الحكومة: إنهاء إعداد منصة إلكترونية للحصول على الرخصة الذهبية.. وسيتم إطلاقها قريبًا
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، لمتابعة عدد من ملفات عمل الهيئة.
وخلال اللقاء، تناول الرئيس التنفيذي للهيئة مستجدات منح "الرخصة الذهبية" بغرض التيسير على المستثمرين وتحسين مناخ الأعمال، مشيرًا إلى منح الهيئة 4 رخص ذهبية جديدة، لعدد من الشركات، ليصبح بذلك إجمالي عدد الشركات الحاصلة على الرخصة الذهبية من قبل الهيئة 24 شركة، تتضمن استثماراتها مشروعات صناعية ومشروعات خدمية.
وأوضح حسام هيبة، أن منظومة الموافقة الواحدة "الرخصة الذهبية"، مع تعديل قانون الاستثمار من المقرر أن تشمل عددًا كبيرًا من المشروعات، وبالتالي يتم التوسع فيها حاليًا، مشيرًا إلى أن هناك تصورا بهذا الشأن سيتم استعراضه خلال الاجتماعات القادمة لمجلس الوزراء.
فيما أكد رئيس الوزراء وجوب أن يكون هناك محدد مهم للحصول على الرخصة الذهبية، يتمثل في قيمة المشروع وما يحققه من تنمية اقتصادية، وذلك بخلاف المشروعات الاستراتيجية التي تم التوافق على حصولها على الرخصة الذهبية.
وفي غضون ذلك، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة الانتهاء من إعداد منصة إلكترونية للتقدم للحصول على الرخصة الذهبية، وسيتم إطلاقها قريبًا.
وتم خلال اللقاء، تناول الإجراءات والجهود المبذولة حتى الآن استعداداً لتنظيم المنتدى القومي للاستثمار، المُقرر أن يعقد في أبريل المقبل، وفى هذا الصدد أكد رئيس الوزراء أهمية الإعداد الجيد لهذا المنتدى بالتعاون والتنسيق بين مختلف أجهزة الدولة المعنية والقطاع الخاص، وصولا لأن تكون هناك فرص استثمارية جاهزة للطرح، وكذا الاتفاق على المشروعات والاستثمارات التي سيتم ضخها.
وفي هذا الصدد، تم استعراض أهم نتائج أعمال مجموعة العمل المصغرة بشأن عقد المنتدى القومي للاستثمار، والأدوار المنوطة بمختلف جهات الدولة سعياً لنجاح فعاليات هذا المنتدى المهم.
كما تطرق حسام هيبة، إلى جهود الهيئة الترويجية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، موضحًا نتائج زياراته الأخيرة للترويج للمشروعات في عدد من الدول، آخرها زيارته إلى اليابان، والتي شهدت عددا من اللقاءات مع كبرى الشركات اليابانية في العديد من القطاعات الصناعية، مؤكدًا اهتمام الجانب الياباني بضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية، الذي يعتبر مركزا رئيسيا لتصنيع وتصدير العلامات التجارية اليابانية.
ولفت "هيبة" أيضًا إلى لقاءاته مع صناديق الاستثمار، والمستثمرين في عدد من الدول، والتي تم خلالها استعراض أهم الحوافز التي يتم تقديمها للمستثمرين المهتمين بتنفيذ استثمارات جديدة في مصر بنظام المناطق الحرة، ودور الهيئة في خلق بيئة جاذبة للاستثمارات والمزايا التنافسية التي تتيحها الدولة المصرية، مؤكدًا في هذا الصدد أن هناك نتائج مبشرة لهذه الزيارات، حيث بدأ عدد من المستثمرين، خاصة الصينيين في التناقش بشأن إقامة عدد من المصانع، والتفاوض بشأن الأراضي التي سيحصلون عليها، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على عدد من المستثمرين الأتراك الذين أبدوا اهتمامهم بالبحث عن أسواق بديلة للتصنيع، ويأتي في مقدمتها مصر، موضحًا أن هناك مفاوضات جارية أيضًا مع مستثمرين آخرين.
وفيما يتعلق بقطاع ريادة الأعمال، أشار حسام هيبة إلى ما يحظى به هذا القطاع من الاهتمام، منوهاً إلى أنه تم الانتهاء من الهيكل الخاص بوحدة ريادة الأعمال، وجار الانتهاء من المنصة الإلكترونية الخاصة به بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، لافتا إلى أنه من المقرر إطلاق هذه المنصة خلال الفترة القليلة القادمة.
كما تم خلال اللقاء، استعراض الجهود المبذولة حالياً في إطار تنفيذ خطة متكاملة لرفع كفاءة وتطوير المرافق بمختلف المناطق الحرة، جذباً لمزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية في عدد من القطاعات، وبما يحقق الأهداف التنموية المرجوة، وزيادة حجم الصادرات، وبما يُحسن من الوضع التنافسي للمنتجات الوطنية، واستهداف العديد من الأسواق الخارجية الجديدة.
