أوزغور أوزيل من استهداف وتحريض على خلق بيئة تسمح بالاعتداءات هو أمر غير مسبوق. أوزغور أوزيل يحرض بشكل غير مسؤول، وهذه سياسة دمار. أنا أدعوه للتحلي بالحكمة. زعيم حزب الشعب الجمهوري فقد السيطرة.”

اقرأ أيضا

الخطوط الجوية التركية تعلن عن 395 رحلة إضافية خلال عطلة عيد…

الجمعة 28 مارس 2025

“هجوم على أماكن عامة ووجود عائلات”
وتابع تشيليك في تصريحاته قائلاً: “الأحزاب السياسية قد تعبر عن معارضتها لبعضها البعض أو تقاطع الاجتماعات، لكن أوزغور أوزيل يميز بين الأماكن العامة. كنا نركز دائمًا على الحفاظ على الوحدة في بلادنا وعدم إثارة الانقسامات الطائفية أو العرقية، لكن لم يخطر ببال أحد أن استهداف أماكن بيع الكتب أو الأماكن التي يتناول فيها الناس القهوة سيؤدي إلى إثارة هذا النوع من الانقسام السياسي.”

وأضاف: “مجموعة من المحرضين تهاجم أماكن القهوة التي يرتادها الناس، حيث توجد عائلات، نساء، أطفال، وشباب. قد يحدث أي شيء. والمحفز لهذه الفتنة هو أوزغور أوزيل. واليوم ما زال يواصل نفس الخطاب، وهذا أمر خطير.”

مقالات مشابهة

  • خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في القمامة!
  • البلاد تدخل دائرة التغيير المناخي: انخفاض مفاجئ بدرجات الحرارة وأمطار رعدية في نيسان - عاجل
  • ضغط متوقع على أسعار النفط في 2025 وسط التقلبات الاقتصادية
  • غرامة 162 مليون دولار لشركة آبل في فرنسا
  • إيلون ماسك يوزع شيكات بقيمة مليون دولار على الناخبين وسط سباق انتخابات المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن
  • شخص يزعم تعرضه للضرب فى قنا للتهرب من الديون.. التفاصيل
  • بعد الهجوم على ‘إسبريسو لاب’: حزب العدالة والتنمية يحذر أوزغور أوزيل من العواقب السياسية
  • لمنتدى المغربي للتواصل والتنمية يحتفل بعيد الفطر في نسخته الثالثة بمراكش
  • المدعي العام لولاية ويسكونسن يرفع دعوى قضائية لمنع إيلون ماسك من التبرع بمبلغ 2 مليون دولار في الانتخابات
  • غوغل ستدفع 100 مليون دولار لتسوية نزاع قضائي دام 14 عامًا