دشّن الدكتور عماد يوسف حمزة كتاب «الإسكندرية بعيونٍ بحرينية»، وذلك في حفلٍ احتضنته مكتبة الأيام «الكشكول»، بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر.
وخلال الحفل، قدّمت الأستاذة رؤيا عادل محطّات مختارة من فصول الكتاب، والتي عبّر فيها الكاتب عن حبه وارتباطه بالإسكندرية مدينة، مدينة الفكر والفلسفة، مدينة الحضارة والمعرفة، ومدينة السحر والجمال،وعن رسوخ ذكرياته في صور الأماكن والأشخاص الذين قابلهم فيها.


وقد حضر الحفل عدد كبيرمن المدعوين والمثقفين والأهل والأصدقاء الذين أبدوا تفاعلهم مع فقرات الحفل المتنوعة.
وشهد الحفل، مداخلات مؤثّرة عديدة من الجمهور أظهرت إهتمامهم بالكتاب وتقديرهم للمؤلف والعلاقة الوطيدة التى تربط مصر والبحرين، خصوصًا الذين كانت فترة دراستهم الجامعية في مصر الشقيقة.
وكان من أبرز المشاركات، المداخلة العفوية التي تقدّم بها مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر، والتي تحدّث فيها عن بعض ذكرياته في جمهورية مصر والاسكندرية تحديدًا، حيث تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.
وفي ختام الحفل شكر الدكتور عماد حمزة جميع الحضور والمساهمين في إنجاح هذا الحفل مقدرا إهتمامهم وتشجيعهم، كما شكر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام لاهتمامه ودعمه للإصدارات والمؤلفات الثقافية في المملكة.
وبدورها، تبارك «مكتبة الأيام - الكشكول » للدكتور عماد حمزة باكورة إصداراته في المكتبة البحرينية والخليجية، متمنية له دوام التوفيق والنجاح.​​​​​​​

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

الكفيفة التى أبصرت بعيون القلب

مع قوافل العائلات الهاربة من حرارة القاهرة والأقاليم، جئنا إلى مرسى مطروح حسناء المتوسط بحثًا عن الاستجمام. كنا نتوقع أن نجد المتع المألوفة من شمس وأمواج وأطباق شهية من ثمار البحر. لكن ما لم يكن فى الحسبان، أن نقابل تلك الشابة الرائعة التى أذهلتنا ببصيرتها رغم فقدانها نعمة البصر.

دعونا نسمّيها «ماريا». فقدت بصرها وهى طفلة، ولكن ما فقدته فى حاسة الرؤية، عوّضته بأعين قلب يرى ما لا تدركه الأبصار. كانت نقاوة روحها هى التى تجذبنا إليها، وضحكتها كانت تطرق آذاننا كأمواج البحر، وذكاؤها كان كسيفًا حادًا، يقطع جمود الأحاديث بنكاتها و»قلشاتها».

كنّا نرى ثنائيات الحياة من حضور وغياب، وسر وعلانية، وبراءة و»شقاوة» متمثلات فى «ماريا»: غياب البصر فى مقابل حضور البصيرة، انقباض الإعاقة فى مقابل بسطة الروح، ظلمة العمى فى مقابل إشراقة الصوت الجميل.

لم يكن فقدان البصر إلا نافذة تطلّ على عالم أوسع فى قلبها. كانت تستشعرنا بحسّ لا يملكه المبصرون: تعرف أدقّ تفاصيل مشاعرنا، وتقرأ قلوبنا كما يقرأ المرء كتابًا مفتوحًا، وتعرف متى تحتاج أرواحنا إلى راحة الضحكة وروقان البال.

«ماريا» لم تكن وحدها من يثبت أن البصيرة تفوق البصر. كانت تذكرنا بعظماء الأدب الذين تجاوزوا قيود الإعاقة مثل أبى العلاء المعرى الذى رأى فى عماه بصيرة فلسفية عميقة تغوص فى أسئلة الوجود، وطه حسين، الذى قهر الظلام ليكون مشعل فكرٍ وقلم، وهوميروس، الشاعر الإغريقى الكفيف صاحب ملحمتى «الإلياذة» و»الأوديسة»، الذى بيّن لنا أن الرؤية الحقيقية تأتى من سويداء القلب لا من حدقة العين.

فى كل لقاء لنا مع ماريا، كنا ندرك سرًا لم نجرؤ على البوح به. كنّا، نحن المبصرين، دائمًا ما نتجنب أمامها استخدام كلمات تشير إلى العين أو النظر أو البصر؛ لم يقصد أحد منّا أن يشعرها بأن فقدانها للبصر شىء يلفت انتباهنا أو يحصرها فى زاوية خاصة. لكن المدهش أنها هى التى خفّفت، بفكاهتها، الرهبة من ذكر العمى وعلّمتنا أن الإعاقة ليست حاجزًا أمام العيش بحب وانفتاح مع الآخرين. كانت تُظهر لنا، نحن المبصرين، أن الحياة الحقيقية تتطلب رؤية أعمق من مجرد حاسة البصر.

أصرّت «ماريا» أن تشاركنا فى لعبة «الضمنو». كانت تتحسّس أرقام المربعات بأناملها، لتفوز علينا فى «فورة» عقب الأخرى وهى تضحك ضحكات تجلجل فى فضاءات المقهى. الغريب أننا كنا نضحك معها، ونفرح بفوزها علينا، رغم أنها كانت تشمتُ فينا علنًا وتهلّل وتضرب بكفها مسند المقعد كما يفعل جُلُّ الفائزين.

مع نهاية العطلة، أدركنا أن «ماريا» لم تكن مجرد ذكرى صيفية عابرة فقد أضحت فى نظرنا رمزًا لما يمكن للبشرية أن تحقّقه عندما ترى بما هو أعمق من رؤية العيون.

 

مقالات مشابهة

  • جلالة الملك يترأس بالرباط حفلا دينيا إحياء لليلة المولد النبوي الشريف
  • أخنوش: تنظيم مونديال 2030 بقيادة جلالة الملك ورش كبير لإنعاش التشغيل وإبراز وجه المغرب المشرق
  • الكفيفة التى أبصرت بعيون القلب
  • فصول غنائية متنوعة للمواهب في أوبرا الإسكندرية
  • جلالة الملك يترأس بمسجد حسان بالرباط إحياء ليلة المولد النبوي الشريف
  • مستشار السوداني: هذه ليست المرة الأولى يواجه فيها العراق انخفاض النفط
  • تدشين برامج تعليمية وتدريبية ومنصات العمل الإلكترونية بكلية الملك فهد الأمنية
  • مستشفى الكندي يهنئ جلالة الملك وولي العهد بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف
  • أبرز النجوم الذين تعرضوا للنصب عن طريق المنتجين(تقرير)
  • الشرقاوي: حكومة أخنوش تحضى بدعم جلالة الملك وهذا عاملٌ ساعد على شرعية إنجازاتها