بريد عُمان يطلق جهاز الفرز الآلي القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
العُمانية: دشن "بريد عُمان" التابع لمجموعة أسياد جهاز الفرز الآلي للطرود البريدية؛ مما أسهم في رفع الكفاءة التشغيلية للخدمات والحلول البريدية بنسبة 43 بالمائة بنهاية أغسطس 2023 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022.
ويعكس تدشين جهاز الفرز الآلي للطرود البريدية استراتيجية "بريد عُمان" في توظيف أحدث الحلول التكنولوجية لزيادة سرعة معالجة المواد البريدية وتحسين الإنتاجية ورفع زيادة كفاءة توصيل الطرود للعملاء.
وقال الشيخ إبراهيم بن سلطان الحوسني القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لبريد عُمان وأسياد إكسبريس: إن بريد عُمان يعمل على مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية من خلال توظيف حلول الأنظمة الرقمية التي تلبي تطلعات العملاء بتقديم خدمات ذات جودة عالية ومواكبة لأفضل الممارسات العالمية، مشيرًا إلى أن جهاز الفرز الآلي للطرود البريدية جاء بالتعاون مع شركتي "بلوكريست" وإمردِيس العالميتين، الأمر الذي سيمكّنه من إحداث نقلة نوعية في آلية معالجة الطرود البريدية وتسريع وتيرة العمل ورفع الكفاءة التشغيلية والحدّ من الأخطاء المحتملة وضمان تحقيق انسيابية أكبر للأعمال التشغيلية وتقديم مستوى مميز من الخدمات المقدمة لعملائه وتقليص حجم التكاليف التشغيلية للشركة.
من جانبه أعرب روهان ماثور مُدير شركة إمردِيس المحدودة عن سعادته بهذا التعاون الاستراتيجي وتسليم أول نظام فرز آلي مزود بتقنية المسح الضوئي في سلطنة عُمان، موضحا أن هذا الاستثمار سيمهد الطريق أمام بريد عُمان لاستقطاب كميات إضافية من الطرود البريدية وتوسيع إمكانات الخدمات المتاحة، والحفاظ على جودة العمليات التشغيلية وتوفير بيانات تحليلية متقدمة.
ويوظف الجهاز الذي يعد الأكثر تقدما في سلطنة عُمان في هذا المجال تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول القائمة على البيانات لأتمتة عملية الفرز، ويعمل بطاقة استيعابية تقدر بنحو 6000 طرد بريدي في الساعة، ويتم توزيعها على ما يصل إلى 12 مسارا، وفرز الشحنات بأوزان مختلفة تصل إلى 20 كيلوجراما للشحنة، وبحجم يصل إلى 40 سنتيمترا للارتفاع و50 سنتيمترًا للعرض للشحنة، إضافة إلى تسجيل وزن الشحنة والقراءة الضوئية للبيانات المتعلقة بها ومقارنتها مع نظام التتبع البريدي الدولي ونظام إدارة التسليم للتحقق من صحة البيانات المسجلة، فضلا عن توفيره تقنية تتبع الطرود البريدية بما يسهل على العميل المتابعة المباشرة لمعلومات شحناته البريدية.
ويولي بريد عُمان اهتماما بالتطوير والابتكار وتعزيز تجربة العملاء، ويمثل استقطاب تقنية الفرز الجديدة المزودة ببرمجيات لقراءة صورة المسح الضوئي استثمارا كبيرا لتحسين الطاقة الاستيعابية لمعالجة الطرود البريدية وتبسيط العمليات التشغيلية وتقليص وقت التسليم، مع تشغيل جهاز الفرز الآلي الجديد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الطرود البریدیة
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
نشرت مجلة نيتشر العلمية تقريراً حديثاً يستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة في مكافحة الفقر حول العالم، وذلك من خلال تحليل البيانات وتحديد المستحقين للمساعدات بطرق أكثر دقة وسرعة من الأساليب التقليدية.
في أواخر عام 2020، خلال جائحة كوفيد-19، تلقى عشرات الآلاف من القرويين الفقراء في توغو مساعدات مالية مباشرة عبر هواتفهم المحمولة، بفضل نظام ذكاء اصطناعي مبتكر. تم تحويل حوالي 10 دولارات كل أسبوعين إلى حساباتهم الرقمية، وهي مبالغ قد تبدو صغيرة، لكنها ساعدت العديد منهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتجنب الجوع.
اقرأ أيضاً.. هل يشيخ الذكاء الاصطناعي كالبشر؟ خفايا التقادم الرقمي
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تحديد الفقراء؟
اعتمدت حكومة توغو، بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومنظمة GiveDirectly غير الربحية، على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات شبكات الهواتف المحمولة لتقدير مستوى الدخل والفقر في مناطق مختلفة. وبدلاً من استخدام المسوحات الميدانية التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى موارد ضخمة، استطاع النظام الجديد تحديد الأشخاص الأكثر حاجة بسرعة ودقة أكبر.
وفقاً للمجلة، فإن هذا النهج ساعد في التغلب على تحديات مثل عدم توفر بيانات دقيقة عن الفقراء، وهي مشكلة تواجه الحكومات والمنظمات الإنسانية عند توزيع المساعدات.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الطرق التقليدية؟
حالياً، يعيش نحو 700 مليون شخص حول العالم في فقر مدقع، حيث يحصلون على أقل من 2.15 دولار يومياً وفقاً للبنك الدولي. ومع ذلك، يواجه قياس الفقر وتوزيع المساعدات مشكلات عديدة، منها التكاليف العالية لجمع البيانات وعدم شمول بعض الفئات مثل المشردين أو الأشخاص الذين لا يملكون هواتف محمولة.
يقول الباحث جوشوا بلومنستوك، المتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التغلب على هذه المشكلات عبر تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما يجعل عملية تحديد المستفيدين من المساعدات أكثر كفاءة.
من جهة أخرى، يُحذر خبراء مثل أولا هال، الباحث في جامعة لوند في السويد، من أن الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً، فقد تعاني بعض النماذج من التحيز أو عدم الدقة، مما قد يؤدي إلى استبعاد بعض الأشخاص المستحقين للمساعدة.
كيف تطور قياس الفقر عبر الزمن؟
تاريخياً، حاول الباحثون تطوير معايير لقياس الفقر منذ أواخر القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، في عام 1901، أجرى عالم الاجتماع البريطاني سيبوم راونتري دراسة ميدانية حول الفقر في مدينة يورك بالمملكة المتحدة، حيث تم تحديد الفقر بناءً على قدرة الأسر على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
لاحقاً، في عام 1964، اعتمدت الولايات المتحدة مقياس الفقر الرسمي الذي حدد الحد الأدنى من الدخل اللازم لتغطية الطعام والمسكن والنفقات الأساسية، وهو ما تبنته أيضاً دول مثل الهند.
لكن هذه المقاييس لم تعكس الواقع المعقد للفقر، حيث إن امتلاك دخل معين لا يعني بالضرورة القدرة على تأمين الصحة، التعليم، أو المياه النظيفة. ولهذا السبب، طورت الباحثة سابينا ألكاير بالتعاون مع جيمس فوستر ما يُعرف بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد MPI عام 2008، والذي يقيس الفقر بناءً على عشرة عوامل مختلفة، مثل التغذية، التعليم، وسهولة الوصول إلى مياه الشرب.
اقرأ أيضاً.. عندما تتحدث الأرض.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟
هل الذكاء الاصطناعي هو الحل؟
مع التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون في استخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات الرقمية لتحديد الفقر بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2016 أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بمعدلات الفقر بدقة مماثلة للمسوحات الميدانية التقليدية، ولكن بتكلفة أقل وبسرعة أكبر.
تتوسع هذه التجارب حالياً، حيث يتم تحليل بيانات الهاتف المحمول، حركة المرور، والإضاءة الليلية لتحديد المناطق الأكثر فقراً، ما يسمح للحكومات والمنظمات الإنسانية بتوجيه المساعدات بشكل أكثر كفاءة.
هل نحن مستعدون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل؟
رغم الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر، إلا أن هناك تحديات يجب معالجتها، مثل ضمان العدالة في توزيع المساعدات، حماية البيانات الشخصية، وتجنب التحيزات الخوارزمية التي قد تؤثر على دقة التحديد.
في نهاية التقرير، تشير مجلة نيتشر إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر لا يزال في مراحله الأولى، لكن التجارب مثل مشروع توغو تثبت أنه يمكن أن يكون أداة قوية وفعالة إذا تم استخدامه بطريقة مدروسة ومنصفة.
إسلام العبادي(أبوظبي)