لجريدة عمان:
2024-07-06@17:36:04 GMT

كلام فنون : أين موسيقانا من موسيقى الهند وإيران؟

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

أعتقد أننا في هذه المنطقة وخاصة الجناح الشرقي للجزيرة العربية نجاور أمتين عظيمتين هما إيران والهند اللتان تمتلكان تراثا ثقافيا موسيقيا هائلا، ورغم العوائق الجغرافية التي تفصلنا عنهما، إذ علينا أن نخوض البحر للوصول إليهما، إلا أن الأطراف العُمانية والإيرانية والهندية وصلت إلى بعضها وكوّنت منذ أزمنة غابرة علاقات استفاد منها الجميع.

غير أن هذه العلاقات القوية التي كانت ولا تزال في المجالات الاقتصادية والسياسية لا تناظرها صلات ثقافية موسيقية بنفس حجم تلك العلاقات وعمرها الزمني من وجهة نظري. والصلات الثقافية مع الموسيقى الفارسية وصلت إلينا عبر واضعي أسماء المقامات والدرجات النغمية للموسيقى العربية. إن العلاقات والصلات الموسيقية بيننا وبين هذه الشعوب المجاورة لا تعكس في رأي عمق الجوار الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والاجتماعي معها.

وهذا لا يعني أن تكون موسيقانا هندية أو إيرانية، فهذا ليس هو القصد، ولكني حينما أقارن بين قوة حضور وتأثير الموسيقات الثلاث في محيطنا الجيوثقافي أجد موسيقانا هي الأضعف، مع أننا لسنا مجتمعا قليل الفعالية أو حديث التاريخ والحضور السياسي والاجتماعي في هذه المنطقة.

نحن اليوم بالتأكيد قادرون على فعل الكثير، وفي موسيقانا عناصر قوة كثيرة بسبب خصائصها الفنية المتنوعة، ومع شيء من التنظيم والتخطيط والتصميم يمكننا صناعة قوتنا الموسيقية الناعمة في محيطنا الجيوثقافي على الأقل. من هنا أطمع وأطمح إلى إصلاح هذا الخطأ التاريخي -إذا كان هناك خطأ- وتعظيم نشاطنا الموسيقي المعرفي بيننا وشعوب الحضارات العظيمة المجاورة لنا في الهند وإيران في الحاضر والمستقبل. ولعل تنويع برامج الحفلات الموسيقية التي تنظمها المؤسسات ذات الصلة نحو مجالات موسيقية أخرى كالمؤتمرات والملتقيات، والنشر والتوثيق المعرفي الموسيقي، وبصفة خاصة برامج وأنشطة رفع الكفاءة الموسيقية ورعاية المواهب في الاختصاصات المختلفة سيعود بالنفع العميق على تنمية قدرات الشباب الموسيقي العُماني واكتساب المعارف والمهارات الموسيقية الشرقية والغربية العالية.

خلال عملي في إدارة مؤسسة موسيقية عُمانية كنت أقابل باحثين من أوروبا وأمريكا واليابان يقطعون المسافات البعيدة إلى هذه المنطقة لدراسة موسيقانا وتراثنا، وفي المقابل لم أقابل أي باحث موسيقي جاء من الهند أو إيران له اهتمامات معرفية كما هو الحال مع الأوروبيين والأمريكيين بصفة خاصة، ومن جانبنا لم نتمكن من اعتماد برامج زيارات موسيقية إلى تلك البلاد لأسباب كثيرة. من هنا تساءلت مرة في واحد من مقالاتي عن سبب الكسل المعرفي المتوارث والمتبادل بيننا وجيراننا في هذا الشأن؟ وهذا القصور في التوق إلى معرفة موسيقى الآخر لا ينحصر علينا في عُمان فقط بل هو ممتد كذلك إلى طرفي الخليج العربي/ الإيراني، بحيث لا أجد ذلك النشاط الموسيقي القوي سواء في الممارسة أو المعرفة النظرية بين هذه الأطراف قديما أو حديثا باستثناء تلك العبارات الغامضة التي يكررها الجميع ويستنسخها عن تأثير عمال فرس في بعض أغاني المدينة ومكة ومن خلالها إلى الغناء العربي الإسلامي المتقن في بداية نشأته في الحجاز قبيل نهاية القرن الهجري الأول.

نحن أطراف حضارية كبيرة في هذه المنطقة العريقة من العالم القديم، ساهم جميعنا ويساهم في العديد من الإنجازات العالمية، ولكن للأسف نجهل موسيقى بعضنا البعض، وهذه معادلة غير مناسبة لأدوارنا القديمة والحديثة والمستقبلية من وجهة نظري على الأقل.

