القاهرة- لساعات ظل عنتر سلطان، تاجر جملة منتجات غذائية بالقاهرة، يهاتف مسؤولي التسويق بشركة المياه الغازية "سبيرو سباتس"، للحصول على شحنة كبيرة تعوضه عن عبوات "بيبسي كولا" و"كوكا كولا" المكدسة في مخازنه ولا تجد من يقبل عليها، إلى أن حظي في الأخير بوعد بتلبية طلبه خلال بضعة أيام.

وسبيرو سباتس، شركة محلية تحمل اسم مؤسسها (يوناني الجنسية)، وهي صاحبة الفضل في ظهور أول زجاجة مياه غازية بمصر عام 1920، يملكها حاليا 3 أشقاء مصريين ورثوها عن والدهم الذي اشتراها من "الخواجة اليوناني" عام 1998.

والشركة التي وجدت نفسها تنتشر بسرعة على رقعة السوق المحلية، بعد أن كانت تكتفي -قبل أقل من شهر- بخطط مبيعات محدودة الأهداف والمناطق، تعد صاحبة النصيب الأوفر حظا من بين شركات محلية عديدة باتت تلقى هي الأخرى إقبالا شعبيا، في سياق حملات المقاطعة المستمرة لمنتجات الشركات الغربية الداعمة لإسرائيل.

وفي حين كانت عملية المقاومة الفلسطينية "طوفان الأقصى" كابوسا أفزع إسرائيل، في صبيحة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ردت عليه بـ"جرائم حرب" بحق المدنيين في قطاع غزة، أفاض "الطوفان" الفلسطيني بردا وسلاما على الصناعة الوطنية بمصر، فبدأ المنتج المحلي يستعيد ثقة المستهلكين، ممن رفعوا شعارات "قاطع" و"شجع منتج بلدك" و"بكل فخر صنع في مصر".

فوران سباتس

بين ليلة وضحاها، وجد مالكو "سبيرو سباتس" أنفسهم أمام اختبار صعب، مئات الاتصالات على مدار الساعة من منافذ بيع التجزئة وسلاسل المطاعم، تبحث عن المنتج البديل للمياه الغازية ذات العلامات التجارية العالمية.

وإنتاج الشركة التي يعمل بها قرابة 60 ألف موظف، زاد إلى 3 أضعاف في أقل من شهر، فعملت على فتح باب التوظيف لآلاف الباحثين عن العمل.

يقول عنتر سلطان، تاجر الجملة للجزيرة نت: "تواصلت بعد عناء مع مسؤولي سبيرو سباتس، وأنتظر حاليا طلبية كبيرة، من المتوقع أن تصل خلال أيام.. وذلك بعد إصرار مندوبي تجار التجزئة على ضرورة توفير منتجات محلية بديلة".

وعن أسباب العزوف عن المنتجات الغربية، يوضح المتحدث أن المستهلكين "كأنهم وجدوا ضالتهم في المقاطعة لدعم المنتج المحلي (..) ضد شركات يرونها داعمة لإسرائيل".

مستهلك يبحث عن بلد المنشأ لأحد المنتجات في أحد المحال في القاهرة (الجزيرة نت) باب رزق

في مدينة المنصورة (دلتا النيل/ شمال)، تقول أم كارما، صاحبة متجر إلكتروني لبيع المنتجات الغذائية، إن الاستفادة الأولى من مقاطعة المنتجات الغربية هي الإقبال الملحوظ على المنتجات المحلية المنافسة لنظيرتها الغربية.

متجر السيدة المصرية التي تبيع منتجات غذائية مجمدة، استفاد هو الآخر من حملات المقاطعة التي تزيد يوما بعد يوم، توضح أم كارما: "نسبة الإقبال على منتجاتنا جيدة وأصبحت أفضل بكثير بعد المقاطعة (..) مع تقبل المستهلكين المنتجات المحلية التي نعمل على تطويرها من حيث الجودة والتغليف".

