5 ملامح نفسية تحدد لك شخصية بنيامين نتنياهو
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
قبل عدة أيام، نشر رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) حمَّل فيها قادة أجهزة الاستخبارات مسؤولية الفشل الذي حصل في 7 أكتوبر/تشرين الأول بعد عملية "طوفان الأقصى". أدت التغريدة إلى هجوم حاد على نتنياهو من داخل حكومته وخارجها، حيث بدا الأمر فقط وكأنه يحاول أن يتملص من أي مسؤولية عن الأمر في وقت حرج، لكن نتنياهو اضطر في النهاية إلى حذف التغريدة والاعتذار.
عدم الاتزان هذا الذي لاحظناه في مختلف تصريحات نتنياهو عقب عملية طوفان الأقصى يحيلنا بدوره إلى سؤال مهم يكشف جانبا من شخصيته: ما الذي نعرفه عن شخصية بنيامين نتنياهو؟ في دراسة أجراها أستاذ علم النفس بجامعة تل أبيب شاؤول قمخي تحاول أن تتقصى السمات الشخصية لبنيامين نتنياهو. تعتمد هذه الدراسة على تحليل السلوك الذي أُبلغ عنه علنا؛ مثل الكتب المكتوبة من قِبَل بنيامين نتنياهو نفسه، والأخبار والتصريحات التي تتعلق به التي نُشرت في الصحف الإسرائيلية، بما في ذلك المقابلات التي أجراها مع الصحف والتلفزيون. تستخدم هذه الطريقة مقاييس الأفكار والمشاعر والأفعال التي لديها الاستمرارية مع مرور الوقت، وقد خرجت الدراسة ببعض الملامح عن شخصية نتنياهو نعرضها تباعا.
الالتفاف حول الذات يواجه نتنياهو مشكلة في فهم وتقدير أي وجهة نظر أخرى تخالف وجهة نظره. (الصورة: شترستوك)
بحسب الورقة البحثية، فإن نتنياهو قد أحرز درجة مرتفعة في نقطة الالتفاف حول الذات، حيث يُعَدُّ النجاح الشخصي أكثر أهمية بالنسبة إليه من الأيديولوجيا التي يقول إنه يسعى إلى تحقيقها، بل ولا يتردد في استغلال الآخرين، بما في ذلك زملاؤه، من أجل تحقيق النجاح الشخصي، وفي هذا السياق فإنه يعتبر نفسه أكثر فهما للأمور من الآخرين، وبالتالي فإنه يرى مَن لا يتفقون معه على أنهم لا يفهمون السياقات التاريخية أو السياسية فهما صحيحا، وتنقل الدراسة تدليلا على ذلك عدة مشاهد، منها شهادة صحفي أجرى مقابلة معه، ادعى نتنياهو خلالها إنه يميز العمليات التاريخية التي لا يميزها الآخرون.
وفي هذا السياق، فإن موقفه تجاه الأشخاص الذين يعملون معه عن كثب يُظهر بوضوح تمركزه حول ذاته، بل إن بعض السلوكيات تكشف عن انشغال بالذات لدرجة أن الآخرين لا يتلقون أي اعتبار، وتتجلى هذه السمة في تعامل نتنياهو مع زملائه من السياسيين، حيث يواجه الرجل مشكلة في فهم وتقدير أي وجهة نظر أخرى تخالف وجهة نظره. ودليلا على ذلك، تلاحظ الدراسة أن نتنياهو لم يقدم في كتبه أي أمثلة على محاولات لفهم أو تقديم وجهات نظر أخرى غير تلك التي تعبّر عن وجهة نظره، ويظهر ذلك أيضا بوضوح في خطبه.
في هذا النوع من الشخصيات، التي تكون مُنكبَّة على عالمها الخاص، يكون من الصعب التمييز بين الأبعاد الشخصية أو السياسية في حياته، لأن كل شيء يدور حولها في نهاية المطاف، وتعرض الدراسة مثالا أنه في اجتماع مع أعضاء كبار في حزب الليكود بعد قضية بار-أون (وهي فضيحة إدارية داخلية في إسرائيل) علق بجُمل تعبر فقط عن ذاته مثل "أنا أتلقى الكثير من الدعم من جميع أنحاء الوطن"، و"يقولون لي كون قويا وثابتا" و"نحن معك"، و"لأن هذا ما يعتمد عليه نجاح الشعب اليهودي".
الرغبة في السيطرة يواجه نتنياهو مشكلة في التوتر غير المتوقع، فهو في هذه الحالة لا يشعر بالسيطرة على ذاته ومحيطه. (الصورة: رويترز)
تشير الدراسة إلى أن نتنياهو يحقق درجات عالية في مقياس الطموح والإصرار، وتقول إنهما أبرز سمتين في شخصيته، وهذه المقاييس لا تشير إلى أخلاقية الفعل كما سنرى فيما يلي من سطور. فكما تشير الدراسة، فإن هذا يعني سعيه المستمر للوصول إلى القمة مهما كان الثمن والتنازلات والتجاوزات التي يمكن أن يقدمها للوصول إلى هدفه وإزاحة المنافسين له، وهو ما قد يفسر استمراره لأطول فترة في رئاسة وزراء دولة الاحتلال، كما أننا يمكن ملاحظة ذلك في تحالفه مع اليمين المتطرف الذي كان حتى الأمس القريب من أشد أعداء إسرائيل بعد قتلهم لرئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، لكن نتنياهو اتجه نحو هذا التحالف في مسعاه للبقاء في السلطة حتى لو أضر ذلك بالمسار "الديمقراطي" كما يصف كاتب إسرائيلي معارض لنتنياهو. وفي هذا السياق فإنه لا يفتأ أن يحدد أهدافا كبيرة قد لا تكون واقعية ولا يرضى بالنجاحات الجزئية خاصةً إذا ما كانت تهدد منصبه، ولا يتخلى أبدا عن أهدافه.
وترى الدراسة أن نتنياهو يتصف عادة بـ "البرود العصبي" في التعامل مع المشكلات مهما كانت كبيرة، فمن غير المرجح أن يقوم بالتفكير العرضي، كما أنه يضع خيارات بديلة لكل خططه، لكنه يواجه مشكلة في التوتر غير المتوقع، فهو في هذه الحالة لا يشعر بالسيطرة على ذاته ومحيطه. أما في حال التوتر المفاجئ، تسيطر على هذا النوع من الشخصيات مشاعر خفيّة من عدم الأمان والعار والإهانة والخوف من أن ينكشف أمره بوصفه شخصا فاشلا حتى لو لم يكن كذلك، وبالتالي يتفاعل بطريقة مرعوبة ومرتبكة، وفي مثل هذه الحالات فهو على استعداد للوعد بأي شيء وتوقيع أي وثيقة خاصة عندما يتعرض للابتزاز. على سبيل المثال، أفاد تقرير المحلل العسكري أمير أورن بأن نتنياهو كان مذعورا للغاية من اعتقال جاسوسين من الموساد في عمان، وقدَّم مقابلهما ثمنا باهظا كان يمكن أن يكون أقل لولا ارتباكه.
ولعل هذا يفسر قدر التخبط الذي نراه حاليًا في الإدارة الإسرائيلية للأزمة الحالية، خاصة بعد صدور تقارير صحفية تشير إلى أن الإدارة الأمريكية تضع في الإعتبار أن أيام نتنياهو باتت معدودة، وكذلك كانت هناك بعض الخلافات بين الإدارتين (الإسرائيلية والأميركية) حول إدارة الحرب الحالية، في هذا المستوى من التوتر المفاجئ يمكن أن يخرج أي شيء من جعبة نتنياهو لتبرير موقفه، ونقصد هنا القسوة الشديدة في العملية العسكرية على غزة في محاولة للفت الانتباه بعيدًا عن الفشل الكبير الذي حصل في 7 أكتوبر (طوفان الأقصى)، ولعل ذلك أيضًا يفسر عدم اكتراثه بالدماء أو حتى بالأسرى الاسرائيليين في غزة الذين قُتل بعضهم بالقصف، وهو ما دفع أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة للتظاهر مرارا أمام منزله احتجاجا على طريقة إدارته للمعركة.
