باريس- بعد قطع الماء والدواء والوقود وفرض التهجير القسري، يبدو أن أساليب جيش قوات الاحتلال الإسرائيلي في قتل وتعذيب الفلسطينيين لم تشف غليله بعد، وأدخل أسلحة جديدة في حربه المستمرة على قطاع غزة.

وثق تحقيق أجراه برنامج الاستجابة للأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان، استخدام جيش الاحتلال قذائف الفوسفور الأبيض في مناطق مكتظة بالسكان في القطاع المحاصر وجنوب لبنان.

ويأتي هذا التحقيق في أعقاب قصف الاحتلال للقطاع على نحو غير مسبوق، وارتكابه هجمات عشوائية وغير قانونية في حق المدنيين العزل والنازحين في أماكن كانوا يعتقدون أنها آمنة.


أدلة دامغة

اعتمدت منظمة العفو الدولية في تحقيقها على شهادات أطباء ومرضى تعرضوا لحروق، فضلا عن تحديد مواقع التقاط مقاطع فيديو وصور، أكدت بشكل لا يجعل مجالا للشك استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض في جنوب لبنان وغزة.

وقال إيميريك إيلوين، خبير الأسلحة في المنظمة بفرنسا إنه رغم وجود أنواع مختلفة من المتفجرات، كان من السهل التعرف على قذائف الفوسفور التي أطلقتها إسرائيل من مدافع الهاوتزر، لأنها تتميز بذخائر تشبه الألعاب النارية التي تضيء في السماء، وتشتعل عند ملامستها الهواء، متسببة بدخان كثيف ورائحة كريهة جدا، حسب وصفه.

وأكد إيلوين في حديثه للجزيرة نت أن المنظمة وثقت هذه الحالات في جنوب لبنان و قطاع غزة، معتبرا أن هذا الأمر ليس جديدا، وأن إسرائيل اقترفت الجريمة نفسها في عام 2009 على نطاق واسع في القطاع، ووثقت المنظمة حينها إصابات خطيرة للغاية بين السكان المدنيين.

ويستخدم الفوسفور الأبيض بشكل أساسي لإنشاء حاجز دخان كثيف أو لتحديد الأهداف. ويمكن أن يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للمادة الحارقة من تلف في الجهاز التنفسي وفشل في الأعضاء. كما يصعب علاج الحروق، ولا يمكن إطفاؤها بالماء، إذ يؤدي تعرض 10% من جسم الإنسان لها إلى الموت.

والتحقيق ـ بتفاصيله المؤرخةـ متاح لدول العالم والمحكمة الجنائية الدولية وجميع السلطات التي ترغب في استخدامه لتحقيق العدالة.

وفي سياق متصل، أكد خبير الأسلحة نفسه أن المنظمة قدمت مناشدة إلى الحكومة الفرنسية لإخبار الإسرائيليين بضرورة التوقف عن استخدام هذا النوع من الذخيرة، لأن فرنسا -باعتبارها دولة تتحمل مسؤولية ضمان احترام القانون الدولي- ملزمة بذلك، قبل أن يستطرد قائلا "لكننا لم نتلق أي رد منها حتى الآن".

Gaza is being bombed with internationally banned white phosphorus. Please help by spreading the real picture and not following the lies #FreeGaza #IsraelTerrorists #طوفان_الاقصى_ #طوفان_الاقص #IsraelPalestineWar #palastine #Gaza #FreeGaza #FreePalestineFromHamas pic.twitter.com/qJiAXaEB8v

— رماس || ???????????????????? (@NajjarrRem56834) October 12, 2023

مدافع أميركية

وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، نشرت قوات الدفاع الإسرائيلية مدافع هاوتزر "إم 109" عيار 155 ملم بجوار مدينة سديروت، التي تعرضت لهجوم سابق من قبل حماس، وتقع على بعد نحو كيلومتر واحد من السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة.

وأظهرت العديد من الصور التي تم التحقق منها قذائف مدفعية "إم 825" و"إم 825 إي 1″، التي تحمل أيضا اسم "دي 528″، وهو رمز تعريف وزارة الدفاع الأميركية للقذائف المستندة إلى الفوسفور الأبيض، وفق خبير الأسلحة.

ويبلغ مدى مدافع الهاوتزر نحو 22 كيلومترا، مما يعني أن إطلاقها من سديروت سيجعلها تقع ضمن نطاق النصف الشمالي من قطاع غزة.

