الاقتصاد نيوز ـ متابعة

يواجه قطاع النقل والشحن البحري مزيداً من التحديات نتيجة التوترات الجيوسياسية حول العالم، وبدأت بعض شركات النقل البحري الكبرى بالفعل إجراءات تقشف لخفض كلفة التشغيل في مواجهة احتمالات تراجع العائدات والأرباح.

فعلى رغم ارتفاع كلفة الشحن نتيجة الحروب وزيادة أسعار النفط واستمرار التضخم، إلا أن انخفاض الطلب على النقل البحري أدى إلى توافر معروض من السفن أكبر من الطلب، لذا يفاوض الناقلون على أسعار أقل، بينما تزيد كلفة التشغيل مع تغيير المسارات نتيجة الحروب والأخطار.

مع أن مشكلات وتحديات قطاع النقل البحري تعني بصورة غير مباشرة تراجعاً في نمو التجارة العالمية، إلا أن المتضرر الأكبر ما يقارب من مليوني بحار يعملون في القطاع حول العالم، فبحسب أحدث إحصاءات منظمة بعثة البحارة الخيرية العالمية هناك 1.98 مليون بحار يعملون على نحو 74 ألف سفينة نقل وشحن حول العالم.

ومع تراجع نشاط القطاع تلجأ الشركات إلى خفض الكلف، والبند الأول هو تسريح العاملين أو خفض أجورهم، على رغم أن العاملين على السفن يعتبرون من العمالة التي تحتاج إلى تدريب طويل وليس من السهل الاستعاضة عن خبراتهم.

وبنهاية تعاملات السوق أول من أمس الجمعة، هوى سعر سهم شركة "مايرسك" المسجلة في الدنمارك بنسبة 18 في المئة، بعدما أعلنت الشركة عن خطط تسريح 10 آلاف من العاملين فيها. وسيعني تسريح هؤلاء خفض عدد الوظائف في الشركة من 110 آلاف وظيفة بداية هذا العام إلى أقل من 100 ألف عامل، إذ تتوقع الشركة أن يوفر خفض العمالة نحو 600 مليون دولار العام المقبل 2024.

وكانت الشركة أعلنت أن أرباحها لـ2023 ستكون عند المستوى الأدنى من تقديراتها السابقة للعائدات والأرباح، وفي بيان له قال الرئيس التنفيذي للشركة فينسنت كليرك "يواجه القطاع الذي نعمل فيه واقعاً جديداً من الطلب المنخفض"، مضيفاً أن "الزيادة في العرض في معظم المناطق تؤدي إلى انخفاض الأسعار".

وعلى رغم أن الشركة أكدت أن بياناتها السابقة للعائدات قبل الفوائد والضرائب وغيرها لما تبقى من العام تظل قائمة، في نطاق ما بين 9.5 إلى 11 مليار دولار، إلا أنها تتوقع أن تكون عند المستوى الأدنى من التقدير السابق.

إلى ذلك انخفضت عائدات الشركة في الربع الثالث هذا العام إلى 12.1 مليار دولار، من 22.8 مليار دولار للربع المقابل من 2022 الذي حققت الشركة الرائدة في مجال النقل البحري عائدات غير مسبوقة وصلت إلى 36.84 مليار دولار.

وكان ذلك الارتفاع نتيجة زيادة الطلب على الشحن والنقل البحري بعد أزمة وباء كورونا وتعطل سلاسل الإمدادات، إلا أن مؤشرات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي أثرت في التجارة العالمية أضعفت الطلب هذا العام.

وبحسب مذكرة من مدير الاستثمار في شركة "إيه جي بل" راس مولد، أول من أمس الجمعة أشارت إلى أن الطلب على النقل قوي لو أن وضع الاقتصاد العالمي جيد، لكن العكس هو ما يحدث حين تبدو الاضطرابات في الأفق".

وأضافت المذكرة الاستثمارية "مما يزيد الأمر سوءاً أن آليات حركة القطاع لا تعمل بالصورة المعتادة، فتقليدياً حين ينخفض الطلب تتوقف كثير من السفن والناقلات عن العمل"، إلا أن شركة "مايرسك" قالت إن "ذلك لم يحدث بالقدر المعتاد ويعني ذلك وفرة العرض، وهو أمر ربما يكون جيداً لمن يريد أن ينقل بضاعة لكن ليس لشركات تملك السفن وتشغلها".

ويتزامن الخروج من أزمة سلاسل التوريد مع بدء الحرب في أوكرانيا مطلع العام الماضي، ثم الحرب في غزة حالياً، وبحسب خبراء صناعة النقل البحري يزيد ذلك من مشكلات القطاع، سواء بتراجع الطلب أو ارتفاع كلف التشغيل إضافة إلى المتطلبات الجديدة لسياسات مكافحة التغير المناخي التي تفرض على قطاع الشحن والنقل البحري تقليل الانبعاثات، مما يعني كلفة إضافية للتكيف مع تلك القواعد.

في غضون ذلك قال مدير اللوجستيات في شركة "تريستار إيشيبس" ومقرها دبي تيم كوفين في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر للنقل البحري إن "الصراع في أوكرانيا وغزة سيستمر في تعطيل انسياب التجارة وزيادة كلفة نقل البضائع والسلع حول العالم"، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق بارتفاع أسعار النفط فحسب، وإنما أيضاً لأن الحروب والتوترات الجيوسياسية تؤدي إلى تغيير الوجهات والمسارات البحرية، لذا تزيد الكلفة على الشركات المالكة للسفن والناقلات.

