العُمانية: أعلنت هيئة البيئة عن اعتماد سكرتارية اتفاقية (رامسار) للأراضي الرطبة، "محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى" موقعًا ضمن قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، لتكون ثالث موقع بسلطنة عُمان يتم تسجيله ضمن قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية بعد موقع محمية القرم الطبيعية في عام 2013، وموقع بحيرات الأنصب في عام 2020.

وتعد محمية الأراضي الرطبة بولاية محوت في محافظة الوسطى المعلن عنها بموجب المرسوم السلطاني رقم (51 / 2014) من المواقع ذات النظم البيئية المقعدة والمتعددة بالإضافة إلى وجود تفرد أحيائي نادر على المستوى الإقليمي والعالمي مما يجعله ضمن المواقع النادرة لدراسة التنوع الأحيائي والاستخدام المستدام للأراضي الرطبة الموجودة بين منطقة المدّ والجزر.

وتصنف المحمية كأفضل موقع ذي الأهمية الدولية للطيور المهاجرة في منطقة الشرق الأوسط خلال فصل الشتاء في مسار الهجرة لقارة آسيا وشرق أفريقيا، وتقدر مساحة المحمية بحوالي 214032.862 هكتار.

ويحتوي موقع المحمية على مجموعة من الأنظمة البيئية ذات حساسية بيئية عالية كالجزر البحرية الطبيعية والخلجان والأخوار والكثبان الساحلية ومسطحات ضخمة من الطمر ومسطحات مالحة وسهول من الحصباء والحشائش البرية إضافة إلى حشائش القيعان البحرية والسبخات وأشجار القرم ومواقع للشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وأماكن لتعشيش السلاحف وبيئات تغذية مناسبة لسلاحف البحرية والثديات البحرية ومن ضمنها حوت بحر العرب الأحدب النادر والمهدد بالانقراض وكذلك الحيتان والدلافين الأخرى.

كما يوجد فيه أكبر تجمع طبيعي بكر لأشجار القرم في سلطنة عمان على امتداد ساحل جزيرة محوت في غبة حشيش حيث تقدر المساحة الإجمالية لتلك الأشجار بحوالي (162) هكتارا.

وتتمتع محمية الأراضي الرطبة بوجود مقومات بيئية سياحية طبيعية تجعلها مقصدًا سياحيًّا لمحبي الطبيعة وهواة مراقبة الطيور والحياة الفطرية. بالإضافة إلى اعتبارها عامل رفد للاقتصاد الوطني من خلال استغلال بعض الفرص الاستثمارية وتشغيل المشروعات الصديقة للبيئة وفق القوانين المعمول بها محليًّا ودوليًّا لضمان استدامة الموارد الطبيعية ورفع كفاءتها.

وتعدّ محمية الأراضي الرطبة بالوسطى ذات أهمية بيئة عالمية منذ منتصف الثمانينيات كونها مركزًا لدراسة وحصر عدد من الطيور المائية في سلطنة عُمان وتقوم خلالها هيئة البيئة بالتنسيق مع متطوعين وخبراء من المنظمات الدولية بهدف زيادة مستوى الوعي حول دور المحمية كنظام بيئي للطيور المائية والكائنات البرية والبحرية الأخرى التي تعتمد عليها على مدار العام.

وتعد المحمية بمسطحات الطمر الواسعة وكميات الملح الموجودة بها ذات أهمية كبيرة في هجرة الآلاف من الطيور المائية باعتبارها من أهم مسارات هجرة الطيور في الشرق الأوسط من أجل التغذية والاستراحة والتكاثر وأهمها طائر النورس والخرشنة والنحام والزقزاق.

وكشفت المسوحات الميدانية الحديثة التي قامت بها هيئة البيئة بالتعاون مع الخبرات الدولية عن زيادة أعداد الطيور المهاجرة التي تزور المحمية بشكل سنوي حيث تزيد أعدادها على نصف مليون طائر خلال فترة الشتاء، وتم تصنيف (23) نوعًا من هذه الطيور ضمن الأنواع التي تخطت نسبة (1%) من مجموع الطيور المهاجرة التي تستخدم مسار الهجرة لقارة آسيا وشرق القارة الأفريقية.

يشار إلى أن اتفاقية رامسار هي اتفاقية دولية تهدف إلى الحفاظ على الأراضي الرطبة والموارد المائية المرتبطة بها، وانطبقت على محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى بجميع المعايير الموضوعة من قبل هذه الاتفاقية لترشيح المواقع ذات الأهمية الدولية.

وتتلخص اتفاقية رامسار في تسعة معايير منها، أن تحتوي الأرض الرطبة على مثال نادر لنوع الأرض الرطبة الطبيعية أو شبه الطبيعية الموجود ضمن المنطقة البيوجغرافية المناسبة، وأن تدعم الأرض الرطبة أنواعا أو مجتمعات بيئية معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض، كما يجب أن تدعم حياة الأنواع النباتية والحيوانية المهمة من أجل الحفاظ على التنوع الأحيائي لمنطقة بيوجغرافية معينة.

كما تشمل معايير الاتفاقية، أن تدعم الأرض الرطبة الأنواع النباتية والحيوانية في المراحل الحرجة من دورة حياتها، أو إذا وفرت لهم الملجأ أثناء الظروف المعاكسة، إضافة إلى تقديم الدعم إلى نسبة كبيرة من سلالات الأسماك المحلية وأنواعها، أو عائلاتها ومراحل دورة حياتها، كما يجب أن تكون الأرض الرطبة مصدرًا رئيسًا لغذاء للأسماك، أو مكان تكاثرها، أو نشأتها، أو مسار هجرتها الذي يعتمد عليه مخزونات الأسماك بشكل كبير.

وقد حرصت هيئة البيئة على تمثيل سلطنة عُمان في مواقع خرائط الاتفاقيات والمنظمات العالمية التي تُعنى بالقطاع البيئي لإبراز المكونات الطبيعية التي تزخر بها البيئة العمانية والمورث الحضاري الذي يتمتع بالحس البيئي والجهود المبذولة لحماية وصون الأنظمة البيئية من خلال الإعلان عن محميات طبيعية أو مواقع ذات أهمية بيئية ووضع خطط استراتيجية لإداراتها بما يتماشى مع الخطط المعمول بها محليًّا ودوليًّا.

جدير بالذكر أنه يوجد داخل نطاق الموقع عددٌ من الحيوانات الضارية مثل الثعلب الأحمر والحيوانات العشبية مثل الغزلان والأرانب البرية، كما تحتوي المحمية على أنواع من القوارض وعدد من أنواع الزواحف البرية يصل إلى (13) نوعًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة البیئة

إقرأ أيضاً:

إنقاذ 10طيور فلامنجو وإعادة إطلاقها في محمية الوثبة

نجحت هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ جزيرة ياس، أبوظبي، في إنقاذ 10 من طيور النحام الكبير (الفلامنجو) المعروفة محلياً باسم «الفنتير»، التي تستوطن محمية الوثبة للأراضي الرطبة، بعد تعرُّضها للإصابة في شهر فبراير 2024 خلال مرور منخفض المزر الجوي المصحوب بالأمطار الغزيرة وزخّات البَرَد بأحجام كبيرة.

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: «رصَد مراقبو الهيئة في المحمية، منذ الساعات الأولى للعاصفة، نفوق وإصابة طيور الفلامنجو عبر البحيرات المائية داخل المحمية. وأصبح واضحاً أنَّ حبّات البَرَد تسبَّبت في إصابة الطيور، وعلى الفور فعَّلت الهيئة إجراءات الاستجابة الطارئة، وكلَّفت أربعة فِرق لجمْع الطيور النافقة، وإنقاذ الطيور المصابة ونقْلها إلى مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ لتلقّي العلاج وإعادة التأهيل».

وأضاف الهاشمي: «نجحت فِرق الهيئة في إنقاذ سبعة أفراخ حديثة الفقس، تتراوح أعمارها بين يوم واحد وثلاثة أيام، وقدمت لها الرعاية الفورية في مركز العناية، وأنقذت أيضاً أربع بيضات كانت على وشك الفقس لضمان بقاء الأفراخ تحت رعاية مركز العناية. وكشفت الفحوصات وعمليات التشريح للطيور النافقة، بالتنسيق مع مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، عن إصابات خطيرة للطيور النافقة بسبب حبّات البَرَد».

وذكر الهاشمي أنَّ هذه الحالة الجوية تُعدُّ ظاهرةً طبيعيةً نادرةً لم تسجَّل في دولة الإمارات سابقاً، وهي أيضاً نادرة الحدوث عالمياً، مشيراً إلى أنه تمَّ توثيق حالات وفاة للطيور بسبب حبّات البَرَد في أماكن أخرى في العالم. وتؤكِّد هذه الأحداث مدى تأثير الظروف الجوية القاسية والتغيُّر المناخي في الحياة الفطرية.

وأضاف: «إنَّ الاستجابة السريعة لهذه الأحداث الطارئة تُثبِت جاهزية هيئة البيئة – أبوظبي وشركائها للاستجابة الفورية والتعامل المباشر مع أيِّ أزمة بيئية. ونحن نفخر بتوسيع جهودنا في إنقاذ الحياة البرية بالتعاون الدائم مع شركائنا، ومنهم مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، وهو ما مكَّننا من إعادة طيور الفلامنجو التي أنقذناها إلى موائلها الطبيعية».

وقال روب يوردي، القيِّم العام لدى مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ: «سُرِرْنا في مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، بالتعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي، لإنقاذ هذه المجموعة الكبيرة من طيور الفلامنجو في أبوظبي. لقد تركت الظروف الجوية الصعبة هذه الطيور في حالة سيئة، وبذل فريقُ الخبراءِ والأطبّاءُ البيطريون في المركز جهوداً كبيرة لإنقاذها، حيث تمَّ نقلها ورعايتها في المركز حتى تتمكَّن من العودة بأمان إلى بيئتها الطبيعية. ويأتي هذا التعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي في إطار مهمتنا الرامية إلى الحفاظ على الحياة البحرية والبيئات الطبيعية وحمايتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي. وتعدُّ سي وورلد واحدةً من أكبر الهيئات المعنية بإنقاذ الحيوانات البحرية في العالم، حيث أسهمت سي وورلد على مدى 60 عاماً في إنقاذ أكثر من 41,000 حيوان حتى الآن، ونتطلَّع إلى الريادة في دعم وإنقاذ الحيوانات التي تحتاج إلى الرعاية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة».

أخبار ذات صلة «بيئة أبوظبي» تسلط الضوء على أفضل الممارسات في الحفاظ على الطبيعة بالتزامن مع عام الاستدامة.. "البيئة – أبوظبي" تنظم المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها

ويُتوقَّع أن تعود طيور الفلامنجو، التي تتكاثر على دفعات عدّة خلال فصل الشتاء وأوائل الصيف، إلى المحمية للتكاثر مرة أخرى. وتشير الدراسات إلى أنَّ المحمية سجَّلت 1,270 حالة تعشيش خلال 2023، ولهذا يُتوقَّع أن تسترد المحمية ما فقدته بسبب الظروف الجوية خلال موسم التعشيش 2024 من دون الحاجة إلى تدخُّل بشري.

وتراقب هيئة البيئة – أبوظبي الطيورَ البرية والمائية في محمية الوثبة للأراضي الرطبة منذ عام 2002، وتتتبَّع أنماط هجرة طيور الفلامنجو من المحمية إلى المناطق التي تنتقل إليها شمالاً خلال فترة الصيف، باستخدام أجهزة متقدمة تعتمد على تقنيات الأقمار الصناعية.

وتُعدُّ طيور الفلامنجو الكبير من الأنواع المهاجرة، حيث تعود سنوياً إلى أبوظبي من مستعمرات التكاثر في آسيا الوسطى، ومع ذلك، تقيم مجموعات منها في بعض الأراضي الرطبة الرئيسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها محمية الوثبة للأراضي الرطبة والمواقع الساحلية المجاورة.

وتُصنَّف محمية الوثبة للأراضي الرطبة، التي تديرها هيئة البيئة – أبوظبي، ضمن الأراضي الرطبة الداخلية وتغطّي مساحة إجمالية قدرها 4.5 كيلومترات مربعة. وتتميَّز هذه المنطقة بأنها أول محمية في أبوظبي أُسِّسَت في عام 1998 بتوجيهات من الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، بعد نجاح عملية تكاثر طيور الفلامنجو، وتُعدُّ المحمية الموقع الوحيد في شبه الجزيرة العربية الذي تتكاثر فيه هذه الطيور بانتظام.

وخلال أشهر الشتاء، تستضيف المحمية أكثر من 4.000 طائر من طيور الفلامنجو، وعادةً ما يحدث التكاثر خلال هذه الفترة؛ وهي أول موقع في أبوظبي ينضمُّ إلى قائمة «رامسار» للأراضي الرطبة، ما يؤكِّد أهميتها العالمية. وفي عام 2018، أدرجها الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة في قائمته الخضراء للمناطق المحمية ومناطق المحافظة على الطبيعة في العالم.
 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • محلات بيع الطيور والحيوانات الأليفة
  • مع ارتفاع أعداد الإصابة .. تطوير اختبار جديد لإنفلونزا الطيور
  • الرضاعة الطبيعية المتزامنة.. فوائد متعددة للأم والأطفال
  • دبلوماسي سابق: زيارة وزير الخارجية لروسيا تأتي في توقيت شديد الأهمية
  • أفضل الزيوت الطبيعية لتكثيف الشعر وتعزيز نموه
  • بحوث الصحراء يشارك في المنتدى الإقليمي العاشر لحفظ الموارد الطبيعية باالسعودية
  • "بيئة أبوظبي" تنقذ طيور فلامنغو وتطلقها في محمية الوثبة
  • الاهتمام بطبقة الأوزون: الأهمية العالمية والتعافي المتوقع
  • إنقاذ 10طيور فلامنجو وإعادة إطلاقها في محمية الوثبة
  • هيئة البيئة – أبوظبي ومركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ ينقذان 10 من طيور الفلامنجو ويعيدان إطلاقها في محمية الوثبة للأراضي الرطبة