وفي منطقة فيصل بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، يتفق عصام حسن، صاحب متجر أغذية مع دعوات المقاطعة، ويقول للجزيرة نت: "دعما للمقاطعة قررت إغلاق ثلاجات بيبسي وكوكا كولا ومنتجات الألبان والشكولاتة الغربية، وتخزين الألبان البودرة ومساحيق الغسيل".

ويضيف: "الناس يرفضون شراء تلك المنتجات ونحن نؤيدهم، رغم خسارتنا القريبة فإن دماء الفلسطينيين أغلى عندنا، وأحيانا يسأل المشتري هل هذا المنتج معنا أم ضدنا (المقاطعة) فندله على البديل المحلي، دعما للصناعة المصرية وانتصارا للأقصى".

في موازاة ذلك، بدت سلاسل تجارية كبيرة وغيرها من مقدمي الوجبات السريعة التي تعود ملكيتها لشركات غربية خالية بشكل ملحوظ من المستهلكين والرواد، على خلاف العادة قبل أقل من شهر. كما بات مألوفا رؤية مواطنين يبحثون عبر تطبيقات الهاتف المحمول عن أصل منتج ما باستخدام الباركود.

إقبال شعبي على منتجات محلية في الجيزة (الجزيرة نت) لن نشرب دماءهم

يمثل يوما الجمعة والسبت -باعتبارهما إجازة أسبوعية- فرصة للطفلة تاليا وائل للضغط على والديها كي تذهب إلى فرع "ماكدونالدز" بوسط القاهرة، والظفر بلعبة صغيرة إلى جانب وجبة سريعة ومثلجات.

بيد أن الطفلة باتت تحمل في ربيعها الثامن هموم قضية أطفال من جيلها وجلدتها في قطاع غزة بين شهيد ومصاب ونازح، بعد أن أحاطتها على شاشات التلفاز وفي المدرسة والمنزل والشارع أحاديث المقاطعة ونصرة فلسطين.

ببراءة الأطفال، تقول ابنة حي عابدين للجزيرة نت: "إسرائيل أخذت فلسطين بالحتة (بالقطعة)، ومتبقاش (لم يتبق) غير غزة وبس (فقط).. الأطفال بتموت هي والستات والرجالة، والمكان كله اتهد سواء مستشفيات ومدارس".

"لن نشرب دم إخوتنا.. (مطعم ماكدونالدز) ترسل وجبات للجنود في إسرائيل مجانًا"، هكذا قالت تاليا ردا على سؤال عن أسباب مقاطعتها وأسرتها للمنتجات الغربية.

لم يختلف موقف الطفلة تاليا حيال المقاطعة كثيرا عن موقف مدرسة اللغة العربية بمنطقة فيصل (غرب القاهرة) ريهام خالد، التي تشدد بالقول على أنها وأسرتها وكل جيرانها وزملائها في العمل يقاطعون حاليا كافة المنتجات الغربية.

وتضيف للجزيرة نت، أنهم يستخدمون البدائل المحلية، وإن لم يجدوا البديل يستغنوا، مؤكدة: "هذه المنتجات شركاتها صهيونية أو تدعم إسرائيل، ومقاطعتها فائدة للبلد وزيادة في فرص العمل، كما أن المقاطعة أقل ما يمكن أن نساهم به في دعم فلسطين".

أحد المطاعم المقاطعة وقد بدا فارغا من الرواد بشارع الهرم (الجزيرة نت) ضد الغلاء

بمقهى صغير، وسط القاهرة، يجلس رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك" محمود العسقلاني، وهو يحتسي فنجانا من القهوة لا يتعدى سعره 7 جنيهات (ربع دولار).

