جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-11@13:34:07 GMT

الملف الشائك

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

الملف الشائك

 

محمد بن رامس الرواس

 

تعتز الشعوب المحتلة بمشارق الأرض ومغاربها بنضال وتضحيات رجال المُقاومة من أبنائها، ولا تبالي بما يدفعونه من أثمان باهظة طلبًا لنيل حرية أوطانهم .

وعلى مدى 80 عامًا قدم المقاوم الفلسطيني دماءه رخيصة وبذلها بكل رضا لأجل أن يتحرر المسجد الأقصى السليب والأرض الفلسطينية المحتلة من جور الاحتلال الإسرائيلي، ولقد ظلت المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها تسعى لهذا الهدف فمنهم من قضى نحبه ومنهم من زج به في غياهب السجون .

والأسرى الفلسطينيون لدى ذويهم ووطنهم أيقونات للحرية والنضال وإخراجهم من أبسط الواجبات التي تقع على عاتق أبناء فلسطين جميعًا، ولا يخفى على أحد أن عدد من دخل السجون الإسرائيلية على مر العقود الثمانية الفائتة بلغ مليون فلسطيني فلقد كانت الاعتقالات من أكثر الممارسات الإسرائيلية التي درج على اتباعها بهدف بث روح الخوف واليأس والقنوط بقلوب أهل فلسطين، وهي سجون يقاسي فيها الأسرى شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي بعيدا عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، من أجل ذلك أصبح لدى الفلسطينيين يوم وطنيًا للأسرى (يوم الأسير) لتظل قضيته حية فلسطينًا ودوليًا .

وإذا عدنا قليلًا إلى الوراء لنلقي نظرة على ملف الأسرى نجد أنه في العام 1985م تم إطلاق سراح 1150 سجينا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح 3 جنود إسرائيليين، ثم جاءت بعد ذلك حادثة الأسير الإسرائيلي "جلعاد شاليط" 2006م الذي تم إطلاق سراحه بعد مفاوضات طويلة استمرت لمدة خمس سنوات مقابل نيل 1000 أسير فلسطيني حريتهم، واليوم تتحدث كتائب عزالدين القسام عن وجود 250 أسيرا إسرائيليا في قبضة المقاومة بشتى فصائلها بينما يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين الحاليين بنحو 5200 أسير، وبالأمس القريب على لسان المتحدث الرسمي لها قدمت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" صفقة تبادل أسرى يطلق من خلالها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي جميع الأسرى (تصفير الأسرى) .

 لقد كانت ضربة المعلم الاستباقية للمقاومة الفلسطينية يوم أن ألقت القبض على ما يقارب 250 أسيرا إسرائيليا في السابع من أكتوبر، هذا بخلاف احتجازها عددا من جنسيات مختلفة تصادف وجودهم في مدن غلاف غزة يومها، فتحرير الأسرى أمر توليه المقاومة بشتى فصائلها بالغ الاهتمام لأجل التخفيف من معاناتهم ومعاناة ذويهم، فليس هناك بيت فلسطيني إلا وله أب أو أم أو أخ أو أخت أو قريب ممن دخل زنازين الاحتلال.

ولتتضح لنا الصورة جلية للمعاملة التي يتلقاها الأسرى الفلسطينيون بالسجون الإسرائيلية فلابد من تسليط الضوء على الحرمان الذي يتلقونه وقطع التواصل مع ذويهم، وحتى لقاء المحامين لأجل نيل أبسط الحقوق سواء من مشورة قبل التوقيع على أية اعترافات أو التحدث عما يعانونه، هذا بجانب عزلتهم التامة في سجون شبه انفرادية يقاسون فيها شتى أنواع التنكيل والتعذيب الممنهج، وهذا الأمر ينطبق على غالبية الأسرى وتحديدًا من العام 2005م والهدف معلوم بالطبع حتى لا يحصل السجين على رصد لحالته الصحية والنفسية، ومما يدمي القلب أن منهم مرضى يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان فيتركون دون علاج يكابدون الأمهم دون رأفة أو رحمة إنسانية، وبالتالي من خلال هذه الماسي وغيرها الكثير يعتقد الكيان الإسرائيلي أنه سيصل بهؤلاء الأسرى الى أعلى درجات مشاعر اليأس والقنوط والخوف، لكن ما يحدث أنهم يخرجون من السجون وكلهم قوة وإيمان بقضيتهم .

لقد كان من بين ممن اعتقل عام 1948م الأسير "كريم يونس" الذي لم يفرج عنه إلا خلال صفقة "شاليط" هذا بخلاف الكثير منهم ممن طال بهم الأمد وهم ينتظرون فرج المولى عز وجل هذه الأيام من خلال معركة طوفان الأقصى وما ستفضي إليه صفقة الأسرى وما سينتهي إليه ملف الأسرى الشائك.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هيئة البث الإسرائيلية: أزمة المساعدات الإنسانية بغزة ستحل السبت المقبل

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الإثنين، بأن أزمة المساعدات الإنسانية بشأن اتفاق وقف النار بغزة ستحل السبت المقبل، وفقًا لقناة العربية.

