لجريدة عمان:
2024-12-22@15:24:26 GMT

كلام فنون : أين موسيقانا من موسيقى الهند وإيران؟

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

أعتقد أننا في هذه المنطقة وخاصة الجناح الشرقي للجزيرة العربية نجاور أمتين عظيمتين هما إيران والهند اللتان تمتلكان تراثا ثقافيا موسيقيا هائلا، ورغم العوائق الجغرافية التي تفصلنا عنهما، إذ علينا أن نخوض البحر للوصول إليهما، إلا أن الأطراف العُمانية والإيرانية والهندية وصلت إلى بعضها وكوّنت منذ أزمنة غابرة علاقات استفاد منها الجميع.

غير أن هذه العلاقات القوية التي كانت ولا تزال في المجالات الاقتصادية والسياسية لا تناظرها صلات ثقافية موسيقية بنفس حجم تلك العلاقات وعمرها الزمني من وجهة نظري. والصلات الثقافية مع الموسيقى الفارسية وصلت إلينا عبر واضعي أسماء المقامات والدرجات النغمية للموسيقى العربية. إن العلاقات والصلات الموسيقية بيننا وبين هذه الشعوب المجاورة لا تعكس في رأي عمق الجوار الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والاجتماعي معها.

وهذا لا يعني أن تكون موسيقانا هندية أو إيرانية، فهذا ليس هو القصد، ولكني حينما أقارن بين قوة حضور وتأثير الموسيقات الثلاث في محيطنا الجيوثقافي أجد موسيقانا هي الأضعف، مع أننا لسنا مجتمعا قليل الفعالية أو حديث التاريخ والحضور السياسي والاجتماعي في هذه المنطقة.

نحن اليوم بالتأكيد قادرون على فعل الكثير، وفي موسيقانا عناصر قوة كثيرة بسبب خصائصها الفنية المتنوعة، ومع شيء من التنظيم والتخطيط والتصميم يمكننا صناعة قوتنا الموسيقية الناعمة في محيطنا الجيوثقافي على الأقل. من هنا أطمع وأطمح إلى إصلاح هذا الخطأ التاريخي -إذا كان هناك خطأ- وتعظيم نشاطنا الموسيقي المعرفي بيننا وشعوب الحضارات العظيمة المجاورة لنا في الهند وإيران في الحاضر والمستقبل. ولعل تنويع برامج الحفلات الموسيقية التي تنظمها المؤسسات ذات الصلة نحو مجالات موسيقية أخرى كالمؤتمرات والملتقيات، والنشر والتوثيق المعرفي الموسيقي، وبصفة خاصة برامج وأنشطة رفع الكفاءة الموسيقية ورعاية المواهب في الاختصاصات المختلفة سيعود بالنفع العميق على تنمية قدرات الشباب الموسيقي العُماني واكتساب المعارف والمهارات الموسيقية الشرقية والغربية العالية.

خلال عملي في إدارة مؤسسة موسيقية عُمانية كنت أقابل باحثين من أوروبا وأمريكا واليابان يقطعون المسافات البعيدة إلى هذه المنطقة لدراسة موسيقانا وتراثنا، وفي المقابل لم أقابل أي باحث موسيقي جاء من الهند أو إيران له اهتمامات معرفية كما هو الحال مع الأوروبيين والأمريكيين بصفة خاصة، ومن جانبنا لم نتمكن من اعتماد برامج زيارات موسيقية إلى تلك البلاد لأسباب كثيرة. من هنا تساءلت مرة في واحد من مقالاتي عن سبب الكسل المعرفي المتوارث والمتبادل بيننا وجيراننا في هذا الشأن؟ وهذا القصور في التوق إلى معرفة موسيقى الآخر لا ينحصر علينا في عُمان فقط بل هو ممتد كذلك إلى طرفي الخليج العربي/ الإيراني، بحيث لا أجد ذلك النشاط الموسيقي القوي سواء في الممارسة أو المعرفة النظرية بين هذه الأطراف قديما أو حديثا باستثناء تلك العبارات الغامضة التي يكررها الجميع ويستنسخها عن تأثير عمال فرس في بعض أغاني المدينة ومكة ومن خلالها إلى الغناء العربي الإسلامي المتقن في بداية نشأته في الحجاز قبيل نهاية القرن الهجري الأول.

نحن أطراف حضارية كبيرة في هذه المنطقة العريقة من العالم القديم، ساهم جميعنا ويساهم في العديد من الإنجازات العالمية، ولكن للأسف نجهل موسيقى بعضنا البعض، وهذه معادلة غير مناسبة لأدوارنا القديمة والحديثة والمستقبلية من وجهة نظري على الأقل.

ومن الملاحظ أن الفنان والشاعر الكويتي عبد الله الفرج مؤسس الغناء الكويتي في القرن التاسع عشر كان قد تعلم العزف والغناء في الهند، غير أنه جلب معه إلى الكويت الكثير من الغناء العربي اليمني مع آلتيه القنبوس والمرواس التاريخيتين. ولا أعلم أي تأثير هندي في غناء هذا الفنان الذي عاد إلى وطنه الكويت لأسباب اقتصادية كما حصل مثلا في حضرموت مع محمد جمعة خان في القرن العشرين. أما في مدينة صحار العُمانية فيعتقد مثلا: أن غناء الباكت المنقرض تقريبا يعود إلى تأثير فارسي قديم ظل متوارثا في هذه المدينة العريقة التي تعرف كبوابة الشرق وكانت دائما منفتحة على مختلف الثقافات الشرقية خاصة. وعلى كل حال أبوابنا الموسيقية كانت شبه مسدودة، إلا عن الرياح الإفريقية الشرقية، والسبب في ذلك ربما يعود إلى أن معظم الفئات العمالية البسيطة كانت تنحدر من تلك البلاد، ويقع عليها الكثير من العمل اليومي، ومع ذلك هي أكثر حماسا ونشاطا تجاه ممارسة الغناء والرقص وضرب الإيقاعات، ولها فنون موسيقية عديدة في تراثنا مثل: الميدان، والليوا، والمكوارة، والطنبرة / الطنبورة وغيرها.