ومن الملاحظ أن الفنان والشاعر الكويتي عبد الله الفرج مؤسس الغناء الكويتي في القرن التاسع عشر كان قد تعلم العزف والغناء في الهند، غير أنه جلب معه إلى الكويت الكثير من الغناء العربي اليمني مع آلتيه القنبوس والمرواس التاريخيتين. ولا أعلم أي تأثير هندي في غناء هذا الفنان الذي عاد إلى وطنه الكويت لأسباب اقتصادية كما حصل مثلا في حضرموت مع محمد جمعة خان في القرن العشرين. أما في مدينة صحار العُمانية فيعتقد مثلا: أن غناء الباكت المنقرض تقريبا يعود إلى تأثير فارسي قديم ظل متوارثا في هذه المدينة العريقة التي تعرف كبوابة الشرق وكانت دائما منفتحة على مختلف الثقافات الشرقية خاصة. وعلى كل حال أبوابنا الموسيقية كانت شبه مسدودة، إلا عن الرياح الإفريقية الشرقية، والسبب في ذلك ربما يعود إلى أن معظم الفئات العمالية البسيطة كانت تنحدر من تلك البلاد، ويقع عليها الكثير من العمل اليومي، ومع ذلك هي أكثر حماسا ونشاطا تجاه ممارسة الغناء والرقص وضرب الإيقاعات، ولها فنون موسيقية عديدة في تراثنا مثل: الميدان، والليوا، والمكوارة، والطنبرة / الطنبورة وغيرها.

مسلم الكثيري موسيقي وباحث

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المنطقة فی هذه

إقرأ أيضاً:

ولادة متعثرة لسيدة هندية على ظهر مركب وسط الفيضانات الخطيرة.. ماذا حدث للطفل؟

على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة الشديدة التي تشهدها البلاد في مختلف دول العالم، إلا أن إحدى المناطق في الهند، شهدت فيضانات غير مسبوقة، تسببت في غرق المنطقة بالكامل، ما دفع الأهالي إلى استخدام قوارب للتنقل من مكان لآخر، وبسبب الخوف الشديد الذي سيطر على البعض، اضطرت سيدة لولادة جنينها على ظهر مركب لعدم قدرتها على التوجه للمستشفى.

ولادة متعثرة وسط الفيضانات

ولادة متعثرة، عاشتها جهانارا خاتون، صاحبة الـ25 عامًا، وهي تضع جنينها فوق قارب وسط الفيضانات التي غطت منطقة فولياماري تشار الهندية، ودفعت السكان إلى المغادرة من بلدتهم الصغيرة، للاحتماء بمناطق أكثر أمنًا، ساعات من الألم عاشتها الأم حتى وضعت مولودتها الصغيرة، بحسب ما نشرته صحيفة «الجارديان».

وبقطعة من القماش، احتمت السيدة «جهانارا» وابنتها الصغيرة من المطر المتواصل خلال الذهاب إلى مركز الرعاية الصحية، بعد ساعات من الألم والمعاناة وسط مياه الفيضانات الهائجة لنهر براهمابوترا في الهند.

الفيضانات تهدد حياة السكان في الهند

كان الزوجان قد غادرا منزلهما في فولياماري تشار، إحدى الجزر في النهر، بعد أن غمرته مياه الفيضانات التي هددت حياة السكان، ولجأوا إلى جزيرة قريبة تعرف باسم تشار، خاصة أن تلك المياه الغزيرة أودت بحياة الكثير من السكان.

وبحسب ما ذكرت صحيفة «indianexpress» الهندية، فإن عددا من الولايات شمال شرق الهند، بينها آسام وأروناتشال براديش وميجالايا ومانيبور وميزورام، لا تزال في حالة تأهب قصوى بعد مواجهة تأثير هطول الأمطار المتواصلة والفيضانات على مدار الأسبوعين الماضيين، كما أن الخسائر لم تطل البشر فقط، وإنما تم نقل الحيوانات في حديقة كازيرانجا الوطنية الشهيرة، التي تضم نحو 2500 من حيوانات وحيد القرن، إلى أرض مرتفعة هربا من الفيضانات لضمان سلامتها.

مقالات مشابهة

  • السوداني للرئيس الإيراني الجديد:العراق وإيران جسدان في روح واحدة
  • «موسيقى المقامات».. تفاصيل حفل الفنان مدحت صالح في مهرجان العلمين
  • دراسة حديثة: تلوث الهواء يتسبب بـ7% من الوفيات في الهند
  • ولادة متعثرة لسيدة هندية على ظهر مركب وسط الفيضانات الخطيرة.. ماذا حدث للطفل؟
  • والي كسلا يشيد بمبادرة المهن الموسيقية في دعم القوات المسلحة
  • أمسية غنائية موسيقية على مسرح الحمراء بدمشق
  • مناقشة “الطلاق العاطفي” في استراليا
  • روسيا البيضاء تنضم لمنظمة شنجهاي للتعاون الدولي
  • تقرير لـNewsweek: لماذا على إسرائيل شنّ حرب على حزب الله وإيران؟
  • أمسية غنائية موسيقية على مسرح القباني بدمشق