الاحتلال يعلنها صراحة.. لا أبرياء في غزة والقنبلة النووية أحد خياراتنا
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
“لا أبرياء في قطاع غزة وإلقاء قنبلة نووية عليه احتمال ممكن، فالموت لا يخيف سكانه، ويجب أن نعرف ما يخيفهم ويرعبهم لإجبارهم على الرحيل، لا مكان لقطاع غزة ولا ينبغي أن يكون موجوداً”؛ تصريح عنصري نازي جديد يحرض على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، هو أحدث ما تفتقت عنه العقلية السادية الإرهابية للاحتلال، وأدلى به الوزير في حكومته عميحاي إلياهو.
الوزير الإرهابي شدد على أنه لا يكفي قتل من في القطاع، بل يجب تدميره بالكامل، وإعادة إقامة المستوطنات التي هدمها الاحتلال فيه عقب انسحابه منه مدحوراً عام 2005، مطالباً بعدم إدخال أي مساعدات إلى القطاع، لأنه “لا يوجد شيء اسمه مدنيون في غزة”، في تصريحات تتماهى مع تصريح وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت في بداية العدوان على القطاع بأن أهالي غزة “حيوانات بشرية” يجب قتلهم وتشريدهم وقطع المياه والكهرباء والغذاء والدواء عنهم.
إلياهو المتعطش للدم الفلسطيني لم يكتف بالمجازر المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال في القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والتي راح ضحيتها نحو 10 آلاف شهيد وأكثر من 22 ألف جريح، بل يدعو صراحة إلى إبادة 2.3 مليون فلسطيني باستخدام النووي، ما يعني مسح القطاع بالكامل من الوجود واستكمال ما بدأه الاحتلال في عدوانه بمسح مئات العائلات من السجل المدني وعشرات الأحياء من خريطة غزة.
التصريح يمثل حقيقة جريمة الاحتلال ومحرقته في القطاع التي تشهد عليها آلاف أطنان المتفجرات التي ألقاها عليه، حيث أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال أسقط أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على ما يزيد على 12 ألف موقع في القطاع المحاصر، أي ما يعادل قنبلتين نوويتين، علماً أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية تقدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات، مع ملاحظة أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، وأن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع، بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومتراً مربعاً.
وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت التصريحات العنصرية الهمجية التي تجرأ على الإدلاء بها أحد شركاء نتنياهو في حكومة الاحتلال الفاشية، مؤكدةً أنه إعلان صريح وإقرار واضح بما يقوم به الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتحديداً المجازر التي يرتكبها يومياً في قطاع غزة، وهو انعكاس واضح لحملات التحريض التي ينادي بها الاحتلال لتدمير القطاع وتهجير أهله، وصفعة قوية لجميع الدول الداعمة للاحتلال، التي تكتفي بدعوته إلى الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، دون الدعوة إلى وقف العدوان.
المقاومة الفلسطينية أشارت إلى أن تصريح الوزير الإرهابي نابع من دعم بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتعبير عن نازية الاحتلال وممارسته الإبادة الجماعية بعد فشله أمام المقاومة، وأيضاً عن مستوى الانحطاط والنازية والسادية لدى كيان الاحتلال القائم على القتل والإبادة الجماعية، مطالبةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم الدولية ذات العلاقة بأخذ تصريح هذا النازي الإرهابي المجرم وتصريحات مسؤولي الاحتلال على محمل الجد، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه الفظيعة.
رئيس المكتب الإعلامي في غزة سلامة معروف قال: إنه رغم وقاحة التصريح وفجاجته وتجرده من أدنى معاني القيم الإنسانية، إلا أنه عين الحقيقة التي تشهد عليها آلاف أطنان المتفجرات التي ألقاها الاحتلال على غزة، مؤكداً أن هذه العقلية الإجرامية ليست شاذةً عن هذا الكيان، حيث عبر عنها رئيس حكومة الاحتلال السابق إسحاق رابين بالقول: “أتمنى أن يبتلع البحر غزة” و”الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت”، وهذا الشعار ترفعه حكومة نتنياهو.
سورية أدانت تصريح أحد إرهابيي حكومة الكيان الغاصب، والذي يشكل دليلاً جديداً على الإرهاب المنظم الذي يمارسه هذا الكيان وعنصريته الوحشية، مشيرةً إلى أن هذه التصريحات تؤكد ما دأبت “إسرائيل” على إخفائه حول حقيقة امتلاكها السلاح النووي خارج أنظمة الرقابة الدولية بدعم من حلفائها في الإدارة الأمريكية والغرب الاستعماري، الأمر الذي يشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار وحياة شعوب المنطقة، ما يتطلب من المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ الإجراءات اللازمة
والاضطلاع بمسؤولياتها، للكشف عن البرنامج النووي الإسرائيلي، وإخضاع هذا الكيان المارق لبرنامج الضمانات الشاملة، وأنظمة الرقابة على المنشآت والبرامج النووية.