وتابع كوفين أن "مثالاً على ذلك تحويل مسارات ووجهات شحن الحبوب منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وأيضاً وجهات ناقلات النفط والغاز المسال نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا".

وأشار إلى أنه مع تصاعد التوترات الجيوسياسية ترتفع كلفة التأمين على النقل البحري، مما يزيد من الضغط على الطلب نزولاً ويمثل تحدياً آخر للشركات المالكة للسفن والناقلات، مستدركاً "لكن يظل الوضع المتردي للنمو الاقتصادي العالمي العامل الأهم الذي يؤثر سلباً في قطاع النقل البحري والتجارة العالمية عموماً".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار النقل البحری ملیار دولار فی أوکرانیا حول العالم قطاع النقل إلا أن

إقرأ أيضاً:

جارتنر تكشف كيف سيغير الذكاء الاصطناعي تجربة السفر في 2025

كشفت شركة جارتنر، من خلال محللتها الرئيسية شيفاني باليبو، عن أبرز التحولات المتوقعة في قطاع النقل بحلول عام 2025، مسلطةً الضوء على الدور المحوري للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إحداث هذه التغييرات.

الذكاء الاصطناعي والتحول الاستراتيجي

يتجه قطاع النقل نحو تبني حلول معززة بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، وإدارة البنية التحتية، وتحقيق مستويات متقدمة من التخصيص، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويضع الاستدامة في مقدمة الأولويات. تهدف هذه الاستراتيجيات إلى تحسين تجربة السفر بشكل شامل مع التركيز على الابتكار القائم على المسافرين وعمليات النقل المتطورة.

القطارات السريعة: كفاءة واستدامة

تشهد شبكات القطارات السريعة توسعًا عالميًا، ما يُسهم في تقليل أوقات السفر وتعزيز الراحة والربط بين المدن الكبرى. يتميز هذا التوجه بمشاريع ضخمة مثل مشروع القطارات السريعة في الهند بين مومباي وأحمد آباد، وخطط الإمارات لبناء شبكة تربط بين أبوظبي ودبي بحلول 2030. تسهم هذه التطورات في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز البدائل المستدامة للسفر.

التحول الرقمي في الطيران والمطارات

يعيد مفهوم "التنقل المقدم كخدمة" (MaaS) صياغة تجربة السفر عبر توفير منصات موحدة تدمج بين النقل الجوي والبري والبحري، مما يُمكّن المسافرين من تخطيط رحلات متكاملة. تساهم هذه الحلول في تحسين تجربة العملاء، وتفتح فرصًا جديدة لشركات الطيران والمطارات لتحقيق عائدات إضافية من الخدمات المدمجة.

روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي

يتزايد الاعتماد على روبوتات الدردشة المعززة بالذكاء الاصطناعي في قطاع النقل لتقديم دعم مخصص متعدد اللغات وأتمتة استفسارات المسافرين. تُظهر الأمثلة الناجحة مثل روبوت "مهراجا" لطيران الهند وشراكة الاتحاد للطيران مع تطبيق "بوتم" في الإمارات أهمية هذه التقنية في تحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة.

التوأم الرقمي: رؤية شاملة للبنية التحتية

أحدث التوأم الرقمي والذكاء الاصطناعي ثورة في إدارة الأصول مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، ما يتيح التخطيط التنبؤي وتحسين الصيانة. تعتمد مبادرات مثل "غرين لايت" في أبوظبي وأنظمة إدارة الحركة في دبي على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة النقل وتقليل الانبعاثات البيئية.

الابتكار في القطاع البحري

يشهد النقل البحري تحولًا رقميًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين مسارات السفن وخفض استهلاك الوقود والانبعاثات. على سبيل المثال، تعتمد الإمارات مشروع "الاسطرلاب الفضائي" لمراقبة السفن وتحسين كفاءة الموانئ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والفضاء.

تؤكد جارتنر أن تبني التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في قطاع النقل ليس مجرد توجه مستقبلي، بل ركيزة استراتيجية لتحسين الكفاءة والاستدامة وتجربة المسافرين. الشركات والمشغلون الذين يستثمرون في هذه التقنيات سيقودون المشهد العالمي للنقل بحلول 2025 وما بعدها.

مقالات مشابهة

  • حلول رقمية لتحسين فعالية النقل العام في موسكو
  • 3.8 مليون مستخدم لحافلات النقل العام في عجمان 2024
  • ارتفاع عدد قتلى القصف على أوكرانيا
  • سوناطراك توقع مذكرة تفاهم مع الشركة الموريتانية للمحروقات
  • ترامب يخلط بين موزمبيق وغزة ويزعم وقف شحنة واقيات ذكرية من المساعدات
  • رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران يبحث مع سفير كوت ديفوار في القاهرة سبل تعزيز التعاون
  • صندوق الاستثمارات السعودي يطرح سندات بـ4 مليارات دولار
  • مناقشة تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في النقل واللوجستيات
  • الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج يلتقي والي كسلا بحضور وفد الشركة السودانية للانشاء والتعمير
  • جارتنر تكشف كيف سيغير الذكاء الاصطناعي تجربة السفر في 2025