في حديثه للجزيرة نت، يقول العسقلاني عن فعالية سلاح المقاطعة في الحد من الغلاء: "ما أشربه الآن لا يختلف عن قهوة (ستار باكس) المماثل، والأخير يتخطى سعره 100 جنيه (3.33 دولار)، فما المدخلات المعقدة التي تفيد مصر؟ غير أن الشركة الغربية تتكسب بالدولار في ظل أزمة العملة الصعبة بمصر".

يرى العسقلاني في إيجابيات المقاطعة بداية البحث عن المنتج الوطني المحلي، متوقعا أن تستمر المقاطعة لفترة طويلة وانتعاشه مستمرة للمنتج الوطني. وبهذا الصدد طالب باستغلال الحالة الإيجابية، وتوفير بيئة ملائمة لإحلال المنتج المحلي مكان الغربي الداعم لإسرائيل.

وأضاف أن نجاح المنتج المحلي سيوفر الاعتمادات الدولارية التي تخسرها مصر في استيراد الخامات ومستلزمات الإنتاج، وفي ظل أزمة انخفاض العملة المحلية.

علامات تجارية محلية تستقطب المستهلكين بوضع العلم الفلسطيني بأحد شوارع القاهرة (الجزيرة نت) مغانم وإيجابيات

إجمالا، يرى الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب، أن الحرب على غزة أتت ومعها دعوات بمقاطعة البضائع الغربية، قد تكون بداية لزيادة الطلب على السلع المحلية، وتشجيع المنتجين المحليين على الدخول في وضخ استثمارات جديدة من أجل إنتاج سلع بديلة للسلع المستوردة.

وهذا الأمر، بحسب حديث عبد المطلب للجزيرة نت، يساعد على المحافظة على الجنيه المصري من الانهيار، والحد من خروج النقد الأجنبي. وكذلك زيادة الاستثمارات المحلية، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي. وزيادة فرص العمل، نتيجة توسع المصانع الوطنية أو تدشين مصانع بديلة للمنتجات التي ينادي الناس بمقاطعتها.

كما أن المقاطعة -حسب الخبير عبد المطلب- تعمل على جذب استثمارات أجنبية مباشرة في مجالات الصناعات التي حققت رواجا وأرباحا من أجل الاستفادة من الأرباح. وهي تشجع الصناعة والصناع المحليين ورأس المال الوطني في تلبية احتياجات السوق من المنتجات التي تم مقاطعتها. علاوة على أن الاستثمارات المحلية تولد إلى جوار المصانع مجموعة كبيرة من المنافع والشركات المغذية والأنشطة المساعدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المنتج المحلی للجزیرة نت الجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

تأثيرات اقتصادية مدمرة.. العمليات البحرية اليمنية تُشَلّ اقتصاد “إسرائيل” وتُلحق خسائر فادحة بشركاتها ومستهلكيها

الجديد برس:

أدت العمليات البحرية اليمنية ضد “إسرائيل” إلى أضرار بالغة طالت الاقتصاد الإسرائيلي، انعكست بشكل مباشر على أسعار المنتجات الأساسية وغير الأساسية في المجتمع الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، كما ألقت بتداعياتها على قطاعات بأكملها ذات صلة بالنقل والاستيراد والتصدير.

يرصد هذا التقرير تأثيرات العمليات اليمنية في مراحلها الأولى قبل أن تبدأ المرحلة الرابعة والتي من المتوقع أن تظهر آثارها بشكل واسع خلال الأسابيع القادمة.

توقف كامل لميناء “إيلات”

يمثل ميناء إيلات منطقة حيوية لـ”إسرائيل”، قالت صحيفة “yomyom” في تقرير نشر بتاريخ 14 يونيو الجاري، إن آخر السفينة الأخيرة التي استقبلها ميناء إيلات وكانت محملة بسيارات جديدة من الشرق، رست في شهر نوفمبر 2023. منذ ذلك الحين وحتى اليوم، توقف ميناء إيلات عن العمل وكذلك ميناء كاتسا الذي بقي فارغًا من ناقلات الوقود. تسبب الضرر الذي لحق بميناء إيلات في سلسلة من الأضرار في قطاعات النقل والأمن، وأثر أيضًا على إيرادات مستوطنات منطقة إيلوت وإيلات.

