من بنى المسجد الأقصى.. علي جمعة يوضح رأيين
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
قال الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه عند الحديث عن بناء المسجد الأقصى نجد أن هذه المسألة شغلت العلماء والمؤرخين المسلمين كثيرا؛ حيث اختلف فيمن أقام بناءه الأول: فالرأي الأول: أن آدم عليه السلام هو الذي أسس كلا المسجدين، ذكر ذلك العلامة ابن الجوزي، ومال إلى ترجيح هذا الرأي الحافظ ابن حجر في الفتح، واستدل له بما ذكره ابن هشام في كتاب التيجان أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه فبناه ونسك فيه، وهذا القول أثبت -كما قال الحافظ في الفتح-.
وأضاف علي جمعة عبر حسابه على “فيس بوك” أن الذي أسس المسجد الأقصى هو آدم نفسه أو أحد أبنائه؛ لأن المدة الفاصلة بين المسجدين أربعون سنة فقط.، (فتح الباري)
الثاني: أن الخليل إبراهيم عليه السلام هو الذي أسس المسجد؛ لأن بناءه للمسجد الحرام مشهور بنص القرآن، وإذا ثبت بالنص أنه بنى الكعبة، فإن بناءه للمسجد الأقصى محتمل راجح لقرب العهد بين المسجدين، وممن نصر هذا القول الشيخ ابن تيمية حيث قال: والمسجد الأقصى صلت فيه الأنبياء من عهد الخليل (مجموع الفتاوى)، وفي موضع آخر قال: فالمسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم عليه السلام (مجموع الفتاوى).
و أكد أحد الباحثين المتخصصين في الهندسة على وجود تشابه هندسي تام بين بناء الكعبة المشرفة وبناء المسجد الأقصى المبارك، وباستخدام برامج هندسية ثلاثية الأبعاد وبإهمال المساحتين المختلفتين للكعبة والمسجد الأقصى وضح الباحث بالخرائط والصور تطابقا تاما في زوايا البناءين الأربع؛ مما يدعم بمزيد من الأدلة العلمية فرضية بناء آدم عليه السلام للمسجدين، وتحديد حدودهما بوحي من الله عز وجل، وهي الحدود التي مازال المسجد الأقصى يحتفظ بها حتى يومنا هذا. (مجلة دراسات بيت المقدس، عدد عام2000 م).
وحيث إن أصل رسالة كل نبي هو الإسلام، فاللازم لذلك أن المسجد الأقصى إسلامي النشأة؛ والأنبياء أبناء علات دينهم واحد وقد تختلف شرائعهم، ولا يكتمل إيمان أحد إلا إذا آمن بجميع رسل الله وكتبه، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة:285].
وتابع: عزز إسلامية القدس أنها كانت القبلة الأولى للمسلمين؛ فقد استمر الرسول ﷺ وصحبه نحو ستة عشر شهرا يتجهون إلى بيت القدس في صلاتهم؛ حتي جاء الأمر بتحويلها إلى بيت الحرام بقوله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة:144].
وتابع: ونقل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة لم يغير مكانة القدس بين المقدسات الإسلامية إذا ظلت كما هى أولى القبلتين وثالث الحرمين. بدليل قوله ﷺ: «صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا بألف صلاة، وفي بيت القدس بخمسمائة صلاة»، (مجمع الزوائد).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد الأقصى علي جمعة القدس المسجد الأقصى علیه السلام علی جمعة
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية
اقتحم عدد من المستوطنون الإسرائيليون المسجد الأقصى المبارك، اليوم الإثنين، وذلك بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وسائل محلية فلسطينية، بأن عشرات المستوطنون اقتحموا المسجد الأقصى، وذلك على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، كما استخدموا الأساليب الاستفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية استدعت 7 من حراس المسجد الأقصى المبارك، للتحقيق في مراكزها.
ووفي وقت سابق، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلية وتحديدًا منذ العدوان على غزة يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.
يذكر أن، حركة حماس بدأت عملياتها العسكرية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، وجاء ذلك كرد فعل على كافة الأعمال الإجرامية والمجازر المتنافية للقوانين الدولية التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ444 ردًا على عملية طوفان الأقصى، مما أسفر العدوان الإسرائيلي عن وقوع أكثر من 54 ألف شهيد وآلاف المصابين والمفقودين.
اقرأ أيضاًمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال