مدير المؤشر العالمي للفتوى يتحدث لصدى البلد: 
نرصد الفتاوى المتطرفة ونحللها ونضع آليات لعلاجها
لدينا أرشيف يحمل 2 مليون فتوى غير موجودة في أي مكان آخر
التنظيمات المتطرفة استفادت بنسبة كبيرة جدا من الذكاء الاصطناعي
90% من فتاوى الإخوان كانت لتبرير العنف على أرض الواقع

 

قال الدكتور طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى، إن المؤشر العالمي هو آلية بحثية ورصدية، أطلقتها دار الإفتاء المصرية في عام 2017، بهدف رسم خريطة الإفتاء في العالم.

وأضاف مدير المؤشر العالمي للفتوى، في تصريح لصدى البلد، أن الهدف من إنشاء المؤشر العالمي للفتوى هو تسليط الضوء على الفتاوى المتطرفة وتشريح العقلية المتطرفة والوقوف على العقلية والذهنية التي تنتج الفتاوى.

وأشار إلى أن المؤشر العالمي للفتوى، يصدر تقارير بصفة دورية سواء كانت تقارير شهرية أو نشرة شهرية معنية بفتاوى الترندات، وإصدار نصف سنوي عن الفتاوى المتعلقة بالتنظيمات المتطرفة.

وأوضح، أن المؤشر العالمي للفتوى، كانت له إسهامات كثيرة في رصد الخطاب المتطرف بداية من مرحلة تصوير إنتاج الفتوى داخل عقلية المتطرف إلى النطق بالفتوى، وتحليل كل هذه المراحل.

وخرج المؤشر العالمي للفتوى، بمجموعة من التوصيات أفادت العاملين في الحقل الإفتائي، كما أن المؤشر كان الأول من نوعه في تحليل الخطاب المتطرف، من خلال آلية لتحليل الخطاب الإفتائي وتقديم رؤى علاجية.

وأطلق المؤشر العالمي للفتوى، المحرك الخاص بالفتوى وهو المحرك الخاص برصد الفتاوى بصورة آلية وهيكلتها لبناء ذاكرة رصدها، وهو يحتوي الآن على 2 مليون فتوى مصنفة ليست موجودة في أي مكان في العالم سوى دار الإفتاء.

وأشار إلى أن هذه الخطوة كانت مهمة جدا لمواجهة الذكاء الاصطناعي والكم الهائل من الفتاوى المنشورة عبر الانترنت لأن الطاقة البشرية لا تستطيع استيعاب هذا الكم من الفتاوى، فكان لابد من استحداث وسيلة ترصد هذه الفتاو، والخروج بتقارير تفيد تفكيك كل الإشكاليات المتعلقة بالفتوى.

وقال الدكتور طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى، إن جماعة الإخوان الإرهابية، من التنظيمات المتطرفة التي استغلت الذكاء الاصطناعي، وتمكنت من خدمة قضاياها؛ بعدما حوصرت على أرض الواقع.

وأضاف طارق أبو هشيمة، في فيديو خاص لـ"صدى البلد"، أن جماعة الإخوان اتجهت إلى الفضاء الإلكتروني؛ للترويج لقضاياها، والتي تدور حول فكرة المظلومية والاضطهاد، مشيرا إلى أن مؤشر الفتوى العالمي رصد تواجد هذه الجماعة على الفضاء الإلكتروني.

وأوضح أن المؤشر العالمي للفتوى، توصل إلى أن نسبة 95% من فتاوى الإخوان كانت تستهدف خدمة مصالح الجماعة، ونسبة 10% بينت ازدواجية هذه الجماعة، ففي فتاوى تنفي أمرا، وفي فتاوى أخرى تقره، على حسب موافقته لمصالحها.

وأشار إلى أن العقلية التي تنتج الفتوى في جماعة الإخوان، ليست الشريعة الإسلامية هي الضابط عندها، وإنما المتحكم فيها، هو البحث عن مبررات لأفعال الجماعة السياسية.

ونوه بأن نسبة 90% من فتاوى الإخوان، كانت لتبرير العنف والإجرام على أرض الواقع، ونسبة 80% من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر هذه الفتاوى التي تصدرها الجماعة، وهذا يظهر مدى تحول الجماعة إلى بث فتاويها عبر الواقع الافتراضي؛ بعدما تم التضييق عليها على أرض الواقع.

ولفت مدير المؤشر العالمي للفتوى، إلى أن نسبة 65% من فتاوى الجماعة تصطدم بالواقع، وهذا ينافي أهم عنصر في إصدار الفتوى، وهو التكييف مع الواقع، وإدراك أحوال الناس من الجهة التي تصدر الفتاوى.

وأشار إلى أن غياب إدراك الواقع لدى جماعة الإخوان؛ يجعلها في صدام مستمر مع كل القضايا التي تتعرض لها، فهي لا تذهب للبحث على الأدلة الشرعية لتأكيد الحكم، بقدر ما تبحث عن مبرر لهذه الفتوى، فهي تبحث عن المبرر للحكم، وليس دليل على الحكم من النصوص الشرعية.

وقال الدكتور طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى، إن الذكاء الاصطناعي أحدث تطور شديد جدا ودخل في الحقل الإفتائي، منوها أن البعض يظن أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر تأثيرا سلبيا على الفتوى.

وأضاف أبو هشيمة: أن نسبة 60% من المتخصصين يرون أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير سلبي في مجال الإفتاء.

وأشار إلى أن 40% يرون أن الذكاء الاصطناعي يرون أنه سيكون له تأثير إيجابي على الإفتاء، منوها أن الفريق الأول صاحب الرؤية السلبية يرى أن الذكاء الاصطناعي لن يفهم السؤال الموجه له ولن يكون قادر على تكييف المسألة الفقهية.

وأوضح، أنه يمكن تجاوز هذه المسألة من خلال الخوارزميات الجديدة للتطبيقات الإلكترونية، حيث يمكن مد التطبيق بأسئلة كثيرة يقدر من خلالها أن يفهم الذكاء الاصطناعي ما يحتاجه المستفتي ويقدر على عرض الإجابة له.

وذكر أن الفريق صاحب الرؤية الإيجابية يرون أنه سيكون إيجابي فعلا ويقدر على الإجابة على كل القضايا ويساهم في عملية رصد الفتاوى.

وأكد أن التنظيمات المتطرفة استفادت بنسبة كبيرة جدا من الذكاء الاصطناعي من خلال فكرة الحشد وتطوير الأفكار والتواجد في الواقع الافتراضي بعد تعذر وجود في الواقع المعيشي بين الناس، حيث يرون أن الذكاء الاصطناعي يتجاوز الحدود الجغرافية.

وأعلن طارق أبو هشيمة، أن 27% من الخطاب الإفتائي الموجه من التنظيمات المتطرفة إلى أتباعهم بهدف استقطاب الأتباع، وعملية الاستقطاب على أرض الواقع أصبحت صعبة لهذه التنظيمات بسبب المواجهة الفكرية والأمنية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المؤشر العالمي للفتوى الذكاء الاصطناعي التنظيمات المتطرفة أرشيف أن الذکاء الاصطناعی التنظیمات المتطرفة على أرض الواقع جماعة الإخوان وأشار إلى أن من فتاوى یرون أن أن نسبة

إقرأ أيضاً:

د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي

في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.

إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.

والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.

واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.

ولتسليط الضوء على  تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.

ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.

تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.

في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.

مقالات مشابهة

  • قبل طرح Galaxy S25.. سامسونج تطلق ابتكارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • أرقام مرعبة.. معدل العنف ضد النساء في تركيا
  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يعلن حصاده خلال عام 2024
  • أمين دُور وهيئات الإفتاء: الذكاء الاصطناعي فرصة ‏لتعزيز الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف
  • الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء: الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز الوسطية ونشر الفكر المعتدل
  • إبراهيم نجم: الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز الوسطية ونشر الفكر المعتدل في مواجهة التطرف
  • حصاد المؤشر العالمي للفتوى لعام 2024.. تقديم ما يقرب من 50 إصدارًا
  • لؤي الخطيب: حديث الرئيس السيسي عن المؤامرات الخارجية على مصر يتحقق على أرض الواقع
  • المؤشر نيكاي الياباني ينخفض وقفزة كبيرة في سهم «هوندا»