وبحسب الصحيفة كان ميناء إيلات يتحدث عن نقص حاد في مناطق التخزين عشية الحرب، ونتيجة لذلك، تم تأجير مناطق للميناء في مطار رامون، وتمناع، ويوطفاتا، وإيلات وقد وفرت هذه المناطق إيرادات جيدة لكبّوتسات منطقة إيلوت ولبلدية إيلات وراشوت تافورا، ونشأت حولها صناعة إضافية للأمن والنظافة، حاليا لا يوجد فيه سوى 10 آلاف سيارة وتخطط إدارة الميناء لنقلها إلى مناطق الميناء بهدف توفير تكاليف استئجار مناطق التخزين.

ووفقا للصحيفة أصبح ميناء إيلات ( البوابة الجنوبية لإسرائيل)، التي تم ترويجها طوال السنوات كـ”أصل استراتيجي يحافظ على الممرات البحرية المفتوحة لإسرائيل”، مشلولًا فجأة وأثبت أن التحالف الدولي، وكذلك إسرائيل، ليس لديهم السيطرة أو القدرة على التأثير على حرية الملاحة في البحر الأحمر.

وأدى الشلل في ميناء إيلات إلى تضرر عدد من المجموعات الاقتصادية التي كانت تعمل في النقل مثل مجموعة تسمى “تاعبورا” كانت تشغل حتى اندلاع الحرب خطًا نشطًا من مئات الشاحنات التي كانت تعبر العربة أسبوعيًا حاملة للسيارات من ميناء إيلات إلى المركز، وكانت تستحوذ على 70 % من نقل السيارات من الميناء، وتحصل على إيرادات تصل إلى حوالي 3 ملايين شيكل شهريًا، والآن انخفضت إيراداتها من جميع أنشطتها في الجنوب إلى النصف، وذلك بعد أن انخفضت كمية نقل السيارات التي تقوم بها الشركة للميناء بشكل كبير منذ شهر فبراير من هذا العام.

ووفقًا لبيانات هيئة الملاحة الإسرائيلية، قبل اندلاع الحرب كان ميناء إيلات يستقبل غالبية واردات السيارات. في عام 2023، تم استيراد 149.5 ألف سيارة عبر الميناء، مقارنة بـ 114 ألف سيارة تم استيرادها عبر ميناء أشدود و81.2 ألف سيارة وصلت عبر ميناء حيفا.

وقد انعكس الشلل في الميناء على وضع العمل الذين كان قد تم إصدار قرار بتسريحهم قبل أن يتدخل اتحاد العمال لتأجيل القرار، ونتيجة لهذا الوضع عرض الرئيس التنفيذي لميناء إيلات جدعون جولبر دفع رسوم على عبور مضيق باب المندب كما يحدث في عبور السويس من أجل استعادة النشاط في الميناء لكن ذلك غير ممكن.

وقال جولبر في مقابلة مع صحيفة “غلوبس” في مطلع يونيو الجاري إن الشلل الاقتصادي في إيلات “ليس خطأ الميناء بل خطأ ضعف دول التحالف في التعامل مع الحوثيين” ولا يمكن تجاهل هذه القضية رغم الحرب لكن لا توجد حلول، ولذلك لا أخجل من أن أقول للعملاء أن يدفعوا للحوثيين 100 ألف دولار لعبور مضيق باب المندب، وسأشارك في التمويل. أنا لا أنام ليلاً، وإذا كان علينا أن ندفع للمصريين لعبور قناة السويس، أو للحوثيين لعبور باب المندب، فهذا ما يجب فعله”.

وأضاف: “لا يوجد عمل على الإطلاق منذ سبعة أشهر. نحن نفكر الآن في عمليات فصل، لأنه في الاتفاقية الجماعية لا يوجد خيار لإجازة بدون راتب، ولكن هناك إمكانية للفصل، وربما لا يوجد لدينا خيار آخر”.

وكان جولبر قد صرح لموقع “كالكيست” الإسرائيلي  في 23 أبريل الماضي أن الميناء يخسر ما بين 6 إلى 10 ملايين شيكل شهريًا بسبب تعطل نشاطه، وليس هناك أمل لاستعادة هذا النشاط،فشركات الشحن ليست مستعدة للثقة في دول التحالف، ولا يوجد أحد مستعد للمخاطرة كما أن أسعار التأمين مرتفعة.

1.2 ارتفاع الأسعار

لم تؤثر عمليات اليمن فقط على الواردات إلى ميناء إيلات ولكن جميع الموانئ الإسرائيلية تأثرت فاعتماد الشحن على السفن الكبيرة ونقل السفينة لحاويات إلى أكثر من بلد، جعلها تفضل إما الابتعاد عن البحر الأبيض المتوسط بشكل تام أو الابتعاد عن الموانئ الإسرائيلية وتفريغ الحاويات الخاصة بإسرائيل في موانئ ترانزيت وسيطة ما جعل إسرائيل تضطر إلى تحمل تكاليف الشحن من الموانئ الوسيطة إلى موانئها، وبالإضافة إلى ذلك يفرض تحويل مسار السفن عبر المحيط الهندي تكلفة إضافية في الأسعار وزيادة في الوقت كما يتطلب العبور عبر منطقة رأس الرجاء الصالح التي تعرف بمنطقة رأس العواصف تخفيف حمولة السفن وما كانت تحمله 10 سفن بات يحتاج إلى 11 سفينة، وهو ما يزيد من حجم التكاليف، ومن تأخير وصول البضائع إلى المستهلكين.

ارتفاع أسعار شحن الحاويات

بحسب موقع غلوبس  الاقتصادي الإسرائيلي كان سعر نقل الحاوية الواحدة من شرق آسيا إلى الموانئ الإسرائيلية في فلسطين المحتلة عشية الحرب يساوي 1490 دولار، وفي يناير 2024، ارتفع إلى ما لا يقل عن 6773 دولاراً، بمعدل 3.5 أضعاف مستوى ما قبل الحرب.

وبينما كانت الرحلة من الهند إلى موانئ فلسطين المحتلة تستغرق أسبوعاً باتت تحتاج إلى نحو ثلاثة أسابيع، ووفقا لتصريح أدلى به الرئيس التنفيذي لشركة زيم الإسرائيلية إيلي جليكمان فقد أدت الطرق الأطول أدت إلى الحاجة إلى مزيد من السفن، وقال جليكمان لموقع أخبار التجارة البحرية : “على سبيل المثال، إذا أبحرنا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، فبدلاً من 10 سفن لهذه الخدمة، نحتاج إلى 15 سفينة… هذا يعني أننا لا نحتاج إلى المزيد من السفن فحسب، بل نحتاج إلى المزيد من الحاويات، لأن الحاويات تقضي وقتًا أطول في البحر”.

أما أسعار التأمين البحري فارتفعت لتصل إلى 1% من قيمة السفينة، كما رفضت شركات تأمين قبول طلبات التأمين على السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.

 

المستهلكون يشعرون بوطأة ارتفاع أسعار المنتجات

ومثل الارتفاع في أسعار الشحن سببا رئيسيا لارتفاع أسعار المنتجات في الكيان الإسرائيلي، حيث كشف موقع واي نت العبري أن الأسعار شهدت موجة ارتفاع ثانية منذ بداية الحرب وطالت الآلاف من المنتجات، وبلغت نسبة ارتفاع بعض المنتجات إلى 25 %.