ونوه حسام هيبة إلى أنه تم التقدم بطلب للحصول على أراضٍ جديدة بهدف التوسع في المناطق الحرة، وإنشاء 4 مناطق حرة جديدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على الرخصة الذهبیة للحصول على حسام هیبة عدد من إلى أن
إقرأ أيضاً:
التاريخ البحري يعيد نفسه.. من سقوط البحرية البريطانية إلى تهديد هيبة البحرية الأمريكية
تعتبر القوات البحرية أحد أبرز رموز الهيبة العسكرية لأي دولة، إذ تمثل قوتها البحرية مقياسا لسلطتها العالمية وقدرتها على حماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية عبر المحيطات والبحار.
منذ العصور القديمة، كانت السيطرة على البحار والمحيطات تعد رمزا للقوة والنفوذ، وأي تراجع في قدرة البحرية على فرض سيطرتها يعكس تآكلا في هيبة الدولة نفسها.
في هذا السياق، نجد أن القوة البحرية لا تقتصر على الأسطول والسفن الحربية فقط، بل تشمل أيضا قدرة الدولة على الردع العسكري وحماية خطوط التجارة والمصالح الدولية.
مع مرور الوقت، شهدت العديد من القوى البحرية الكبرى تراجعا في هيبتها نتيجة لمجموعة من العوامل، منها تقنية واقتصادية وعسكرية، هذا ما حدث مع البحرية البريطانية في القرن العشرين، ويبدو أن ما يمر به الأسطول الأمريكي اليوم يعكس نفس المسار نحو تآكل هيبته البحرية.
سقوط هيبة البحرية البريطانية
لطالما كانت البحرية الملكية البريطانية رمزا للقوة والهيمنة البحرية، وشكّلت العمود الفقري للإمبراطورية البريطانية التي وُصفت بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس منذ القرن السابع عشر، وحتى القرن العشرين برزت البحرية البريطانية كإحدى أعظم الأدوات الاستراتيجية التي مكّنت بريطانيا من فرض سيطرتها على البحار والمحيطات، وفتح طرق التجارة العالمية، وبسط نفوذها الاستعماري في قارات العالم.
احتفظت البحرية الملكية بمكانة لا تُضاهى لعقود، حيث كانت أكبر أسطول بحري وأقواه عالميا، مما جعل بريطانيا تتمتع بفترة طويلة من السلام والازدهار عُرفت بـ”السلام البريطاني”.
لكن هذا التفوق لم يكن أبديا مع بداية القرن العشرين، بدأت هيبة البحرية البريطانية تتعرض للتآكل نتيجة مجموعة من العوامل الحرب العالمية الأولى كانت أول اختبار جديّ لهذه القوة، إذ شهدت البحرية الملكية اشتباكات كبيرة مع البحرية الألمانية، أبرزها معركة جوتلاند عام 1916م، التي أظهرت أن الهيمنة البحرية البريطانية لم تعد مطلقة، ورغم انتصار بريطانيا في الحرب، إلا أن الخسائر البشرية والمادية كانت هائلة، مما أثّر على اقتصادها وقدرتها على الحفاظ على أسطول بحري ضخم.
خلال الحرب العالمية الثانية، تلقت البحرية الملكية ضربة موجعة عندما نجحت البارجة الألمانية “بسمارك” في إغراق الطراد البريطاني “هود”، وهو ما شكّل ضربة معنوية كبيرة لبريطانيا عصفت بهيبتها البحرية.
تشترك تجربة سقوط هيبة البحرية البريطانية مع ما يحدث اليوم للبحرية الأمريكية في عدة عوامل هامة، حيث تكشف كلتا الحالتين عن كيفية تأثير مجموعة من العوامل الاستراتيجية والتقنية والجيوسياسية والاقتصادية في تراجع القوة البحرية لقوتين عظيمتين.
بالنسبة للبحرية الأمريكية، فإنها اليوم تواجه تهديدات مشابهة، حيث استطاع الجيش اليمني ضرب هيبتها البحرية وتحدي قدرتها على فرض السيطرة في مناطق استراتيجية.
البحرية الأمريكية تواجه تحديات مماثلة ولكنها تتعلق بتطورات تقنية جديدة الجيش اليمني، الذي يمتلك قدرات صاروخية وطائرات مسيرة متطورة، استطاع استهداف حاملات الطائرات الأمريكية بنجاح ولعدة مرات، ومن أبرز هذه الهجمات استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور”، “روزفلت”، و”ترومان”.. الهجمات اليمنية كانت غالبا استباقية، وتهدف إلى إضعاف قدرة البحرية الأمريكية شن هجمات جوية ضد اليمن، بل ووصل الأمر إلى تحدي التقنيات الأمريكية التي استطاع الجيش اليمني أن يجعلها غير فعالة من خلال استغلال الثغرات ونقاط الضعف في البحرية الأمريكية التي لم تعد تميز بين الأهداف المعادية والصديقة وهو ما حدث في العملية الهجومية اليمنية قبل الأخيرة عندما قامت إحدى المدمرات الأمريكية بإسقاط إحدى طائرات الأسطول من نوع f18.