وأظهرت أدلة الفيديو الإضافية التي اطلعت عليها المنظمة غير الحكومية أن قذائف المدفعية تنفجر في الجو، وتطلق جزيئات بيضاء كثيفة تنتج دخانا، وهو ما يتوافق مع استخدام قذائف هذه المدفعية.

كما تتميز هذه القذائف بلون أخضر شاحب مميز وشرائط باللونين الأحمر والأصفر. ورغم أن هذه رموز وتسميات أميركية، فإن منظمة العفو الدولية قالت إنها "غير قادرة على التأكد من مكان تصنيع هذه القذائف".

جندي إسرائيلي يعدل قذيفة مدفعية عيار 155 ملم قرب الحدود مع لبنان (الفرنسية) غزة والبلدات اللبنانية

وفي الأيام الأخيرة، أشارت عدة مقاطع فيديو إلى استخدام قذائف مدفعية تحتوي على فوسفور أبيض عيار 155 ملم في شمال غزة، ولا سيما في ميناء غزة والفنادق القريبة منه.

وبحسب تحقيق المنظمة، قد تم تحديد الموقع الجغرافي لإطلاق هذه الذخائر بتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول، عند الإحداثيات 31.518279° 34.445217°، في محيط برج بنك فلسطين، في منطقة الزيتون المتضررة بشدة، قرب حديقة الجندي المجهول.

وقالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء الماضي إن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية تحتوي على الفوسفور الأبيض، وهو سلاح حارق، خلال العمليات العسكرية التي نفذها في الظهيرة وبلدتي الماري وعيتا الشعب على طول الحدود الجنوبية للبنان في الفترة بين 10 و16 أكتوبر/تشرين الأول.

وأجرى متخصصون مقابلات مع رئيس بلدية الظهيرة ومنقذ ساعد في نقل المدنيين المصابين إلى مستشفى قريب، وطبيب طوارئ يعمل في المستشفى الذي استقبل الجرحى.

وشدد إيلوين للجزيرة نت على أن هذا النوع من الذخيرة غير مخصص للاستخدام في المناطق المكتظة بالسكان، لأنه "لا يجعل إمكانية التمييز بين هدف عسكري وآخر مدني ممكنة، وإنما لتحديد الأهداف أو لإخفاء الأهداف العسكرية المتحركة ولإضاءة مناطق القتال".

وأردف "ندق اليوم ناقوس الخطر لإنقاذ الأرواح قدر الإمكان، لأن ما نراه هو جرائم ومجزرة بشعة. فعلى سبيل المثال، وثقنا حالة عائلة مؤلفة من 15 فردا في غزة تم تصفيتها بالكامل".

ولفت الخبير ذاته إلى أن المنظمة لديها متعاونون في القطاع يزودونها ببعض المعلومات، لأن السلطات الإسرائيلية رفضت منحها تفويضات للعمل هناك منذ عام 2012.


شهادات

وحسب شهادة الدكتور هيثم نصر، طبيب الطوارئ في المستشفى اللبناني الإيطالي للمنظمة، عالجت الفرق الطبية يومي 16 و17 أكتوبر/تشرين الأول 9 حالات من بلدات الظهيرة ويارين ومروحين كانوا يعانون ضيقا في التنفس والسعال الناتج عن استنشاق الفوسفور الأبيض.

من جانبه، أشار علي صفي الدين المدير الإقليمي للدفاع المدني اللبناني، الذي سهّل نقل المدنيين المصابين إلى المستشفى، إلى أن المجتمع المدني التابع للدفاع المدني تلقى نداءات للمساعدة من السكان الذين تحدثوا عن "قذائف التي تنبعث منها رائحة كريهة، وتسبب حالات اختناق عند استنشاقها".

وأضاف صفي الدين في شهادته "لم نتمكن حتى من رؤية أيدينا، بسبب الدخان الأبيض الكثيف الذي غطى المدينة طوال الليل، وحتى الصباح".

ووصف رئيس بلدية الظهيرة عبد الله الغريب المشهد قائلا "لم نكن نرى أمامنا أكثر من 5 أو 6 أمتار، وكان الناس يفرون من منازلهم في حالة هستيرية. وعند عودة البعض بعد يومين، كانت منازلهم لا تزال مشتعلة".

وتابع "حتى اليوم، ما زلنا نعثر على بقايا -بحجم قبضة اليد- تشتعل من جديد عند تعرضها للهواء".

pic.twitter.com/xp5RpZW65f

— ???? (@marginalemedia) October 11, 2023

الموقف القانوني

تعتبر ذخائر الفوسفور الأبيض أسلحة حارقة تخضع للبروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية التي انضم إليها لبنان وفلسطين في عام 2017، وامتنعت عنه إسرائيل.

ويحظر هذا النص الدولي استخدام الأسلحة الحارقة التي يتم إسقاطها جوا في المناطق التي بها "كثافة عالية من المدنيين".

وانتقد جيل ديفير، المحامي المعتمد لدى المحكمة الجنائية الدولية، هذا البروتوكول، لأنه يعرّف الأسلحة الحارقة بـ"أي سلاح أو ذخيرة مصممة بشكل أساسي لإشعال النار في الأشياء أو إلحاق الحروق بالأشخاص".

وتابع في حديثه للجزيرة نت أن هذه الثغرة تعطي حجة لجيش الاحتلال للقول إنه يستخدم الفوسفور الأبيض بهدف خلق ستار من الدخان فقط، لافتا في الوقت نفسه إلى أن النص ينطبق على القصف الجوي، وليس على المدفعية الأرضية.

واستدرك المحامي ذاته بالقول إن إسرائيل "لا يمكنها المطالبة بأي شرعية لهذه التفجيرات بفضل قواعد القوانين الدولي الإنساني، حتى وإن لم ترغب في التصديق على هذه المعاهدة الدولية".

وبموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية، أكد المحامي أن ما تقوم به إسرائيل من تجاوزات واستخدامها الفوسفور الأبيض ضد المدنيين يمثل جرائم حرب.

من جانب آخر، يعتقد إيميريك إيلوين أن جهود العفو الدولية ستذهب سدى، ويخلص للقول "لكننا في الأخير لسنا دولا لديها جيوش وشرطة، نحن منظمة توثق انتهاكات حقوق الإنسان، وتذكر الدول بالتزاماتها التي يقع على عاتقها مسؤولية ضمان احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، لوضع حد لهذه الجرائم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منظمة العفو الدولیة أکتوبر تشرین الأول الفوسفور الأبیض للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

لويزا الألمانية.. تروي للجزيرة نت كيف أسلمت ورابطت في المسجد الأقصى

عندما بدأت التسجيل مع لويزا لورانزن وجدت فيها حماسة للتعبير عن رحلتها إلى الإسلام والرباط بالمسجد الأقصى، وانطلاقا نحو سرد تفاصيل دقيقة شكّلت انعطافات كبيرة في مسيرات حياتها المهنية والأكاديمية والدينية، وتدفقت العبارات لتروي للجزيرة نت تفاصيل هذه الرحلة.

فتقول لويزا عن نفسها: "عندما بلغت 20 عاما من عمري لم أكن أعرف عن الإسلام شيئا، ولم ألتق مسلما من قبل، حتى المنطقة التي أسكنها والأسرة الكبيرة التي أنتمي إليها لم يكن فيها مسلم واحد، واستمر ذلك حتى انتقلت لمتابعة دراستي في مدريد بإسبانيا".

ولويزا نشأت في فرانكفورت بألمانيا لأب أسترالي وأم ألمانية، وهي باحثة في السلام والصراعات الدولية، وكان موضوع أطروحتها لنيل درجة الماجستير عن المرابطات في المسجد الأقصى، وأنشأت مع زوجها براء أبو الخير مؤسسة في ألمانيا معنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية.

وبراء أيضا وُلد في ألمانيا أيضا، ولأبوين فلسطينيين، ويعمل في مجال الهندسة الصناعية والطاقة المتجددة وحماية المناخ.

إسلام لويزا

شكّل وصول لويزا إلى إسبانيا نقطة تحول عظيمة في حياتها كلها، إذ للمرة الأولى تلتقي مسلمين عن قرب وتتعامل معهم، وكان تطوعها في منظمة إنسانية المدخل الأول الذي جعلها تعيد حساباتها، ولم يستغرق الأمر طويلا لاتخاذ قرار بأن الإسلام هو الطريق الصحيح الذي ينبغي السير فيه.