قائمة توضح نسب ارتفاع بعض المنتجات في الأسواق الإسرائيلية (1-3)

وقال الموقع في تقرير نشره في مطلع مايو الماضي إن شركات تنوفا وتيرا وشتراوس أعلنت عن زيادة أسعار مئات منتجات الألبان، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار منتجات سنفروست وكوكا كولا ونافيوت وتيرات تسفي وإدنات. وفي معظم المنتجات، تعد هذه الزيادة الثانية في السعر خلال عام. وبذلك، انضمت 3 من أكبر شركات الأغذية في إسرائيل إلى عشرات الشركات التي ستسعر آلاف المنتجات – والضربة على الجيب أمر لا مفر منه، وقد وصل الضرر إلى كل بيت في إسرائيل.

قائمة توضح نسب ارتفاع بعض المنتجات في الأسواق الإسرائيلية (2-3)

وأكد الموقع حينها أنه بحلول نهاية شهر مايو سيواجه الإسرائيليون صعوبة في العثور على منتجات في السوبر ماركت لم ترتفع أسعارها. نظرًا لأن مئات المنتجات أصبحت أكثر تكلفة بالفعل في بداية العام والآن أصبحت آلاف المنتجات الأخرى أكثر تكلفة.

وطالت الزيادة في الأسعار كافة الاحتياجات الأساسية للسلة الغذائية المنزلية.

قائمة توضح نسب ارتفاع بعض المنتجات في الأسواق الإسرائيلية(3-3)

كذلك شهدت أسعار السيارات ارتفاعا حادا بحسب وسائل الإعلام العبرية، وقد لقى مستوردو السيارات الإسرائيليون إخطارا من ممثل شركة الشحن “جريمالدي”، يفيد أنه من المتوقع اعتبارا من 15 يونيو، زيادة حادة في أسعار نقل السيارة على متن سفن مخصصة من أوروبا إلى إسرائيل.

وقال موقع غلوبس العبري إن هذا الارتفاع يرجع ذلك أيضًا إلى الزيادة الحادة بنحو 200% في “الرسوم الإضافية لمخاطر الحرب”، والتي تبلغ الآن 40% من قيمة الشحنة، كما تأتي الزيادة “تماشيا” مع الزيادات المماثلة التي سجلتها أسعار مركبات النقل على متن سفن “رورو” القادمة من الشرق منذ بداية هجمات البحر الأحمر. وقدرت صناعة السيارات أن الزيادة النهائية في السعر من المتوقع أن تبلغ حوالي 800 شيكل للمركبة الخاصة، والتي تنطبق عليها ضريبة شراء المركبات أيضًا. وبحسب الإعلان، فإن الزيادة في خطر الحرب تنطبق أيضًا على جميع أنواع البضائع المصدرة من إسرائيل. وتقول الصناعة إن المعنى الرئيسي، بخلاف الزيادة في الأسعار، هو أن شركات النقل البحري من أوروبا قد تتجنب الآن الرسو في إسرائيل.

وأضاف الموقع: منذ بداية الهجمات في البحر الأحمر، بدأت العديد من شركات الشحن، بما في ذلك الشركات المتخصصة في مجال نقل المركبات، في تجنب عبور قناة السويس وإرسال سفنها على الطريق الطويل حول أفريقيا. معظم شحنات السيارات القادمة من الشرق والمتجهة إلى إسرائيل تم تفريغها في أوروبا ونقلها من هناك عن طريق شركات الشحن داخل أوروبا، مثل غريمالدي. وبالتالي فإن الزيادة الإضافية في الأسعار ستنطبق أيضاً على المركبات المستوردة من الشرق، وستضاف إلى الزيادة في أسعار المعدلات «العادية» من الشرق. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر غريمالدي أيضًا واحدة من الشركات الرائدة في نقل المركبات المصنعة في أوروبا إلى إسرائيل، بما في ذلك الموديلات الكورية الشهيرة.