التلاعب أسلوب حياة نتنياهو لديه قدر محدود من القدرة على التعاطف، وبالتالي فمعظم الأشخاص الذين يرتبط بهم اجتماعيا هم أولئك الذين يحتاج إليهم أو الذين يساعدونه. (الصورة: رويترز)
وعلى الجانب الآخر، فإن نتنياهو يبدو شخصا متلاعبا، وهو بحسب الدراسة لا يرى في هذا التلاعب أي سمة غير أخلاقية، بل يرى لعبة السياسة محكومة بـ"قوانين الغابة"، حيث يبقى الأقوياء ويسقط الضعفاء، وبالتالي فإن تحقيق الهدف يبرر أي وسيلة وبأي تكلفة، وتستدل الدراسة بأنه عندما كان يُشكِّل حكومته أشار أعضاء في حزب الليكود إلى أنه كان يسحق الأشخاص الذين يُشكِّلون تهديدا له، بل وكان يهجم بشكل مسبق على أي شخص يُدرك أنه منافس محتمل، ويقوم بتقليص وتصغير الحلفاء الذين قد يُمثِّلون تهديدا له، ويقوم بتشكيل وكسر التحالفات بناء على ذلك، لأن حليف اليوم هو منافس الغد.
ولذلك تميل علاقات نتنياهو إلى أن تكون ذات طابع عملي، فهو شخص ليس جيدا في التعامل الاجتماعي، ولديه قدر محدود من القدرة على التعاطف، وبالتالي فمعظم الأشخاص الذين يرتبط بهم اجتماعيا هم أولئك الذين يحتاج إليهم أو الذين يساعدونه، وعندما يصبح هؤلاء الأشخاص غير مفيدين له فإنه يُنهي العلاقة معهم.
غياب المصداقية يتلاعب نتنياهو بالصحافة لصالحه، وهو يفهم جيدا أن التلاعب بالصحافة هو تلاعب بالحقائق التي لا تعد حقائق إلا في سياق هدفه الشخصي أو السياسي. (الصورة: الفرنسية)
وتُصوِّر شهادة الآخرين عن نتنياهو أنه شخص يقدم وعودا لا يفي بها، وبالتالي فإنه يُعَدُّ غير جدير بالثقة، وتستدل الدراسة على ذلك بمواقف عدة، مثل أن بيل كلينتون ومستشاريه كانوا غاضبين بسبب عدم تنفيذ نتنياهو للوعود التي ادعوا أنه قد قدمها خلال زياراته إلى واشنطن.
يتفق ذلك مع ما سبق في نقطة قوانين الغابة، فالرجل يمتلك موقفا يعتبر الغدر معيارا متفقا عليه ومقبولا في السياسة، بل ترى بعض الآراء أن نتنياهو كان مدخلا لجعل "المكايدة" شكلا مقبولا للخداع بين بعض السياسيين بحسب الدراسة، ينبع ذلك من اقتناعه بأنه في السياسة يمكن قبول أي وسيلة طالما تحقق الهدف، وبالتالي فعندما يقول أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين، وعندما يكذب بملء فيه، فإنه لا يواجه أي صعوبة نفسية أو الشعور بالذنب.
ويجري هذا الموقف على تعامله مع الإعلام، فالرجل لديه قدرة كبيرة على الخطابة والعبث بالكلمات لصالح الرواية التي يريد تقديمها، ظهر ذلك جليا خلال شرحه لموقف دولة الاحتلال أمام جمهور أميركي باللغة الإنجليزية المتقنة، وخدمه ذلك جيدا خلال سباق رئاسة حزب الليكود وبعد ذلك لمنصب رئيس الوزراء. لذلك فإن شخصيته تناسب وسائل الإعلام، وخاصة لأنه يحاول دائما يتصنع الظهور بمظهر لافت، وهو يعرف كيف يستفيد إلى أقصى حدٍّ من الموضوعات التي تخيف الغرب مثل الإرهاب، وكيف يتلاعب بالصحافة لصالحه، وهو يفهم جيدا أن التلاعب بالصحافة هو تلاعب بالحقائق التي لا تعد حقائق إلا في سياق هدفه الشخصي أو السياسي، وهو بحسب الدراسة يهتم بالإعلام جدا، فهو على سبيل المثال يدخل قاعة المؤتمرات في الوقت الذي تبدأ فيه نشرات الأخبار الرئيسية، وهو في هذا السياق يعامل استوديو التلفزيون بوصفه ساحة معركة.