إعلان

استمرت لويزا في إسبانيا عامين، بدأت فيها دراسة العلوم السياسية، وركزت دراستها على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المفارقة أن فلسطين لم تكن موضوعا رئيسيا في دراستها آنذاك، ولم تكن تعرف الكثير عنها، حتى عندما يرد ذكرها في الدراسات الجامعية لديها تكون وجهة النظر أحادية.

ويشاء الله تعالى أن تصبح فلسطين محور دراستها في الماجستير والأبحاث الأخرى التي توالت بعد إسلامها، فتروي لويزا أنه رغم عدم معرفتها بأي فلسطيني عن قرب قبل إسلامها، فإنها شعرت برابطة الإسلام التي تجمعها مع المسجد الأقصى، وتحديدا عندما بدأت التعرف على الفلسطينيين.

بين إسطنبول والمدينة

وتجسد هذا التعارف في زوجها براء وعائلته الفلسطينية، فأجداده من الذين عاشوا ويلات نكبة عام 1948، ووالداه ولدا مباشرة بعد النكبة في مخيم للاجئين الفلسطينيين، وهذا التعارف شكّل الباب الواسع الذي قدم مادة علمية أمام لويزا لكتابة أوراق بحثية عن القضية الفلسطينية على نحو يغاير انحياز الدراسات الألمانية تجاه الرواية الإسرائيلية.

وربما لعبت الصدفة دورا في تعرف لويزا على هذه الأسرة الفلسطينية، ففي مطار إسطنبول قابلت لويزا فتاة ألمانية من أصل فلسطيني أثناء توجهها إلى أداء مناسك العمرة، ولم يدم اللقاء كثيرا وذهبت كل واحدة في طريقها.

وفي اليوم الأخير من العمرة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة قابلت لويزا الفتاة الفلسطينية نفسها، ولكن اللقاء هذه المرة امتد لوقت أطول، وتعمقت المعرفة وأخذت أبعادا أخرى للدرجة التي رشحتها الفتاة إلى أخيها، وسرعان ما تمت الخطبة.

زواج لويزا من براء لم يكن لقاء بين شخصين مجردين أو أسرتين مختلفتين، لكنه انفتاح على قضية ستشكل محور دراساتها واهتماماتها، وستضع في طريق معرفتها كتبا أخرى وسردية جديدة للصراع غير تلك السائدة في المدارس والجامعات الألمانية، والتي بالطبع تكون منحازة للمنظور الإسرائيلي.

إعلان

المرابطات بالقدس

تقول لويزا "المرة الأولى التي حظينا فيها بفرصة زيارة فلسطين والمسجد الأقصى كانت في رمضان (2023)، أي قبل نحو نصف عام من بدء الحرب والإبادة الجماعية على قطاع غزة، وكانت هذه لحظة تحول في رأيي، سواء في حياتي الشخصية أو في حياتي المهنية أو الأكاديمية، حيث تعرفت على أحد أكثر الشعوب صمودًا، وهم المرابطات في القدس".

وتروي الباحثة الألمانية ما وقفت عليه بنفسها: "هؤلاء النساء ممنوعات من دخول المسجد الأقصى منذ أكثر من عقد، وتصدر ضدهن أحكام من المحاكم العسكرية تمنعهن من دخول المسجد الأقصى. والآن بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أصبح ذلك صعبًا للغاية عليهن ويكاد يكون مستحيلًا، ولكنهن ما زلن يمارسن مطالبهن بالتجمع عند أقرب نقطة يستطعن الوصول إليها قرب المسجد الأقصى".

ومن المفارقات التي وقفت عليها لويزا أن أغلب هؤلاء المرابطات يعشن في البلدة القديمة بالقدس، ومع ذلك يُمنعن من دخول المسجد الأقصى، "فكن يجتمعن عند البوابات الأقرب للمسجد ويصلين هناك ويفطرن ويتحدثن مع الناس".

براء ولويزا أسسا منظمة في ألمانيا معنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية (الجزيرة) دراسة المرابطات

كان التحدي الكبير أمام لويزا يتمثل في نقل القصص الإنسانية التي سمعتها في فلسطين إلى المشهد الأكاديمي الألماني، خاصة أن الأوساط الجامعية في ألمانيا لم تكن ترحب بدارسة يكون موضوعها "المرابطات في المسجد الأقصى"، ليس فقط بين الأساتذة، بل بين الطلاب أنفسهم.