خسائر لا يمكن تحملها لشركة البوتاس الإسرائيلية

يعد الكيان الإسرائيلي من الرائدين في تصدير البوتاس، وكانت شركة ICL وقعت في مارس 2022 اتفاقية مدتها خمس سنوات مع شركة استيراد الأسمدة الهندية IPL، ستقوم بموجبها بتزويد الشركة الهندية بـ 600 ألف طن من البوتاس في عام 2023 مع خيار للشركة الهندية زيادة العقد بمقدار 50 ألف طن؛ وزيادة الحجم إلى 650 ألف طن مع خيار للشركة الهندية في 2024-2027 – بحيث يستوعب السوق الهندي 15% من الطاقة الإنتاجية للشركة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة.

عندما بدأت العمليات اليمنية تضررت الصادرات الإسرائيلية إلى الشرق بشكل بالغ، وكانت شركة آي سي إل في طليعة المتضررين حيث خسرت 15 % من قيمتها السوقية خلال الفترة أكتوبر-يناير.

وقالت صحيفة ذا ماركر الإسرائيلية في تقرير بتاريخ 16 يناير الماضي إن العمليات اليمنية في البحر الأحمر دفعت سهم ICL إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات، حيث قام بنك باركليز بخفض السعر المستهدف لسهم ICL من 6.5 دولارات (السعر المستهدف السابق) إلى 4 دولارات، أي بنسبة 13% أقل من سعره في وول ستريت. ، وقدر بنك باركليز أن تهديد اليمن لتسويق البوتاس إلى آسيا وحرب الأسعار في سوق البوتاس التي بدأها المنتجون الروس ستؤدي إلى انخفاض مبيعات البوتاس بنسبة 20% في عام 2024.

ووفقا لتقرير آخر في ذات الصحيفة في مايو الماضي انخفضت إيرادات ICL بنسبة 18% في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالربع المماثل له في 2023، وبلغت 1.74 مليار دولار، وهو أقل بنسبة 2% من متوسط توقعات المحللين، ونتيجة لانخفاض أسعار البوتاس خسرت الشركة 513 مليون دولار من إيراداتها.

أما بالنسبة للأرباح فيؤكد التقرير أن انخفاض الربح التشغيلي لشركة ICL بنسبة 56% في الربع الأول من عام 2024 مقارنةً بالربع المماثل له في عام 2023م، ويعزى 70% من الانخفاض في الأرباح إلى الإغلاق الفعلي لمضيق باب المندب من قبل اليمن، مما أجبر ICL على تحويل مسار تصدير البوتاس إلى الصين والهند وجنوب شرق آسيا بعيدًا عن البحر الأحمر والالتفاف حول إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • لتوفير فرص العمل.. استمرار فعاليات مهرجان دعم المنتج المحلي في السليمانية (صور)
  • خبير أمني فلسطيني للجزيرة نت: إسرائيل فشلت في القضاء على حماس وستعجز عن احتلال غزة
  • خبير اقتصادي يطالب الحكومة المرتقبة بتعزيز تنافسية المنتجات المصرية بالأسواق العالمية
  • وزير الإسكان يتسلم درع الهيئة العربية للتصنيع لجهوده في تشجيع المنتج المحلي
  • أسعار الأعلاف اليوم الأحد بالاسواق المحلية
  • تأثيرات اقتصادية مدمرة.. العمليات البحرية اليمنية تُشَلّ اقتصاد “إسرائيل” وتُلحق خسائر فادحة بشركاتها ومستهلكيها
  • البلديات.. وحيادية الخدمة المدنية…أساس الحكم الرشيد للفترة الانتقالية
  • رغم العدوان المستمر على غزة ودعوات المقاطعة
  • دوي انفجار قوي في الجزء الذي تحتله قوات كييف من مقاطعة زابوروجيه
  • دماء على الذهب.. محاكمة المتهم بقتل جوهرجي بولاق ابو العلا