الارتياب تشير الدراسة إلى أن أسلوب إدارة نتنياهو عدوانية، غير ديمقراطية، وهذا ما اعترف به بعض وزرائه من قبل وأعضاء حكومته. (الصورة: رويترز)
مما سبق يمكن أن نستنتج أن إحدى سمات نتنياهو المميزة الأخرى هي الارتياب (الشك)، بل ويصل الأمر بحسب الدراسة إلى ظن يراوده بأن "العالم بأسره ضده"، ويبدو أنه عندما يتعرض للهجوم يشعر براحة أكبر، لأن مشاعر الاستضعاف تعزز عواطفه الداخلية، مما يُمكِّنه من القتال و السعي الدائم لتحقيق الانتصار، وتزيد هذه السمات الارتيابية عندما يشعر بتهديد موقعه، فيشتبه تلقائيا في الأفراد الذين ينتمون إلى فريق آخر غير فريقه، وهنا يكون التهديد من وجهة نظره شخصيا تماما.
وإذا كنت تؤمن أن العالم كله ضدك، فلا بد أن نتوقع أن تعتقد أن هناك مؤامرة عليك، وفي هذا السياق توضح الدراسة أن نتنياهو يروج للمؤامرة في كل مكان من منطلق أن مَن يختلف معه ليس مجرد شخص "يختلف معه"، بل شخص "مخطئ" أو شخص له مصلحة في سقوطه، لكن ذلك بدوره يولد بعض سمات الشخصية الاستبدادية، فهو يميل إلى إنكار نقاط ضعفه وتوجيه اللوم إلى الآخرين عندما يفشل، نتنياهو في هذا السياق لا يخطئ أبدا، فالخطأ دائما في الآخرين، لأنهم على الأقل لم ينفذوا توجيهاته بالشكل الصحيح.
وانطلاقا من سمة الارتياب فإن نتنياهو يُعَدُّ مسؤولا تنظيميا يميل إلى العمل بمفرده، بل لا يستشير المستشارين الرئيسيين ذوي الخبرة، ولا يظن أنه سيحتاج إليهم يوما ما، وإذا كلف مساعديه بالمهام فإنه يطالبهم بتقديم تقارير متكررة حول أنشطتهم، وفي ذلك السياق يجب أن يكون الموظفون مخلصين منضبطين. جدير بالذكر أن الدراسة تشير إلى أن أسلوب إدارته عدواني، وغير ديمقراطي، وهذا ما اعترف به بعض وزرائه من قبل وأعضاء حكومته، بل وقد اتُّهِم من قبل باللجوء إلى التلاعب للميل إلى تحقيق التوازن في حزب الليكود.
ومما سبق، تخلص الدراسة في المجمل إلى أن بنيامين نتنياهو يمتلك العديد من سمات الشخصية النرجسية، بما في ذلك الميل نحو تعظيم الذات، مع طموح قوي وانتهازية وتفانٍ كامل في تحقيق هدفه، وفشل في الاعتراف بالضعف، ورفض اللوم، والعلاقات التلاعبية، واستخدام الأشخاص الآخرين لتحقيق أهدافه، وغياب النزاهة في السياسة، ونقص في الأخلاقيات الشخصية والسياسية، وحساسية كبيرة للانتقاد، ووعي حاد بمظهره.
