كيف تبدو الحياة في نيالا بعد سيطرة الدعم السريع عليها؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
سيطرت قوات الدعم السريع، الأسبوع الماضي، على نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بعد انحساب الفرقة الـ16 التابعة للجيش السوداني من المدينة عقب أشهر من المواجهات والقصف المتبادل، ما يعد نقطة تحول في الحرب الممتدة منذ قرابة 7 أشهر.
التغيير: وكالات
وشهدت نيالا موجات من القتال العنيف، أودى القصف الجوي والمدفعي بحياة العشرات، ودمر منازل المدنيين وعطّل الخدمات الأساسية، فيما نزح ما لا يقل عن 670 ألف شخص من سكان ولاية جنوب دارفور من منازلهم، بحسب وكالة “رويترز”.
وخلال عمر المواجهات بين الجيش والدعم السريع تعطلت أجزاء من المدينة بسبب القتال، وتوقف سوقها الكبير من العمل، إلى جانب معظم المستشفيات.
ولا تملك الجهات الرسمية تقديرات بشأن عدد الضحايا، بسبب صعوبة الوصول إلى الجثامين، والتي كانت في ساحة المعركة التي دارت في محيط قيادة الفرقة الـ16 وأحياء سكنية متاخمة لها مثل “الجير” و”النهضة”.
وشاهد من بقي من سكان نيالا الذي نزح معظمهم إلى خارج المدينة، واقعاً جديداً بعد أن حاولوا الخروج لتقصي الأوضاع، ورؤية الدمار الذي طال المدينة جراء الاشتباكات التي استمرت أشهراً.
أحد سكان نيالا قال لـ”الشرق” إن “جميع سكان أحياء النهضة والجير وأحياء أخرى قريبة من قيادة الفرقة الـ16 في حالة هلع وخوف من بطش الدعم السريع عقب سيطرته على كل المدينة”.
ولفت إلى أنه “تم اعتقال عدد من شباب المدينة بحجة اتهامهم بالتعاون مع استخبارات الجيش، أو بتهمة حفر متاريس في مداخل الأحياء لمنع تقدم الدعم السريع”.
وذكر المصدر أن “هذه المتاريس كانت لمنع اللصوص والمتفلتين من التوغل لأحيائنا وسرقتها”، لافتاً إلى “وجود ارتكازات للدعم السريع حالياً في كل أجزاء المدينة حيث يُدَقَّق في الهويات والوجهات”.
وأوضح علي أن “النزوح مستمر لخارج المدينة، وذلك بمعاونة القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة أو بصورة فردية”، لكنه أضاف: “هناك كثير من سكان نيالا يتواجدون فيها، إما خوفاً من الخروج أو لعدم القدرة المالية”.
مواطن آخر من سكان نيالا وصف الأوضاع بـ”الصعبة خلال أول يومين عقب خروج الجيش”، وقال: “شهدت المدينة حالات نهب واسعة، إلا أن الأوضاع تبدلت وتتجه نحو الهدوء، وبدأ الناس يعودون إلى نشاطهم، كما أن لدي معلومات بأن هناك محاولة لتشغيل مستشفى نيالا التعليمي بمشاركة مجموعة من الأطباء بالمدينة لاستقبال المرضى والجرحى”.
وفي أعقاب دخولها مقر قيادة الفرقة الـ16، سارعت قوات الدعم السريع بدعوة المواطنين إلى عدم الهلع والعودة إلى حياتهم الطبيعية، وذلك عبر مخاطبة لقائد ثاني قوات السريع عبد الرحيم دقلو، والذي كان يقود المعارك، وحشد لها وفق شهود عيان، مجموعات قبلية مناصرة للدعم السريع في الإقليم.
نقطة تحول
وقد تشكل السيطرة على عاصمة ولاية جنوب دارفور في غرب السودان نقطة تحول في الحرب الممتدة منذ قرابة 7 أشهر، وتأتي في وقت من المقرر أن يستأنف فيه الجيش السوداني والدعم السريع المفاوضات في مدينة جدة السعودية.
وتعد مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد الخرطوم، وتبعد عنها حوالي ألف كيلو، وتتقاطع عندها الطرق من شرق وغرب دارفور وشمالها.
كذلك، لدى ولاية جنوب دارفور حدوداً برية مع دولتي جنوب السودان وإفريقيا الوسطى ما يزيد أهمية المدينة التي تملك مطاراً إلى جانب موقعها الاستراتيجي في حركة النقل البري بين مدن الولاية وبقية أجزاء إقليم دارفور مترامي الأطراف.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ولایة جنوب دارفور الدعم السریع من سکان
إقرأ أيضاً:
مناوي يكشف عن اتفاق بين الدعم السريع والأمم المتحدة لتهجير سكان الفاشر
بورتسودان: السوداني/ كشف حاكم إقليم دارفور، مني اركو مناوي، أن مليشيا الدعم السريع تقوم بمخطط لتهجير المواطنين في مدينة الفاشر ومخيم زمزم عبر تضليلهم بواسطة الحركات الموالية المؤجرة من قبلهم وتكثيف القصف والقتل في وسط المواطنين، ولفت إلى أن الأسوأ من هذا أن نائب قائد الدعم السريع لقادة الحركات الموالية له، كشف بأنه متفق مع “المنظمات الأممية” لنقل المواطنين بواسطة المركبات التي توفرها المنظمات لجهات يوجّهونها هم”.
وأضاف مناوي فى منشور له على منصة فيس بوك اليوم: “كما تعهد لهم بدفع مقابل ذلك مالاً ولوجستياً لتثبيت الأماكن التي يحددونها للنازحين. طبعاً هذا تكرار لتجربة بوابة كبكابية. وهي تجربة مُرة قد خاضوها مع ذات الحركات وانتهت المؤامرة بالقتل والنهب واختطاف الأسر بكاملها مع إطلاق سراحهم بالفدية”.
وتابع: “لذلك أتوجه بالدعوة للنازحين في زمزم والفاشر بعدم الانصياع لهذا المخطط الخبيث الذي يتورط فيه أقرب أبنائكم المعروفين”.
وأمس، طلب عضو مجلس السيادة الانتقالي ـ مساعد قائد الجيش السوداني الفريق إبراهيم جابر من الأمم المتحدة أن تقوم بنقل المواطنين فى مخيمات أبو شوك ومدينة الفاشر.
ووفقاً للمتحدث باسم الحكومة خالد الإعيسر، فإنّ الحكومة طلبت أن تقوم الامم المتحدة عبر طيرانها وناقلاتها وعليها ديباجة الأمم المتحدة بنقل النازحين.