مسلم الكثيري موسيقي وباحث

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المنطقة فی هذه

إقرأ أيضاً:

2025.. عام الحساب بين نتانياهو وإيران

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن عام 2025 سيكون عام الحساب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإيران التي تعد العدو اللدود لبلاده.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن نتانياهو على استعداد لتعزيز أهدافه الاستراتيجية وتشديد سيطرته العسكرية على غزة، وإحباط الطموحات النووية الإيرانية، والاستفادة من تفكيك حلفاء طهران وهم حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

انتصارات نتانياهو

وأشار تحليل للصحيفة إلى أن انهيار الأسد، والقضاء على كبار قادة حماس وحزب الله، وتدمير بنيتهما العسكرية، يمثل سلسلة من الانتصارات الضخمة لنتانياهو.
ويقول مراقبو الشرق الأوسط إن إيران تواجه خياراً صعباً: إما أن تستمر في برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تقلص أنشطتها الذرية وتوافق على المفاوضات.
وقال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "إن إيران معرضة بشدة لهجوم إسرائيلي، وخاصة ضد برنامجها النووي. ولن أتفاجأ إذا فعلت إسرائيل ذلك، ولكن هذا لا يعني التخلص من إيران".
ومن جانبه قال المحلل الفلسطيني غسان الخطيب في إشارة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب: "إذا لم يتراجع الإيرانيون، فقد يضرب ترامب ونتانياهو إيران، حيث لا شيء يمنعهم الآن". وزعم الخطيب أن القيادة الإيرانية، التي أظهرت براجماتية في الماضي، قد تكون على استعداد للتنازل لتجنب المواجهة العسكرية.

Analysis | 2025 will be a year of reckoning for Benjamin Netanyahu as the Israeli leader is set to cement his strategic goals: tightening control over Gaza, thwarting Iran's nuclear ambitions, and capitalizing on the dismantling of Tehran's allies.https://t.co/ARyx6CXtHi

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) December 20, 2024 تحجيم إيران

ومن المرجح أن يشدد ترامب، الذي انسحب من اتفاق عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية بهدف الحد من أهداف طهران النووية، العقوبات على صناعة النفط الإيرانية على الرغم من الدعوات للعودة إلى المفاوضات من المنتقدين الذين يرون الدبلوماسية كسياسة أكثر فعالية على المدى الطويل.

ووسط الاضطرابات في إيران وغزة، ستلعب محاكمة نتانياهو طويلة الأمد في قضايا الفساد، والتي استؤنفت في ديسمبر (كانون الأول)، دوراً حاسماً في تشكيل إرثه. وللمرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة في عام 2023، تولى نتانياهو إجراءات مجلس الحرب التي قسمت الإسرائيليين بشدة.

ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، من المرجح أن يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس التي استمرت 14 شهرًا في غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، وفقاً لمصادر قريبة من المفاوضات.

ولكن غزة ستظل تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في غياب خطة أمريكية بعد الحرب لإسرائيل للتنازل عن السلطة للسلطة الفلسطينية، والتي يرفضها نتانياهو. وأظهرت الدول العربية القليل من الميل للضغط على إسرائيل للتنازل أو دفع السلطة الفلسطينية المتدهورة لإصلاح قيادتها لتولي السلطة.

وبالنسبة لنتانياهو، فإن مثل هذه النتيجة ستمثل انتصاراً استراتيجياً، وترسيخاً للوضع الراهن الذي يتماشى مع رؤيته: منع قيام الدولة الفلسطينية مع ضمان سيطرة إسرائيل طويلة الأمد على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

نتانياهو يلمح إلى فتح "جبهة ثامنة" للحرب الإسرائيلية - موقع 24قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اليوم الأربعاء، في كلمة ألقاها أمام الكنيست: "نحن نخوض حرباً على 7 جبهات، وربما تنضم إليها جبهة أخرى"، دون أن يذكر ما يعنيه بتلك الجبهة الجديدة.

واندلعت حرب غزة عندما اقتحم عناصر حماس إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.

وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري أسفر عن مقتل 45 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، ونزوح 1.2 مليون شخص.

مقالات مشابهة

  • ختام مهرجان الأنشطة للتشكيلات الموسيقية بجامعة بني سويف
  • أمير الكويت ورئيس وزراء الهند يبحثان المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
  • لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال
  • حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي ضمن مهرجان “بين ثقافتين” في الرياض
  • رئيس وزراء الهند: نواصل دعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة
  • فنون السيرك تبهر زوار «مهرجان الشيخ زايد»
  • قصور الثقافة تفتتح مهرجان فنون القناطر الخيرية
  • 2025.. عام الحساب بين نتانياهو وإيران
  • موعد عودة مدحت شلبي إلى الشاشة بعد الوعكة الصحية.. 10 أيام بدون كلام نهائيا