جمعة الجاسم وعاليا عيسى
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی قطاع غزة فی القطاع
إقرأ أيضاً:
من أين الوجبة التالية؟.. المجاعة تُنافس قنابل الاحتلال في قتل سكان غزة
الثورة / متابعات
في مشاهد لا تختلف كثيرًا عما حدث في حروب المجاعات قديمًا، يبدو المواطن الفلسطيني منتظرًا الموت جوعًا أقرب مما ينتظره قصفًا بطائرات الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث تم تدمير كافة القطاعات الحيوية التي تنتج الغذاء داخل قطاع غزة بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ 18 شهرًا، كما أن إغلاق المعابر بشكل كامل يحول دون وصول كسرة خبز أو قارورة دواء إلى سكان القطاع المحاصر.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قالت في بيان لها أمس الأحد -على حسابها بمنصة إكس- إن “أكثر من 90 ألف نازح” يعيشون حاليًّا في نحو 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة، مشيرة إلى أن “ما يقارب 420 ألف شخص نزحوا مجددًا منذ انهيار وقف إطلاق النار” في القطاع.
“من أين الوجبة التالية؟”
كما أكد “برنامج الأغذية العالمي” أن العائلات في القطاع “لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية”، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ نحو 7 أسابيع، موضحة أن “الوضع الإنساني المتدهور في غزة يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار، الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية”.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
أكل السلاحف
ويزداد مشهد المأساة وضوحًا بلجوء فلسطينيين من قطاع غزة إلى البحث عن أطعمة غير معتادة لسد شيء من الجوع الذي يفتك بصغارهم؛ حيث أكد بعضهم لصحيفة فرنسية أن الجوع اضطرهم إلى أكل سلاحف البحر، كما قال آخرون لصحيفة بريطانية إنهم باتوا يخشون الجوع أكثر من القصف الإسرائيلي.
وكشفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية أن الجوع دفع الأهالي في غزة إلى أكل سلاحف البحر، وهو نوع محمي من الحيوانات البحرية. ونقلت الصحيفة عن سيدة اسمها ماجدة أن أولادها كانوا في البداية مترددين، لكنها نجحت في إقناع بعضهم بأكل لحم سلاحف البحر مطبوخا.
ويقول فلسطينيون للصحيفة إنهم لم يفكروا يومًا في أكل السلاحف البحرية لو كانت أمامهم خيارات أخرى.
الصياد الغزّي عبد الحليم قنان، يقول إنه لجأ إلى اصطياد السلاحف لتحويلها إلى وجبة بروتينية لتعويض ما يفقدونه من لحوم ودواجن وخضراوات وغيرها.
ويقوم الصيادون بذبح السلاحف وتقطيعها ثم طهيها وتوزيعها على المحتاجين، كونها سلعة لا تباع في الأساس، وذلك بسبب شح البضائع في الأسواق وارتفاع ثمنها.
الحصار الأطول
ومن جهتها ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية أن الحصار الذي فرضته إسرائيل عقب نقضها اتفاق الهدنة دفع قطاع غزة نحو مستوى غير مسبوق من المعاناة الإنسانية، موضحة أن الحصار المطلق الذي يدخل أسبوعه الثامن يتميز الآن بكونه الأطول في تاريخ غزة، مستبعدة أن تتراجع عنه إسرائيل في غياب أيّ ضغط دولي عليها.
وكان رئيس شبكة المنظمات الأهلية نائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة أمجد الشوّا قال: إن “القطاع دخل في حالة مجاعة، والوضع الإنساني بلغ أخطر مرحلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي”.
أما رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة عبد الناصر العجرمي فصرّح بأن نحو 70% من سكان القطاع كانوا يعتمدون بشكل رئيسي على المخابز المتعاونة مع برنامج الغذاء العالمي لتأمين احتياجاتهم اليومية من الخبز.
وكان قطاع غزة يضم قرابة 140 مخبزًا قبل بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، دُمر منها حتى الآن 25 مخبزًا بشكل كلي، بين مخابز آلية ونصف آلية. كما تعاني المخابز المتبقية من أزمات حادة في الوقود والطحين تهدد بتوقفها الكامل عن العمل، وفق العجرمي.
غزة بلا خبز
وتتفاقم هذه المعاناة، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، الذي شمل إغلاقًا تامًا لجميع المعابر، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، مما أدى إلى انقطاع تام في إمدادات الطحين والوقود والمواد الغذائية والطبية.
وبحسب تقارير أممية وحقوقية، يواجه نحو 2.3 مليون فلسطيني خطر المجاعة، في ظل تدمير البنية التحتية الغذائية ومنع دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.
ومطلع شهر أبريل/ نيسان الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أن جميع المخابز المدعومة من قبله وعددها 25 مخبزا في قطاع غزة، أغلقت أبوابها بسبب نفاد الدقيق والوقود المتوفر لديه، رغم أن الخبز أحد السلع الأساسية التي بات الحصول عليها يمثل تحديًا يوميًا للسكان، خاصة في ظل تدمير عشرات المخابز وشح الوقود اللازم لتشغيلها.
وقال البرنامج العالمي في بيان سابق له، إنه كان يوزع يوميًا أكثر من 306,000 كيلوغرام من دقيق القمح لتشغيل المخابز في جميع أنحاء القطاع، بالإضافة إلى الخميرة والسكر والملح.
وأشار إلى أنه مع استمرار إغلاق الحدود ومنع دخول المساعدات، نفدت الإمدادات اللازمة، مما أدى إلى وقف دعم إنتاج الخبز في جميع المخابز المدعومة من البرنامج.