 

بن غفير: يجب الرد على إعلان حماس بالقصف المكثف على غزة برا وجوا بن غفير يدعو إلى شن هجوم ناري على قطاع غزة


فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري الآن تقييما للوضع بشأن الصفقة بعد تصريحات حماس"، مشيرة إلى أنه ينوي تقديم موعد اجتماع الكابينت إلى صباح غد.
وأكد مكتب نتنياهو، في بيان له، أن "إسرائيل مصرة على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار كما هو مكتوب وتنظر إلى أي انتهاك بجدية".


من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "إعلان حماس التوقف عن إطلاق سراح المختطفين يعد خرقا كاملا لاتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد بأقصى درجات التأهب لأي سيناريو محتمل في غزة.


من جانبه، أكد وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، إن "الرد الوحيد على بيان حماس يجب أن يكون هجوما ناريا واسعا من الجو والبر ووقف كل أشكال المساعدات لغزة"، مشددا على ضرورة العودة إلى الحرب والتدمير.


وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، في تصريحات للقناة الـ14 الإسرائيلية، إن إسرائيل جاهزة للعودة إلى الحرب فورا، مؤكدا أن "حماس ستدفع ثمنا باهظا في ظل التطورات في موقفها"، محذرا من أنه "إذا لم يعد المختطفيين يوم السبت فالرد الإسرائيلي سيكون قويا"


أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في وقت سابق، تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم، يوم السبت المقبل، حتى إشعار آخر، نتيجة "انتهاك إسرائيل لبنود اتفاق الهدنة".

وقال المتحدث باسم "كتائب القسام" في بيان: "راقبت قيادة المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق؛ من تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار، في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات.

تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة


وتابع البيان: "وعليه سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".


يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دخل في مرحلته الأولى، التي تمتد لستة أسابيع (42 يوما)، حيز التنفيذ يوم الأحد، 19 يناير الماضي.

وأصدرت حركة "حماس" بيانا مساء يوم الاثنين، عقب إعلان الناطق باسم جناحها العسكري أبو عبيدة وقف عمليات تبادل الأسرى، أكدت فيه التزامها ببنود الاتفاق ما التزمت به الحكومة الإسرائيلية.

وبحسب"روسيا اليوم"، قالت الحركة في بيان، "لقد نفذت حماس كل ما عليها من التزامات بدقة وبالمواعيد المحددة"، مشيرة إلى أن "الاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق"، وسجل العديد من الخروقات، والتي شملت:

تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

استهداف أبناء شعبنا بالقصف وإطلاق النار عليهم، وقتل العديد منهم في مختلف مناطق القطاع.

إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث.

تأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

وشددت الحركة على أنها "أحصت تجاوزات الاحتلال، وزودت الوسطاء بها أولا بأول، لكن الاحتلال واصل تجاوزاته"، ودعت "حماس" للالتزام الدقيق بالاتفاق، وعدم إخضاعه للانتقائية، بتقديم الأقل أهمية وتأخير وإعاقة الأكثر إلحاحا وأهمية.

وأكدت أن "تأجيل إطلاق الأسرى هي رسالة تحذيرية للاحتلال، وللضغط باتجاه الالتزام الدقيق ببنود الاتفاق"، لافتة إلى أن "تعمد أن يكون هذا الإعلان قبل خمسة أيام كاملة من موعد تسليم الأسرى، إنما هو  لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية، للضغط على الاحتلال لتنفيذ ما عليه من التزامات، ولإبقاء الباب مفتوحاً لتنفيذ التبادل في موعده إذا التزم الاحتلال بما عليه".

مقالات مشابهة

  • هآرتس: تصريحات ترامب قد تفجر صفقة وقف إطلاق النار
  • صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تكثف ضغوطها على الحكومة لإتمام صفقة التبادل
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يحمل نتنياهو مسؤولية تأجيل إطلاق المحتجزين
  • هيئة البث الإسرائيلية: أزمة المساعدات الإنسانية بغزة ستحل السبت المقبل
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين يغلقون شارعا في تل أبيب بعد تعليق صفقة التبادل
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: رفع حالة التأهب في غزة ولبنان بعد بيان حماس
  • شؤون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 580 فلسطينيًّا الشهر الماضي
  • أطفال فلسطين في مرمى الاعتقالات الإسرائيلية.. و«شؤون الأسرى»: انتهاك للمواثيق الدولية
  • حكاية أسير فلسطيني رفض الخروج من سجون إسرائيل بصفقة التبادل.. «تمسك بالوطن»