——————————————————–
مصادر Feldman, O., & Valenty, L. O. (Eds.). (2001). Profiling political leaders: Cross-cultural studies of personality and behavior- (pp.149-165) Chapter: The psychological profile of Benjamin Netanyahu using behavior analysis by Shaul Kimhi Tel Aviv University. Praeger Publishers/Greenwood Publishing Group.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو الأشخاص الذین ی حزب اللیکود أن نتنیاهو وجهة نظره نتنیاهو ی مشکلة فی یمکن أن على ذلک فإنه ی إلى أن فی ذلک
إقرأ أيضاً:
رئيس «أطباء بلا حدود»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة
قال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، إن كثيراً من النساء وأطفالهن يعانون من صدمات نفسية سيئة جراء الحرب الدائرة في السودان، مشيراً إلى أن بعض الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم بضعة أشهر تعرضوا لإصابات بالذخيرة الحية في مناطق الرأس والصدر.
وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أننا إزاء أسوأ أزمة إنسانية شهدتها المنظمة على الإطلاق.. آلاف الأسر تفرقت، خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً، أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم، ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية، يبدو هذا الأمر مستحيلاً في بعض أجزاء البلد.
ورأى أن «الحرب تعد مشكلة حقيقية للنساء والأطفال تحديداً.. أجرينا في أحد المستشفيات العاملة بالعاصمة الخرطوم فحوصات لنحو 4200 امرأة وطفل، ووجدنا أن ثلثهم يعاني من سوء التغذية الحاد، وهذا القياس يدل على أن كل الذين أجريت لهم فحوصات، يعانون من سوء التغذية المتوسط والحاد بدرجات متفاوتة».
وأوضح أن «واحداً من كل 6 جرحى يعالجون في المستشفى ذاته، يعاني من أمراض مصاحبة.. لدينا أطفال لا تتعدى أعمارهم شهوراً تعرضوا لإصابات بالرصاص في الرأس أو الصدر، وللأسف في بعض الأحيان لا تتوفر المواد الطبية اللازمة لعلاجهم، في ظل حالة الحصار على المستشفى، ومنع وصول المعونات الطبية إليه».
الوضع في دارفور
وكشف الرئيس الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، عن ارتفاع نسبة حالات الإصابة بسوء التغذية وسط النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع في إقليم دارفور، وهو ما يتسبب في الوفيات لأسباب بسيطة يمكن علاجها لو توفرت الإمدادات الطبية.
وقال إن نسبة انتشار أمراض سوء التغذية وفقر الدم أعلى بكثير من قدرة فرقنا على علاجها.
وأضاف كريستو: في أغسطس الماضي، أجرينا فحوصات لنحو 30 ألف طفل في عمر سنتين وأقل، حيث أثبتت أن ثلث هذا العدد يعاني من سوء تغذية حاد.
وكشف تقرير سابق لمنظمة «أطباء بلا حدود» في فبراير الماضي عن وفاة طفل كل ساعتين في «مخيم زمزم» للنازحين في ولاية شمال دارفور.
ووفقاً للمنظمة، فإن الصراع في إقليم دارفور أخذ طابعاً عرقياً، وعلى وجه الخصوص أحداث العنف التي جرت في ولاية غرب دارفور، وأدت إلى مقتل الآلاف ولجوء أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد.
وتجاوزت نسبة وفيات الأمهات في جنوب دارفور منذ مطلع العام الحالي التي سجلتها مرافق «أطباء بلا حدود»، 7 في المائة، وبينت الفحوصات التي أُجريت لرصد سوء التغذية بين الأطفال، معدلات هائلة تتجاوز عتبات الطوارئ.
وحض كريستو المجتمع الدولي «على بذل مزيد من الجهود للضغط على الأطراف المتحاربة للسماح بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة؛ لتوفير الغذاء والدواء للآلاف من المدنيين في السودان».
وعالجت فرق «أطباء بلا حدود» أكثر من 4214 إصابة ناجمة عن العنف، بما في ذلك الأعيرة النارية وانفجارات القنابل، وشكلت نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشرة، 16 في المائة منهم.
التغيير: وكالات