هذا بالإضافة إلى الهجمات المباشرة التي تعرضت لها الفرقاطات والمدمرات الأمريكية، والتي أدت إلى انسحابها من مسرح العمليات البحرية في البحرين الأحمر والعربي، واليوم أصبحت تلك المنطقة الاستراتيجية الممتدة من الأحمر إلى العربي محرمة على البحرية الأمريكية وبقرار يمني، آخر هذه الهجمات كانت خلال الساعات الماضية، حيث تمكنت القوات اليمنية من استهداف حاملة الطائرات “ترومان” بينما كانت تستعد لعملية هجومية كبرى ضد اليمن، الحاملة كانت تتواجد في المياه السعودية بين ينبع وجدة، وهو ما يظهر عجز البحرية الأمريكية عن الحفاظ على هيبتها في وجه هذه التهديدات غير التقليدية حتى في مناطق خارج المياه اليمنية.
هذه الضربات أثبتت أن قوة البحرية الأمريكية التقليدية لم تعد قادرة على ضمان السيطرة البحرية في مناطق استراتيجية، بل وأظهرت أيضا عجزها عن حماية سفنها التجارية، حيث فرضت القوات اليمنية حظرا على مرور سفنها التجارية، ما يعزز هذه المقارنة هو فشل الولايات المتحدة في مواجهة قدرات الجيش اليمني في مختلف المجالات، سواء كان ذلك في مجالات الصواريخ أو الطائرات المسيَّرة.
علاوة على ذلك، فشلت البحرية الأمريكية في تحييد القدرات العسكرية للجيش اليمني أو تشكيل تحالفات فعالة، وهو ما يعكس انهيار هيبتها لدى الدول الغربية، على الرغم من علاقتها العسكرية الوثيقة مع الولايات المتحدة، رفضت الانضمام إلى تحالفات ضد اليمن، مما يعكس عدم ثقتها في قدرة البحرية الأمريكية على النجاح في أي حملة بحرية ضد هذا التحدي الجديد.
وكما سقطت هيبة البحرية البريطانية نتيجة للتغيرات في القوى البحرية العالمية بعد الحربين العالميتين، فإن البحرية الأمريكية تشهد اليوم نفس التآكل في هيبتها بسبب تصاعد تهديدات جديدة وغير مسبوقة.
في كلتا الحالتين، لم تكن التهديدات التقليدية من أساطيل بحرية أخرى هي العامل الرئيس في هذا التراجع، بل كانت الهجمات المفاجئة والصواريخ الدقيقة والطائرات المسيَّرة هي ما أبرز ضعف الأساطيل البحرية الكبرى في مواجهة تحديات جديدة.
وفي حالة بريطانيا، تراجع هيبتها كان ناتجا عن التغيرات التقنية والعسكرية والاقتصادية والاستراتيجية بعد الحربين العالميتين، أما اليوم، فإن سقوط هيبة البحرية الأمريكية يعود إلى صعود الجيش اليمني الذي يبرز كقوة إقليمية.
إذن، يمكن القول إن سقوط هيبة البحرية البريطانية في الماضي وسقوط هيبة البحرية الأمريكية اليوم يشتركان في عوامل مشابهة، تتعلق بتغير موازين القوة البحرية في العالم ورغم الفوارق الزمنية والتقنية بين الحالتين، فإن التحديات التي تواجه البحرية الأمريكية اليوم تشير إلى أن التاريخ البحري لا يتكرر بالضبط، لكن التشابه بين العوامل التي أدت إلى سقوط هيبة البحرية البريطانية وتلك التي تهدد هيبة البحرية الأمريكية اليوم واضح إلى حد بعيد.
ففيما كانت البحرية البريطانية في يوم من الأيام القوة البحرية المهيمنة على المحيطات، أصبحنا نشهد اليوم تراجعا في هيبة البحرية الأمريكية أمام تحديات غير تقليدية، تمثلها الهجمات الدقيقة والمتطورة التي شنها الجيش اليمني.
باختصار، لم تعد البحرية الأمريكية قادرة على فرض هيبتها أو حماية مصالحها البحرية ومصالح حلفائها في مواجهة التحديات المتزايدة، وما كان يُعتبر في السابق أسطولا لا يقهر، أصبح اليوم عرضة للتهديدات التي تعجز عن صدها، مما يعكس تراجعا كبيرا في مكانتها العسكرية العالمية.
وما حدث للبحرية البريطانية في الماضي يبدو اليوم وكأنه تكرار لتاريخ مشابه، حيث فقدت القوة البحرية العظمى مكانتها لصالح قوى جديدة قادرة على تحدي هيمنتها، وها هي البحرية الأمريكية كما ترون بلا حول ولا قوة.
صحفي متخصص في الشأن العسكري