نظرة لويزا للمرابطات تغيرت إلى حد ما بعد مشاركتها في الأنشطة التي يقمن بها، ونظرت إلى الرباط في رحاب المسجد الأقصى بوصفه "فعلا مقاوما" للاحتلال تقوم به ناشطات فلسطينيات، وكنوع من الإلهام الذي يغير مجرى دراساتها.

وهذا تحديدا ما دفعها إلى اختيار موضوع أطروحتها للماجستير ليكون حول ممارسات المرابطات اليومية، وكيف يقمن بأنشطتهن، وكيف يتكيفن مع القمع الذي يتعرضن له تحت الاحتلال الإسرائيلي، فهن يتعرضن للضرب والسجن باستمرار.

إعلان

وتروي لويزا على لسان إحدى المرابطات أنها تخرج كل يوم من منزلها وهي تتوقع 3 سيناريوهات: إما أن تتعرض للضرب من قبل الجنود الإسرائيليين، أو يتم سجنها، أو تصبح شهيدة.

شهادة ألمانية

بعد عودة لويزا وزوجها براء من فلسطين، مارس الاحتلال الإسرائيلي "إبادة جماعية" على الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفجّر ذلك تعاطفا كبيرا من الأصوات الناقدة للسياسة الألمانية، لكن هذه الأصوات تم قمعها وبعنف من قبل الشرطة، خاصة المظاهرات التي جابت شوارع برلين.

وتقول لويزا وزوجها براء إن الأمر امتد إلى أن كثيرا من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية فقدوا وظائفهم وأعمالهم لمحاولتهم التعبير عن الإحباط والغضب من سلوك الحكومة الداعم للعدوان الإسرائيلي مما ولّد إحباطا عاما، لكنهم لم يتوقفوا عن الأنشطة التي تشرح قضيتهم حتى تغير المشهد الشعبي العام في ألمانيا.

ويقول براء أبو الخير إن ما بعد معركة السابع من أكتوبر غيّر الكثير من المسلمات التي كانت سائدة في ألمانيا، وعلى رأسها احترام القانون الدولي، بوصفه قوة لا يمكن تحديها أو تجاوزها، لكن ما تعلموه لاحقا أن هذه القدسية لها شروط ولا يتم تطبيقها على الجميع.

ويضرب أبو الخير مثلا بالأبرياء من أطفال غزة الذين يستمر قتلهم، والمزيد من المستشفيات والمدارس التي تدمر، لأن ألمانيا تحديدا تطبق القانون الدولي فقط "إذا لم تكن الضحية دولة أوروبية، أو لم تكن الضحية شخصًا أبيض، فإننا نتحدث عن قواعد مختلفة لا تنطبق على الفلسطينيين على الإطلاق أو على شعوب الجنوب العالمي".

وأشار أبو الخير ولويزا إلى أنهما أسسا معا مؤسسة في ألمانيا معنية بالدفاع عن السردية الفلسطينية، وعرض حقائق القضية باللغة الألمانية، وأنها تجد تجاوبا كبيرا من المجتمع الألماني الذي يحدث فيه تغيير إيجابي حاليا حتى في الساحة الأكاديمية، واستمرار المظاهرات في الشوارع الألمانية تعكس هذه المتغيرات، رغم التضييق الحكومي حتى الآن.

إعلان

مقالات مشابهة

  • عاجل | مصادر للجزيرة: غارات إسرائيلية على محيط مدينة طرطوس غربي سوريا
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • خبير اقتصادي: الدولة تهتم بالشريحة التي تحتاج الرعاية المجتمعية
  • لويزا الألمانية.. تروي للجزيرة نت كيف أسلمت ورابطت في المسجد الأقصى
  • مصر وجنوب إفريقيا في تصفيات أمم إفريقيا للمحليين
  • «التعاون الإسلامي» تقدم مرافعة للعدل الدولية حول عدم التزام إسرائيل تجاه المنظمات الأممية
  • خبير: ما حدث بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض لم يكن متوقعًا
  • فتى فلسطيني محرر يروى للجزيرة تفاصيل تعذيبه بسجون الاحتلال
  • أمير منطقة الرياض ونائبه يرفعان الشكر للقيادة لصدور التوجيه الملكي بالعفو عن المحكومين في الحق العام
  • أمير منطقة الرياض يرفع الشكر للقيادة الرشيدة لصدور التوجيه الملكي الكريم بالعفو عن المحكومين في الحق العام